Monday, October 24, 2011

الشرق الشحاذ ... توفيق الحكيم


قالت العصا: لماذا ينظر الغرب دائما بعدم إكثرات إلى الشرق العربي، ويقف منه موقف غير الحافل بأمره، ويلتفت إليه الالتفاتة العابرة، ويشير إليه الإشارة الخاطفة، ولا يراه إلا كائنا جغرافيا، يقوم على هامش الحضارة الإنسانية؟

قلت: السبب في ذلك بسيط، وهو أن الشرق العربي يقف دائما من الغرب موقف السائل الذي يمد يده بطلب، فهو يقول للغرب أعطني حريتي، وأعطني استقلالي، وأعطني قروضا، وأعطني علما، وأعطني أفكارا، وأعطني مبادئ، وأعطني آلات، وأعطني مصنوعات، وأعطني خبراء، وأعطني وأعطني، الخ

  ما من مرة قال الشرق للغرب: "خذ" حتى يسترعى اهتمامه.  إن الإنسان قد جبل بطبعه على أن يهتم بمن يعطيه، لا بمن يأخذ منه. وماذا يكون نصيب ذلك الذي يتبعك دائما في الطريق يقول لك في كل حين: أعطيني من فضلك؟  ألا يكون نصيبه منك في أغلب الأحيان:  "الله يحنن عليك،" تقولها بغير اكتراث. وقد يخطر لك أن تستخدمه في أن يحمل عنك ثقلا ماديا لا شرف فيه، أو أن تستغله في معاونتك معاونة مهينة مما يقوم به الخدم والعبيد والتابعون. فلو أن الشرق قال للغرب ذات مرة: خذ مني فكرة تنفعك لنظر إليه الغرب فورا نظرة الاهتمام والاحترام

قالت العصا:  وماذا عند الشرق العربي اليوم مما يستطيع أن يعطيه للغرب؟

قلت: مجرد الاشتراك في حل مشكلاته يكفي. ما من مرة قال الشرق للغرب إني مشغول بحل قضية لك أيها الغرب، لا لِي.  حبذا لو أن (جامعة عربية فكرية) تنشأ لبحث مشاكل الغرب للغرب، عند ذاك يعترف الغرب أن الشرق ليس مجرد شحاذ

من كتاب عصا الحكيم

Friday, October 21, 2011

الشتاء

Click on Picture for better view


اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب: الشتاء - قصيدة






في وقت الشتاء ... يظهر السحاب في السماء ...
بعد طول غياب ... يكون بينهما لقاء.

وقت الغروب والشفق ... يظهر في الأفق ...
بقايا شعاع شمس ... كانت موجودة هنا بالأمس ...
حمرة تخجل وجنتي السحب ... طل السحب يطفأ نارها ...
فأتذكر ...
مهما كان جبروت صيفها ... لابد ان يحل شتاؤها ...
مع الوقت ... بالوقت ... في الوقت ...
وقت الشتاء.

حمامة بيضاء تائهة عن برجها ... تحارب امطار الشتاء بجناحها ...
لا تعبأ الا ببيتها ...
برجها العالي هو سر كبريائها ... ضد برد الشتاء.

رياح خريف تعصف بأوراق شجرة خضراء في بداية الطريق ...
تعدها لتستقبل ربيع جديد ... بعد فصل الشتاء.

احتاج لشتاء ... مصدر لدفئي ... يبرد غليان قلبي ...
ليستقر بين ضلوعي ... يوقف نزيف دموعي ...
يهديء بركان فكري ... لكي تسعه رأسي.

ابحث عن قمر وسط غيوم الشتاء ...
يعلق ناظريا بالسماء ... حتي لو تعثرت قدمايا ... وأدمت الأشواك يدايا...
نوره يكشف الطريق ... وسط ضباب الشتاء.

و لو سجن قلبي داخل قفص صدري ... سيظل يحلم باقي أيام عمري ...
بيوم يحمل الهواء جناحه ... حين يملك براحه ...
بعد أن يمر وقت الشتاء.

