Sunday, April 10, 2011

الملف الإليكتروني للأخوان المسلمين


المقدمة:
قصدت تسميته ب (الملف الاليكتروني) لأنه كله يعتمد علي الأخبار والأقوال المنشورة علي صفحات الانترنت، فأنا لا أدعي إني اعرف أكثر من تلك المادة المنشورة علي المواقع الإخبارية ومقالات الرأي، أما بخصوص التحدث عن الأخوان فهذا من حق كل واحد الآن حيث أنهم أصبحوا واقع معاش ليس من المصلحة تجاهله وبدلا من أن كانوا جماعة محظورة أصبحوا الآن جماعة شرعية معترف بها – وهذا ليس سبب آخر سوي امتلاكهم للشارع وتعبئتهم الشعبية – منذ بداية دعوتهم للحوار الوطني من نائب الرئيس السابق عمر سليمان حتى الإعلان عن تأسيس حزب خاص بهم وهو (حزب الحرية والعدالة) الذي بدأ الترويج له منذ أيام بنشر برنامجه وهذا ما أود أن أبدأ به.

برنامج حزب الحرية والعدالة:
قرأنا علي صفحات الجرائد (1) برنامج الحزب وهو ما أرادوا به أن يكون برنامجا شاملا يناقش جميع اهتمامات المجتمع المصري السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهو كما هو مكتوب في مقدمة البرنامج انه (ثمرة من ثمرات ثورة الشعب المصري المباركة و يعمل على أن تعود مصر قوية عزيزة كريمة تستمد عزتها من كل مواطن فيها، والإقرار بحرية العبادة لجميع المصريون وحق غير المسلمون في التحاكم إلى شريعتهم في أمورهم الخاصة) واستخدم بعض المصطلحات المريحة مثل احترام حقوق الإنسان والديمقراطية والاتفاقات والمعاهدات الدولية واحترامها.

ولكن لأنه من الصعب اعتبار برنامج الحزب ناسخا لكل مواقف الجماعة السابقة، فظهرت الملاحظات التالية:

أول ملاحظة نشرها الصحفي للناشر للموضوع نفسه وهو أن (ولم يتطرق برنامج الحزب إلى موقف الجماعة السابق بشأن حظر ترشيح القبطي أو المرأة لمنصب رئيس الجمهورية) فننتظر التوضيح طالما أن الحزب مدني لجميع أفراد المجتمع المصري.

- ما موقف الجماعة السابق من بناء الكنائس (2) وبعد قراءة المقال لا أجد تعليق سوي أن هذا الفكر يسوق للفرز والأحادية ولا يجد مكان أو مكانة للآخر المختلف ويختزل التاريخ المصري كله في حدث واحد فقط وهو الفتح العربي لمصر وهو فكر يقترب كثيرا للفكر السلفي المتشدد وهذا ما سنشير له لاحقا.

- حيث أن الحزب يقوم علي أساس كرامة مصر ومواطنيها, فما موقف الجماعة من  قول المرشد السابق الذي قال (طظ في مصر) (3) عندما تعارض الوطن مع أفكاره وتفضيل مسلم ماليزي علي مصري قبطي لحكم مصر حتى لو كان خمورجي وبتاع نسوان

- نجد الآن أن الحزب هو ثمرة ثورة الشعب المصري رغم إعلانهم عدم المشاركة في البداية (4) ثم رجعوا للمشاركة وهم كانوا أول من قبل صفقات التهدئة التي عرضها عمر سليمان مما دفع أحد الأعضاء البارزين للاستقالة المسببة (5) وكشف لنا أيضا صفقة انتخابات 2005

- من المثير للعجب الشديد أيضا هو تحديد الحزب لدور الكنيسة في المجتمع وهذا ما يتنافي مع مدنية الحزب والدولة فالإظهار المبالغ فيه للميل إلي الاعتدال تحول لمبالغة فهو يريد حشر كيان الكنيسة لمغازلة الأقباط في مصر.

