Thursday, March 22, 2012

قوة التحكم في الذات ،،، في التنمية البشرية

قوة التحكم في الذات
د. إبراهيم الفقي


قبل الكتاب:
لم يخطر على بالي من قبل قراءة كتاب في "التنمية البشرية" لأني كنت أرى أن الإنسان يمكن أن يكون نفسه ويحقق أحلامه بدون قراءة مثل هذه الكتب حتى وقع في يدي بالصدفة كتاب "قوة التحكم في الذات" للدكتور إبراهيم الفقي الكاتب الأشهر في هذا المجال، ولكن الكتاب قد ثبت وأضاف لهذه الأفكار مما شجعني علي قراءته للنهاية ووضع الملخص التالي له.

وجعلني أيضا أضع تدريبين من استنتاجي الشخصي: الأول لمحاولة قراءة الإنسان لنفسه واكتشاف رؤية الإنسان لذاته والثاني لكيفية تغيير فكرة مغروسة في ذهن صاحبها ولكنك إن قرأت الكتاب لن تجد هذين التدريبين فيه بنفس الصورة؛ لأن الكاتب يثبت إن العقل الباطن الذي يؤثر في تصرفات الإنسان يمكن أيضا أن يتحكم الإنسان فيه، ولكن التغيير الذي وضعته هو إشراك العقل الواعي أيضا في تغيير طريقة التفكير بشكل مباشر.

1)   وهذه الفكرة استخدمتها منذ سنوات طويلة ونصحت بها كثيرين ولكي تتعرف على رؤيتك لنفسك، احضر ورقة وقسمها لنصفين رأسيين ودون في النصف الأيمن صفاتك الإيجابية والنصف الأيسر صفاتك السلبية، ولاحظ الآتي: فإنك قد تجد صفتين متناقضتين فيك حاول الربط بينهما واسأل نفسك عن أسباب التصرف بهذا الشكل المتناقض، أو قد تلاحظ إنك تدون الصفات الإيجابية بشكل سلبي مثلا لو كتبت في إيجابياتك (البعد عن الفشل) رغم إن من الإيجابي أن تقول (السعي إلى النجاح)، جرب ولاحظ فستجد الكثير.

2)   التدريب الثاني عن كيفية تغيير فكرة في ذهنك: دون بعض المعلومات عن الأشياء أو الأشخاص الذي تشعر تجاههم بالضيق ودون أيضا الأسباب التي تشعرك بذلك وحللها: هل هذه الأشياء مازالت موجودة؟ هل هي مترسبة في عقلك رغم زوالها؟ ما هي المشاعر المصاحبة لذلك؟ ثم قم بتمزيق هذه الورقة واكتب تصورك عن الأمر كما تريده أن يتحقق وكذلك الأمور التي ستساعدك على ذلك، ثم أغمض عينيك وتخيل الأمر كما تريده وكتبته على الورق، وبهذا تكون قد أزلت المشاعر السلبية ووضعت بدلا منها ايجابية وناقشتها كذلك بشكل عملي وواقعي ولأن إرادة الإنسان أقوى ما فيه، فبمجرد أن تجد الإرادة لشيء ما ستسعى إليه بشكل تلقائي وتكون مستعد له ومتحمس لتنفيذه.

والآن إلى ملخص الكتاب الذي استخدمت فيه أسلوبي ورؤيتي وما أدركته منه، لذلك إن قرأت الكتاب نفسه لن تجده يختلف عن هذا الملخص ولكن بالطبع ستجد فيه الجديد والكثير:

مقدمة:
يتصرف الناس كما اعتادوا ولم يسأل أحد نفسه كيف اكتسب هذه العادات؟ كثير من العادات ورثها الإنسان ويفعلها بشكل أوتوماتيكي كما تعود عليها فلا يقوم بمراجعتها كل مرة يفعلها.

كيف يتحكم الإنسان في سلوكه؟ كيف يفرز تصرفاته وينقيها؟ متى يصل لمرحلة الاقتناع بكل ما يفعله؟ كيف يدرك أصل تصرفاته؟ وعندها يستطيع امتلاك قوة التحكم في الذات.

