Wednesday, May 30, 2012

السباحة في بحر من الرمال ،،، قصة


السباحة في بحر من الرمال




فلما رأى أنه يوم استثنائي من أيام الصيف؛ فالهواء منطلق من جميع الاتجاهات والشمس محتجبة بسحابة نادرة من سحب الصيف، أعطى ظهره للمكان وقال: "لا مانع من السباحة قليلا والتوغل بعيدا والطفو عاليا" وأخذ يطبع خطواته على الرمال متوغلا بعيدا حتى بدأ يغوص في قلب التلال المترامية الأطراف وبين طرقها المتشعبة المتقاطعة حتى وجد نفسها داخل كيان الجبل.

ومثل السباحة في البحار كان يفضل أن يرفع رأسه لأعلى ليجد التلال الشامخة تهذب نفسه، فمن الجيد أن يشعر الإنسان أنه ليس أكبر وأعظم ما في الكون، وأن ليس كل الأشياء عليها أن تدور في مداره وأن يكون هو محور الأشياء، فوجد نفسه فعلا يسبح ويطفو على الجبال وشعر بنفس إحساسه في البحر حيث أن نفس اللون الأوحد بدرجاته مسيطر على المحيط حوله، ولكن الفرق أنه تبدل ذلك اللون الأزرق الهادئ بالأصفر الناري الذي يبدأ من الرمال الناعمة الشبه بيضاء، ثم الصفراء العاكسة لشعاع الشمس، فالداكنة المختلطة بالصخور المتكسرة.

وكان عليه أن ينظم طريقة تنفسه تماما كما يسبح في البحر، وفي بداية الأمر شعر بصعوبة السير على الرمال، ولكن لم يطل ذلك كثيرا ووجد خطواته اعتادت على طبيعة الرمال وكان الجبل يحمله تماما كما كانت تحمله المياه، وأما صوت الهدوء الذي لم يألفه قط في المدينة فأنه يغسل النفس كما تفعل أمواج البحر.

وبدأ يمر بخاطره أفكار لم تطرق باب عقله من قبل؛ فأدرك أن الغنى ليس من الامتلاك ولكن من الاستغناء، فبقدر ما يترك خلفه بقدر ما يملك أمامه، وأن التجدد يأتي من التجرد فحينما يخفف من أثقال أحماله يتجدد من داخله، وأن الحرية لا توجد في الزحام ولكن في الخلاء الغير محدود، ومع سرعة الأفكار صارت قدميه أسرع على الجبال مثل الأيائل والغزلان، يتعب ولكنه لا يتوقف حيث أنه كلما عبر تل تطلع إلى عبور تل أعلى، وكلما نظر لأسفل أشتاق أكثر إلى المرتفعات وكأن الروح تنجذب تلقائيا إلى علا السموات، وبدأ يشعر بمعاني لم يكن يشعر بقيمتها من قبل.

ما معنى واحة خضراء في وسط جفاف الصحراء؟!! وما قيمة البئر الأوحد في جوفها؟!! وما شموخ النخلة العالية؟!! وما حدود مملكة ظلالها؟!! ما معنى زهرة جبلية نابتة على جانب الطريق؟!! وصمودها فقط يعطي عبرة للعابرين والمعتبرين !! وكيف للرحمة أن ترطب شفاه المعذبين؟!! وما أعظم أن لا يملك الإنسان إلا موطئ قدميه !! فيصير كطيور السماء التي لا تشغل نفسها بالجمع والتخزين فتظل حرة وخفيفة تتحرر من جاذبية الأرض بمجرد أن تفرد جناحيها للهواء.