- في السياسة الخارجية: ذكر (الأطماع الصهيونية) وبنفس المبدأ وهو اللعب علي الوتر الحساس ومغازلة مشاعر المصريين رغم أن الحزب ومبادئه والدولة عامة تجب أن تكون محايدة وموضوعية وأي أحداث أو مواقف يجب أن يحكم عليها من خلال مبادئه المحايدة والموضوعية وعدم المزايدة علي موقف الدولة حيث كلنا نعرف أن إسرائيل عدو ولكن غير معلن حيث يوجد بينهم وبين مصر معاهدة سلام والحزب أقر باحترام جميع المعاهدات الدولية وهنا تناقض مع الذات.

- رغم مثالية البرنامج في جميع النواحي التي ذكرها، لم يقدم لنا جديد وأنا أتخيل أن الحزب الوطني لو وضع برنامج سيذكر نفس النقاط، وحتى الحلول المقترحة تأخذ الشكل القديم ومثال واحد يكفي وهو عند الحديث عن إصلاح وتطوير البحث العلمي فهو يقترح إحياء نموذج الوقف بدلا من تحديد مخصص معين بنسبة مئوية من الناتج القومي كما يتبع في الدول المتقدمة ولكنه تكلم بلغة لا يتحدث بها أحد الآن.

- السياسة المالية: ذكر بعض الأجهزة التي يجب أن يتخلص منها مثل جهاز أمن الدولة والتصرف في الصحف القومية، والقنوات التلفزيونية و الإذاعية، أما بخصوص أمن الدولة يبدو أنه ذكر لسبب ثأري حيث أن هذا الجهاز قد تم حله بالفعل، أما بخصوص باقي المؤسسات المذكورة فهو يذكرنا بحكومة عبيد وخصخصتها للمؤسسات دون تقييمها، والسؤال هنا لماذا لم يستخدم المصطلح الذي كثيرا ما أستخدم وهو (إعادة هيكلة)؟!

- لماذا لم يذكر حل مجلس الشورى الذي لا نعلم له اختصاصات سوي السيطرة علي الأحزاب والتحكم في الصحف القومية وهو ما دفع أحد القيادات المستقيلة لنقده، فيبدو أن اسم المجلس قريب لذهنه وعقليته.

- السياسة النقدية: أراد النظر في المنظومة المصرفية بما يسمح للمصرفية الإسلامية بأن تؤدي دورا متزايدا في الحياة الاقتصادية ولم يقل لنا أي فتوى سيستخدم في الشئون المصرفية وما هي أحكامها؟ وما رأيه من جهة فوائد البنوك مثلا؟ وكذلك استخدم ألفاظ مبهمة مثل (صكوك التمويل) في المعاملات بين البنك المركزي ووزارة المالية من جهة وبين المؤسسات المالية من جهة أخري؟ ولا نعرف ما هي هذه الصكوك وهل ستكون مقابل فوائد؟ ولم يتحدث مطلقا عن القروض وأحكامها؟ وما تأثير خروج مصر عن النظام المالي العالمي؟

- ذكر سوق الأوراق المالية (البورصة) للتمويل دون ذكر مرجعيته الدينية عنه واعتقد انه مباح من الحزب.

-  الغناء: من الغريب وجود حزب سياسي يتحكم في الذوق الفني للمجتمع وتحديد اتجاهاته رغم أن هذا الذوق هو انعكاس لظروف معيشة الإنسان داخل مجتمعه: يعني لو هو نجح في دوره السياسي والمجتمعي سيتحسن هذا الذوق تلقائيا مثلما رأينا في أغاني الثورة، ولا ندري ما هي آلياته لتوجيه الذوق رغم تصرفه في الإذاعة والتلفزيون، ونجد فيما بعد تشريع وتحديد لما هو مقبول ذوقيا علي حسب أهواء قادة الجماعة (6)

أكتفي بهذه الملاحظات عن برنامج الحزب ويظهر أمام عيني الآن الكثير من الأفكار والأسئلة التي أود طرحها، بعضها بخصوص الحزب وبعضها بخصوص الجماعة.

