Sunday, February 26, 2012

كنت أنتظرك ،،، قصة واقعية

كنت أنتظرك (قصة واقعية)


قصة مأساوية من واقع حياتنا اليومية، أعتذر عن كم الألم الموجود بها ولكنني أحكيها كما سمعتها وأنقلها كما رأيتها، فلم أستطع تجاهل وجود أحداثها وأشخاصها.

بادرني عندما قابلته قائلا: "كنت أنتظرك !!" فسلمت عليه وجلست بجواره أتعرف على ملامح وجهه الجديدة والتي تغيرت بفعل المرض، فلما أطلت النظر إليه، بدأ الحديث مرة أخرى قائلا: أشعر أنه يحتل كل جسمي؛ يتسلل ثم ينمو ويتكاثر حتى أختفي أنا ويبقي هو، فقد كانت حياتي عادية؛ أحمل الهموم المعتادة مثل باقي البشر وأنا راضي فأنا مثل باقي الناس وحالي كحالهم، أواجه المتاعب والمشاكل صابرا بقدر الإمكان واثقا أن الوقت قادر أن يقتل المشاكل والمتاعب ولكن يبدو أن الوقت لا يأكل المتاعب فقط ولكن يأكل كل شيء في الإنسان؛ أيامه، أحلامه، قوته وحتى بدنه.

حتى ذلك اليوم الذي ظهر لي بارزا ذلك الشيء قي رقبتي ولم أستطع أن اعرف إن كان مجرد تجمع دهني، أو هو نتيجة عادة مثل: قيادة السيارة أو حتى الجلوس بشكل غير صحيح ولكن استمراره لأسابيع وتزايد ظهوره هو ما دفعني للذهاب إلى الطبيب رغم أنه كان لا يسبب لي أي ألم في البداية.

ابتسم الطبيب قائلا: أنت محظوظ لأن الورم في مكان ظاهر ونستطيع التعامل معه والسيطرة عليه بالتدخل الجراحي ولكن لم يتمكن الطبيب من تشخيص نوعه حيث أن الطب الحديث يعتمد على التحاليل.

فسلمت بالأمر الواقع وهيئت نفسي للعملية متفائلا بما قاله الطبيب واضعا في اعتباري أنه قد يكون حميد لكني كنت قلقا لأن الطبيب قال: أنه قد لا يستطيع إزالته بأكمله لأنه قد يكون متشابكا مع الشرايين والأوردة متسائلا في حالة ترك جزء منه: هل سيظهر مرة أخرى؟؟

فلما أفقت من تأثير المخدر وجاء الطبيب مبتسما كعادته قال: قدرت أزيله كله وأرسلته للتحليل، ففرحت بابتسامته وبقوله.

أما أنا فنظرت حوله متسائلا عن كم الأدوية التي تحيطه والورقة المجاورة له دائما التي تخبره بمواعيد وأنواع الأدوية وأسماءها، فابتسمت وقلت: ها أنت الآن إذا في مرحلة النقاهة والسيطرة على المرض بعد استئصال الورم، وأكملت: مضى الكثير ولم يبقي إلا القليل.

قاطعني قائلا: لم ينتهي الأمر بعد.
فتجمدت ملامحي مصدوما.
وأكمل قائلا: طلع خبيث.
فتصنعت الابتسامة مرة أخرى وقلت: الحمد لله أنه قدر يزيله كله واعتقد أن كل ما حولك من أدوية مجرد جرعات احتياطية لتحاصر المرض وتضمن عدم عودته مرة أخرى.

قاطعني مرة أخرى: لم يكن هو الورم الأساسي؛ كان ورم فرعي، فقد كان كالجبل الثلجي الموجود في باطن البحر ولا يظهر لك إلا قمته ولا تدرك وجوده حتى تكون سفينتك قد اصطدمت به وشقها نصفين.

حاولت الحفاظ على الابتسامة المصطنعة وسألت: أين هو الورم الأساسي؟ 
رد وهو ناظرا للأسفل: خلف الأنف، أسفل المخ.
اتسعت عيناي دهشة وحيرة، فعندما رأى السؤال في عيني أجاب: لا ينفع معه التدخل الجراحي.
خارت قواي وانشل تفكيري ولما عجز عقلي عن إنتاج منطق أتكلم به، قلت كلمات باهتة بضعف لا تعبر عن شيء محدد مثل: هناك من يتعايشوا مع المرض سنوات طويلة ولا تنسى رحمة الله وحبه وحنانه وإنه لا يسمح لأحد بتجربة فوق مقدرته.

أما في باطني فكنت منهارا ومحاصرا مقارنا نفسي؛ فلو كنت مكانه هل كنت سأقول هذه الكلمات بهذه البساطة؟ فالقول شيء والفعل شيء آخر.

