Friday, September 30, 2011

منتصف الطريق


يقال أن الخطوط المستقيمة هي أقصر الطرق بين نقطتين، ولكن الأرض دائرية؛ فإن الطرق عليها مهما استقامت وجد بها الانحناءات.

فيوجد طرق صحراوية مكشوفة لحر الشمس وجبروتها، وتوجد طرق غامضة بين أدغال يصعب السير فيها منفردا، هناك طرق ممهدة وأخري متعرجة ومتكسرة، فإن سرت في احدي الطرق وفي منتصفه، وجدت أنه ليس هو الطريق ولن يوصلك للهدف؟ هل تفضل الرجوع والبدء من جديد أم أكماله علي حاله؟

فمن يختار الرجوع؛ قد يحزن لضياع الوقت والمجهود، ومثلما يترك الإنسان في الطريق آثاره، يترك الطريق في الإنسان تأثيراته. ومن يكمل الطريق رغما عنه؛ يشعر مع كل خطوة أنه مجبر علي هذا الطريق، إذا فأي الاختياران هو الأفضل؟

لابد أن نعرف أن الطرق أنواع كثيرة: هناك طرق ذات اتجاه واحد (One Way) لا يمكن السير فيها عكس الاتجاه أو الرجوع من نفس الطريق، وهذه يجب أن تكون واضحة المعالم قبل البدء فيها. وهناك طرق سريعة؛ لا تحتمل البطء أو التوقف فيها. ولكن هناك أيضا طرق بها الكثير من التفرعات، يمكن أن أصحح مساري وأنا فيها وهذا كله يتوقف علي الهدف.

فهل الهدف يتغير كلما مشينا في الطريق؟ وهل ما أريده اليوم هو نفس مطلبي بالأمس؟ وهل غدا سأظل مشتاق لما أطلبه اليوم؟

الهدف لا يتغير ولكنه يتطور، والنجاح ليس فقط في نهاية الطريق عند الوصول للهدف فقط، فربما يكون في نفس الطريق كثير من الأهداف والنجاحات المرحلية، فكل خطوة في الطريق تدريب علي النجاح والسير في طريقه، فالفائدة ليست فقط في لحظة الوصول ولكن في كل خطوة من خطوات الطريق؛ فكل خطوة تعطي اللياقة والقوة والخبرة.

فحياة الإنسان ليست في نهاية الطريق؛ ولكنها في كل مراحل وخطوات الطريق، فيجب التمسك بكل خطوة من خطوات الطريق بنفس القدر الذي نتمسك فيه بنهاية الطريق.

Thursday, September 22, 2011

هروب ........... قصة قصيرة



اليوم الأول:
في صباح ذلك اليوم الذي ذهب فيه كالمعتاد إلي فرع النهر الموجود علي حافة قريته البسيطة التي تفصل بين الأشجار الكثيفة الواقعة علي مرمي البصر والصحراء التي تحتضن مجري النهر ويقبع في نهايتها الجبل الذي يرقد كالتمساح علي شاطئ النهر.

فعندما أقبل إلي حافة النهر وقبل أن يشفي عطشه بجرعات المياه العذبة، ويطفئ لهيب وجهه بشلالات المياه المتساقطة من بين يديه، رأي خلفه ما كان يقلقه ودائما ما يهرب منه، نفس الملامح الغاضبة المتحفزة تتربص به؛ الحاجبان الملتصقان، والعينان الواسعتان والأسنان المتصادمة، والهيئة المستعدة للهجوم؛ يقدم احدي قدميه عن الأخرى واليدين المقبوضتين.

