Sunday, July 31, 2011

الزحام ...... من وجهة نظر اجتماعية



زحمة ... يا دنيا ... زحمة ظهرت هذه الأغنية ونجحت في جذب أنظار الجميع لها لأنها كانت تمسهم وتعبر عنهم فأكثر الأوقات تكون فيها منتبها ومستمع باهتمام عندما يتحدث أحد عنك

فالنظرية الاجتماعية تقول أن الزحام يؤدي إلي قلة الموارد التي تسبب التوتر مما يؤدي للعنف الذي يصاحبه مزيد من التوتر ويستمر الدوران في هذه الدائرة ومن المعروف أن الزحام عادة ما يكون نتيجة سلوكيات خاطئة

فالزحام هو مصدر الإزعاج والتوتر والعنف في المجتمع،  فهو يخلق الفرقة بين الناس، والأحقاد دون سبب مباشر، و التخلص من التوتر يكون بشكل من أشكال العنف تجاه الآخر وعادة ما يكون ضد الطرف الأضعف حتى ولو لم يكن طرف في النزاع

والعنف ينتقل من مستوي أعلي إلي آخر أقل، فأن رأيت طفل يتعامل بعنف مع حيوان صغير فلا تتعجب فهذا بسبب والده الذي يقهره مديره المقهور من إدارته الأعلى فيتعامل بعنف مع زوجته التي تعامل ابنها الأكبر بعنف الذي يرحل هذا العنف لأخيه الأصغر الذي يضرب الحيوان بعنف

فليس من العجب أن نجد أن من يضرب شخص علي قفاه هو شخص مضروب بالشلوت من شخص مضروب علي قفاه من شخص آخر مضروب بالشلوت من شخص آخر ومن هنا يتولد العنف وينتقل، فما دخل الزحام بذلك؟

سنجد أن الزحام هو السبب الرئيسي في أكبر الهجرات والحروب وأشرسها وحتى الاكتشافات الجديدة، أن ما دفع كولومبوس  للذهاب إلي رحلته الاستكشافية حتى وجد أمريكا هو ضيق أوروبا بسكانها ونفس السبب هو الذي دفع قوم كالمغول لاجتياح العالم وهذا الزحام الذي يصاحبه قلة الموارد يزيد من التوتر والعنف الذي ضاعف وحشيتهم ونفس السبب أيضا هو وراء غزوات الأسكندر

أما في مجتمعنا، فيكفي التفكير في دوافع عدد كبير من الشباب من المحافظات التي بها كثافة سكانية عالية أن يلقوا بأنفسهم داخل البحر في مراكب صيد متهالكة أملا في الخروج من بلدهم وعبور البحر، فهم فقدوا كل الأمل في إيجاد مكان لهم في بلدهم وخرجوا يبحثوا عن هذا المكان حتى لو بطرق مهلكة ويبدو أنهم لم ينسوا الزحام حتى في طريقة هروبهم منه فإن رأينا تكدس هذه المراكب بالبشر فسنجد انه لن يستطيع قبول هذه الطريقة إلا من اعتاد عليها ، ورغم علمهم بمشقة الغربة ولكنهم اختاروها بحثا عن الأمل والمكان الغير موجود ببلادهم

ومثال آخر في الحياة اليومية، فنجد مثلا في المواصلات العامة أن الركاب يلومون بعضهم ويتشاجرون بسبب الزحام خصوصا في فصل الصيف ويحملون بعضهم سبب التوتر والعنف دون لوم المواصلات الغير مناسبة لهذا العدد كله، وهذا لسبب بسيط أن هذا الإنسان المتوتر لن يستطيع أن يلوم الأتوبيس أو المترو فيرحل غضبه وينقله إلي شريكه في المواصلات

