السر لأكتشاف نفسك والكون والحياة
The Secret
By Rhonda Byrne
مقدمتي:
لم أبحث عن هذا (السر)، ولم أعرف
إنه كان يوجد هذا (السر) أصلا، إلا أن وقع في يدي هذا الكتاب الذي
يتكلم عنه ويقول: إنه (السر) لاكتشاف الطاقة التي بداخلك إنه (السر)
الذي سيغير حياتك إلى الأفضل وسيمنحك كل ما تتمناه وسيخرج قدراتك المحبوسة في
داخلك، ولن أطيل وسأقول لك (السر) مباشرة وليس كما فعل الكتاب بسرد
الكثير من المقدمات.
السر
هو قانون الجذب أو الجاذبية؛ فإنك أنت المسئول
عن نوعية الأمور التي تحدث لك؛ لأنك تجذبها إليك عن طريق تفكيرك فيها وإيمانك بها،
وفي واقعنا كثيرا ما نقول: (إن قلبي كان حاسس) و (أنا أتنبأت بالموضوع ده قبل ما
يحصل) أو عندما يحصل مكروه بسبب (حسد أو عين شخص ما).
فهل أفعال الإنسان تقوده لسوء قدره، أم سوء
القدر يقود الإنسان لهذه الأفعال؟؟
وهذا السر مسئول أيضا عن جلب الثروة – وليس
المال – والصحة والأصدقاء وشريك الحياة.
- هذا السر يقول إنك أنت من تختار شخصيتك
وعيوبك ومميزاتك وأحداث حياتك أيضا. (!!!)
- هل فكرت يوما لماذا حياتنا بهذا الشكل؟ هل
طباعنا جعلت حياتنا بهذا الشكل؟؟ أم حياتنا هي من جعلت طباعنا هكذا؟؟
- لماذا تجد من يرى الفرصة أولا وينتهزها
رغم أن آخرون لا يروها؟؟
- إن كانوا يقولون: "أن فاقد الشيء
لا يعطيه"، فكيف يحصل الآخرون على ما يريدون؟؟ هل يأخذ إنسان أكثر من
الآخر؟؟ ولماذا تجد إنسان قادر على منح الحب والعطاء أكثر من إنسان آخر؟؟
ومن خلال الملخص التالي سنتعمق أكثر في تفاصيل هذا (السر).
مقدمة الكتاب:
سر عظيم تم العثور عليه في الأقوال المأثورة
وفي الآداب والأديان والفلسفات على مدى قرون، ويمكن أن يغير مجرى الحياة ويمنحك
رغبتك، وممكن أن تستخدمه في كل جوانب الحياة لتصل لما تريد (المال، الصحة،
العلاقات، السعادة) وفي كل تفاعل تقوم به مع العالم.
هذا السر يكشف الطاقة الدفينة والغير مستغلة في
داخلك، وهذا الاكتشاف يجلب لك البهجة في كل جوانب حياتك، وقد استوعبه كثير من
العظماء مثل: أفلاطون، جاليليو، بيتهوفن، أديسون، أينشتاين، شكسبير، نيوتن، و
هوجو.
وقد بدأت الروايات تتدفق عن معجزات حدثت مع بعض
الأشخاص من الذين اكتشفوا السر؛ فمنهم من تم شفاءه من أمراض مستعصية كالاكتئاب
والأمراض العضوية، ومنهم من حصل على الثروة التي يحلم بها.
السر هو قانون الجذب:
كل شيء يحدث في حياتك، فأنت من قمت بجذبه إلى
حياتك، وقد انجذب إليك عن
طريق الصور التي احتفظت بها في عقلك؛ أي ما تفكر فيه،
فأيا كان الشيء الذي يدور بعقلك فإنك تجذبه إليك.
فالشعراء جسدوا السر في أشعارهم، والموسيقيون
في موسيقاهم، والرسامون في رسومهم، والمفكرون في كتاباتهم؛ فالأفكار المسيطرة على
عقولهم تقودهم حيث يريدون.