هذا وقد طال السير وتذكر فجأة فكرة الرجوع، ولكن كيف العودة والمحيط كله تحول إلى كيان واحد متجانس لا يفشي سر طريق الرجوع؟ ولم يرد أن يرجع من حيث أتى لئلا تفهم خطواته هذه بالندم وقد يرى ويدرك أكثر في طريقه إلى العودة، ولم يشأ أن ينظر إلى الوراء؛ لأن من يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يفسد زروعه وأماله، ولكن كيف يرجع ووجهه للأمام؟ أليست الأرض دائرية؟!! إذا نقطة النهاية بها هي نفس نقطة البداية؛ فإن سرت للأمام قد ترجع لنقطة البداية؟ فالحياة تنتقل من الهدوء إلى قمة الصخب ثم تنتهي بالهدوء مرة أخرى، وليس المهم هو الطريق ولكن الأهم هو هدف الطريق، فإن تاهت الطرق وارتبطت بالهدف أدركته؛ لأن السر في الإيمان بالطريق والحق والحياة.

لم يتوقف للتفكير أو اتخاذ القرار، ولكن أفكاره كانت تدفعه لإكمال طريقه بكل حماس، فمن النادر أن يجد عقله ونفسه وجسده متوافقين ومتفقين دون صراع، وكما يبحث البحار في سفينته عن الفنار لتكون علامة على وصوله للشاطئ ظهرت من بعيد نفس المنارة التي تركها خلفه، ففرح قلبه وعاش فرحة الوصول رغم أن أمامه آلاف الأمتار لكي يصل، ولكن عندما أبصرت عيناه انتصر قلبه، فقطعت قدماه في خفة هذه الأمتار المتبقية حتى وصل للديار، ولم يعد له شهوة في الحياة إلا بعض قطرات من المياه تبلل وجهه ليعود وينظر مرة أخرى إلى الجبال، وهذه المرة لم تتعلق عيناه إلا بأعلى قمة ولم يرضى بغيرها.

Friday, May 25, 2012

لماذا يعشق المصريون النمل؟

لماذا يعشق المصريون النمل؟!
إن تابعنا أحوالنا وما يدور حولنا وركزنا فيه سنجد أن المصريين يعشقون النمل!، وبعد قليل من التعجب والكثير من التفكير ستجد أن هذا صحيحا، ولكن لماذا؟!

قد يعجب البعض بالنمل لأنهم جميعا "إخوان" من أم واحدة هي: ملكة النمل؛ فالنمل مثل النحل نظامه هرمي ويجلس على قمته ملكة النحل التي تبيض فقط ولا تعمل ولكنها تصدر الأوامر وترشد الآخرين ليعمل ويطيع باقي الأفراد الذين يسموا بـ "الشغالات" ويعيشون جميعهم داخل مستعمرة واحدة، ولكن أي فئة عادة ما تكون من أصل واحد ؛ فأي جماعة لن تكون كذلك إن لم تكن مجتمعة على شيء أي أن هذا ليس فيه شيء غريب.

وقد يعجب البعض الآخر بالنمل لأنهم "جماعة" واحدة منظمون ويعملون وفق منهج مرتب مسبقا، ومن المعروف أن النمل يستطيع أن يغزو أي مكان في العالم ويبني مستعمرته فيها ماعدا "إنتاركتيكا" وهي القارة القطبية المتجمدة.

ولكن أليس هذا شيء مثير للأعجاب حقا؟!! 
فإن دخلت مستعمرة النمل لن تجد من لا يعمل؛ فالعمل مقسم بعناية وكل فرد يعرف عمله جيدا، ولكن من الناحية الأخرى لا يجب أن ننسى أن النمل اعتاد على حياة الأنفاق السرية؛ فحتى لو أعطيته الحرية  الكاملة وتركت له الساحة، فلن ينسى النفق الذي اعتاد عليه، وسيتعامل مع جميع الأمور بنفس منهج النفق والمستعمرة، فهو أعتاد أن يختزن طعامه ويحيا في قلق عليه ويعمل على حمايته دائما؛ فمثلا لكي يضمن عدم نمو البذور المخزنة يقوم بشطرها وتقسيمها لكي لا تزهر بفعل رطوبة المخبأ السري.