استقلالية الحزب:
رغم الإعلان عن استقلالية الحزب عن الجماعة ولكننا نجد بعض الأمور التي تشككنا في ذلك، ومنها سيطرة مجلس شوري الأخوان علي مؤسسو الحزب، ومنع أعضاء الجماعة من الانضمام لأي حزب آخر ويظهر لنا أحد المستقيلون الجدد من الجماعة وهو د. إبراهيم الزعفراني وهو من القيادات التاريخية والإعلان أن الحزب لن يكون مستقلا (7) حيث أقترح بجعل الجانب الدعوي للجماعة والجانب السياسي للحزب ووضح مؤشرات عدم الاستقلالية وهي اختيار مكتب الإرشاد وكيل المؤسسين للحزب وأن المؤسسين للحزب هم المكاتب الإدارية للمحافظات (وذلك للتعبئة اللازمة للانتخابات التشريعية) وأيضا عدم جواز تأسيس أي عضو بالجماعة لأي حزب سياسي آخر أو الانضمام لأي حزب آخر وبالتالي لن يقبل أي مسلم من خارج الجماعة أو أي قبطي من الانضمام لحزب يحصل رئيسه علي تعليمات من جماعة الأخوان، ومن هنا أصبح من غير المعقول الاعتقاد باستقلالية الحزب عن الجماعة.

سؤال بديهي: إن كانت الجماعة تقوم بالجانب الدعوي والسياسي معا إيمانا إن كلاهما مرتبطان معا وها هم يعلنون إنشاء حزب سياسي مستقل حسب زعمهم، فهل ستتخلي الجماعة عن مبدأها أم الحزب مجرد حيلة سياسية؟ وأكثر من هذا لنا أن نسأل ما فائدة الجماعة في وجود الحزب؟!! وما فائدة الحزب في وجود الجماعة؟!!

الجماعة والدولة الدينية:
من المعروف أن الجماعة تأخذ المنهج الوسطي المعتدل ومن هنا استعين بأحد الوسطيين ليروي لنا فكرة الدولة الدينية وهو (الشيخ القرضاوي)  (8) لاستشفاف بعض الأمور التي يخشاها المجتمع المصري رغم علمي انه غير منتمي للجماعة الآن ولكنه علي الأقل يأخذ نفس المنهج الوسطي المعتدل، فهو ظهر لنا في ميدان التحرير في أول جمعة بعد تنحي مبارك بمباركة الأخوان وإحاطتهم له وكذلك إثنائه الشديد عليهم في هذا الحوار مما يجعلنا لا نتردد في أن نحسبه عليهم أو علي الأقل علي منهجهم.

في البداية حل لنا مشكلة عويصة ظهرت مصاحبة للاستفتاء علي التعديلات الدستورية الأخيرة وهي مشكلة (نعم) لمن؟، هل هي للدين أم للصالح العام وإشكالية مصطلح (غزوة الصناديق) التي وجدت نقد من جميع الأطياف والآراء، فخرج لنا بمصطلح جديد وهو (نعم كانت للجيش!!!) و وفاء وتقدير له، فمازال لا يستطيع التحدث دون تحزب أو التقسيم إلي فريقين متواجهين ونفس نظرة مادمت مختلف معي فإذا أنت ضدي وكأن من قال (لا) غير وفي وضد الجيش والاستقرار، فهو أراد مغازلة الجيش فأحرجه فكأن الجيش كان يدفع الشعب لاختيار (نعم)، إن كان كذلك فلماذا إذا الاستفتاء؟ وهذا رغم أن الجيش لم يوضح لنا ما الطريق في حالة اختيار (لا) كما فعل مع (نعم) واكتفي بالقول أنه مستعد لجميع الاحتمالات.

أما بخصوص الدولة الدينية، عندما سأله المحاور عنها، طمأنه بأن الدولة الدينية التي يخشاها المجتمع ليست موجودة عندنا وهي التي عرفها الغرب إثناء تحكم رجال الدين في السياسة، وعندما سأله المحاور سؤال مباشر عن النموذج الإيراني أعاد نفس الجماعة مع إلصاق التهمة بالشيعة حيث قال (انه لا مبرر لهذه المخاوف في بلادنا "أهل السنة") وأود أن أسأل ماذا عن النموذج الأفغاني لطالباني؟ََ!! أو النموذج الصومالي أو حتى السعودي؟!! وماذا أيضا عن النموذج السوداني الشمالي؟!! الذي مجرد ما شعر إن الجنوبيون سيختارون الانفصال وأعلن دولته الدينية بالشكل الذي نخشاه...