"كل فكرة من أفكارك هي شيء حقيقي؛ إنها
قوة" (برنتس مالفورد 1834 – 1891)
مثال:
الأشخاص الذين كونوا ثروة ثم فقدوها ثم
استعادوها مرة أخرى، فالفكرة التي كانت تسيطر عليهم كانت تركز حول الثروة فكسبوها،
ثم سمحوا لأفكار الخوف من فقدان الثروة تسيطر عليهم فخسروها، وعندما زال الخوف
فهيمنت عليهم مرة أخرى أفكار الثروة فاستعادوها.
يقول (جون آساراف): "قانون الجذب
هو أن اعتبر نفسي مغناطيسا، والمغناطيس يجذب إليه المغناطيس؛ لأن الشبيه
يجذب إليه شبيهه"
مثال:
هل سبق لك أن فكرت في شيئا لست راضيا عنه
وكلما فكرت فيه حدث وتكرر وزادت الأمور سوءا؟
هذا لأنك عندما تفكر في فكرة سيئة واحدة بشكل
دائم وتسيطر عليك، فقانون الجذب يجذب المزيد من الأفكار السيئة الشبيهة
للفكرة السيئة المسيطرة وهكذا يزيد الأمر سوءا.
وعندما تستمع – مثلا – لأغنية مبهجة تحبها
وتسيطر عليك أفكارها، يعمل قانون الجذب على جذب المزيد من الأفكار
المتشابهة مع أفكار الأغنية، وهذا ما تشعر به عندما تستدعي ذكريات محببة إليك.
(ونحن قد نحلل هذا الشعور كأننا نتنبأ بما
سيحدث أو الإلمام بما سيحدث، لذلك يقال: غير نظرتك للحياة تراها جميلة).
فحياتك ما هي إلا انعكاس لأفكارك الموجودة
في ذهنك.
يقول (بوب بروكتور): "إذا رأيت ما
تطمح إليك بعين خيالك، فسوف تمسك به بين يديك"
يقول (تشارلز هانيل) 1866 – 1946:
"الفكرة المهيمنة أو التوجه العقلي هو المغناطيس، والقانون هو لأن الشبيه
يجذب إليه شبيهه وبالتالي فإن التوجه العقلي سوف يجذب حتما تلك الظروف والتي
تتوافق مع طبيعته"
يقول (جون آساراف): "المشكلة أن
اغلب الناس يفكرون فيما لا يريدونه ويتساءلون: لماذا دائما يعترض طريقهم
مالا يريدون ؟؟؟ !!!"
فقانون الجذب لا يتعامل مع أدوات النفي (لا،
لم، لن) ولكن مع الفعل نفسه؛ فإن نطقت بالأفكار السلبية ستأتي إليك حتى لو سبقتها
بالنفي أو عدم الرغبة أو الرفض (فكر فيما تريد وليس فيما لا تريد)
فقل: أريد أن
أنجح، ولا تقل: لا أريد الفشل
قل: أريد أن
أكون رشيق، ولا تقل: لا أريد أن أبقى بدينا
الخلاصة:
إن أفكارك الحالية تشكل حياتك المستقبلية، وما
تركز عليه أو تفكر فيه سوف يظهر في حياتك؛ لأن أفكارك تصير حقائق واقعة.
إن كانت أفكارنا هي التي تقودنا، ولكننا لا
نستطيع أن نراقب أفكارنا الكثيرة، فالحل هو متابعة مشاعرنا وهي ستعرفنا في ماذا
نفكر.
فآلاف الأفكار قد تنتج شعور واحد نستطيع تتبعه
والسيطرة عليه؛ فلن تشعر بمشاعر طيبة والأفكار التي تدور في رأيك سيئة.