أما هو فقد آثر القفز في النهر عن الالتفات والمواجهة مجهدا نفسه في العوم عكس اتجاه الريح طالبا الضفة الأخرى، لم يستطع التوقف ولا النظر إلي الخلف، وصخب المياه في أذنيه جعله لا يستطيع تقدير المسافة التي بينه وبين من يهرب منه، وعندما وصل للضفة الأخرى تشبث في أول حجر يبرز منها ؛ ذلك الحجر الذي أرجعه ورجع معه للنهر مرة أخري لأن احتكاكه بالنهر منذ زمن بعيد جعله هشا، ولكنه بعد أن تمالك قدميه وجلس علي الحافة ومازالت المياه تعبث بقدميه، بدأت الخفقات في قلبه تخف من حدتها، تلك الخفقات التي كانت تزعج آذانه عندما كانت ممتلئة بالمياه فشعر وكأن النهر كله يغلي، نظر إلي الجهة الأخرى وفكر حيث بيته البسيط الذي يعشقه مع كل حجر حمله علي كتفه ليثبته بجوار الآخر ليصبح كيان يحميه ولم يكن يقض مضجعه إلا هذا ما كان يقلقه وجعله لا يستطيع الرجوع لبيته، وشعر بعطش شديد رغم أنه كان خارج لتوه من النهر وكل كيانه مبلل ما عدا جوفه الذي كان يلتهب عطشا، فانحني مرة أخري للنهر وكان وجهه ولسانه فقط هما اللذان يتصلان بالنهر.

ثم بدأ في النظر خلفه بأيدي مرتخية وجوف قد أفرغ الإجهاد كل ما فيه يشتهي أن يسد جوعه بأي شيء، فقصد الأشجار البعيدة التي يراها بعينيه ولا يطولها بيديه، ولم يعد يفكر في بيته فهو يشعر الآن أن جوفه هو بيته الذي يريد أن يأوي إليه، فبدأ يجري نحو الأشجار والشمس تنسحب من فوق رأسه تدريجيا حتى وصل إليها وشعاع الضوء لا يكفي إلا لرؤية اليسير منها وعمقها يظهر كأشباح عملاقة ناشرة ذراعيها لاستقبال هذا الهارب الغريب، فأكتفي ببعض الثمار الجبلية الموجودة في الأشجار الأمامية وأعرض عن المغامرة إلي الأشجار البعيدة التي قد يكون بها ثمار أشهي خشية الظلام و المجهول.

فقضي ليلته علي هذه الحافة معلق بين النهر والأشجار، وكانت تلك الليلة لم يقضي مثلها من قبل؛ فهي أول ليلة يقضيها وهو هارب بلا وطن أو مأوي ولا يعرف كيف سيشرق صباحه، فنام سريعا من الإجهاد حتى قارب الفجر علي الشروق ليشعر بمن  يوقظه عارضا عليه أن يرجعه لبيته، نظر إلي ملابسه فوجده صيادا ولكن ملامحه ليست بالغريبة، تحقق منه فوجده أبوه الذي ذهب إلي رحلة صيد في عرض البحر منذ سنوات عديدة وقبل أن يرد علي أسئلته وان يفصح له: كيف ومتى رجع؟!! وكيف استدل علي مكانه هذا؟!! وخزه شعاع الشمس ليوقظه من وهمه وأدرك أنه كان حلم.

اليوم الثاني:
فلما فاق ورجع عقله إلي موضعه، جلس حائرا فكره يجول بين أمرين: العودة والمواجهة أم الهروب إلي المجهول؟ ، فقال: قد يجعل الهروب من يطاردني ينساني؛ وقد أغلق الماضي بكل آلامه بالهروب، وقد أجد الجنة علي الأرض التي ليس بها حزن أو ضجر، ونظر في اتجاه الغابة متمنيا أن يجد خلفها مملكة واسعة يتوج عليها فيها الحياة رغدة ، فقرر أن يهرب من واقعه إلي حلمه وأن يطارد هذه المرة حلمه ويجبره أن يخرج من عقله إلي دنيته، فأخذ يجري بين الأشجار مرة تضربه أغصانها ومرة تعثره جذورها البارزة، ومع جريه وتجواله وجد أن الأشجار التي في العمق بها ثمار ناضجة شهية وقد منعه خوفه من المجهول من الوصول إليها بالأمس وهذا ضاعف من عزمه علي العبور ولكن الوقت مهم؛ فهو ليس له مكان بين الأشجار وعليه الوصول إلي أي مرسي قبل حلول الظلام، وهذا منعه من التمتع بثماره الطيبة وأصبح هارب ومطارد مرة أخري لكن هذه المرة من الوقت والظلام.