فالنمل لم يكن مستعدا قط للتعامل مع مجتمع آخر غير مجتمعه الذي أسس قواعده، حسب منهجه ولا يوجد عنده أي طرق أو حلول أخرى غير التي عاش بها ووصلته إلى مكانته المبهرة التي سهلت له الطفو على السطح في ظروف معينة ليست دائمة.

وبجانب انبهار المصريون بالنمل وتنظيمه، عليهم أن يتذكروا أن الحشد والتنظيم ليس دليل على القوة بل على الضعف؛ ولكن النمل أثبت أن قوة الجماعة تغطي على ضعف الفرد حيث أن النمل من داخله هش إن كان مفردا ولكن قوته في جماعته.

لذلك إن أعجبنا بنظام النمل، فلنعمل بنظام مثله ولكن ليس من المفروض علينا أن نحيا في تنظيمه أو في مستعمراته.

Monday, May 21, 2012

في قلب الظلام


في قلب الظلام ...
قلب يشع نورا ...
النور الفوسفوري الخافت ...
 لا يضيء لكنه ...
يشق الظلام ... يكسر الظلام ...
 ينير عين ... تخرج منها شعلة ...
شعلة الشمعة الشامخة ... لهيب يضيء ولا يحرق ...
الا من حاول اطفاؤه ...
لماذا هذه الأنوار خافتة و الظلام دامس؟ ...
لماذا لا يروي الصحراء إلا ينبوع واحد ... في وسطها ... في عمقها ...
كل من يصل إليه عطشان ... لكنه فرحان ...
بلحظة الوصول ...
كيف تتحول السياط إلي أوتار؟ ...
تطرب الروح بدلا من ان تلهب الظهر ...
والزهر كيف يخرج من بين الأشواك؟ ...
كيف يفرد اوراقه دون جرح ...
هل فعلا الشوك حارسه؟ ...
كل مايكسر الهدوء هو ضوضاء ... يعكر صفوه ...
يجعل البحيرة الهادئة ثائرة ...
حجرا ينفذ للأعماق ...
تستطيع ان تبتلعه الأعماق ...
لكن بعد ان يخترقها ...
لحظة فرح تفني سنين حزن ...
لحظة حياة تفدي سنين مائتة.


19/04/2008

Friday, May 11, 2012

مناظرة عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح

مناظرة عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح


شاهدنا بالأمس بمنتهى الحرص المناظرة التي أقيمت بين مرشحي الرئاسة (عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح)، وهذه المواجهة هي الأولى في تاريخ مصر التي أقيمت بين مرشحين في أنتخابات تعددية، وقد لاحظت الأمور التالية من خلال  متابعة أسئلة وأجوبة المرشحين والتي تدل على أفكارهم وكذلك سماتهم الشخصية، وسأحاول تلخيصها:

عمرو موسى:
وهو وزير خارجية مصر المشهور عنه مواقفه القوية تجاه السياسات الإسرائيلية وشغل أيضا منصب أمين عام جامعة الدول العربية لعشر سنوات حتى قيام ثورة 25 يناير، فاستقال من منصبه وتيقن الجميع أنه ينوي الترشح للرئاسة، وخلال تواجده في وزارة الخارجية كان له نصيب كبير من تقدير الشعب حتى أشيع أنه تم استبعاده من الوزارة لإيقاف شعبيته المتزايدة.

ظهر عمرو موسى بالأمس وهو يتكلم بحماس الذي إنقلب في بعض اللحظات إلى إنفعال ولكنه عاد إلى ثباته مرة أخرى حيث أن النقاش سيطول.

ظهرت أفكاره التي تتميز بالمدنية البحتة واحترام التخصص، وكذلك احترامه للوقت حيث أنه كان يتوقف عن الكلام بمجرد سماع صوت تنبيه نهاية الوقت حتى لفتت نظره المحاورة أنه أمامه 10 ثوان بعد بدأ سماع هذا الصوت المنبه.