وماذا عن ثورة 25 يناير؟

أن حالة الزحام والشلل في المجتمع من أسباب ثورة 25 يناير، فالشباب الذين ليس لهم مكان في المجتمع ومهمشين حدث لهم انفجار، فمظاهر الزحام والشلل في كل مظاهر الحياة فالشلل المروري يدمر الأعصاب والإحساس بالظلم والبحث عن هوية هو الذي دفع الشباب للاعتصام وكما قلنا سابقا أن من يحيي حياة الزحام يعتاد عليها ويستخدمها حتى عندما يحتج ضدها ومن هنا كان الاعتصام المليوني

والزحام ليس في المكان فقط ولكن داخل الإنسان أيضا فإحساس طالب الجامعة بأنه عندما يتخرج لن يجد مكانه بسبب كثرة الخريجين، هذا سيؤدي لإحباطه وتوتره ثم انفجاره 

والمثال الأخير عن الأحقاد التي يسببها الزحام بشكل غير مباشر، فمثلا في أي شركة استثمارية عندما تنمو من الطبيعي أن يزيد عدد الموظفين ولكن مع أي أزمة اقتصادية ستضطر الشركة لتقليل المصروفات وطبعا مرتبات الموظفين الذين تحولوا إلي عبأ وغير منتجين، وهنا يطالب الأقدم بالتخلي عن الأحداث من الموظفين لأنهم سبب زيادة العدد وسيطالب الجدد بحقهم في البقاء لأنهم أصبحوا جزء من هذا الكيان ولم يرتكبوا أي ذنب لتسريحهم وهنا يظهر التوتر، ولكن أن تحاورت مع أحد الأشخاص في هذه المنظومة ستجده يدافع عن وجهة نظره معطيا أمثلة بأشخاص ليس له بهم احتكاك مباشر واتهامهم بأنهم من أسباب هذا الترهل وكل هذا بسبب الزحام وكما قلنا سابقا أن أي زيادة في العدد غالبا ما تكون بسبب سلوكيات خاطئة

عجبا لهذا الإنسان الذي يريد أن يكون له مساحة منفردة من الخصوصية وفي نفس الوقت يحتاج للمجتمع وزحامه لكي يشعر بالأمان

Saturday, July 30, 2011

تعريفات



الأرض: هي تلك الكتلة الدائرية التي نقطة النهاية فيها هي نفس نقطة البداية

الجاذبية: القوة التي تجذب كيانك ودماءك اليها حتي لا تشعر ان كنت تسير علي الأرض أم تسير الأرض عليك

الوحدة: أن تسمع نبض قلبك ينبض في الخلاء ليس داخل جسدك

العذاب: هو جرح نفس الجروح السابقة

التجربة: هي المشاكل المتعاقبة يتخللها فترات راحة

والقهر: هو افتقاد فترات الراحة هذه

الاكتفاء: نتيجة حتمية للاقتناع

الحصار: قرار شخصي يبدأ عندما يغلق الانسان ابواب مدينته خشية المحيطين وينتهي عندما يفتح نفس هذه الأبواب لكن بعدما ان يتحول كل المحيطين لمهاجمين

الأحلام: هي نسج الخيال علي نول الواقع

و الاوهام: غزل (فك) خيوط الواقع بمغزل الخيال

الأفعال: تكشف الأفكار التي عادة ما يتنكر منها الانسان

وجهة النظر: لا يهم مقدار صحتها بقدر أهمية القدرة علي توصيلها

اللباقة: هي قول كلماتك لكن بلغة الآخرين

الأحباط: ان تشعر ان القمة التي  قد تصل اليها بعد تسلق وعناء قد يدهسها الآخرين بأطراف أصابع أقدامهم

اليأس: هو نسيان احلام المستقبل والحياة في الماضي وسط ما يزعجك

والأمل: دائما ما يوجد في المستقبل فلا يوجد أمل في الماضي

الفرصة: الاستعداد للفرصة القادمة = صناعة الفرصة نفسها وعادة ماتكون أكثر ضمانا

الصراع: هو التردد بين ما تحب ان تفعل وما يجب أن تفعل و قمته عندما تتمني ان يزول أحدهما لكي ترتاح حتي لو كان ما تحب