فلما بدأ الضوء الذي يتسرب من بين الأشجار يزيد رغم أن النهار يضمحل، شعر أن نهاية الأشجار اقتربت ولم تستطع قدماه التوقف عن الجري وعند بداية الغروب وصل لحدود الأشجار، فجال ببصره باحثا عن حلمه ومدينته الجديدة ولكنه وجد نفسه في صحراء لا حدود لها إلا ذلك الجبل الذي يقف متحديا في نهايتها، فوقع مغشيا عليه نائما حتى اليوم التالي.

وهذه الليلة لم يكن نائما ولم يكن مستيقظا لأنه أدرك أنه كالأمس هارب، فكان مغمض العينين ولكنه يشعر بكل ما حوله كثعالب الصحراء وكثيرا ما أقلقه اصطدام أغصان الأشجار مع الرياح وذرات الرمال التي كانت تتسلل إلي كل كيانه ولكنه لم يستيقظ من نومه الخفيف هذا بسبب مجهود اليوم الماضي.

اليوم الثالث:
وهذه المرة كان ينتظر ضوء النهار الذي ما كاد أن يقترب من جفنيه حتى هم واقفا مستكشفا واقعه الجديد، وآثر أن يبدأ المشوار قبل أن يبدأ حر النهار في الهجوم، ولكن أين الدرب والصحراء كلها مستوية؟!! أين الهدف ؟ أين الظلال وشمس الصحراء تجعلها كلها منكشفة؟، لم يجد إلا الجبل فهو الشيء الوحيد البارز ضمن هذا الفضاء المستوي، لم يجد مفر من اللجوء إلي أحضانه ليس لنعومتها ولكن لأنه لم يجد حضن آخر يرتمي فيه.

كان شقاء هذا اليوم يعادل مشواره الذي بدأ عندما أدار ظهره لعدوه وجري منه، وفي منتصف النهار عندما تعامدت الشمس علي رأسه ظهر من بعيد في بداية الجبل كهف عميق، ولا يعلم ما بداخل الكهف من أضرار أو أخطار ولكنه كان الملجأ الوحيد حتى لو كان ملجأه الأخير وفيه نهايته، وطال مع حرارة الشمس المشوار ولكنه وصل أخيرا، ولم يطلب أكثر من الراحة لمدة ساعتين في أغوار الكهف، فتعمق داخل الكهف لعله ينهي هذا اليوم سريعا بظلامه، وكان له ما طلبه وبعد ما استرد نشاطه قليلا بعد أن ألتهم ما بقي معه من ثمار الأشجار غير عالم كيف سيجد قوته مرة أخري؟!، خرج لمواجهة باقي النهار ولكن عندما رأت عيناه ضوء الشمس بعد طول ظلام اضطربت وانزعجت وكأنه لم يراها من قبل ولكنه لم يتعجب؛ لأن من يعيش في الظلام ينسي النور ويعتاد الظلام، فيصبح النور له صادما.

ولكن ما لبث أن يستعيد بصره حتى لاحظ واحة صغيرة علي مسافة غير بعيدة يظهر منها نخلتان شامختان وافرتان الخضرة والظلال ومياه ينبوعها يعكس أشعة الشمس بضياء أبهره، فنظر إلي بقيه نهاره متسائلا: أن كان يمتلك الوقت حتى يصل إلي الواحة؟ وكان النهار مترفقا به ومنحه ما تبقي منه ليصل لواحته، فبدأت رجلاه التي اعتادت علي الجري في عكس الاتجاه في العدو هربا ولكن هذه المرة إلي الواحة التي استقبلته بظلال نخيلها ونسيم هوائها الصادر عن ينبوعها الصافي النقي، فأسرع إليه متذكرا نهر قريته الذي كان  دائما يطيب نفسه بمائه، وما لبث أن بدأ في الاتحاد مع المياه حتى رأي مطارده مرة أخري بنفس هيئته، ففزع قلبه ولكنه لم يعد يقوي علي الهروب، فثبت قدميه في الأرض مصرا هذه المرة علي المواجهة، فدقق في الصورة المنعكسة علي مرآة المياه الصافية، فوجد هذه الملامح ليست بغريبة عنه، فدقق النظر أكثر فتفاجئ أنها صورته، فهو لم يكن هاربا إلا من نفسه ولكنه كيف لم يعرف ملامحه؟َ!! ولا الحال التي أصبحت عليه؟!!! فخر علي ركبتيه ووجهه بين كفيه منهارا قائلا: كيف أقضي كل تلك الأيام هاربا ولا يوجد مطارد؟!!! كيف أهرب من نفسي؟!!! وكيف لم أعرفها؟!!! فعلي أن أنظر إلي نفسي كل يوم وأدقق في ملامحي واستشعر جروحي وأعالجها كي لا تتحول إلي ندبات مزمنة فتتغير ملامحي وأصبح غريبا عن نفسي، ولكن كيف الرجوع؟!!! هل الرجوع ممكن؟!!! هل أستطيع الرجوع؟!!! هل سأصل إلي بيتي قبل انتهاء أنفاسي من صدري؟!!! وظلت الأسئلة تجلده.