أما من حيث الخيار الآخر وهو العلمانية، فهو لم يناقشها ولكن خرج من نفي الإجابة السابقة من حيث إن النظام الديني الغربي فشل فاتجهوا للعلمانية مستندين إلي آية في الإنجيل تقول (أعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله) مع وجود سندا لهم في الفلسفة الغربية واستشهد بقول لأرسطو عن دور الله في الكون، وبعيدا عن مناقشة إجابة مكررة فأني أنتقد المثال ذاته حيث انه قال منذ بضعة سطور انه ليس جميع ما قاله الأولون صحيحا فلماذا يستشهد بمقولة لفيلسوف وثني وأقرنها بأية من الإنجيل، حيث أن لكل قول مجاله، كل هذا ليلصق الدولة الدينية بالغربيين فقط، فماذا إذا عن جميع النماذج التي ذكرناها سابقا.

ومثلما فاجئنا في بداية الحوار أراد أن يفاجئنا في نهايته عندما سأله المحاور عن تحالف الأخوان والسلفيين في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية أجاب أنه لا يعرف ذلك للخروج من السؤال بدبلوماسية غير منطقية !!!

أسئلة إلي وعن جماعة الأخوان:
الآن وقد أصبحت الجماعة علنية، لابد أن نجد بعض المكاشفة لما كان مخفي عنا لأسباب أمنية، فقد ظل الإخوان كتنظيم كياناً غامضاً بالنسبة للرأي العام، لا نعرف كيف تنتخب قياداته ومتى، ولا ما هي اللوائح التي تحكمهم ويتحدثون عنها في وسائل الإعلام ويستندون إليها في خلافاتهم الداخلية، ولا ما هي أعدادهم ولا توزيعاتهم على المحافظات والمراكز، ولا ميزانياتهم، من أين يحصلون على أموالهم وكيف ينفقونها، وما هي طبيعة مساهمة كل عضو في الجماعة في تمويلها، وهذا الصمت والسرية والتكتم كان لها ألف مبرر قبل الثورة، فلم يكن منطقياً أن تطالب تنظيماً مطارداً بشفافية تسهل مهمة جلاده، لكن المؤكد أن كل ذلك قد تغير الآن، سقط النظام وسقطت أذرعه الأمنية، وباتت الإجابة عن كل هذه الأسئلة وغيرها واجبة على الجماعة وقياداتها.(9)

حسبما هو معلن من قيادات الإخوان حتى الآن، فإن هناك حزباً سياسياً يجرى تأسيسه حالياً، سيكون مستقلاً عن الجماعة الأم، لكن الجماعة بتنظيمها ومكتب إرشادها، ومؤسساتها، ستبقى، ولا أحد يعرف، هل ستبقى كمرجعية للحزب وغيره من الأحزاب التي ستنشأ بمرجعية دينية وما حدود سلطاتها على حزب الإخوان، وحدود صلاحياتها في دعمه أو توجيهه، بما يعنى أنك يمكن أن تجد نفسك في وضع أقرب للنظام الإيراني، ولكن بصيغة محسنة ومتوافقة مع دستور مدني، فإذا كان النظام الإيراني يعترف بوضع دستوري اسمه المرشد الأعلى، فإن صيغة كتلك - من وجهة نظري - ستخلق نظاماً موازياً على شاكلة النموذج الإيراني دون اعتراف دستوري.. بمعنى أن يكون هناك حزب يسعى للحكم، وله مرجعية عند جماعة لها مرشد أعلى، وعندما يصل هذا الحزب للحكم، يصبح هذا المرشد الذي يمثل المرجعية للحزب الحاكم، هو مرجعية الدولة والحكم، وبالتالي يتحقق النموذج الإيراني كاملاً بحكم الأمر الواقع.

