Sunday, June 16, 2013

سواق تاكسي وسيجارة حشيش وأحلى كلام



سواق تاكسي وسيجارة حشيش وأحلى كلام


طبعا مش محتاج أقول أن القصة دي حقيقية وهتلاقيني كاتب بعض الكلمات بالأحمر؛ لأنها أكتر الكلمات إنسانية ومؤثرة ويالا نبدأ الحكاية.

التلفزيون باظ !!! ... عمل كدة زي اللمبة لما بتتحرق وأعلن تمرده ... مش شغال تاني ... وكمان في يوم الأجازة !!! ... ده أنت منشن بقى ... وفي عز الحر كمان !!! ... ده أنت قاصدني أنا ... ولأن التلفزيون والأنترنت دلوقتي بقوا زي المية والهوا والأكل والشرب كان لازم أخده وأروح الضمان.

وقفت وشاورت لتاكسي ... راح فاتح لي الشنطة وقالي: "حط التلفزيون ورا"
فقلت في نفسي: باين من الأول كدة أن شخصيته قيادية.

ركبت وبقفل الباب لقيت دخان جاي في وشي ولكن ريحته غريبة ... بصيت ولقيتها هي ... هي السيجارة الملفوفة يدويا وريحتها كأنك مولع في نجيلة – مع الأعتذار للخرفان – يعني نازل غصب عني وكمان سواق بيحشش؟!! يا رب أستر.

فكرت أطبق نظرية (الأدرينالين) ومخلهوش يشمه ... ودي المادة اللي بيفرزها الجسم لما الإنسان يخاف، فلما الحيوان يشمها يعرف إن اللي قدامه خايف ويهجم عليه ... بس البشر مبيشموش (الأدرينالين) ولكن بيشوفوه؛ في نظرة احتقار أو قرف أو اشمئزاز أو خوف أو قلق.

قلت يا واد طنش خالص واتصرف عادي كأنه ماسك في أيده مصاصة، ولكنه ابتدا الكلام وقال:
-         اتفضل.
-         شكرا مبشربش سجاير.
-         دي مش سجاير، ده حشيش.
-         ما أنا عارف.
-         لا مؤاخذة.
-         خد راحتك ولا يهمك.
-         أصلي مضروب بالداء ده.
-         حتى أحنا لسة الصبح مش بالليل يعني!!.
-          ما أنا بقولك مضروب بالداء ده؛ أول ما أصحى قبل ما أكل أو اشرب بولع سيجارة الحشيش، مع إني نفسي أبطل.
-         تعالى على نفسك شوية يا أسطى؛ أنا عارف إنه مزاج بس بالتدريج وربنا بيساعد اللي عايز.
-         أصل كمان الشارع ده كلة أبلسة.
-         يعني ايه؟
-         طول ما أنا ماشي ألاقي اللي يقولي: حشيش يا أسطى؟
-         على المكشوف وبسهوله كدة؟!!
-         طبعا، امبارح زبونة كانت رايحة الهرم أدتني أجرتي حشيش.
-         إزاي يعني؟
-     في الطريق قالت لي: تاخد سيجارة حشيش... فقلت لها: عرفتي منين؟ إني بشرب؟ ... قالت: هو فيه سواق مبيشربش؟ وجات وهي نازلة قالت: أنا مش معايا فلوس ولكن معايا حشيش.
-         وكمان بقى عملة؟!!
-         طبعا ما هو فلوس، وهي الكسبانة ... ما هي بتبيعه والمنتج واقف عليها أرخص.

وبعد كدة وبدون مناسبة قلب كلامه على المرأة أو (الحريم) زي ما قال عليها:

-         أصل أنت لازم من الأول تحط القانون.
-         قانون إيه؟
-         قانونها، القانون لو معاك هتعرف تحكم، أما بقى لو كان معاها يبقى هي اللي هتمشيك

أفتكرت أنه بيبص للمرأة نفس النظرة اللي بيؤمن بيها الجهلة والمتخلفين ولكن طلع ده كان مدخل بس، فقالي:

-     زي اللي بيحكم البلد دلوقتي، ليه مش عارف يحكم؟ عشان مش هو اللي معاه القانون (يقصد سلطة القرارت) وهو مجرد مندوب ولكن احنا عايزين رئيس جمهورية – وده زي ما قال السواق بالظبط – ده الناس كانت ابتدت تنضف والستات تكنس الشوارع وكان عندهم أمل، أنا مش ثوري ولكن شفت الثوار وعشت معاهم، دول فعلا كانوا فنانين في كل حاجة واللي فنان في حاجة بيعرف يعمل كل حاجة.

وكل ده وهو عمال يشرب من سيجارة الحشيش اللي كل شوية تتطفي ويولعها تاني، ومرة واحدة رجع للمرأة تاني وأنا بقول في نفسي شكله متعقد منها، فقال:

-     امبارح كنت في ميدان الجيزة وشايف سواق ميكروباص وقدامه واحدة ست سايقة عربيتها ومعاها ولادها، فاللي قدامها وقف فجأة فهي فرملت، وسواق الميكروباص كان ممكن يتفاداها ولكنه قام لابس فيها، فنزلت بتقوله: مش تحاسب، فقالها: بتقوليلي كدة يا مرة يا بنت الـ (تيييت) ... وقام ضاربها قلم على وشها والناس واقفة بتتفرج وشد مفاتيح العربية وقفل على العيال وقالها: مش هفرج عنك إلا لما تدفعي تمن الخبطة، وكمان كان مربيلي دقنه لحد صدره،  قمت ساحب الماسورة اللي تحتي ونازل على دماغه لغاية ما سبته مغم عليه وغرقان في دمه.
-         والناس فين من كل ده؟
-     واقفين بيتفرجوا، مافيش حد عمله حاجة ولا عملي حاجة، روحت بصت لهم و تفيت عليهم وقلت لهم: انتوا جيزة أنتم؟ ... سايبين واد (تيييت) بيعمل كدة في واحدة ست قدام عينيكم، انتوا مش رجالة انتوا (تيييت) وليهم حق (تيييت).