ولكنه هذه المرة لم يهرب من الإجابة، لم يختلق المبررات، لم يتصنع الأعذار، لم يعد يتوهم أي مطارد، إنما قرر أن يرجع إلي بيته بعد أن انقضي ترحاله حتى  ولو قضي طريقه عليه، فالحياة ليست في الهروب.

Saturday, September 17, 2011

الواقع


في الواقع، كلنا نعيش في الواقع ويعيش فينا، ولكن السؤال: ما هو الواقع؟ وكيف نتعامل معه؟

لكل شيء معنيان أو تعريفان أحدهم قريب والآخر بعيد؛ أحدهم سطحي والآخر عميق، ومن الغريب أنه دائما ما يتغلب القريب و السطحي علي البعيد والعميق، فهذا إدراك مستسهل وبعيد عن البحث في الأصل.

الواقع كما نعرفه جميعا هو الأمور والظروف التي تحدث لنا وحولنا؛ ولدنا فوجدنا أنفسنا نسير في هذا الدرب وعلي هذا النحو، وعلينا أن نتبع هذه التوجهات ونخضع لها؛ فالواقع هو قيودنا.

أما الإنسان الواقعي فهو ما يدرك أبعاد واقعه ويتعامل معها ويسير بطاعة في دروب الواقعية، يتجنب احباطات ما هو غير ملموس أو غير واقعي من وجهة نظره.

ولكن فلنتخيل أن الواقعية هي أساس الكون والحياة ولا يجب أن نعترف بسواها:

-  فهل كل ما هو واقع صحيح ؟!!
* طبعا، لا
- هل كل الأمور الواقعة الآن كانت موجودة في السابق؟!!
* أيضا، لا
- وهل نضمن بقاء ما هو واقع الآن في المستقبل؟!!
* مرة أخري، لا

فإذا كل شيء واقعي الآن لم يكن موجود من قبل إلا بعد سيطرته في وقت وظروف معينة، فالواقع قابل للتغيير، فأي إبداع بدأ بفكرة وبالطبع هذه الفكرة لم تكن واقعية حين ولدت في ذهن صاحبها، فالواقع لا يعترف إلا بالمادة الملموسة في عالم مادي؛ فهل الإنسان هو مجرد كائن مادي؟!!! إن كان مادي، فأين روحه؟! أين نفسه؟! أين عقله؟!
 فحيث الواقعية الكاملة لا توجد الإنسانية الكاملة.

هل يستطيع أحد أن يغير الواقع؟!!
يكفي أن يغير علي الأقل واقعه؛ محاولة تغييره لكي لا يكون مجرد ترس يدور في ماكينة ويقوم بعمل ما تم عمله من قبل كسابقيه؛ ومن الغريب أن من يغيرون الواقع هم الواقعيون بالفعل لأنه لن يستطيع تغييره أن لم يكن قد أتم فهمه وإدراكه أما الخاضعون للواقع فيتحركون آليا منتظرين إن جد شيء حتى يتبعوه، فالواقع يقف مقاوما لمبادئ وأحلام ومستقبل الإنسان.

الواقع يقول أنه ليس في الإمكان، أفضل مما كان؛ وكأن الذي صنع الماضي لم يكن إنسان !!!

