Wednesday, February 15, 2012

المُزة) وتصنيفها)


 الكلمة دي من الكلمات اللي كانت في الأول محدش كتير بيقولها لأنها تعتبر كلمة عامية أو سوقية و لكن دلوقتي أصبحت منتشرة جدا وكل الناس بتقولها باختلاف بيئاتهم ومستوياتهم وأكيد أصبح ليها معني في عقولهم، ولكن هل فكرت في يوم ما هو أصل كلمة (مُزة)؟

في الأفلام  القديمة أيام ما كان (عماد حمدي) ببدلته الكاملة المقفولة والكرافتة هو نجم الجيل رغم إنك مشفتش منه غير وشه وكفوف إيده، ممكن تلاقي مثلا (عبد المنعم إبراهيم) بيقول لـ (كمال الشناوي) لما ييجي يعاكس: إيه رأيك في (الوزة) دي؟ وبمرور الزمن ممكن تكون اتطورت وبقت (مُزة) واللي يثبت ده إن الكلمة دي رجعت تاني قريب لأصلها وبقوا يقولوها دلوقتي (أوزة)، ولو عايز تعرف ليه اختاروا (الوزة) بالذات للمهمة دي، ممكن تتأمل أي وزة ماشية عندك أو عند الجيران أو تتفضل بزيارة أقرب (فرارجي) أو(فرارخي) زي ما كانت بتتقال في مسلسل (الكبير أوي) أو حتي تبص علي الصورة اللي أنا حاططها هنا فوق.

وكالعادة ودائما حيطلع الفراعنة أول ناس اهتموا بالوز في الصورة الشهيرة اللي اسمها (أوز ميدوم) التي تمتاز بالسيمترية وهتلاقي الصورة دي موجودة في نهاية الصفحة وهم طبعا أول من شبهوا الصفات بالحيوانات والطيور؛ فتلاقي في البداية (أبو الهول) نصفه حيوان برأس إنسان ثم تطور الفن وأصبح الحيوان أو الطائر يمثل الرأس فقط والجسم صار للإنسان.

طيب، أنا عايز أقول إيه؟ تقدر تعتبر كل اللي فات ده مجرد (جر رجل) عشان تفتح الصفحة دي، ومدام فتحتها كمل جميلك وأقرأ باقي الموضوع، وفي النهاية حرجع لكلمة (مُزة) تاني لأرضاء جميع الأذواق.

كلمة تاني بتعتبر خارج مصر مهينة وإهانة وسب ولعن ولكن هنا كلمة عادية ومحدش بيزعل لما يسمعها هي (العنصرية).

طيب يعني إيه (عنصرية)؟ ومين هو (العنصري)؟ 

العنصرية: هي أن تتعامل مع الآخر بشكل تصنيفي بمعنى ألا تتعامل مع أحد إلا على أساس نوعه وصنفه وصفته، أما الغير عنصري فهو من يتعامل مع الناس من خلال مبادئه وقناعاته فقط؛ لأن العنصري يتغير تصرفه على حسب مَن يتعامل معه، فقد يقبل تصرفات وأقوال من شخص ويرفضها من شخص آخر مختلف عنه بل يزداد غضبه أكثر إن كان هذا الشخص المختلف يخالفه في العنصر المصاب بالحساسية تجاهه.

أما العنصري فهو:
- مَن لا يقبل التعامل مع أحد إلا بعد أن يرى كامل تفاصيل بطاقته الشخصية، ولا أقصد خانة الديانة فقط ولكن أيضا اسم العائلة ومنطقة السكن أيضا.
- مَن لا يتعامل مع أحد إلا بعد يضعه في قالب معين ويصنفه تصنيف معين.
- مَن يستخدم دائما ضمير الجمع عند الحديث: "نحن" ، "أنتم"
- مَن يصبغ الأفعال والأراء الفردية على الجميع من ذات الصنف والنوع.
- مَن يميل إلى العقاب الجماعي وتحويل ناتج فعل الفرد على الكل، وعلي مَن أو ما يمثل الصنف أو العنصر إن كان شخص أو مكان.
- مَن يشعر أنه أفضل من الآخر، وهذا أصل العنصرية كما في النازية والفاشية.

ويشترك العنصري مع المتطرف باحساسه أنه الوحيد الذي علي حق، بل أنه يملك الحقيقة المطلقة ولا يتعامل مع ما هو نسبي كنسبي ولكن يعتبره مطلق، فالعنصري والمتطرف يميلان إلى التعميم وأيضا التضخيم.

طيب نرجع بقى لكلمة (مُزة) وإيه علاقتها بموضوع العنصرية ده؟
نتيجة للفكر السائد حوالينا واللي اتسرب لداخلنا أصبحت كلمات زي دي تبقي وسيلة تعبيرنا، فكلمة (مُزة) تعتبر كلمة عنصرية لأنها بتصنف الإنسان على أساس حسي وجسدي وبمعناها إغفال وإهانة لعقل و روح أو حتي شخصية المرأة، وطبعا الكلام ده ممكن يصدم كل اللي اتكل على الحتة دي واهتم بيها وخصوصا إن فيه ناس بتعمل مجهود خرافي وفعلا مجتهدين في المجال ده، ولكن الكلام ده ممكن يفرح اللي مشي بالمثل اللي بيقول: (قرد يسليني ولا غزال يجريني).


وفي النهاية عايز أعرفكم إيه هو عنوان الموضوع الأصلي واللي لو كنت كتبته في بداية الصفحة مكانش حد فتحها خصوصا أصحاب الـ USB المدفوع مقدما لأنهم ممكن يقولوا ببساطة: خسارة الكام كيلوبايت اللي هيضيعوا في الموضوع ده.


العنوان هو:

العنصرية في مصر فينا وحوالينا

أوز ميدوم

No comments:

Post a Comment