من أبرز اقتراحاته هي تشكيل مجلس للأمن القومي المشكل من رئيس الجمهورية وقادة الجيش ووزير الداخلية مع إمكانية استدعاء رئيسي لجنة الأمن القومي بمجلسي الشعب والشورى وهذا المجلس هو الذي سيكون مختص بمناقشة ميزانية الجيش.

أما السؤال الدائم الجدلي عن وجهة نظره في تطبيق الشريعة الأسلامية، فأوضح أنه ملتزم بالمادة الثانية من دستور 1971 مع إضافة أنه يحق لأصحاب الديانات الأخرى الاحتكام لشرائعهم، وأكد أنه كمسلم ملتزم بمبادئ الشريعة الأساسية مع الأنطلاق في التقدم والتطور والحداثة ولكنه لم يوضح عدم تعارض الشريعة مع التقدم والتطور، وهذا ما التقطه منه منافسه وابتدأ حديثه به.

انتقد عمرو موسى منافسه وواجهه إن خلفيته الأخوانية تسيطر على أفكاره وإنه لم يعارض أو ينتقد أي شيء في الماضي إلا من خلال ولصالح الأخوان وانتقد أيضا تأييد السلفيين له وسأله عن الالتزام الذي سيقدمه في مقابل هذا التأييد، وكيف يطلق على نفسه ليبراليا أو وسطيا وله  خلفية أخوانية وتأييد سلفي.

عبد المنعم أبو الفتوح:
وهو الطبيب الذي عمل في السياسة منذ أن كان طالبا بالجامعة من خلال نشاطات اتحاد الطلبة وله موقفه الشهير في مواجهة السادات وهو مؤسس الجماعة الأسلامية المرتبطة بالفكر الجهادي ومن أبرز قيادات جماعة الأخوان المسلمين التي انضم إليها مع أعضاء جماعته وعضو مكتب الإرشاد وكذلك كان نائب المرشد العام، ثم خرج من الجماعة إثر اتخاذه قرار ترشحة لرئاسة الجمهورية وتحول للهجوم على الجماعة وردهم عليه بنفس الأسلوب، ومازال موقفه محيرا حتى الآن هل مازال على نهجه القديم وهذا كله تمويه سياسي؟ وزادت الحيرة أكثر بعد دعم السلفيين له، رغم مناداته دائما أنه وسطي أو ليبرالي.

من أول جملة ينطق بها أبو الفتوح يؤكد أنه مرشح الثورة والثوريين وكان هادئا طوال وقته لا يتحرك كثيرا ووقفته ثابتة مع بعض الإشارات المحدودة بيديه بعكس موسى الذي كان جسده كله يتحرك أثناء حديثه، ولكنه دائما ما يتخطى الوقت المسموح له ولا يتوقف إلا بعد تنبيهه.

وبدا واثقا من نفسه بشكل كبير حتى أراها إنها ثقة أقرب إلى الغرور حين قال: أنه في حكمه لن تمر أحداث مثل أحداث العباسية ولن تكون المظاهرات بهذا الحد، فبدا كمن يمتلك عصا سحرية لحل المشاكل ومن الناحية العملية والواقعية لن يستطيع أحد أن يجزم بعدم حدوث مثل هذه الأمور في المستقبل وخصوصا مع تأكيده على حق التظاهر السلمي، فهو على الأقل لا يضمن اندساس بعض المخربين بين المتظاهرين السلميين.

 حمّل النظام السابق مسئولية كثير من المشاكل في العصر السابق والمجلس العسكري مسئولية كثير من المشاكل في الفترة الإنتقالية.

كانت أفكاره متفقة لحد كبير مع موسى في أمور الإدارة والسياسة وقد ذكر ذلك وهذا مشترك ليس بين هذين المرشحين فقط ولكن جميع المرشحين متفقين على أهمية الأمن والتعليم والصحة ... إلخ وكنت أعتقد أنه سيكون له برنامج متميز في مجال الصحة على الأقل.