فكل فكرة في العقل لها مكان في القلب، وكل
إحساس أو شعور في القلب له أصل في العقل.
لماذا دائما نشعر أن الأمور تسوء معا في نفس
الوقت؟ !!
وحينئذ نتساءل لماذا الأشياء السيئة تأتي معا؟
!!
هذا لأن الاستسلام لفكرة واحدة سيئة تجذب لها
كل الأمور السيئة الأخرى، أما إذا وجهت أفكارك لما هو أفضل فسينجذب إليك كل الأمور
الإيجابية الأخرى (فلذلك تجد في البشر، فالسعداء ينجذبون لبعضهم، وكذلك أيضا
التعساء، فتجد مجموعة من الناجحين تنجذب لبعضها في مقابل مجموعة من الفاشلين).
الحب:
يمكنك أن تأخذ كل أفكارك ومشاعرك الإيجابية من الحب
الذي هو القوة العظمى، ويمكنك أن تستمد كل قوتك من الحب.
فقانون الجذب يثبت لنا أن الإنسان يضع لنفسه
العراقيل من خلال أفكاره المسبقة المسيطرة عليه، ومن يقبل على نفسه شيء
سيأتي له.
أما الآخرون فيرون الإنسان كما يرى نفسه، فإن
ابتسم وأحب الحياة، فالآخرون سيروا حب الحياة في عينيه وسينجذبون إليه، أما إن
أعطى ظهره للحياة، فالآخرون سيعطون له ظهورهم؛ لأن الناس تنجذب من يعطي للحياة
جمال.
فالإنسان يجتذب من الكون ما يتطابق مع ما في
ذهنه من صور؛ لأن المخ وما فيه من أفكار يشبه (فيلم السينما) ويتجول في الكون وما
في حوله حتى يجد ما يتطابق فيه فينجذب فيه، فالمخ يسعى للاتجاه للصور المتطابقة في
داخله.
يقول (أينشتاين): "الخيال هو كل
شيء؛ إنه الرؤية المسبقة لكل ما سوف تجذبه الحياة وتأتي به"
السر والمال:
فلابد من ضبط توازن أفكارك من الشعور بنقص
المال – مثلا – إلى الشعور بامتلاك ما هو أكثر مما يكفي من المال؛ أجعل كل أفكارك
تدور حول الوفرة وليس الافتقار وهكذا ستعدل كفة الميزان.
فالمال جزء من الثروة؛ فالثروة ليست مال فقط
ولكن توازن بين جميع جوانب الحياة الروحية والاجتماعية، فالشعور بالسعادة من الآن
هو أسرع الطرق لجذب المال لحياتك.
السر والعلاقات:
عندما لا تعامل نفسك بالطريقة التي تريد
الآخرين أن يعاملوك بها؛ فإنك لا تستطيع
مطلقا أن تغير الطبيعة التي عليها الأمور
ولا تعاملات الآخرين معك.
إن أفعالك هي أفكارك القوية والمسيطرة، وهكذا
فإن لم تعامل نفسك بالحب والاحترام المطلوبين، فإنك تبث إشارة للمحيطين تقول:
"إنك غير مهم بما يكفي أو لا تستحق الأحترام وستصل الإشارة للمحيطين وسيتعاملون
معك حسبها"
ولكي تحصل على الحب، أملأ نفسك بالحب لأقصى حد
حتى تصير مغناطيسا للحب (تشارلز هانيل)؛ فالاهتمام بالذات هو في الواقع
اهتمام بالآخر وهو الطريقة الوحيدة لبذل العطاء للآخرين (برنتيس ملفورد).
فاقد الشيء لا يعطيه، فعندما تريد أن يحبك
الآخرون، فابدأ بتقديم الحب لهم.
ما لم تكن تشعر بالإشباع الداخلي التام، فلن
يكون لديك شي لتعطيه لأي شخص، فالينبوع لا يستطيع أن يروي أحد ما لم يكن ممتلئ
بالمياه حتى تفيض.
