Friday, May 11, 2012

مناظرة عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح

مناظرة عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح


شاهدنا بالأمس بمنتهى الحرص المناظرة التي أقيمت بين مرشحي الرئاسة (عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح)، وهذه المواجهة هي الأولى في تاريخ مصر التي أقيمت بين مرشحين في أنتخابات تعددية، وقد لاحظت الأمور التالية من خلال  متابعة أسئلة وأجوبة المرشحين والتي تدل على أفكارهم وكذلك سماتهم الشخصية، وسأحاول تلخيصها:

عمرو موسى:
وهو وزير خارجية مصر المشهور عنه مواقفه القوية تجاه السياسات الإسرائيلية وشغل أيضا منصب أمين عام جامعة الدول العربية لعشر سنوات حتى قيام ثورة 25 يناير، فاستقال من منصبه وتيقن الجميع أنه ينوي الترشح للرئاسة، وخلال تواجده في وزارة الخارجية كان له نصيب كبير من تقدير الشعب حتى أشيع أنه تم استبعاده من الوزارة لإيقاف شعبيته المتزايدة.

ظهر عمرو موسى بالأمس وهو يتكلم بحماس الذي إنقلب في بعض اللحظات إلى إنفعال ولكنه عاد إلى ثباته مرة أخرى حيث أن النقاش سيطول.

ظهرت أفكاره التي تتميز بالمدنية البحتة واحترام التخصص، وكذلك احترامه للوقت حيث أنه كان يتوقف عن الكلام بمجرد سماع صوت تنبيه نهاية الوقت حتى لفتت نظره المحاورة أنه أمامه 10 ثوان بعد بدأ سماع هذا الصوت المنبه.

من أبرز اقتراحاته هي تشكيل مجلس للأمن القومي المشكل من رئيس الجمهورية وقادة الجيش ووزير الداخلية مع إمكانية استدعاء رئيسي لجنة الأمن القومي بمجلسي الشعب والشورى وهذا المجلس هو الذي سيكون مختص بمناقشة ميزانية الجيش.

أما السؤال الدائم الجدلي عن وجهة نظره في تطبيق الشريعة الأسلامية، فأوضح أنه ملتزم بالمادة الثانية من دستور 1971 مع إضافة أنه يحق لأصحاب الديانات الأخرى الاحتكام لشرائعهم، وأكد أنه كمسلم ملتزم بمبادئ الشريعة الأساسية مع الأنطلاق في التقدم والتطور والحداثة ولكنه لم يوضح عدم تعارض الشريعة مع التقدم والتطور، وهذا ما التقطه منه منافسه وابتدأ حديثه به.

انتقد عمرو موسى منافسه وواجهه إن خلفيته الأخوانية تسيطر على أفكاره وإنه لم يعارض أو ينتقد أي شيء في الماضي إلا من خلال ولصالح الأخوان وانتقد أيضا تأييد السلفيين له وسأله عن الالتزام الذي سيقدمه في مقابل هذا التأييد، وكيف يطلق على نفسه ليبراليا أو وسطيا وله  خلفية أخوانية وتأييد سلفي.

عبد المنعم أبو الفتوح:
وهو الطبيب الذي عمل في السياسة منذ أن كان طالبا بالجامعة من خلال نشاطات اتحاد الطلبة وله موقفه الشهير في مواجهة السادات وهو مؤسس الجماعة الأسلامية المرتبطة بالفكر الجهادي ومن أبرز قيادات جماعة الأخوان المسلمين التي انضم إليها مع أعضاء جماعته وعضو مكتب الإرشاد وكذلك كان نائب المرشد العام، ثم خرج من الجماعة إثر اتخاذه قرار ترشحة لرئاسة الجمهورية وتحول للهجوم على الجماعة وردهم عليه بنفس الأسلوب، ومازال موقفه محيرا حتى الآن هل مازال على نهجه القديم وهذا كله تمويه سياسي؟ وزادت الحيرة أكثر بعد دعم السلفيين له، رغم مناداته دائما أنه وسطي أو ليبرالي.

من أول جملة ينطق بها أبو الفتوح يؤكد أنه مرشح الثورة والثوريين وكان هادئا طوال وقته لا يتحرك كثيرا ووقفته ثابتة مع بعض الإشارات المحدودة بيديه بعكس موسى الذي كان جسده كله يتحرك أثناء حديثه، ولكنه دائما ما يتخطى الوقت المسموح له ولا يتوقف إلا بعد تنبيهه.

وبدا واثقا من نفسه بشكل كبير حتى أراها إنها ثقة أقرب إلى الغرور حين قال: أنه في حكمه لن تمر أحداث مثل أحداث العباسية ولن تكون المظاهرات بهذا الحد، فبدا كمن يمتلك عصا سحرية لحل المشاكل ومن الناحية العملية والواقعية لن يستطيع أحد أن يجزم بعدم حدوث مثل هذه الأمور في المستقبل وخصوصا مع تأكيده على حق التظاهر السلمي، فهو على الأقل لا يضمن اندساس بعض المخربين بين المتظاهرين السلميين.

 حمّل النظام السابق مسئولية كثير من المشاكل في العصر السابق والمجلس العسكري مسئولية كثير من المشاكل في الفترة الإنتقالية.

كانت أفكاره متفقة لحد كبير مع موسى في أمور الإدارة والسياسة وقد ذكر ذلك وهذا مشترك ليس بين هذين المرشحين فقط ولكن جميع المرشحين متفقين على أهمية الأمن والتعليم والصحة ... إلخ وكنت أعتقد أنه سيكون له برنامج متميز في مجال الصحة على الأقل.

في حديثه عن تطبيق الشريعة الإسلامية، ذكر أنه لا يوجد تعارض بينها وبين التقدم ولكن سؤال موسى له عن مفهموم الشريعة نفسها أظهر أنه يراها في تطبيق أحكامها الذى فسرها موسى بالحدود.

نفى كثير من الأقوال التى قالها من قبل بخصوص حرية التحول عن الأديان واستشهد بحرية الإيمان أو الكفر والإستتابة وهي المفهوم السلفي عن حرية الأعتقاد وأنا رأيي أنه لا يجب أن يستخدم ألفاظ مثل الكفر أو الإستتابة عن المختلفين دينيا إن أراد أن يكون مرشح لجميع المصريين.

ولكنه لم ينفي قسمه وبيعته لمرشد الأخوان المسلمين عند التعرض لذلك بعكس ما قال من تصريحات بعدم قسمه ومبايعته خلال الأسبوع الماضي، وهذا غير مقبول منطقيا أن يكون أحد أفراد مكتب الإرشاد و من أبرز قيادات الجماعة وقضى فيها 45 عاما ويقول أنه لم يفعل ذلك !!!.

يبدو خلفيته الأخوانية مازالت تطارده وسأله موسى إن كان سيكون له أي مرجعية قبل إتخاذ القرارات وإنه لم يناضل إلا في المجال الأخواني واقترابه من السلفيين مع التأكيد على وسطيته.

واجه موسى بأنه جزء من النظام الذي ثار عليه الشعب وسقط برجاله ولكن موسى رد عليه بأنه ترك النظام منذ 10 سنوات وله مواقفه المعارضة له أثناء قوة النظام.

ملحوظة:
حاولت في هذا الموضوع أن أرسم صورة لكلا المرشحين كما ظهروا من كلامهم - وطبعا من وجهة نظري الشخصية - وقد أعتمدت على متابعتي ومعلوماتي الشخصية وأرحب بأي تصحيح أو إضافة أو مناقشة.

No comments:

Post a Comment