أمراض القلوب
بعيدا عن
أمراض القلب المعروفة : كضعف عضلة القلب، أو إنسداد شريانا ما، أو خلل في عمل صمام
معين، هناك الكثير من الأمراض التي تصيب القلب ولا نهتم بها، ولا يعالجها الطب.
أول هذه
الأمراض هو الكراهية، وهناك من يعتقد أن أضرار هذا المرض يصيب المكروهين
فقط، أو المظلومين نتيجة الكراهية، ولكن على العكس تماما؛ فالكراهية مرض لا يصيب
إلا صاحبه؛ لأنه دائما يسير مثقلا بأحماله، وكل تصرفاته يسيطر عليها دائما ما
يكرهه، وهذا لأن الكراهية تشغل مكانا كبيرا دائما في القلب.
ومن
الأمراض التي تصيب القلب أيضا هو القسوة، وقد يتساءل البعض عن الفرق بين
الكراهية والقسوة؟
فالكراهية
وإن كانت موجهة ضد من هم بعيدين عن القلب، لكن القسوة تصيب من هم – من المفترض –
أن يكون مكانهم داخل القلب؛ فإن تصفحت صفحات الحوادث في الجرائد اليومية، ستجد أن
القسوة قد أصابت قلوب بعض الأباء ضد أبنائهم، أو الأبناء ضد والديهم، أو الأخوة ضد
بعضهم البعض.
وأيضا البرودة
قد تصيب القلوب، وقد تقترب البرودة من القسوة في المعنى، ولكن الفرق: أن القسوة
وإن كانت نتيجة ضغط ظروف معينة اعترضت طريق الحياة، فالبرودة مرض مزمن يصيب جدران
القلوب فتتجمد ولا تستطيع المشاعر أن تتدفق منها.
والقلوب
التي قد تصاب بالعمى – ولا عجب من ذلك – رغم أن القلوب ليست هي المسئولة عن
الرؤية؛ هذا لأن القلوب عندما تفقد البصيرة والتمييز بين الجيد والسيء تظل عمياء.
أما أفضل
ما يُسمع هو كلام القلوب؛ لأن اللسان ليس فقط هو ما يتكلم، فاللسان يتكلم
فقط بما
يحوي القلب ويمتلىء منه، ولذلك قد تجد القلوب تتحادث حين تسكت الألسنة.
وتتقوى
القلوب وتصح بالحب، وأما أمراض القلب فتجزعه وتجعله يتضاءل حتى تجده قد اختفى من
داخل البعض.
وإن كانت
أمراض القلوب العضوية قد يحاول الطب علاجها، فأمراض القلوب الأخرى لا يشفيها إلا
الله.
رابط موقع "اليوم السابع":