فحين تحرص على بهجتك وتقوم بما يسعدك ستصبح
مصدر لبهجة الآخرين من حولك وتصبح مثالا مشرقا، وحين تشعر بالبهجة لن تكون مضطرا
للتفكير في العطاء؛ لأنه سيتدفق منك بشكل طبيعي.
والسبب الذي يجعل من الضروري أن تحب نفسك
هو أنه من المستحيل أن تشعر بشعور طيب إذا لم تكن تحب نفسك، وعندما تشعر بشعور سيء
حيال نفسك؛ فإنك تعوق كل الحب وكل الخير الموجود من أجلك.
ركز على السمات التي تحبها في نفسك وسوف
يُظهر لك قانون الجذب المزيد من الأشياء العظيمة فيك.
عندما تحمل شعور سيء لنفسك، يبدو الأمر كأنك
تستنفذ طاقة الحياة في داخلك، فعندما تريد أن تجذب شريكا لحياتك ، تأكد أن أفكارك
وكلماتك وأفعالك والأجواء المحيطة بك لا تتعارض مع رغباتك،؛ فإن أردت أن تجذب لك
شريك حياتك، فكر فيه دائما بتركيز وخصص له مكان في حياتك من الآن، فستجده انجذب
إليك.
لكي تجعل علاقتك بشريك حياتك أو بأي شخص تنجح،
ركز على ما تحبه في الطرف الأخر وليس على شكواك وما لا يعجبك فيه؛ عندما تركز على
مواطن القوة ستنال المزيد منها.
السر والصحة:
"جسدنا هو نتاج أفكارنا"
قد لا تصدق أن أفكارك تنطبع على جسدك وتظهر
فيه، ويكون هيئة جسدك وصحتك نتيجة لأفكارك التي في عقلك، وهناك ما يسمى بـ
(الأمراض النفسجسمانية) وهي التي تظهر أعراضها على الجسد ولكن أسبابها نفسية.
العلاج الإرضائي:
وفيه يتم إقناع المريض أن الدواء ذو فاعلية وهو
الدواء الوحيد لمرضه، وفعلا يكون للدواء نتيجة رائعة وتأثير سريع؛ لأن المريض آمن
أن هذا الدواء سيشفيه، ومن هنا تبين للعلماء أن العقل هو العامل الأكبر في فنون
الشفاء وأحيانا أكثر من الدواء الطبي.
حجر الرضا:
في أحد الأيام قرر رجل يعاني من التذمر والغضب
الدائم من كل أمور حياته أن يضع
في جيبه حجر يلمسه كلما شعر بالتذمر أو الغضب لكي
يذكره أنه يجب أن يتغلب على هذا الشعور واختار حجر أملس ومميز لهذه المهمة، وفعلا
بعد فترة أصبح راضي عن نفسه وعن المحيطين؛ لأنه تدرب على ذلك.
وفي يوم تقابل مع شخص متذمر فقرر أن يهديه هذا
الحجر دون أن يعلمه بالقصة، فآمن بالحجر وفعلا بدا يهدأ وسلوكه يتغير، ولكن عندما تحسن
حاله عرف من صاحب الحجر أنه مجرد حجر عادي لكن الدافع الذي بداخله هو من غيره.
عندما رجع لبلاده أرسل خطابا لصديقه يخبره أنه
باع العديد من أحجار الرضا بمبلغ 10 دولارات لكل حجر وخصص هذه الأموال لمساعدة
الفقراء.
فبنيتنا الجسدية والصحة قد تصنع المرض لكي
تجعلنا نرى ما لدينا من الأمور الغير متوازنة لنغير منه، ولكننا نفعل العكس
ونستسلم له فيسيطر ويستمر، مع العلم أن الحب والرضا هما العلاج الأساسي لكل
مرض.