هذا جزء من الالتباس الذي مازال غير مبدد، ويحتاج إلى مناقشات وحوارات موسعة مع الجماعة ورجالها المتواصلين مع الرأي العام، وهو التباس خارج من شكل العلاقة بين الجماعة الأم وحزبها، هل سيكونان كيانين مستقلين تماماً، كل منهما يمارس عملاً مستقلاً: الحزب للسياسة، والجماعة للدعوة، أم سيكون الحزب جزءاً من كل، وما الضوابط التي سيختارها الإخوان لتعزيز الاستقلال الحزبي إن أرادوا ذلك، أو مصارحة الرأي العام بأنهم سيعملون في منظومة واحدة متكاملة، وبالتالي الرد على احتمال أن يخلق هذا الاندماج نموذج «مرشد أعلى» على شاكلة النموذج الإيراني؟

هذا عن الحزب فماذا عن الجماعة، وتحت أي مبرر قانوني ستبقى، هل سيتم إشهارها كجمعية أهلية مثلاً؟ إذن فلتنطبق عليها القوانين ذات الصلة بذلك أيضاً، ولتخضع أموالها ووسائل تمويلها ونشاطها لذات الإجراءات الإشرافية والقانونية والرقابية التي تخضع لها سائر الجمعيات الأهلية في مصر. (10)


الجماعة وخطواتها القادمة وتحالفاتها:
وهنا أحاول أن أعرف بعض الاتجاهات المستقبلية للجماعة، وسنبدأ بما ظهر مؤخرا بانشقاق بعض القيادات التاريخية وبدأوا التحدث عن الجماعة من الداخل وكشف بعض الأمور الداخلية مما سيكشف لنا بعض الأمور الغائبة عنا وإيضاح مدي ديمقراطية الجماعة.

مواقف للجماعة:
وهنا نريد إن نقرأ من مواقف الماضي ما سوف يحدث في المستقبل لأن طريقة التفكير وحتى الأشخاص واحدة
ونبدأ بحديث د/ إبراهيم الزعفراني (11) حيث كشف لنا افتقاد الجماعة للديمقراطية وغياب المحاسبة و عدم تقبل النقد الذاتي والفردية في القرارات والاتجاهات مع عدم التعليق من الجماعة سوي انها لن تقف علي أحد (12)

وانتقد أيضا بعض القيادات مثلما قال عن محمد سعد الكتاتني انه يميل إلي "العسكرة" وليس الانفتاح، بعكس الصورة التي رأيناها له علي الشاشة ببرنامج "مصر النهاردة" مع تامر أمين والوجه البشوش المطمئن والآراء المتفتحة ورغم اتخاذه المثالية الشديدة منهج حيث طمأنا إن الجماعة لا تسعي للحكم وهذا ما وصفه تامر أمين بالملائكية التي لا توجد علي الأرض وان من يعمل في السياسة هدفه المشروع الوصول للحكم.

وأظهر لنا أيضا زهد الجماعة في الوصول للحكم فقال أن الجماعة لن تنافس سوي علي 30% من مقاعد مجلس الشعب ولكننا نجد أن سقف ترشحاتهم في مجلس الشعب وصل إلي 49% (وليس 50% أو 51%) (13)

ويتحدث أيضا عن عصام العريان الذي يتحدث بعصبية وتعالي شديد وصبحي صالح الذي قال (أن الجماعة لو رشحت كلب ميت هينجح) (14) وأنهي حديثه بالإشارة أن سبب اعتبار الجماعة أبطال لمجرد قمع النظام القديم لهم.

عند تعبئة الشعب لقول (نعم) للتعديلات الدستورية اتهموا رافضو التعديلات بالتدليس وتلقي تمويل أمريكي وهو أسلوب قديم للتخوين والتخويف كان يستخدم في الانتخابات ولما وجد كثير من النقد والهجوم اضطر المرشد للاعتذار وحذف الموضوع من موقع إخوان أون لاين (15)

ولن أتكلم مرة أخري عن تعاملهم مع المختلفين والآخر والتحزب والأحادية رغم أن سنة الحياة هي الاختلاف.