Wednesday, September 14, 2011

حكاية زلزال 26 سبتمبر 2011


انتشر في الفترة الأخيرة  فيديو يتنبأ عن زلزال مدمرسيحدث يوم 26/09/2011  وفيه يلقي شخص محاضرة في غرفة تبدو انها احدي الغرف الجانبية لمنزله ليس من داخل جامعة او اي مكان متخصص امام بعض الاشخاص يبدو انهم جيرانه وليس امام طلبة او باحثين ويصف ان سبب هذا الزلزال المدمرهو تواجد "مذنب الينين" بين الشمس والارض و وهو ما سيحدث كسوف للشمس لمدة 3 أيام و الزلزال الذي سيصل قوته من 12 الي 15 ريختر بسبب تفجر الطاقة وكانت براهينه ان هذا الحدث قد تصادف حدوثه 3 مرات من قبل وسبب زلازل قوية منها زلزال شيلي وزلزال نيوزلاندا وزلزال اليابان وقد اربك هذا الموضوع الكثيربدرجة أني سألت يوما 10 مرات هذا السؤال: هل رأيت فيديو نهاية العالم؟ وقالت لي واحدة: ان الطبقة السابعة من طبقات الارض ستتهتز بشدة، فقلت لها: يبدو انك كنت بتغيري "البامبرز" لأبنك وانت بتشوفي الفيديو، وشخص آخر قال لي: من ساعتها وانا لا استطيع التفكير في شيء آخر

وبعد بحث عن المعلومات علي الانترنت وبعض الاستنتاجات المنطقية وجدت الآتي:

- اسباب حدوث الزلازل: اما انفجار بركاني أو تصدع وانزلاق للصخور (الزلازل التكتونية) اي انها مرتبطة بباطن الارض وليس لها علاقة بالفضاء الخارجي وليس من اسباب الزلازل وجود مذنبات في فضاء الارض حتي ولو كانت قريبة

- من الغريب ان يعتمد عالم متخصص علي "الصدفة" ليبني عليها نتيجة وقد استخدمت هذه الكلمة أكثر من مرة، فان اعتمدنا علي الصدفة، فلماذا يقضي العلماء السنين ليصلوا لقانون من قوانين الطبيعة؟

- المذنب هو جسم جليدي صغير يدور في النظام الشمسي ونواة المذنب مجموعة من الجليد والغبارو الجسيمات الصخرية الصغيرة والمذنب لا يضر الارض الا اذا اصطدم بها ويكون تأثيره علي حسب حجم الكتلة التي تصل للأرض لأن مكوناته قد تذوب او تتبخر قبل الوصول للأرض وهذه المكونات هي التي تكون له الذيل المضيء ولكن هذا الكلام لم يقال علي الاطلاق ولكن قيلت حكاية عن تفجر الطاقة فقط دون توضيح

- المذنب ليس له مجال مغناطيسي وحتي المجالات المغناطيسية لا تستطيع تغيير محور دوران الأرض او التسبب في زلازل مهما كان حجم المذنب

- كل الكلام كان عبارة عن كلام ملقي باسترسال دون تدليل ونتائج تطرح دون برهان

- ان قائل هذه النظرية هو شخص مجهول الهوية

أما من يميل الي تصديق هذه التخمينات، أود أن أقول له:

- ان تصديق اي شيء تراه اعيننا او تسمعه آذاننا دون نقد او تحليل من شأنه تشتيت اذهاننا وارجحة عقلياتنا

- من غير المعقول ان نصدق معلومات باهتة في عصر اصبحت فيه المعلومات متاحة للجميع، للمتخصصين وغير المتخصصين

- من يميل لتصديق ذلك، ربما يعتبره مسكن للآلام الراهنة حيث ان مشوار الارض قد ينتهي قريبا بالرغم ان مشوار اي انسان قد ينتهي في اي وقت

- التفكير في نهاية العالم بهذا الشكل ضد الايحابية وغريزة الحياة

- ان الخوف لا يصنع أناس صالحين، انما المحبة

Sunday, September 11, 2011

تناقض

أصبح من المعتاد أن نجد حولنا أشياء كثيرة عكس بعضها تسير في منظومة لا يوجد لها أساس إلا الفوضى وكأنها تعزف سيمفونية للنشاز، وأصبح هذا هو الحال في مجتمعنا أن نري العملة بكلا وجهيها معا كما في مرآة،
إن كان من الطبيعي أن يكون لكل عملة وجهان ولكن ليس من الطبيعي أن نري كلا الوجهين في نفس الوقت يسيران معا.
 
