اليد الشمال
في الأول لازم اعتذر لليد الشمال عن الإهمال
اللي اهملته ليها السنين اللي فاتت؛ كنت فاكر إني مش هحتاج لها أبدا، فخليتها
دايما مجرد مساعدة أو (سنيدة) وعمري ما دربتها عشان تأخد لها دور البطولة أبدا.
لكن لما أيدي اليمين (خرجت برة الخدمة) كام يوم
واحتاجت الشمال في دور بطولة،
حسيت إني برمي حد في البحر وبقوله: "اتعلم
العوم".
ولكن لحد دلوقتي إيدي الشمال بتسد معايا في كل
حاجة ماعدا الكتابة؛ لأن القلم صعب وعايز خبرة وتدريب؛ لأنه وحيد ومنفرد ومحدش
يقدر يمسك أكتر من قلم في نفس الوقت، أما بقى (اللاب توب) فطيب ومبيطلبش أيد معينة
أو مدربة؛ لأن (زرايره) كتير لو (زرار) حب يتدلع ويتمنع، يلاقي باقي (الزراير) هتحل
محله وكمان (اللاب توب) من غير (ماوس)؛ يعني مش بيقول لأ لأي أيد.
وأنا مش عارف ليه وأنا صغير لما كنت أحاول أعمل
حاجة بالشمال يقولولي: (لأ، أحسن تطلع أشول) وإيه المشكلة؟ مكانش زماني في الموقف
ده.
ومش عارف ليه إحنا دايما ظالمين الشمال؟؟!!!
لما حاجة تطلع وحشة، نقول: "طلعت شمال" مع إن القلب في الشمال، يبقى
القلب وحش؟؟ !!! وكمان نص المخ الشمال هو المسئول عن الحسابات والأرقام والذاكرة
بعكس نص المخ اليمين المسئول عن الخيال والإبداع وتذوق الجمال والعاطفة، والمفاجئة
إن اللي بيتحكم في الجزء اليمين في الجسم هو نص المخ الشمال؛ يعني في الآخر طلعنا
كلنا شمال.
وكمان المفروض إن الجسم متكامل وبيكمل بعضه؛
يعني المفروض منفضلش حاجة فيه على حساب التانية.
وأنا عايش الحياة دلوقتي من الناحية الشمال
المهملة، فالناحية الشمال مش ايدينا ورجلينا بس، ولكن أي حاجة موجودة في حياتنا
ومش مهتمين بيها؛ يعني بلغة الكورة (الزاوية العامية) اللي محدش شايفها؛ يعني لو
بتبص بعين واحدة لازم عشان الرؤية تكمل تبص بالتانية كمان، ولو بتفكر بنص مخ لازم
تستعمل النصين مع بعض.
وكفاية كدة عشان إيدي وكتفي الشمال وجعوني
بالأضافة للأيد اليمين المصابة.
في النهاية:
فَإِنَّ الْجَسَدَ أَيْضًا لَيْسَ
عُضْوًا وَاحِدًا بَلْ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ.
بَلْ بِالأَوْلَى أَعْضَاءُ
الْجَسَدِ الَّتِي تَظْهَرُ أَضْعَفَ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ.
وَأَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي نَحْسِبُ أَنَّهَا بِلاَ كَرَامَةٍ نُعْطِيهَا كَرَامَةً أَفْضَلَ. وَالأَعْضَاءُ الْقَبِيحَةُ فِينَا لَهَا جَمَالٌ أَفْضَلُ.
وَأَمَّا الْجَمِيلَةُ فِينَا فَلَيْسَ لَهَا احْتِيَاجٌ. لكِنَّ اللهَ مَزَجَ الْجَسَدَ، مُعْطِيًا النَّاقِصَ كَرَامَةً أَفْضَلَ،
لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ، بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَامًا وَاحِدًا بَعْضُهَا لِبَعْضٍ.
فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ.
وَأَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي نَحْسِبُ أَنَّهَا بِلاَ كَرَامَةٍ نُعْطِيهَا كَرَامَةً أَفْضَلَ. وَالأَعْضَاءُ الْقَبِيحَةُ فِينَا لَهَا جَمَالٌ أَفْضَلُ.
وَأَمَّا الْجَمِيلَةُ فِينَا فَلَيْسَ لَهَا احْتِيَاجٌ. لكِنَّ اللهَ مَزَجَ الْجَسَدَ، مُعْطِيًا النَّاقِصَ كَرَامَةً أَفْضَلَ،
لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ، بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَامًا وَاحِدًا بَعْضُهَا لِبَعْضٍ.
فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ.
(بولس الرسول)
No comments:
Post a Comment