وأيضا الضحك علاج لكل الأمراض حتى المستعصية
منها، الضحك يجذب البهجة ويبعد السلبية ويؤدي لحالات شفاء إعجازية.
ونحن جميعنا نولد ببرنامج الشفاء الذاتي
فعندما تصاب بجرح فإنه يلتئم من تلقاء نفسه، وإذا أصبت بعدوى بكتيرية فالجسد
يقاومها بجهازه المناعي، وقد خلق الله هذا الجهاز ليعالج الجسد نفسه بنفسه.
إن جسدك يهدر ملايين الخلايا في كل ثانية
كما أنه ينتج ملايين الخلايا الجديدة في الوقت نفسه، في حقيقة الأمر هناك أجزاء من
أجسادنا يتم استبدالها تماما كل يوم وهناك أجزاء أخرى تأخذ شهورا معدودة وأخرى
أعوام، لكن في غضون بضعة أعوام يكون لكل منا جسد مادي جديد.
فإن كان ذلك فكيف للمرض أن يبقى في أجسادنا
لأعوام؟؟!!
فلا يمكن للمرض أن يبقى في أجسادنا إلا
بالتفكير فيه، فالتفكير في المرض وملاحظته ومراقبته وتوجيه الانتباه إليه يزيد منه
وأشهر الأمثلة في ذلك هو (السمنة) فكثير الناس يقولون: "عندما نأخذ قرار
بإنقاص أوزاننا تزيد أكثر" هذا لأنهم يركزون على البعد عن السمنة وليس طلب
الرشاقة.
فإذا كنت تعاني من مرض وتركز عليه وتتحدث
عنه دائما أما الناس، فجسدك سيصنع المزيد من الخلايا المريضة، فتخيل إنك نفسك تعيش
في جسد معافى وصحي وبصورة مثالية وأترك الطبيب يهتم بالمرض.
"دعونا نتذكر دائما قدر ما نستطيع أن كل
فكرة سيئة هي في الواقع شيء سيء يتم وضعه فعليا في أجسادنا" (برنتيس
ملفورد)
السر والعالم:
يميل الناس للنظر لما يريدونه، ولكنهم يركزون
على ما لا يريدونه رغما عنهم ويمنحونه قدر أكثر من الطاقة من خلال تفكيرهم في
القضاء عليه والتخلص منه؛ "فأي شيء نركز عليه فإننا نخلقه، وكلما قاومت
شيئا زادت سطوته عليك" (كارل يونج)
فعندما تقاوم الحرب والمرض والظلم فإنك تبرزهم
وتزيد منهم، ولكن من الأفضل التركيز على السلام والصحة والعدالة، لذلك قالت (الأم
تريزا): "لن احضر أبدا تظاهرة ضد الحرب، ولكن إن كان لديكم تظاهرة من
أجل السلام أدعوني" (!!!)
ولذلك نجد أن الأفلام والبرامج الإعلامية التي
تناقش العنف لا تقلل منه ولكنها تزيده، وقد تعرف آخرون ليس لديهم فكرة عن العنف
أساليب حديثة منه.
لذلك أمدح وبارك أعداءك، فعندما تلعن أعداءك
ترتد اللعنة عليك وتؤذيك، وإن فعلت العكس فستتبدد كل السلبية والخلافات.
السر واكتشاف نفسك:
كل شيء (كائن حي/نبات/جماد) يتكون من جزئيات
والتي تترابط معا بالطاقة، أي أن
الطاقة هي المكون الرئيسي لكل شيء، وبالطبع الطاقة
لا تفنى ولا تستحدث من عدم، أما انطلاق الطاقة فقد ينتج طاقة هائلة مثلما يحدث
في التفاعلات النووية، وجسم الإنسان أيضا مكون من طاقة، ويقال أن جسد الإنسان
به طاقة تنير مدينة بأكملها لمدة أسبوع (!!!)
