الجميع يقولون الآن: " نار الأخوان ولا جنة السلفيين" والنكتة الجديدة التي تقال عند الاختلاف في الرأي: "خلينا إخوان أحسن" وتنطلق من بعدها الضحكات المُعبرة، والأكثر من ذلك أن الكثيرون يقولون الآن: "إن الأخوان قد تطوروا وتغيروا وهم بالكامل الآن التيار الوسطي المعتدل" وتحاصرنا كذلك برامج (التوك شو) والمقالات الصحفية بهذه النغمة التي يعزفونها علي هذا الوتر الوحيد دون غيره الذي بالكاد يصمد أمام أصابع العازفين الطالعين النازلين عليه وأوشك أن ينقطع.
ولم يأخذ الناس هذه الفكرة أو التيار لأن الأخوان تكلموا و أظهروا خططهم، ولكن لأن السلفيين تكلموا، وبالفعل ساهم السلفيون في هذا التغيير والتحديث والتطوير؛ لأن السلفيين بتشددهم وتطرفهم قد ساهموا في تجميل وجه الأخوان، الذين حتى الآن لم يُظهروا دليل وسطيتهم واعتدالهم لأنهم ببساطة لم يتكلموا أصلا ولم تظهر خططهم !!
فأثناء الانتخابات، استفادوا كثيرا من خبرتهم مع انتخابات الحزب الوطني المنحل السابقة وقاموا بانتهاكات للقوانين مثل: الحشد علي أساس ديني، استقطاب البسطاء استغلالا لبساطتهم مثل محاولة إرشاد الناس لمكان لجانهم ومن ثم حثهم علي انتخابهم رغم إن هذه خدمة محمودة في حد ذاتها إن كانت بعيدة عن الدعاية الانتخابية خصوصا أن هذه الخيام كانت بجوار اللجان الانتخابية في يوم الانتخابات وهذا كسر للصمت الانتخابي (منع الدعاية قبل الانتخابات بـ 48 ساعة)، ممارسة الدعاية داخل اللجان الانتخابية وأمامها وأنا كنت متعجب من ذلك ولكنهم كانوا أكثر دراية مني حيث أنه اتضح أن أعداد كثيرة من المنتخبين ذهبوا ولم يكونوا عارفين من سينتخبون؛ لأنهم خائفين من غرامة الانتخابات المُرهبة التي لن تُطبَق.
وأما الأخوان فأمامهم الكثير من الأسئلة التي نريد أن نسمع إجابة عليها، منها: ما مدي وحدود تحالفهم مع السلفيين داخل البرلمان لأن السلفيين صرحوا أنهم لا يعارضون تحالفهم مع الأخوان داخل المجلس لتكوين كتلة برلمانية؟ ورد الأخوان أنهم سوف يتركون هذا الأمر لحينه، ويا تري من سيميل لرأي الآخر؟ الأخوان أم السلفيين؟ وما مدي تدخلهم في الحريات العامة؟ وما رؤيتهم لحقوق الأقباط ومداها؟ وكذلك حقوق المرأة؟
وكذلك نريد أن نعرف ما هي أدواتهم السحرية لحل المشاكل المزمنة التي يعاني منها الشعب المصري – كما يتوقع منهم الشعب؟
ولكني أمتدح الأخوان لذكائهم وحشدهم وبراعتهم في إدارة العملية الانتخابية وذلك لخبرتهم السابقة وامتدحهم أكثر لنزولهم ولوصولهم للإنسان البسيط في الشارع، وأدعو الأحزاب الليبرالية أن ينزلوا مثلهم للناس ويبسطوا الأمور ليفهم مغزاهم الإنسان البسيط ليفهم حقيقة قيمهم؛ حتى يخرجون من الإطار المعروف عنهم وهو أنهم مقاومين للأديان والأعراف، وأن لا يكتفوا بمن يسعي للمعلومة بل يسعون لمن لا يدري ليملئوا فراغ ذهنه وبهذا ننهض بمجتمعنا ونصبح أصحاب عقلية واعية حتى لو كان معظم المصريين غير متعلمين.
No comments:
Post a Comment