ففي مجتمعنا نجد نسبة كبيرة من التدين الذي يتحول أحيانا إلي التشدد ونجد أيضا نسبة كبيرة من الانحراف والانحلال الأخلاقي، وفي بعض الأحيان نشعر أن المدخل الديني هو المدخل الرئيسي للإنسان المصري مثلما حدث في استفتاء 19 مارس ولكننا نجد أيضا أن الابتذال هو الجاذب الأكبر في المجتمع كما نجد  في الفنون الهابطة من أغاني أو أفلام تكون هي المتحكمة في أهواء الناس ولها النصيب الأعظم في إعجابهم، وكذلك نري أن الشباب المتهم بعدم المسئولية والغيبوبة والاستهتار هو الذي أسقط النظام.
 
النظرية البديهية تقول أن المظاهر المتناقضة التي تعبر عن الفوضى واختلال المعايير تنتج عن منظومة حياتية مختلة، فقد نظن أن الظروف السياسية والأحوال المعيشية والاقتصادية العامة لا تؤثر في تفاصيل حياتنا اليومية، ولكن الواقع أثبت العكس لأن النظم السياسية وأسلوب تعاملها مع المواطن تسلل إلي مدارسنا وتعليمنا، شركاتنا وطرق إدارتها، وحتى أسرنا وطريقة التعامل بداخلها.
 
أن القيود التي تكبل أحلام وطموحات الإنسان هي التي تغير من طبيعته وتصرفاته، وهذا عن المجتمع ككل فماذا إذا عن الإنسان؟ ... فهل يوجد تناقضات داخل الإنسان الواحد؟!!
 
إن جلست مع نفسك وأحضرت ورقة وقسمتها لنصفين وكتبت في الجزء الأيمن المميزات والايجابيات التي تراها في نفسك وفي الجزء الأيسر كتبت العيوب والسلبيات ثم قارنت بينهما ستجد مدي التناقض داخلك، وهذا يقودنا لسؤال مهم: هل الإنسان لا يعرف ذاته؟!!!
 
في الحقيقة أن الإنسان لا يعرف الكثير عن ذاته، فهو لا يدرك مثلا كيفية تحرك أجهزة جسده في تناغم إعجازي وقد لا يدرك طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها بشكل كامل وحتى رغباته واتجاهاته قد تتغير من آن لآخر، وكذلك لا ننسي تأثير البيئة المحيطة والظروف الحياتية، إذا كيف يخرج الإنسان من هذه الإشكالية؟
 
البداية هي إدراك الإنسان لطبيعة ذاته وحدود إنسانيته وإدراك انه لن يستطيع أن يعرف أكثر من ما يحتمل محدودية عقله وقدرته وبهذا قد وضع إطار لتفكيره – وهذا ليس تحجيم لعقل الإنسان وإبداعه – وفي نفس الوقت يطلق عنان تفكيره للتأمل في عالمه واستقصاء معالمه، أن كشف الحساب الذي يعمله الإنسان لنفسه يجعله يعرف الكثير عن نفسه أن كان يعتمد علي الموضوعية والبعد عن التبرير ... فالإنسان صنعة خالق قدير نعجز عن فهم حكمة قدرته.

Friday, September 9, 2011

المخدرات العقلية



المخدرات العقلية: هي الوسائل التي يلجأ إليها الأنسان من شأنها تعطل العقل عن التفكير ومواجهة حقيقة الأمور فهي تشغل ذهنه عما يوتره أو يقلقه

متي يحتاج الانسان للمخدر العقلي؟

عندما يشعر ان صوت الهدوء اعلي من اي ضوضاء وعندما يشعر ان الجلوس بمفرده سيجعله يقابل نفس وعندما ينظر للمرآة فيري ملامح جديدة لنفسه

اسباب هذا الشعور
عدم الرضا عن النفس - وجود مشاكل تسربت داخل الأنسان ليست مجرد حوله - أمور واقعة لكن لا يقبلها الأنسان - ظهور عقبات كانت غائبة لفترة

