لماذا يعشق المصريون النمل؟!
إن تابعنا أحوالنا وما يدور حولنا وركزنا فيه سنجد أن المصريين يعشقون النمل!، وبعد قليل من التعجب والكثير من التفكير ستجد أن هذا صحيحا، ولكن لماذا؟!
قد يعجب البعض بالنمل لأنهم جميعا "إخوان" من أم واحدة هي: ملكة النمل؛ فالنمل مثل النحل نظامه هرمي ويجلس على قمته ملكة النحل التي تبيض فقط ولا تعمل ولكنها تصدر الأوامر وترشد الآخرين ليعمل ويطيع باقي الأفراد الذين يسموا بـ "الشغالات" ويعيشون جميعهم داخل مستعمرة واحدة، ولكن أي فئة عادة ما تكون من أصل واحد ؛ فأي جماعة لن تكون كذلك إن لم تكن مجتمعة على شيء أي أن هذا ليس فيه شيء غريب.
وقد يعجب البعض الآخر بالنمل لأنهم "جماعة" واحدة منظمون ويعملون وفق منهج مرتب مسبقا، ومن المعروف أن النمل يستطيع أن يغزو أي مكان في العالم ويبني مستعمرته فيها ماعدا "إنتاركتيكا" وهي القارة القطبية المتجمدة.
ولكن أليس هذا شيء مثير للأعجاب حقا؟!!
فإن دخلت مستعمرة النمل لن تجد من لا يعمل؛ فالعمل مقسم بعناية وكل فرد يعرف عمله جيدا، ولكن من الناحية الأخرى لا يجب أن ننسى أن النمل اعتاد على حياة الأنفاق السرية؛ فحتى لو أعطيته الحرية الكاملة وتركت له الساحة، فلن ينسى النفق الذي اعتاد عليه، وسيتعامل مع جميع الأمور بنفس منهج النفق والمستعمرة، فهو أعتاد أن يختزن طعامه ويحيا في قلق عليه ويعمل على حمايته دائما؛ فمثلا لكي يضمن عدم نمو البذور المخزنة يقوم بشطرها وتقسيمها لكي لا تزهر بفعل رطوبة المخبأ السري.
فالنمل لم يكن مستعدا قط للتعامل مع مجتمع آخر غير مجتمعه الذي أسس قواعده، حسب منهجه ولا يوجد عنده أي طرق أو حلول أخرى غير التي عاش بها ووصلته إلى مكانته المبهرة التي سهلت له الطفو على السطح في ظروف معينة ليست دائمة.
وبجانب انبهار المصريون بالنمل وتنظيمه، عليهم أن يتذكروا أن الحشد والتنظيم ليس دليل على القوة بل على الضعف؛ ولكن النمل أثبت أن قوة الجماعة تغطي على ضعف الفرد حيث أن النمل من داخله هش إن كان مفردا ولكن قوته في جماعته.
لذلك إن أعجبنا بنظام النمل، فلنعمل بنظام مثله ولكن ليس من المفروض علينا أن نحيا في تنظيمه أو في مستعمراته.
No comments:
Post a Comment