Monday, July 25, 2011

بين الأمل واليأس ...... رؤية فلسفية



الأمل و اليأس ضفتان لنهر واحد هو نهر الحياة وما بها من افكار وانفعالات واتجاهات، يستطيع كل أحد أن يعبر من احدي الضفتين للأخري فيتغير معالم طريقه

الأمل هو الأشتياق الي التغيير وانتظاره آملا، أما اليأس فهو التسليم بأن ليس بالأمكان أفضل مما كان فهو القوالب الثابتة والنتائج الثابتة للمقدمات المختلفة

الأمل هو العوالم الجديدة الموجودة خلف الأبواب المغلقة، أما اليأس فهو الخوف مما خلف هذه الأبواب

الأمل هو الأمواج التي تحرك البحار وترتطم بالصخور فتفتتها، أما اليأس فهو الطحالب الهائمة علي وجه البحيرة الراكدة

الأمل هو السحاب الذي يغطي قرص الشمس في عز صيفها وغضبها، أما اليأس فهو الحرارة التي تصهر وتستنزف النفس والجسد

الأمل هو السباحة ضد التيار ومقاومة الأمواج، أما اليأس فهو الغرق في الأعماق ومرور التيارات المائية فوق رأس الأنسان

الأمل دائما ما يوجد في المستقبل وفي ما هو آتي، أما اليأس فمرتبط بالماضي وذكرياته وتجاربه

الأمل واليأس لا يغيران الواقع ولكنهم يغيران نظرتنا لهم

Friday, July 22, 2011

الحقيقة

أري باحدي عينايا حقيقة ... واري بالعين الأخري عكسها

في نفس المشهد ... في نفس الزمان ... في نفس المكان



أري باحدي عينايا وجه لإنسان ... واري بالعين الأخري وجه آخر !

في نفس المشهد ... في نفس الزمان ... في نفس المكان ... لنفس الأنسان



تري في احدي عينايا الشروق ... وتري في العين الأخري الغروب

وتري كلاهما في قلبي معا ... متصاحبين ... متصارعين ... متلازمين



الحقيقة كما تنظر في مرآة ... قد لا تري وجهك

بقدر ما تحب أن تراك المرآة ... فتري وجهك وجوها ...

تألف بعضها ...وتغترب بعضها ... لكنهم كلهم وجوهك



الحقيقة في عيون الناس ... بتتقاس

حسب لون عيونهم ... حسب لون قلوبهم ...

قد ينظرون الحقيقة من وراء عدسات ... تصنع مقايسها الذات.



قد تبحث عن الحقيقة في قاع فنجان قهوة ...

وتعتقد ان وجه الحياة مثل وجهها ...

هش سريعا ما تتلاشي ...

وعندما تنتهي منه ...

تدرك ان افقها ضيق مثل فنجانها ...

اصبعين يكفيان لإمساكها



الحقيقة هي الحرية ... من جميع الحقائق الغير حقيقية ...

لو رأيت الحقيقة ...

أشعر ...

أني أركض علي الجبال مع الأيائل والغزلان ...

واسبح في البحار وسط شعاب المرجان ...

أعلو في السماء مع النسور والعقبان ...

وأغرد مع البلابل علي الأغصان.



لأني ...

ان لم امتلك إلا النفس الذي يدخل صدري ...

هذا يكفي ...

ليبرد قلبي ... ليثلج صدري ... ليجفف دمعي ...

لأنه من عند الله



ان لم امتلك إلا النور الذي يشرق علي وجهي ...

هذا يكفي ...

لينير عيني ... ليمهد طريقي ... ليهدي رجلي ... يحفظها من الذ لل ...

لأنه في الأصل من عند الله



ان لم امتلك إلا نبض قلبي داخل قفص صدري ...

هذا يكفي ...

ليحي بدني ... ليدير جسمي ... و يحرك عقلي ...