التحدث مع الذات:
كيف تتحدث مع نفسك؟ ماذا تقول لها؟ كيف ترى الأحداث القادمة؟ كيف تتوقعها؟ كم نسبة تحققها كما تخيلت؟ وهل انطباعاتك تكون دائما صحيحة؟
فمثلا لو حدد لك مديرك ميعاد بعد 3 أيام، ماذا ستتوقع أن يقول لك؟ هل ستحمل الهم حتى ميعاد المقابلة؟ هل ستتوقع إنه سيوبخك ثم يفصلك؟ ولكن إن قال لك: كل سنة وأنت طيب، فاليوم هو عيد ميلادك!! كيف ترى نفسك وأنت حملت كثير من الهموم والأحاسيس السلبية مقدما دون أي سبب؟؟!!

قال أحد خبراء التنمية البشرية (ديل كارنيجي) في كتاب (كيف توقف القلق والأحاسيس السلبية): "إن أكثر من 93% من الأحداث التي نعتقد إنها ستتسبب في الأحاسيس السلبية لن تحدث أبدا، 7% أو أقل لا يمكن التحكم فيها مثل: الجو، أو الموت مثلا"

أجرت إحدى جامعات كاليفورنيا دراسة عن التحدث مع الذات ووجدت أن 80% مما نقوله لأنفسنا يكون سلبيا وضد مصلحتنا، فإن توقفت الآن للحظة ودونت احساسك الحالي فستجد كم هائل من المشاعر السلبية تضخها لنفسك يوميا وستندهش من الكم الهائل من الطاقة الضائعة في القلق والسلبيات التي أثقلت بها ذهنك ووجد البحث أيضا أن هذه الأحاسيس سبب في كثير من الأمراض مثل: ضغط الدم، والقرحة، والنوبات القلبية أي إنك تسبب لنفسك الأمراض بكامل إرادتك.

هناك خمسة مصادر للبرمجة السلبية أو الأصوات التي تحدث بها ذاتك:
الوالدان، والمدرسة، والأصدقاء، والإعلام، وأنت نفسك؛ فقد تكون أنت من تصدر لذاتك الأفكار والمشاعر السلبية.

أما مستويات التحدث مع الذات هي:
1) الإرهابي الداخلي:
وهو أخطر مستوى؛ فهو الانطباعات التي تأخذها عن نفسك وتقوم بترديدها دائما مثل: أنا ضعيف، أنا خجول، أنا خائف، أنا منطوي ... الخ، فيقوم الإنسان بإرسال إشارات سلبية للعقل الباطن ويرددها باستمرار حتى يصدقها  وتصبح جزء من اعتقاده عن نفسه.

2) كلمة ( لكن):
وهو مستوى أفضل من المستوى السابق، وهي الكلمة التي ينقلب بعدها الإيجابي إلى سلبي، فأنت تريد التغيير ولكن .... ثم تنقلب العبارة وينعكس المعنى.

3) التقبل الايجابي:
وهوى أقوى وأفضل مستويات التحدث مع الذات، ويكون مصدرا للقوة والثقة في النفس وهو عبارة عن الرسائل الايجابية التي ترسلها لنفسك مثل: أنا قوي / أنا أستطيع (شعار أوباما) / أنا إنسان ممتاز/ أنا قوي الذاكرة.

يقول فرانك أوتلو:
"راقب أفكارك؛ لأنها ستصبح أفعال
وراقب أفعالك؛ لأنها ستصبح عادات
وراقب طباعك؛ لأنها ستحدد مصيرك"

                                    -----------------------------------------------
الاعتقاد (مولد التحكم في الذات):
الاعتقاد هو الأساس الذي نبني عليه كل أفعالنا وهو أهم خطوة في طريق النجاح.
وقال الكاتب الأمريكي (نابليون هيل): " ما يدركه ويؤمن به عقل الإنسان هو ما يمكن أن يحققه"
ويقول الأمريكي (روبرت ديلتز): "يمثل الاعتقاد أكبر إطار للسلوك، وعندما يكون الاعتقاد قويا ستكون تصرفاتنا متماشية مع هذا الاعتقاد"
وقال (د/ ريتشارد باندلر) أحد مؤسسي البرمجة اللغوية العصبية: "للاعتقادات قوة كبيرة، فإذا استطعت أن تغير اعتقادات أي شخص فإنك من الممكن أن تجعله يفعل أي شيء" (!!!)
وفي كتابه (10 قوانين طبيعية للوقت المثمر وتنظيم الحياة) قال (هيرام سميث): "لكل اعتقاد مجموعة من القوانين مبرمجة في مستوى عميق في العقل الباطن، وعلى أساس هذه القوانين يتصرف الإنسان"

ويكون الاعتقاد في 5 أشكال: في ذاتك / معني الأشياء / الأسباب / في الماضي / في المستقبل.