فأنت مثل (برج بث أو محطة تقوية شبكة محمول)
ولكنه البرج الأكثر فاعلية في الكون، وكل الطاقة تبث في شكل تردد، وبوصفك نوع من
الطاقة فإنك تصدر كذلك ذبذبات في شكل تردد، وما يحدد ترددك هو ما تفكر فيه مهما
كان وما تشعر به مهما كان، كل الأشياء التي تريدها مصنوعة من الطاقة وهي ذات ذبذبة
أيضا، كل شيء هو طاقة.
وإليك عنصر العجب، عندما تفكر في شيء ما تريد وتبث ذلك التردد، فإنك تجعل ما تريده ينتقل
على هذا التردد وتجذبه نحوك؛ وهذا لأنك (أكثر برج فعالية في الكون) فلديك
القدرة على تركيز طاقتك عبر أفكارك وتنشر الذبذبات التي تركز عليها مما يجذبها
إليك.
ولهذا إن كنت تعتقد إنك مجرد جسد منحل فاني،
فأعد التفكير؛ لأنك كائن روحي (!) إنك مجال طاقة تعيش في مجال أوسع من الطاقة، فهل
تتخيل عدم وجودك؟ لا يمكنك تخيل هذا لأنه مستحيل، إنك طاقة أبدية.
العقل الكوني الواحد:
يقول (علم الكون الكمي) ويؤكد: "أن
الكون بزغ أساسا من الفكر وكل ما يحيط بنا هو فكر مترسب، فنحن
نستطيع تغيير حياتنا وما حولنا بالفكر في حدود القدرة الإنسانية"
إن ما يحكم الكون وكل ما فيه هو قدرة الخالق
ولا يوجد موضع لا توجد فيه القدرة الإلهية، والطاقة الكونية تستمد قوتها من الله
وهي تمثل الذكاء والحكمة والمثالية التامة.
وهذا معناه أن كل احتمال وإمكانية محلها العقل
الكوني، كل معرفة واكتشاف واختراع موجودة في العقل الكوني كاحتمال وهذه
الاحتمالية أو الإمكانية تنتظر العقل الإنساني لسحبها للواقع وتحقيقها.
ولتستفيد من العقل الكوني، استخدم خيالك وانظر
حولك بحثا عما تحتاجه وتنتظر تلبيته، وليس عليك أن تتوصل للاختراع، فذلك بيد
الخالق وكل ما هو عليك هو تسليط كل تفكيرك على النتيجة النهائية وتنتظر تلبية
الاحتياجات.
فالمطلوب منك فقط هو الاستفادة من إمكانيات
الكون الذي يتسع للجميع والذي به خير ووفرة للجميع، وغير المطلوب منك ولا في
استطاعتك خلق أو صنع شيء، فقط عليك أن تتمتع بغنى ووفرة الكون الذي يمتلكه الجميع
بما فيهم أنت (!!!).
إن من يمنحك ما تريد ليس الأشخاص، وإذا
زاد تمسكك بهذا الفكر فستظل دائما تشعر بالفقر والاحتياج، لكن من يقدم لك العون
والدعم والمدد هو الله، وغالبا ما تشوش علينا أجسادنا التي تقيد أرواحنا
التي لا تموت، فأنت قبسا من روح الله التي بثها في آدم أبو البشر.
أنت قبسا من روح الله، أنت روح تلبست لحما
ودما، أنت حياة أبدية، أنت كيان كوني، أنت صاحب قدرة وسلطة وحكمة وذكاء، أنت تجسيد
للمثالية والروعة، أنت صانع شخصيتك ومصيرك على هذا الكوكب.
"لست أريد شيئًا من العالم، لأن العالم
أفقر من أن يعطيني، لو كان الذي أريده في العالم، لانقلبت هذه الأرض سماء، ولكنها
ما تزال أرضًا كما أري، ليس في العالم إلا المادة والماديات، وأنا أبحث عن
السماويات، عن الروح، عن الله." (البابا شنودة الثالث – كتاب انطلاق
الروح)
أنت لست ماضيك:
الكثير يشعرون إنهم ضحايا في الحياة بسبب
الماضي وما حدث فيه من حيث ظروف النشأة والأسرة والبيئة والمجتمع.