October 2008 

رابط موقع (اليوم السابع):
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1399510&SecID=190&IssueID=0#.UrC30SdyVza

Thursday, October 20, 2011

مينا دانيال .... من هو؟


قابلت بعض أصدقاء الشهيد "مينا دانيال" الذي استشهد في يوم 9 أكتوبر 2011 أمام مبني ماسبيرو، وسألتهم:

من هو مينا دانيال؟ ماذا تعرفون عنه؟
مينا كان صديقنا منذ طفولتنا وهو لم يكمل عامه العشرون بعد ومازال طالبا، وكثيرا ما كنا نلعب الكرة سويا، وكنا نسميه مينا "الجون" لأنه دائما يحب حراسة المرمي ويقف في هذا المركز

ما هي حكايته مع ثورة 25 يناير؟
مينا كان في التحرير منذ أول يوم وشارك في جميع المليونيات التالية، وأصيب بطلق ناري في ساقه في يوم موقعة الجمل وبعد علاجه لم يتراجع وأكمل وشارك في جميع مليونيات الثورة التالية، وهو كان معتاد أن يتجول في ميدان التحرير ناشرا بسماته الدائمة بين الناس في الميدان لذلك فهو استشهد باسما، لأن البسمة لم تفارقه طوال حياته ولازمته في يوم استشهاده

لقد لفت انتباهنا شعره الكثيف ولحيته الطويلة، لماذا كان شكله هكذا؟
كان مينا لا يهتم بنفسه ومكرس وقته وأفكاره ومشاعره للبلد ولثورتها

هل كان مجرد شاب متحمس أم أنه كان مؤمنا فعلا بما يفعله؟
مينا كان مؤمن بكل ما يفعله وليس مجرد حماس؛ لأنه إن كان مجرد حماس، كان سيبتعد بعد إصابته في يوم موقعة الجمل

لماذا مينا بالذات الذي أصيب في يوم موقعة الجمل؟ ولماذا هو دون غيره الذي طاله الرصاص أمام ماسبيرو؟
لأن مينا كان دائما متصدر جميع المظاهرات، دائما كان في الصفوف الأولي، وعندما رأي المدرعة قادمة نحوه رسم الصليب، ثم فاجأته رصاصة اخترقت صدره وخرجت من أسفل ظهره


وكان تعليقي:

إن أطلقنا الرصاص علي مثل هؤلاء الشباب المتحمسون الذين يستطيعون أن يحملوا الوطن وهمومه فوق أكتافهم، فمن سنترك ليعيش فيه؟؟؟!!!

Sunday, October 16, 2011

أدهس ثم أنظر وتأسف

البشر حولك كثيرون ...
يتجولون ...
يذهبون ويأتون ...
وهم علي الأرض ليسوا بمثقلين ...
بل الأرض هي التي تجذب كياناتهم.

********************

البشر يحملون قلوباً ...
ليست مجرد نبضاً ودماء ...
فشرايينهم دروباً ...
تحوي أفكارا وأهواء ...
تسيطر علي كل خطواتهم.

********************
يملك كل بشر ما بين يديه ...
وإن تطرف ...
تُملكُه ذاته كل ما تراه عينيه ...
ينظر أولا لما يصوره له ذهنه مسبقا ...
ثم يُرغم الكون علي ارتداء رداء فكره مُكرَها.

********************
يدهس بأثقاله كيانات آخرين ...
يجعلهم حطباً لمدفأته ...
جسراً يعبره لمقصده ...
يري بعين واحدة بنقص ...
يُكمل طريقه بالدهس ...
ويلوم المجروح علي صرخاته متأوها.

********************
ينظر ورائه ويأسف ...
فقد ترك خلفه الكَرْمَة تنزف ...
يسكَرُ من نتاج فعله المؤسف ...
متحججا ...
فأغصانها اعترضت طريقه ...
والثمار زرعت لكي تقطف ...
ثم يسحقها عاصراً.

********************
إن تبدلت الأدوار ...
ثار ...
أشعل النار ...
عندما اشتري سر بما كال ...
وعندما باع أبدل المكيال ...
وبأي حال ...
لن تنفع الأقوال ...
بأن الشيطان أغوي ماكرا !!!.