                                    -----------------------------------------------
طريقة النظر للأحداث:
ما هو تعريف طريقة النظر تجاه الأشياء؟
ما هو مصدرها؟
هل من الممكن تغييرها؟

يقول (د/ تشاد هلمستتر) مؤلف كتاب (الحل عن طريق التحدث مع النفس): "إن النظر تجاه الأشياء هو عبارة عن وجهة النظر التي من خلالها نرى الحياة، وهي عبارة عن طريقة تفكير وتصرف واحساس"

ويقول (غاندي): "إن الشيء الوحيد الذي يميز بين شخص وآخر هو النظرة السليمة تجاه الأشياء"

ويقول (دنيس واتلي) مؤلف كتاب (سيكولوجية الفوز): "إن نظرتك تجاه الأشياء هي من اختيارك أنت"

فيمكنك أن تقرر أن تكون سعيدا أو العكس، وقال (ألبرت أينشتاين): "تقدر القيمة الحقيقية للإنسان بقدر حريته من سيطرة ذاته"

السلبيات التي يجب أن نتفاداها لتكوين نظرة سليمة تجاه الأشياء:

1) اللوم:
لوم وإلقاء المسئولية على الآخرين وذلك يحد من استخدام الإنسان لطاقته الحقيقية، فعندما تلوم الآخرين والظروف والمواقف، فإنك تعطيهم الفرصة والقوة لقهرك، فيجب أن تتوقف عن لوم الآخرين وتتحمل مسئولية حياتك.

2) المقارنة:
مقارنة أنفسنا بالآخرين دائما ما تكون خاسرة حيث إنها تكون حسب ما نراه أو الظاهر فقط أو حسب رؤيتنا ونظرتنا التي قد تكون خاطئة، فالتركيز علي ذاتك وقدراتك وتطويرها والتفكير في حل مشاكلك أفضل من الانشغال بالآخرين.

3) العيش في الماضي:
العيش في الماضي هو سبب رئيسي للفشل لأن الماضي انتهى للأبد ويمكننا فقط أن نتعلم منه ونكتسب الدروس لتحسين ظروف حياتنا، ولكن العيش في الماضي يجعل الحاضر والمستقبل له نفس اللون والصبغة كما مضى تماما.

4) النقد:
نقد الآخرين هو ما يُكَوّن نظرة سلبية تجاههم.

5) ظاهرة الـ " الأنا":
التحدث الدائم عن نفسك يجعل الآخرين يسخرون منك ويبتعدون عنك وهناك مثل قديم يقول: "حدث الناس عن نفسك سيستمعون لك، حدثهم عن أنفسهم سيحبونك"؛ لذلك يجب تقليل استخدام كلمة (أنا) والإكثار من استخدام كلمة (أنت).

المبادئ التي ستساعدك لتكون نظرتك للأشياء سليمة:

1) ابتسم:
الابتسامة تذيب الجليد وتفتح الذهن والقلب؛ فالإنسان المبتسم الذي يميل للفكاهة يجذب الناس إليه.

2) خاطب الناس بأسمائهم:
فعندما تتذكر اسم أحد وتناديه به فذلك لا يجذب انتباهه فقط ولكن يسعده أيضا.

3) أنصت وأعط فرصة الكلام للآخرين:
فالاستماع للآخرين هو ما يوصل إليك الفكرة الصحيحة وهو أساس التواصل مع الآخرين.

4) تحمل المسئولية الكاملة لأخطائك:
المسئولية هي القدرة على التجاوب من أجل التقدم للأمام، فعندما تتحمل المسئولية فإنك تستخدم إمكانياتك وقدراتك فالنجاح يتطلب أن تتحمل المسئولية.

5) مجاملة الناس:
يقول الفيلسوف الأمريكي (مارك توين): "أنا أستطيع أن أعيش لمدة شهرين بتأثير مجاملة لطيفة"
وقال عالم النفس (د/ ويليام جيمس): "أعمق المبادئ في الإنسان هو تلهفه على تقدير الآخرين له"
فكن كريما في المدح وانتهز كل الفرص الممكنة لمجاملة الآخرين.

6) سامح وانسى الماضي:
 يمكنك أن تسامح وفي نفس الوقت تتعلم من تجاربك.

                                    -----------------------------------------------
العواطف:
تتغير الأحاسيس كما يتقلب الجو، تصعد وتهبط كقطار الملاهي، وتختلف الأحاسيس كألوان قوس قزح؛ فمن الممكن أن تبدأ يومك سعيدا ولكن لو ضايقك شيء ما في طريقك للعمل فستتبدل مشاعرك.