لك السؤال الآن: ماذا تريد أن تكون؟ وما الذي ستختاره؟
التركيز على قصة الماضي؟ أم ستركز على ما
تريده؟
فحين يبدأ الإنسان التركيز على ما لا يريده،
فما لا يريده يسقط ويختفي، وما يريده يحدث ويمتد ويبقى ويستمر.
الشخص الذي يوجه عقله تجاه الجانب المظلم
للحياة ويعيش مرارا وتكرارا في سوء الحظ والخسارة وخيبة الأمل الناتجة عن الماضي،
فإنه يدعو ويطلب ويجذب أمور شبيهة لما في خاطره للمستقبل، وهذا ما سيحدث بالتأكيد
!.
انتبه من كلمة (أنا)؛ لأن بعدها تستدعي ما تريده بقوة، لأنك تعلنه ليكون حقيقة مثل:
أنا مرهق
أنا مفلس
أنا مريض
أنا بدين
أنا عجوز
أنا وحيد
أنا أشعر
بالغربة
لكن الأفضل أن تقول العكس مثل:
أنا سعيد
أنا أرى كل شيء
جميل
أنا في أفضل
صحة
أنا كلي حيوية
وطاقة
أنا أتمتع
بوجود الناس حولي
أنا أشعر
بالألفة مع الجميع
يقول (هنري فورد) صاحب فكرة محركات
السيارات والذي سخر منه الجميع في بداية حياته:
"سواء اعتقدت إنك تستطيع شيئا أو لا
تستطيع، فستجد إنك محق في كلا الحالتين" (!!!)
كن واعيا بأفكارك:
تدرب على أن تقف وتسأل نفسك: ما الذي أفكر
فيه الآن؟ وما الذي أشعر به؟
وفي هذه اللحظة تكون قد استدعيت عقلك مرة ثانية
للوعي باللحظة الحاضرة الآن وابتعد عن الأفكار السلبية.
والحقيقة أن الله قد زودك بكل الأجوبة على كل
أسئلتك طوال حياتك من خلال الكون، ولكن لن تتمكن من تلقي الإجابات، إلا إذا كنت
واعيا بها ولها.
يجب أن تحب نفسك بشكل صحيح لكي تستطيع أن
تحب الكون، اقبل نفسك وتصالح معها، لا تعيش في الماضي، بل فكر في الحاضر وفي ما
تريد أن تحصل عليه.
السر والحياة:
مقصدك وغايتك ورسالتك في الحياة تختارها بنفسك،
وسوف تكون حياتك ما تصنعه
بنفسك منها، وعليك أن تملأ صفحة حياتك بما تريد، إن كانت
ممتلئة بأشياء من الماضي لا ترغب فيها عليك أن تزيلها وتمحها، ابحث عن سعادتك
وعيشها: (الحب، والبهجة، والحرية، والسعادة، والضحك) ذلك كل ما يتطلبه
الأمر، فإذا شعرت بالبهجة لمجرد الجلوس والتأمل لمدة ساعة، فلماذا لا تقم بذلك؟؟
(!!!) ... أفعل ما يدخل السرور لقلبك حتى ولو كانت أشياء بسيطة.
اشعر بقيمتك وهدفك وأهميتك ستجد نفسك تسعى
لذلك، لماذا تترك ظروف أخرى وأفراد آخرون يحددون مصيرك؟؟ (!!!)
يمكنك أن ترى كل شيء حولك جميلا وتتمتع به
وتشعر أنه من أجلك أنت: الشمس، والنجوم، والطيور، والورود، والكون كله (!!!) – أملأ
حياتك بما تريد أيا كان.