التحالفات:
أما عن التحالفات فمن المعروف عن تحالفاتهم القديمة مع الأحزاب الهشة والذي أعتبره في وجهة نظري أنه مجرد زواج مصلحة مؤقت حيث الجماعة تساعد الأحزاب بشعبيتها مقابل محاولة الانتفاع بشرعية الأحزاب أما الآن وقد وجدت الجماعة شرعيتها المفقودة أصبحت لا تحتاج للأحزاب فوجدنا الأحزاب بدأت مهاجمتهم (16) وهذا عن التحالفات القديمة فماذا عن التحالفات المستقبلية؟

أردت في المقدمة السابقة أن من يعقد صفقات في وقت معين مع من يختلف معه فكريا أو مع النظام مقابل الحصول علي حزب وجمعية يمكن أن يتحالف مع من ينفذ له مصالحه و أول التخمينات هم:

السلفيون:
كما تعلمنا من درس الحرب الأمريكية مع تنظيم القاعدة، أن الأخطر من محاربة الدول هو محاربة الفكر لأن الفكر رداء فضفاض يستطيع أي أحد أن يرتديه وأيضا خلعه و إخفاءه عند الضرورة وهذا الرداء عابر للدول والقارات والمحيطات وهذا خطورة فكر السلفيون.

كلنا نعلم إن كلاهما مختلفان في الفكر و المنهج ولكن الإشارات لتقاربهم وتحالفهم تزداد يوما بعد يوم حيث مواقفهم واحدة من حيث استخدام الدين في السياسة وهذا وضح من الاتفاق علي التعديلات الدستورية التي أوضحت لنا الانتصار في (غزوة الصناديق) ولأن السلفيين أعلنوا أيضا عدم الاشتراك في الثورة منذ البداية حيث إنها حرام شرعا ووجدناهم الآن سيشكلون حزب سياسي خاص.

وقول د/ إبراهيم الزعفراني انه من صالح الأخوان إن يكون لهم منافس شريف لأن الاحتكار يولد الاستبداد وهذا أيضا يعطينا إشارة إلي إمكانية تحالف الأعضاء المنشقون إذا كونوا أحزاب مع الجماعة مرة أخري ومن هنا نكسب أكثر من حزب للإخوان وليس حزب واحد.

وكذلك دعوة السلفيون إلى الوقوف خلف جماعة الإخوان المسلمين وتقديمها في الصفوف ودعمها في الاعتصام على اعتبار أن الجماعة لها فهم وخبرة سياسية كبيرة لأنهم لا يفقهون في السياسة وهى دعوة جيدة شريطة الالتزام بها قولاً وعملاً على أن يتوقفوا عن بعض الممارسات التي اشتهرت عن الجماعات السلفية الآن وتثير مخاوف الكثيرين وتتربص بهم الدوائر (17) مما يجعلنا نؤمن أكثر بتحالف الأخوان والسلفيين

وكذلك اتخاذ الأخوان دور الأخ الأكبر للمصالحة بين الصوفيون والسلفيون في قصة هدم الأضرحة (18)

ومن هنا فتح المجال لاختلاط الفكر الذي يبدو معتدلا بالفكر المتشدد حيث إن الفكر السلفي له الكثير من المواقف المزعجة مثل: إباحة هدم الآثار وبيعها (19) ولهجتهم المتشددة والمهددة بتنفيذ منهجهم تحت أي ظرف وعلي الأقباط الاستسلام لأمر الله (20)

وكذلك تطبيق الحدود الشرعية وتنصيب نفسهم قضاة وإعطاء نفسهم الحق في تنفيذ الأحكام مباشرة استنادا لأفكارهم وأحكامهم فقط مثل ما حدث في حادثة قطع الأذن.

وربما يسعوا الأخوان للتحالف معهم حيث أنهم أهم أيضا شعبية وشرعية الشارع مثلما رأينا في حادثة كنيسة أطفيح إن الكنيسة بنيت بفتوتهم وتوجيههم ووجودهم في ظل غياب علماء الأزهر وكما يقول البيان (أن العلماء اجتمعوا مع رجال القوات المسلحة واتفقوا علي إعادة بناء الكنيسة)، فمن لمن إذا نحتكم القانون أم علماء الدين !!!

وما يقلق أيضا هو وصول أعداد غفيرة من الجماعات الإسلامية من أفغانستان والشيشان والبوسنة والصومال وإيران من حاملو السلاح والذين يطلبون مكان لهم في مصر ومن اعتاد علي الاحتكام للسلاح لا يتخلي عنه (21)

أعلم إني قد أطلت في الموضوع ولن يكونوا الكثيرون الذين سيصلون لنهايته ليصل لهم اعتذاري عن الإطالة ولكني أري أيضا إن الموضوع يستحق.

نبيل ناجي
























No comments:

Post a Comment