Tuesday, October 11, 2011

بيان عاجل

قام الجيش المصري فجر أمس بمعجزة جديدة أشبه بمعجزة "حرب أكتوبر 73 المجيدة" فقد انتصر الجيش فيما يسمي اعلاميا ب"موقعة المدرعة" دون خسائر في الارواح في سابقة لم يحدث مثلها من قبل؛ حيث انه من المعروف ان كل اعتداء يجب أن يكون به خسائر من الطرفين وليس طرف دون الآخر، وذلك استكمالا لسياسة (الرصاص حصري في الجسد المصري) المتبعة منذ فترة.

... ومن الاعجاز ايضا أنه استطاع أن يعبر بمدرعاته فوق أجساد المصريين الأقباط بنجاح تام مثلما عبر خط بارليف من قبل!!!

وفي تصريح لأحد رموز الفلول (طلب عدم ذكر اسمه) من خلف أسوار منتجع "بورتو طرة" قال: "انهم تفوقوا علينا فنيا واستراتجيا" مقارنا بما حدث في "موقعة الجمل"

ونفي مصدر مسئول من "وزارة الاعلام" إنهم كانوا يقصدون الكذب أو تزوير الحقائق لأنهم يعلمون جيدا أن "الكداب بيروح النار"

انتهي

Saturday, October 8, 2011

القلب


ما هو عمله بالتحديد؟! هل هو مجرد ضخ الدم لباقي أعضاء الجسد؟! فإن كان هو ما يدفع الدم، فما هو دافعه؟! ما الذي يحركه؟!

فالقلب يمتلك حركة ذاتية مستمرة طالما صاحبه حي؛ إذا فالقلب هو مؤشر الحياة، فهو المحرك (الموتور) الموجود داخل كل إنسان يعمل حتى أن توقفت كل أعضاء الجسم عن العمل؛ فالموت إكلينكيا هو توقف كل أو بعض وظائف المخ، ولكن لا يحسب الإنسان ميتا إلا إذا توقف قلبه، لكن مازال السؤال متجددا ماذا يدفع القلب حتى ينبض؟!

يقول سليمان الحكيم في الأمثال: "أحفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة"، وهولا يوجد محرك له إلا الله، فكل إنسان منا في علاقة واتصال مباشر مع الله مع كل نبضة تنبض داخل القلب؛ لأن كل نبضة تنبض بأمر الله.

إن معني القلب اتسع لا ليكون مجرد القلب المادي فقط ولكن أصبح له صفات ومعاني كثيرة، منها: إن القلب مصدر العاطفة، والإحساس بالراحة والطمأنينة مرتبطان بالقلب، وصار يمثل الإنسان ككل وباطنه تحديدا (مثلما نقول: الإنسان ذو القلب الأبيض).

فلماذا القلب يمثل كل هذه الأشياء رغم أنه عضو مثل باقي أعضاء الجسد؟ !هل لأنه فريد؟!
لكن المريء فريد، والحنجرة فريدة، والحجاب الحاجز فريد، ولكن يبقي القلب الذي منه مخارج الحياة.

فالقلب تحمل كثير من الأعباء لا يحملها في داخله؛ فالعاطفة والفكر أصلهما المخ، ولكن القلب تحمل أعباءهم ربما لأنه أكثر ما يتأثر بهم ويتفاعل معهم، حتى في مصر الفرعونية؛ في مشهد المحاكمة الرمزية، يأكل الوحش قلب الإنسان الخاطئ، وكأن القلب نائب عن الإنسان ككل ولا يوجد أفعال إلا ومرت من خلال القلب.

وأيضا من الأعباء التي يتحملها القلب معنا: فهو يضطرب إذا اضطربنا، يطرب إذا طربنا، تزيد ضرباته مع الغضب، ويرفرف مع الفرح، ينكسر مع الحزن، يرتبك مع الكذب، وينجرح مع الخيانة، لذلك فالقلب يستحق الاهتمام بما يتناسب مع قدره.

17 مارس 2008