فالتفت وقال لي:
-         يا بيه الست عندنا ليها احترامها، كان زمان لما تتكلم أو تغلط متردش عليها وتقولها: ليكي راجل يترد عليه.

فقلت ما هو بيحترم المرأة، أمال كان من شوية بيقول ايه؟ ولكن مش غريب لأنه بيعاني من الشيزوفيرنيا في المعايير زيه زي باقي المجتمع. ولما لقاني سرحت، قال لي:

-     لما تشوف شكل العيال وهم عندهم هيستريا عياط وبيضربها ابن (تييييت) قدام عيالها وهما الواد 5 سنين والبت 3 سنين؛ يعني الوقت اللي ابتدوا يكونوا شخصيتهم فيه وأي حاجة هتعملهم صدمة وتأثر فيهم طول العمر.
-         والست طبعا شكرتك.
-         قالت لي: انت جاي لي من عند ربنا، والواد شكله طقم الفرامل كان بايظ فقال يصلحه على حسابها.
-         يعني خبطها وضربها وكمان عايز ياخد منها فلوسها؟
-         واد ابن (تييييت).

وأخيرا السيجارة خلصت ومرضيش يرميها، لكن احتفظ (بالفلتر) للمرة الجاية، فقلت له:

-         بس أنت سواقتك هادية وموزونة والسواقة دلوقتي بقت حرب في الشوارع.
-         يعني أنا لما اعدي الأول هاخد نوبل، كل واحد بيوصل في وقته.
-         بس أنت عندك وعي كبير، ليه ماسك في الحشيش؟
-     أصله بيطلع الطاقة اللي جوايا مع إنه واكل رزقي وبيخليني أعمل اللي مقدرش عليه، أنا بفضل شقيان طول النهار ومش عارف اسدد الأقساط، طيب اعمل ايه؟ واكمل شغل ازاي؟
-         البلد كلها تعبانة.

وكالعادة دخل في موضوع جديد، فقال:

-         وزي ما أنت شايف أنا أحب أخد وأدي في الكلام.
-         أدينا بنهون الطريق على بعض.
-     مرة ركب معايا واحد بدقن ومعاه ابنه، فبقوله: اسم الكريم؟ قال: إساف، قلت: حلو وجديد والأمور الصغير؟، قال: حذيفة، فضحكت وقلت له: وكيف حال الأوس والخزرج؟ أنا سمعت أن عندهم مصلحة في قريش، فقالي: اسكت بدل ما أنزلك منها، قلت له: ليه يعني؟ بتتعامل مع كوثر؟ قمت مطلع المطواة وشكيته شكة في رجله وقلت له: انزل يا ابن (تيييت) هو أنت عشان بقيت بتعرف تربيها، وكمان هتدفع الأجرة، واخدت منه 5 جنيه تيبس كمان.
-         غرامة يعني؟
-         عشان قلة أدبه.
-          فيه حد يسمي ابنه كدة يعمله عقدة طول عمره ويحصره في معاملة الناس دي بس؟

وكمان بيتكلم في حقوق الإنسان وحقوق الطفل، وقلت جوايا: كويس أني نفذت موضوع (الأدرينالين) كان زمانه موقع على جبهتي بالمطواة.

أخيرا وصلنا ....

-         فقلت له: أنا مبسوط إني قابلتك وأنت بتقول كلام زي الفل وعندك وعي كبير بس أنا نفسي تبطل حشيش.
-         قال: أنت فاكر إيه؟ أنا جامعي وصحفي وشاعر.

فنزلت وأنا مستغرب ولكن مكانش فيه فرصة أعرف إزاي صحفي وشاعر ولكن من ناحية جامعي، ففيه جامعيين كتير حالهم كدة !!!.

-         قال: طب استناك حتى على حسابي، ومش لازم فلوس.
-         قلت له: الدنيا صغيرة وأكيد هنتقابل بس أنا هدعيلك تبطل حشيش.

فانكمشت كل ملامحه، وقال:
-          ياريت.

طبعا أكتر حاجة عرفتها أن مفيش إنسان كله سيء أو شر، ولكن كل إنسان فيه الخير والشر ولكن فيه واحد بيتغلب عليه حاجة من الاتنين، وكمان لازم تسمع أي حد وتعامل أي حد كإنسان، هتلاقي رد فعله إنساني برضه.

المهم التلفزيون اتصلح ونزلت وركبت تاكسي تاني، فلقيت السواق بيقولي:

-         وأنت بقى مع (تمرد) ولا (تجرد

فقلت جوايا: هو انا ناقصك؟ وبصيت من الشباك وعملت نفسي مش سامعه.



2 comments:

  1. Great article better than the formal articles of Youm 7

    ReplyDelete
  2. فعلا العامية بتبقى أخف وأوضح لكن مش كل حاجة تنفع بالعامية
    تعرف أن المقالة دي أكتر من 1000 كلمة؟؟!! لوكانت مش عامية مكنتش قرأتها

    ReplyDelete