Friday, February 3, 2012

لما فضلت أسبوعين عيان


نتكلم في موضوع تاني لأن حالنا واللي بيحصلنا ده عامل زي البرد بتاع اليومين دول؛ ممكن يبقي حواليك وبتحس بيه وبتقاومه ولكن لو دخل جواك يبقي انت كدة عيان وحتقعد لك حبة حلوين في السرير.

وهي دي القاعدة: أى أمور حواليك وبتمر بيها بتعتبر ظروف ممكن تزول، لكن لما تدخل جواك بتتحول لمرض يبتدي ينتشر ويتعبك لغاية ما تتغلب عليه وتطرده برة تاني وتُكون مناعة ضده ساعتها لو مرت عليك الظروف دي تاني عمرها ما هتأثر فيك.

وهو ده اللي حصل معايا؛ مرة واحدة لقيت مناخيري أصيبت بحالة تبول لا إرادي – الحمد لله إنها جت في مناخيري – وقعدت أفكر ولا دي كانت هلاوس المرض مش عارف؛ أني ممكن أعمل مشروع لنوع جديد من الكوافيل تستعمل في مكافحة الزكام والرشح لأن العملية كانت صعبة أوي لكن للأسف فوقت قبل ما أوصل لشكل الكافولة الجديدة.

كام يوم عدوا زي ما عدوا وفوقت وقلت خلاص كدة تمام، نمت الساعة 11 لقيت الساعة 3 الفجر – خير اللهم اجعله خير – تعبان أو حنش دخل ودني الشمال وعمال ينهش فيها، صحيت بس لسة الحنش كان شغال في ودني، بعد ما اخدت شوية مسكنات متينة، وبعد ساعتين من اللف والدوران حوالين نفسي عينيا غفلت شوية لقيت الحنش بطل ينهش لكن جه بداله قطر اكسبريس سريع مالوش محطات وموتوره متين فضل مصدر موتوره لوداني لحد الصبح، وفضلت مع القطر لغاية ما روحت للدكتور تاني يوم اللي كان عنده جهاز حديث ممكن يوريك اللي جوة ودانك علي الشاشة، ومن ساعتها اللي بيقولي: "لما تشوف حلمة ودنك" بقوله: "حلمة ودني واللي جوة ودني كمان"، المهم الدكتور قالي: "التهاب حاد في الأذن الوسطي" وكتب لي شوية أدوية ومازلت عايش مع الأدوية ولكن القطر خَلص ومشي وجه صوت التلفزيون بتاع زمان بعد ما الإرسال ينتهي (ششششششششش)

المهم أني بقيت سكران طبيعي من غير ما أشرب وعامل دماغ من غير ما أحشش، طلع المرض له فوائد برضه؛ علي الأقل بيوفر ثمن الحاجات دي، خصوصا أن فيه ناس بتفضل سهرانة طول الليل تشرب وتشد أنفاس وتنفخ عشان توصل لحالتي دي، طب يتفضلوا معايا ينوروني وياخدوا المضاد الحيوي بتاعي وأنا مش همانع.

ولكن الفترة دي خلتني أفكر في الأمور بشكل مختلف: أول حاجة لقيت معنديش أي نوع من أنواع القيود ولا التزامات وكل الحاجات المطلوبة مني مبعملهاش ومسخر كل مجهودي للمرض والعذر موجود: "أنا عيان" حتى أني فكرت وسألت: هو فعلا الإنسان بيختار قيوده؟؟!! فعلا الإنسان بيختار قيوده بتفضيل نوع منها علي التاني واستسلامه ليها والاكتر من كدة لقيت أن الإنسان بيختار عيوبه كمان !!! عشان كدة محدش بيحب يسمع سلبياته أو يشوفها لأن الموضوع قديم ومعروف وهو أصلا اللي مختار العيوب دي واستسلم ليها من زمان ومتعايش معاها.

تاني حاجة: المرض بيضعف وبيفوق في نفس الوقت وبيخلي الإنسان يشعر بضعفه ويقول: "لما شوية برد بيعملوا كدة في البني آدم، أمال الناس اللي عايشة بالمرض تعمل إيه؟ يا رب ارحم" وكمان بيخلي الإنسان يفكر في كل أموره من منطلق الإحساس بالضعف، وأنت لما تفكر في أمورك بضعف غير ما تفكر فيها وأنت في محل قوة، جرب كده، يمكن تعذر، ويمكن تسامح، ويمكن تصبر، ويمكن تنسي كمان.

المهم إن أنت لما تخف بتلاقي نفسك إنسان جديد؛ يعني المرض بيجدد، فيا رب نخلص من أمراضنا بسرعة ونتجدد.

No comments:

Post a Comment