في الواقع، كلنا نعيش في الواقع ويعيش فينا، ولكن السؤال: ما هو الواقع؟ وكيف نتعامل معه؟
لكل شيء معنيان أو تعريفان أحدهم قريب والآخر بعيد؛ أحدهم سطحي والآخر عميق، ومن الغريب أنه دائما ما يتغلب القريب و السطحي علي البعيد والعميق، فهذا إدراك مستسهل وبعيد عن البحث في الأصل.
الواقع كما نعرفه جميعا هو الأمور والظروف التي تحدث لنا وحولنا؛ ولدنا فوجدنا أنفسنا نسير في هذا الدرب وعلي هذا النحو، وعلينا أن نتبع هذه التوجهات ونخضع لها؛ فالواقع هو قيودنا.
أما الإنسان الواقعي فهو ما يدرك أبعاد واقعه ويتعامل معها ويسير بطاعة في دروب الواقعية، يتجنب احباطات ما هو غير ملموس أو غير واقعي من وجهة نظره.
ولكن فلنتخيل أن الواقعية هي أساس الكون والحياة ولا يجب أن نعترف بسواها:
- فهل كل ما هو واقع صحيح ؟!!
* طبعا، لا
- هل كل الأمور الواقعة الآن كانت موجودة في السابق؟!!
* أيضا، لا
- وهل نضمن بقاء ما هو واقع الآن في المستقبل؟!!
* مرة أخري، لا
فإذا كل شيء واقعي الآن لم يكن موجود من قبل إلا بعد سيطرته في وقت وظروف معينة، فالواقع قابل للتغيير، فأي إبداع بدأ بفكرة وبالطبع هذه الفكرة لم تكن واقعية حين ولدت في ذهن صاحبها، فالواقع لا يعترف إلا بالمادة الملموسة في عالم مادي؛ فهل الإنسان هو مجرد كائن مادي؟!!! إن كان مادي، فأين روحه؟! أين نفسه؟! أين عقله؟!
فحيث الواقعية الكاملة لا توجد الإنسانية الكاملة.
هل يستطيع أحد أن يغير الواقع؟!!
يكفي أن يغير علي الأقل واقعه؛ محاولة تغييره لكي لا يكون مجرد ترس يدور في ماكينة ويقوم بعمل ما تم عمله من قبل كسابقيه؛ ومن الغريب أن من يغيرون الواقع هم الواقعيون بالفعل لأنه لن يستطيع تغييره أن لم يكن قد أتم فهمه وإدراكه أما الخاضعون للواقع فيتحركون آليا منتظرين إن جد شيء حتى يتبعوه، فالواقع يقف مقاوما لمبادئ وأحلام ومستقبل الإنسان.
الواقع يقول أنه ليس في الإمكان، أفضل مما كان؛ وكأن الذي صنع الماضي لم يكن إنسان !!!
No comments:
Post a Comment