قالت العصا: لماذا ينظر الغرب دائما بعدم إكثرات إلى الشرق العربي، ويقف منه موقف غير الحافل بأمره، ويلتفت إليه الالتفاتة العابرة، ويشير إليه الإشارة الخاطفة، ولا يراه إلا كائنا جغرافيا، يقوم على هامش الحضارة الإنسانية؟
قلت: السبب في ذلك بسيط، وهو أن الشرق العربي يقف دائما من الغرب موقف السائل الذي يمد يده بطلب، فهو يقول للغرب أعطني حريتي، وأعطني استقلالي، وأعطني قروضا، وأعطني علما، وأعطني أفكارا، وأعطني مبادئ، وأعطني آلات، وأعطني مصنوعات، وأعطني خبراء، وأعطني وأعطني، الخ
ما من مرة قال الشرق للغرب: "خذ" حتى يسترعى اهتمامه. إن الإنسان قد جبل بطبعه على أن يهتم بمن يعطيه، لا بمن يأخذ منه. وماذا يكون نصيب ذلك الذي يتبعك دائما في الطريق يقول لك في كل حين: أعطيني من فضلك؟ ألا يكون نصيبه منك في أغلب الأحيان: "الله يحنن عليك،" تقولها بغير اكتراث. وقد يخطر لك أن تستخدمه في أن يحمل عنك ثقلا ماديا لا شرف فيه، أو أن تستغله في معاونتك معاونة مهينة مما يقوم به الخدم والعبيد والتابعون. فلو أن الشرق قال للغرب ذات مرة: خذ مني فكرة تنفعك لنظر إليه الغرب فورا نظرة الاهتمام والاحترام
قالت العصا: وماذا عند الشرق العربي اليوم مما يستطيع أن يعطيه للغرب؟
قلت: مجرد الاشتراك في حل مشكلاته يكفي. ما من مرة قال الشرق للغرب إني مشغول بحل قضية لك أيها الغرب، لا لِي. حبذا لو أن (جامعة عربية فكرية) تنشأ لبحث مشاكل الغرب للغرب، عند ذاك يعترف الغرب أن الشرق ليس مجرد شحاذ
قلت: السبب في ذلك بسيط، وهو أن الشرق العربي يقف دائما من الغرب موقف السائل الذي يمد يده بطلب، فهو يقول للغرب أعطني حريتي، وأعطني استقلالي، وأعطني قروضا، وأعطني علما، وأعطني أفكارا، وأعطني مبادئ، وأعطني آلات، وأعطني مصنوعات، وأعطني خبراء، وأعطني وأعطني، الخ
ما من مرة قال الشرق للغرب: "خذ" حتى يسترعى اهتمامه. إن الإنسان قد جبل بطبعه على أن يهتم بمن يعطيه، لا بمن يأخذ منه. وماذا يكون نصيب ذلك الذي يتبعك دائما في الطريق يقول لك في كل حين: أعطيني من فضلك؟ ألا يكون نصيبه منك في أغلب الأحيان: "الله يحنن عليك،" تقولها بغير اكتراث. وقد يخطر لك أن تستخدمه في أن يحمل عنك ثقلا ماديا لا شرف فيه، أو أن تستغله في معاونتك معاونة مهينة مما يقوم به الخدم والعبيد والتابعون. فلو أن الشرق قال للغرب ذات مرة: خذ مني فكرة تنفعك لنظر إليه الغرب فورا نظرة الاهتمام والاحترام
قالت العصا: وماذا عند الشرق العربي اليوم مما يستطيع أن يعطيه للغرب؟
قلت: مجرد الاشتراك في حل مشكلاته يكفي. ما من مرة قال الشرق للغرب إني مشغول بحل قضية لك أيها الغرب، لا لِي. حبذا لو أن (جامعة عربية فكرية) تنشأ لبحث مشاكل الغرب للغرب، عند ذاك يعترف الغرب أن الشرق ليس مجرد شحاذ
من كتاب عصا الحكيم