فهل أنت من الذين يسمحون للظروف أن تؤثر على أحاسيسهم؟؟
هل أنت ممن ينتظرون شيء معين أن يحدث لكي تشعر بالسعادة؟؟
ماذا لو لم يحدث؟؟

هل حدث أنك كنت متلهفا على شيء؟ وعندما وصلت إليه، قلت في نفسك: هل هذا هو ما كنت أنتظره؟؟!!!

في الحقيقة أي إنسان قد يكون ضحية للشعور بالضيق أو سجين للعواطف السلبية التي قد تكون في صورة خوف أو حزن أو ألم.

في كتابه (غير فكرك لمجرد التغيير) قال (ريتشارد بانلر): "يظن بعض الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح، ولكن العكس هو الصحيح؛ حيث أن النجاح هو نتيجة للسعادة"

ألم يحن الوقت للتحرر من هذه المشاعر السلبية؟ وان نسيطر على عواطفنا ولا نسمح لأي إنسان أو شيء أن يفرض نفسه علينا ويختار لنا أحاسيسنا؟

يقول (سيجموند فروند): "أن سبب العواطف إما الحب والرغبة أو الخوف والفقدان؛ فالسبب الأول يرتبط بالمتعة والسرور ويدفع الإنسان تجاه رغباته ،والثاني مرتبط بالألم ويدفع الإنسان للابتعاد عن مصدر الألم"

وتبنى العواطف على أساس حسب كيفية رؤية الشخص للمواقف والأفكار التي يضعها في ذهنه؛ فرؤيتك للمواقف هي التي تحدد نوعية حياتك لذلك يقول (أبراهام لينكولن): "يكون المرء سعيدا بقدر الدرجة التي يقرر أن يكون عليها من السعادة"

ويقول (د / ويلارد جايلين) في كتابه (الأحاسيس): "من الممكن أن تشعر في يوم بالانبساط ثم بالانقباض، وما بين الأحساسين كل متعة الجنة وكل بؤس الجحيم"

المبادئ الأربعة للسعادة والعواطف الايجابية:

1) الهدوء النفسي الداخلي
2) الصحة السليمة والطاقة
3) الحب والعلاقات
4) تحقيق الذات

قواعد التحكم في الأحاسيس السلبية:

1) تحركات الجسم:
الطريقة التي تحرك بها جسمك تؤثر على ذهنك وأحاسيسك، فأنت لن تستطيع أن تشعر بالسعادة وأنت مرخي الأكتاف وخافض الرأس وتتنفس بثقل، ولكن جرب العكس؛ ارفع أكتافك ورأسك للأعلى وتنفس بقوة وضم قبضة يدك كما يفعل الملاكمون، فستشعر بالقوة والحماس، خصوصا إن رددت في نفسك: (أنا قوي وأثق في نفسي) عدة مرات؛ فإنك بهذه الطريقة ستشحن نفسك بالطاقة الايجابية وتبرمج ذاتك على الثقة.

لكن جرب مثلا أن تمشي وحدك بخطى بطيئة ونظرة منكسرة للأسفل وأنت مرتخي اليدين وردد: (أنا ضعيف وأشعر بالغربة والوحدة ولا أثق في نفسي ولا في الآخرين)، ستجد إن حالتك تغيرت وبدأت فعلا الإحساس بهذه المشاعر.

ففكرة الإنسان عن نفسه هي ما توجهه إن كانت سلبية أو ايجابية؛ لذلك تجد أن الناجحين دائما يؤمنون بنفسهم ولا يتأثرون كثيرا بالمؤثرات الخارجية.

2) تعبيرات الوجه:
كذلك تعبيرات وجهك تستطيع أن تبرمج عقلك الباطن بالحالة التي تكون عليها، فإن كنت صاحب ابتسامة دائمة، فستشعر دائما بالسعادة التلقائية.

3) التمثيل الداخلي أو التصور الداخلي:
فعندما تقوم بشيء أو تفكر في شيء تشترك كل حواسك الخمسة فيها، وكل حاسة تمدك بالمعلومات التي تمتلكها عن هذا الشيء، فمثلا إن فكرت في أحد الأشخاص الذي تشعر بالضيق من مجرد رؤيته وحاولت أن تغير صورته في داخلك، فإنك ستستطيع التغلب على المشاعر السلبية تجاهه.

