القتل الجماعي
ظهرت بعض الجرائم فى مجتمعنا مؤخرا تتسم بمزيد من العنف والوحشية، وهذه
الجرائم هى جرائم القتل الجماعى أو التنكيل بفرد من قِبل مجموعة من الأفراد
حتى الموت؛ فعندما تصطدم عيناك برؤية مجموعة من الأفراد يقومون بضرب إنسان
حتى الموت ثم جره وسحله بحجة أنه مجرم سارق أو قاتل، أو بسبب اختلاف مذهبى
مثلما حدث فى حادث مقتل الشيعة مؤخرا، بماذا تشعر؟ هل تشعر إنك ترى بعض
أفراد الشعب المصرى المتصف دائما بالطيبة والتسامح؟!!
فهذه الجرائم تعتبر من الأمراض الخبيثة التى تضرب أوصال المجتمع المصرى بشراسة؛ لأن الحجة القائلة إن هذا الإنسان المقتول هو مجرم ليست مبررا لارتكاب جريمة أكثر بشاعة مثل هذه، ومن المضحك المبكى أنه تبين أن أحد الضحايا الذى تم قتله ظنا أنه سارق أتضح أنه شخص قاصر ذهنيا، ولم يستطع الدفاع عن نفسه بأبسط الكلمات، الآن وبعد تنفيذ حكم الإعدام فوريا فى برئ، كيف سيتم إرجاع روحه التى سُلبَت منه ظلما؟!!
ولا تظن أن مثل هذه الجرائم حديثة أو مبتكرة؛ فهى قديمة وشائعة جدا فى المجتمعات القبلية والبدائية غير المتحضرة، وكذلك أجواء هذه الجرائم تتطابق تماما مع أحداث الفتن الطائفية، والتى يقوم فيها مجموعة غوغائية بالهجوم على مجموعة أخرى لأسباب واهية، وقد تكون شائعات، ولكن الترسبات المسبقة تطفو فيها على السطح؛ أى أن هذه الجرائم تظهر نتيجة الشحن والاحتقان.
ومن الغريب أن هذه الجرائم لا تستغرق وقتا قصيرا كغيرها من الجرائم، ولكنها تمتد لساعات؛ وذلك لاطمئنان مرتكبيها إنهم مختفون وسط الجموع ويقومون بها بدم باردة وأعصاب هادئة ظنا منهم أنهم على حق والضحية المقتول يستحق هذا العقاب (!!!)، والأغرب هو الموافقة الجمعية من كل المحيطين ممن يشاهدون هذه الجريمة دون العمل على منعها.
ولعل السبب الرئيسى فى ظهور هذه الجرائم هو غياب مفهوم الدولة وقيمة القانون، فيتحول المجتمع إلى العشوائية يُحكَم فيه بقانون الغابة؛ فيستضعف فيه الضحايا ويظلم فيه الضعفاء.
وغياب دولة القانون نتيجة طبيعية لانهيار الأمن الذى هو المطلب الرئيسى لكل مواطن، والمفترض أن يكون هو الهدف الرئيسى لكل مسئول.
ولا يجب أن تظن أن مثل هذه الجرائم تتواجد فى القرى والمجتمعات غير المتحضرة فقط؛ هذا لأن الفوارق بين المجتمعات قد تلاشت الآن، فجميع الناس يسمعون نفس الأخبار ويرون نفس المادة الإعلامية ويتأثرون بنفس الخطابات السياسية والدينية، ونفس الظروف الاقتصادية أيضا، وحيث إن الجميع يقع تحت نفس المؤثرات، فمن الوارد أن تصدر عنه نفس الأفعال.
وجوهر هذا السلوك يعبر عن ضحالة فكر أصحابه الذى يجعله يقدم على قتل إنسان بهذه الطريقة الوحشية، ويزهق روحه رغم أن الله منحه الحياة – حتى إن كان مخطئا – وكان يستطيع أن لا يتركه على قيدها. إن الحياة منحة من الله، فلا يجب على أحد أن يمنع نعمة عن أصحابها بأى حجة أو مبرر.
فهذه الجرائم تعتبر من الأمراض الخبيثة التى تضرب أوصال المجتمع المصرى بشراسة؛ لأن الحجة القائلة إن هذا الإنسان المقتول هو مجرم ليست مبررا لارتكاب جريمة أكثر بشاعة مثل هذه، ومن المضحك المبكى أنه تبين أن أحد الضحايا الذى تم قتله ظنا أنه سارق أتضح أنه شخص قاصر ذهنيا، ولم يستطع الدفاع عن نفسه بأبسط الكلمات، الآن وبعد تنفيذ حكم الإعدام فوريا فى برئ، كيف سيتم إرجاع روحه التى سُلبَت منه ظلما؟!!
ولا تظن أن مثل هذه الجرائم حديثة أو مبتكرة؛ فهى قديمة وشائعة جدا فى المجتمعات القبلية والبدائية غير المتحضرة، وكذلك أجواء هذه الجرائم تتطابق تماما مع أحداث الفتن الطائفية، والتى يقوم فيها مجموعة غوغائية بالهجوم على مجموعة أخرى لأسباب واهية، وقد تكون شائعات، ولكن الترسبات المسبقة تطفو فيها على السطح؛ أى أن هذه الجرائم تظهر نتيجة الشحن والاحتقان.
ومن الغريب أن هذه الجرائم لا تستغرق وقتا قصيرا كغيرها من الجرائم، ولكنها تمتد لساعات؛ وذلك لاطمئنان مرتكبيها إنهم مختفون وسط الجموع ويقومون بها بدم باردة وأعصاب هادئة ظنا منهم أنهم على حق والضحية المقتول يستحق هذا العقاب (!!!)، والأغرب هو الموافقة الجمعية من كل المحيطين ممن يشاهدون هذه الجريمة دون العمل على منعها.
ولعل السبب الرئيسى فى ظهور هذه الجرائم هو غياب مفهوم الدولة وقيمة القانون، فيتحول المجتمع إلى العشوائية يُحكَم فيه بقانون الغابة؛ فيستضعف فيه الضحايا ويظلم فيه الضعفاء.
وغياب دولة القانون نتيجة طبيعية لانهيار الأمن الذى هو المطلب الرئيسى لكل مواطن، والمفترض أن يكون هو الهدف الرئيسى لكل مسئول.
ولا يجب أن تظن أن مثل هذه الجرائم تتواجد فى القرى والمجتمعات غير المتحضرة فقط؛ هذا لأن الفوارق بين المجتمعات قد تلاشت الآن، فجميع الناس يسمعون نفس الأخبار ويرون نفس المادة الإعلامية ويتأثرون بنفس الخطابات السياسية والدينية، ونفس الظروف الاقتصادية أيضا، وحيث إن الجميع يقع تحت نفس المؤثرات، فمن الوارد أن تصدر عنه نفس الأفعال.
وجوهر هذا السلوك يعبر عن ضحالة فكر أصحابه الذى يجعله يقدم على قتل إنسان بهذه الطريقة الوحشية، ويزهق روحه رغم أن الله منحه الحياة – حتى إن كان مخطئا – وكان يستطيع أن لا يتركه على قيدها. إن الحياة منحة من الله، فلا يجب على أحد أن يمنع نعمة عن أصحابها بأى حجة أو مبرر.
رابط موقع اليوم السابع: http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1134668&SecID=190&IssueID=0