أول أنواع المخدرات هي المبررات
التبرير: يسكت العقل عن التفكير والتعمق في بواطن الأمور وهو المسكن العام لكل قوي الشد والجذب داخل العقل

ثاني أنواع المخدرات العقلية: الهروب
الهروب هو مسكن وقتي يجعل من الأنسان في حالة فرار من كل شيء حتي ذاته، يجعله مطارده حتي من نفسه وحتي عندما يزول سبب الهروب، يظل هو علي حاله (هربان)، ويظن الهارب أنه يحمي نفسه وأنه يخفف من قلقه بالهروب

ثالث أنواع المخدرات العقلية: تصديع النفس
هي وسيلة لشغل الذهن للبعد عن ما يؤرقه وحالة الصداع هذه تريح من التفكير والاحساس بالتعب ينسي أصل الموضوع والتصديع هذا يمكن ان يكون بالأغاني العالية - الذهاب للأماكن المزدحمة أو فعل أكثر من شيء في وقت واحد وهكذا

رابع أنواع المخدرات العقلية:اليأس
بدون تعجب، يساعد اليأس علي تخدير عقل الأنسان لأن اليأس هو الإيمان برد فعل معين لا يتغير من فعل معين وعدم قبول امكانية حدوث غيره والنتيجة هي عدم اجهاد العقل في التفكير أو التقدم

خامس وآخر أنواع المخدرات العقلية: الوهم!!!
العيش في الوهم هو من المخدلاات التي تسلب للعقل كل قوة للتفكير و تجعل الأنسان مستسلما له كليةّ وبذلك يقل توتره وقلقه
ويوجد شعرة بسيطة بين الوهم والأمل إذ أن الاثنان متشابهان في حالة الأنتظار التي تصاحبهما

الفرق الوحيد بين الوهم و المخدرات الأخري هو انه لا إرادي أي انه لا يشعر الأنسان انه كان يعيش في الوهم إلا بعد أن يفيق منه

في النهاية
هل هذه المسكنات جميعها سلبية؟
هل هي ضرورية؟
هل الجميع يستخدمها؟
وان كانت سلبية، ماهو البديل؟

هذه المخدرات أو المسكنات جميعنا يستخدمها إراديا أو لا إراديا
 في بعض الأحيان ضرورية لأنها قد تكون وسيلة للراحة فالمسكن يستخدم لتخفيف الألم حتي يتم الشفاء لكن لا يعتمد عليه أبديا حتي لا يتوقف التفاعل الطبيعي للأنسان معتمدا علي المخدر ويتحول لإدمان

أفكار



الأنسان عبارة عن مجموعة من الأفكار تملأ عقله الباطن وذهنه الحاضر تقوده وتوجهه، ولا يمكن أن نفصل الأنسان عن أفكاره فهم متلازمان ومن هنا يتضح أهمية متابعة الأنسان لأفكاره ومصادرها واتجاهاتها، تصوراته واستنتاجاته


- عندما يزدحم العقل بالأفكار ويعجز عن تصفيتها وتصنيفها, ويحتاج ان يخرجها حتي يصفي ذهنه، كيف يستطيع الأنسان أن يجيد التعبير عن أفكاره؟
فالمفكرون والمبدعون قد لا يمتلكون الجديد من الأفكار ولكن عندهم القدرة علي التعبير عن ما يجول في خاطرهم

- ما مدي صحة أفكار الأنسان؟
 وما دليل قوتها؟
 وما مدي الاقتناع بها؟
هناك معيار واحد فقط: هو ثباتها امام أي مناقشة أو نقد

- سجن الأفكار:
قد تري انسان يظل طوال عمره سجين فكرة واحدة !!!!

- أي أبداع هو فكرة استطاع صاحبها ان يخرجها من رأسه.

- متي وكيف ولماذا يحتاج الأنسان أن يغير أفكاره؟

- صراع الأفكار:
هو التردد بين ما تحب ان تفعل وما يجب أن تفعل و قمته عندما تتمني ان يزول أحدهما لكي ترتاح حتي لو كان ما تحب.