                                    -----------------------------------------------
السلوك:
قد تكون تصرفات الإنسان نتيجة برمجة أوتوماتيكية من الآخرين، فقد يفعل الإنسان أشياء اعتاد عليها ولا يعرف لماذا يفعل هذه الأشياء بهذا الشكل؟
ولكي يتخلص الإنسان من الأفعال التي يفعلها بشكل تلقائي كأنه ماكينة عليه مراجعة سلوكه وعاداته.

ما هو السلوك؟
يقول (د/ تشاد هلمستتر) مؤلف كتاب (ماذا تقول عندما تحدث نفسك؟): " السلوك يعني التصرف؛ كيف نتصرف؟ أو كيف لا نتصرف؟ والسلوك هو المتحكم بشكل مباشر في نجاح أو فشل الإنسان"

مصادر السلوك:
1) المؤثرات الخارجية :
مثل البرمجة عن طريق الوالدين، والمدرسة، والأصدقاء، ووسائل الأعلام.

فيحكي د/ إبراهيم الفقي: إنه أراد يوما أن يشرب شيئا فاتجه لماكينة المثلجات الأوتوماتيكية، فوجد طفلا بعد أن وضع العملة في الماكينة يضربها برجله ثم يأخذ المشروب ويمشي، فسأله: لماذا تضربها برجلك بعد أن وضعت النقود؟ فرد: حتى ينزل المشروب، فقال له: ماذا لو لم تضربها برجلك، فأجاب الطفل: لن ينزل المشروب، هكذا رأيت أبي يفعل، وبعد مغادرة الطفل وضع النقود ونزل المشروب دون أن يضربها بقدمه.

2) التجارب والخبرات:
تم عمل تجربة بوضع فأر في متاهة وفي نهايتها قطعة جبن ثم تثبيت سلك مكشوف به تيار كهربائي في مكان محدد على بعد من الجبن، وكلما يلمس الفأر السلك ويشعر بالتيار الكهربائي يقفز في الهواء ثم يكمل طريقه وبعد إعادة التجربة عدة مرات، تم إزالة السلك المكشوف، لكنهم وجدوا إنه كلما يأتي الفأر لنفس المكان يقفز في الهواء قبل إكمال طريقه. فقد تم برمجة الفأر عن طريق تجربته و خبرته أنه سيصعق في هذه المكان حتى رغم زوال السلك الصاعق.

3) عزة النفس
مقدار عزة بنفسك ونظرتك لذاتك تكون مصدر لسلوكك، فنجد سلوك الإنسان المتواضع يختلف عن المعتد بنفسه.

4) النظرة الذاتية:
فقد تم إجراء تجربة على فصل بإحدى المدارس الأمريكية، فدخل أحد المدرسين وقال للطلبة: إنهم توصلوا عن طريق دراسة إن الأشخاص ذو العيون الملونة أكثر ذكاء وتفوقا، ولاحظوا نتيجة الامتحانات الشهرية للطلبة إن أصحاب  العيون الملونة درجاتهم أفضل من العاديين، وفي الشهر التالي دخل نفس المدرس وقال: إنه حدث خطأ في قراءة نتيجة الدراسة ووجدا إن أصحاب العيون الملونة ليسوا أكثر ذكاء ولكن أصحاب العيون الداكنة هم الأكثر ذكاءا وتفوقا، وفي امتحانات الشهر التالية، وجدوا إن درجات أصحاب العيون الملونة انخفضت وارتفعت درجات أصحاب العيون الداكنة. فنظرة الإنسان لنفسه هي ما تحدد اتجاهه.

5) النتائج:
ليس فقط نظرتك لذاتك تحدد سلوكك ولكن العكس أيضا فالنتائج التي تصل إليها تؤثر في سلوكك.

6) التفسير الشخصي للمواقف:
لأنك قد تصدر أحكاما مسبقة وبالتالي تتصرف على أساسها وبناء على تفسيرك الشخصي للمواقف.

في النهاية: الإنسان يستطيع أن يتحكم في كل أموره: نظرته للأشياء، تصرفاته، سلوكه، إسعاد نفسه، الوصول للنجاح، لكنه قد يترك القيادة طوعا لمؤثرات يتخيل إنها متحكمة فيه، وإنه مرغم عليها، ثم يشكو من الإحساس بالقهر والغربة عن نفسه  والآخرين، ولكن علينا أن نتذكر إننا نمتلك القوة للسيطرة على ذاتنا، ثم نؤمن بذلك، ونقوم بتنفيذ هذا فورا.

عيش حياتك كما أنت تريد، ليس كما هي تريد.


No comments:

Post a Comment