ما هو عمله بالتحديد؟! هل هو مجرد ضخ الدم لباقي أعضاء الجسد؟! فإن كان هو ما يدفع الدم، فما هو دافعه؟! ما الذي يحركه؟!
فالقلب يمتلك حركة ذاتية مستمرة طالما صاحبه حي؛ إذا فالقلب هو مؤشر الحياة، فهو المحرك (الموتور) الموجود داخل كل إنسان يعمل حتى أن توقفت كل أعضاء الجسم عن العمل؛ فالموت إكلينكيا هو توقف كل أو بعض وظائف المخ، ولكن لا يحسب الإنسان ميتا إلا إذا توقف قلبه، لكن مازال السؤال متجددا ماذا يدفع القلب حتى ينبض؟!
يقول سليمان الحكيم في الأمثال: "أحفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة"، وهولا يوجد محرك له إلا الله، فكل إنسان منا في علاقة واتصال مباشر مع الله مع كل نبضة تنبض داخل القلب؛ لأن كل نبضة تنبض بأمر الله.
إن معني القلب اتسع لا ليكون مجرد القلب المادي فقط ولكن أصبح له صفات ومعاني كثيرة، منها: إن القلب مصدر العاطفة، والإحساس بالراحة والطمأنينة مرتبطان بالقلب، وصار يمثل الإنسان ككل وباطنه تحديدا (مثلما نقول: الإنسان ذو القلب الأبيض).
فلماذا القلب يمثل كل هذه الأشياء رغم أنه عضو مثل باقي أعضاء الجسد؟ !هل لأنه فريد؟!
لكن المريء فريد، والحنجرة فريدة، والحجاب الحاجز فريد، ولكن يبقي القلب الذي منه مخارج الحياة.
فالقلب تحمل كثير من الأعباء لا يحملها في داخله؛ فالعاطفة والفكر أصلهما المخ، ولكن القلب تحمل أعباءهم ربما لأنه أكثر ما يتأثر بهم ويتفاعل معهم، حتى في مصر الفرعونية؛ في مشهد المحاكمة الرمزية، يأكل الوحش قلب الإنسان الخاطئ، وكأن القلب نائب عن الإنسان ككل ولا يوجد أفعال إلا ومرت من خلال القلب.
وأيضا من الأعباء التي يتحملها القلب معنا: فهو يضطرب إذا اضطربنا، يطرب إذا طربنا، تزيد ضرباته مع الغضب، ويرفرف مع الفرح، ينكسر مع الحزن، يرتبك مع الكذب، وينجرح مع الخيانة، لذلك فالقلب يستحق الاهتمام بما يتناسب مع قدره.
17 مارس 2008
روعة يا نبيل
ReplyDeleteمتشكر جدا
ReplyDelete