لأنه أيضا من عند الله



2008

Saturday, July 9, 2011

الغباء

الغبــــاء داء يســــير فــــــي الـدمـــاء ليــــــس لـــه دواء و كــأنــه وبــــاء
يصنع عالمه يسكنه وحـده ولا يـــدرك انه ليــــــس الا فــــقـــاعة هـــــــواء
لايري نفسه ولا يعرف هدفه ولا يري في الأخـــــرين مــن يعــرف الهجاء
ينظر اســفل قدمــه ولا يعــلو برأســه ولا يــــدرك انـــه لا يلـــبس حــــذاء
افكاره متصـــارعــة واحلامه متدافعة لا يستطيع وصفها ولا علي استـحياء
لا يبذل مجهـــود في كشف المجـهــول يحـــاربه كأشـــباح يخشـي معها لقاء
يطــــلب اشِيـــاء لا يريـــدها كـالأنعام دون عـــــطش دائمــــا يقولـــون ماء
فيـــلقــي كلمــــات مـــــن فــمــه دون فهـــمـــها فــي منــطقــها مثل الببغاء
ان زلــت قدمــاه في ضـحــل تـطــول اذنـــاه الـوحل في رضا وارادة واباء
يرفــض الحــل الا الذي فــي خــاطره ويـــغــلـــق بـــاقـــي ابــواب الرجاء
يخســــر المـــعركة دون بدأها ويلـقي سيـــفــه قبل ان يلمــس ســهم الرداء
يعـــدو دهـــر ولا يعــبر جــسر يحـلم ويفــــكر حتــــي يحــــل وقت البكاء
ان تركــــت واقعـــك يرســم صورتك يأســـر نفســـك ويجرك ككبش للفداء
وهـــــــــــذا مـــــــــــــــــن الـغــــــبـــــاء

2008

Monday, July 4, 2011

الروليت

ينتظرون حلول الظلام
هدوء الليل وسكونه
يتسللون ويجتمعون
يتراهنون ويغامرون
وهم جالسون
حول دائرة الروليت

أعينهم تتعلق بكتلتها الدائرة حول محورها
المنحدرة إلي هوتها
متجولة بين أنهارها وجبالها
منحدراتها ومرتفعاتها
يتجرعون كؤوسهم المتراقصة الدامية
فيميلون معها
وتميل عيونهم معها
فيصيب الدوران محورها
يميل حتى السكون
حتى الدرجة الثامنة والأربعون

ومازالت الدائرة تدور
ولا نشعر بالدوران
لاستمراره كأنه هو الثبات
وعندما تتوقف نرتجف
نشعر بالثبات كدوران

والجالسون متنافسون
متربصون
يرمقون بعضهم بأطراف أعينهم
يحسدون بعضهم
وتزداد مطامعهم
يتمنون أن يقرأوا طالعهم
أو معرفة قوانين الروليت

مادامت الكرة تدور
تدور معها نفوسنا
أحلامنا
تزداد اشتياقاتنا
فقد وجب الاختيار
قبل بداية المدار
فالجميع يختارون كيفما يتوقعون
فالجميع يخاطرون كيفما يتوقون

تتوقف الدائرة
تجذب إليها القلوب مختلجة
والعيون منخلعة
هل اختياري لصوابي؟
أم لانهياري؟

من يحشد نقوده علي حقل واحد
ينتظر مكسب أكبر واعد
وينظر خلفه بقلب راعد
فخسارته الأقرب
ستجعله لكل شيء فاقد

ومن يقسم جيوبه علي عدة حقول
وعيونه بينهم تصول وتجول
يسير هائما
بينهم مراعيا
من من منهم سيكون مكسبه؟
ومكسبه متناثر بينهم
ربما ينوبه شيء منهم

ومازالت الدائرة تدور
وكل منهم ينظر للآخر
متمنيا الجلوس بمقعده
والتمتع بمقصده
فاتخاذ القرار
قبل ما الكرة تدار
هكذا تلعب الروليت