في حديثه عن تطبيق الشريعة الإسلامية، ذكر أنه لا يوجد تعارض بينها وبين التقدم ولكن سؤال موسى له عن مفهموم الشريعة نفسها أظهر أنه يراها في تطبيق أحكامها الذى فسرها موسى بالحدود.

نفى كثير من الأقوال التى قالها من قبل بخصوص حرية التحول عن الأديان واستشهد بحرية الإيمان أو الكفر والإستتابة وهي المفهوم السلفي عن حرية الأعتقاد وأنا رأيي أنه لا يجب أن يستخدم ألفاظ مثل الكفر أو الإستتابة عن المختلفين دينيا إن أراد أن يكون مرشح لجميع المصريين.

ولكنه لم ينفي قسمه وبيعته لمرشد الأخوان المسلمين عند التعرض لذلك بعكس ما قال من تصريحات بعدم قسمه ومبايعته خلال الأسبوع الماضي، وهذا غير مقبول منطقيا أن يكون أحد أفراد مكتب الإرشاد و من أبرز قيادات الجماعة وقضى فيها 45 عاما ويقول أنه لم يفعل ذلك !!!.

يبدو خلفيته الأخوانية مازالت تطارده وسأله موسى إن كان سيكون له أي مرجعية قبل إتخاذ القرارات وإنه لم يناضل إلا في المجال الأخواني واقترابه من السلفيين مع التأكيد على وسطيته.

واجه موسى بأنه جزء من النظام الذي ثار عليه الشعب وسقط برجاله ولكن موسى رد عليه بأنه ترك النظام منذ 10 سنوات وله مواقفه المعارضة له أثناء قوة النظام.

ملحوظة:
حاولت في هذا الموضوع أن أرسم صورة لكلا المرشحين كما ظهروا من كلامهم - وطبعا من وجهة نظري الشخصية - وقد أعتمدت على متابعتي ومعلوماتي الشخصية وأرحب بأي تصحيح أو إضافة أو مناقشة.

Friday, May 4, 2012

نصف إنسان

نصف إنسان


أراه يتكلم بلسان ... ومع آخر بمختلف اللسان !! ...
أظنه نصف إنسان.

الإنسان مقسوم نصفان ...
نصف تعرفه ... ونصف تغتربه ...
وأنت ترى نصفه ... نصف إنسان.

ترى ظاهره ... وتجهل باطنه ...
تنظر عينيه تنطق بمعاني ... ولا ترى خاطره بما يبالي ...
تسمع لسان حاله ... ولا تعرف ما في باله ...
فأنت ترى نصف إنسان.

والإنسان يرى في داخله إثنان ...
متناقضان ... متصارعان ... متلازمان ...
أحدهما هو من يريد أن يكون ...
والآخر هو المتمرد المجنون ...
يفعل ما لا يريد ... ويسبح في الظنون ...
الأول ينتظر ظهوره ... ويبقى محبوسا في داخله ...
تائه في بحوره ... وينتظر معرفة لمجاهله ...
والثاني من يفعل الأهوال ... ويلتمس الأعذار...
لم أكن في وعيي !!! ... كأني أنا غيري !!! ... 
وكل منهما يظن أنه ...
نصف إنسان.

ينسى الإنسان نصفه ... ليعيش بنصفه الآخر ...
يترك الإنسان بعضه ... ليجد بعضه الآخر ...
وعندما يجده يدرك أنه وجد ...
نصف إنسان.

يشعر كل واحد إنه إنسان ...
وأن الآخر نصف إنسان ...
ينظر لنفسه بأكبر منظار ...
ولا يرى لآخر أي مكان ...
يبني قصره ... يشيد صرحه ...
على أنقاض ...
نصف إنسان ...
آخر.