فعندما وجدني أطلت في هذه الجمل وانتهت، فأحاول إعادة بعضها بأسلوب مختلف، قال بشكل قاطع: لم أنسى كل هذا، وأنا مؤمن بمحبة الله ولم أسأل نفسي مطلقا: لماذا؟ لأني أعرف أن أصعب الأسئلة هو: لماذا؟ فهو يحوي في داخله حكمة الله التي لا نستطيع إدراكها ولكن أنا أتحدث الآن عن الألم الذي يأتيني من وقت لآخر، ألم لا يتحمله بشر بجانب أن العلاج الكيميائي نفسه مؤلم وتأثيره ملفت للنظر ولا أستطيع الهروب من هذه الألم إلا عن طريقة قرص (ترامادول) وفي كل مرة أتناوله أندهش من أمر الأصحاء الذين يأخذونه لكي يصبحوا في مثل حالتي بين الحقيقة والوهم.

وأتعجب أكثر من تفاخركم بامتلاك أكبر مستشفى لسرطان الأطفال في الشرق الأوسط وعدم السؤال: كيف وصل هذا المرض لأطفالنا بهذا الكم والحجم؟؟!! وما هي سياسات الدولة التي أوصلتنا لذلك؟ وما ستفعله الدولة للقضاء على هذا المرض؟

أما أنا فعندما سقطت كل أسلحتي في الحوار ووجدت انه من يتحدث أكثر وأنا أسمع، وأنا كنت أظن إني سآتي للتحدث أكثر وملأ فراغ وحدته وغرفته وإني سأتحدث لكي أسليه وأنسيه، قلت: لا أحد يعرف متى ستكون نهايته؟ قد يموت شخص وهو لم يمرض يوما واحدا.

ففاجئني عندما قال: تعرف إني أفضل منكم جميعا وأرى الأمور أوضح؟؟!!
لم أستطع قول" لماذا؟ رغم إنها ملحة وتصرخ في داخلي.
فلم يتركني أنتظر كثيرا فأكمل: لأنني دائما متذكر أن هذه الحياة مؤقتة وانتم تنسون ذلك دائما؛ أراها في حجمها الطبيعي الذي لا يتعدى حجم خرزة معلقة في سلسلة مفاتيحي، فانا متعجب من صراعاتكم واختلافاتكم وحتى جدالكم في الباطل ومحاولة كل شخص أن يكسب معركة يتوهمها وأنا مؤمن الآن إنها لا تستحق صراعكم ومعاناتكم من أجلها.

كل واحد فيكم ينسى إنه ضعيف لا يملك في بدنه أو نفسه شيء ورغم ذلك يتصرف كأنه امتلك الأرض كلها، ويريد أن يضمن لذاته كل سُبل النعيم والترف في الدنيا رغم أنه لا يستطيع أن يضمن لصدره نَفَس يدخل بدلا من الطالع منه، يجري في الطريق الخطأ دائما.

فانا لا أخشى مواجهة الموت لأنني أتعايش معه الآن وقد اعتدت عليه، فإن طالني سيريحني من ألمي والجسد الذين تحرصون على تدليله، هو ما يحمل لي الألم فلن أحزن إن فقدته، أنا اتجه إلى الروح الآن وابحث عن مصيرها وما يريحها بعد هذه الحياة التي مهما طالت فهي قصيرة وتحمل الألم في ثناياها، فأنا أتجه إلى الله الآن لأنه بيده كل الأمور.

أثناء استماعي لكلماته ناظرا للأرض وقعت عيني على الساعة المعلقة بمعصمي تصاحب نبض يدي التي تحسب الوقت الفائت الضائع مني فقط ولا تستطيع أن التنبؤ أو احتساب الوقت المتبقي، أدركت إني قضيت بجواره ساعة كاملة لم يتطرق ذهني لموضوع آخر عكس عادتي في الدخول من موضوع لآخر وكأني أريد أن أجمع أمور العالم كله في قبضتي.

أما هو فأمسك بورقته المجاورة له لمراجعة مواعيد الأدوية وما اقترب أو بَعُد منها خصوصا إن الألم بدأ يعود له ويظهر على وجهه وكان يتركه لفترات قصيرة ولكنه لا ينساه أبدا.

فوقفت وسلمت عليه وأخذت طريقي إلى باب الحجرة وأنا أشعر إني لن أخرج كما دخلت ويبدو إن الألم لم يكن يتسلل إليه تدريجيا ولكن كان يهاجمه فاجأه بشراسة وبكامل قوته، فلما أغلقت الباب ورائي سمعت صوته شبه صارخا ولكنه مختنقا قائلا: "كنت أنتظرك !!"


Sunday, February 19, 2012

الرئيس التوافقي ونظرية المؤامرة

سلسة المؤامرات (1)
 الرئيس التوافقي ونظرية المؤامرة


 يؤمن معظم الشعب المصري بـ (نظرية المؤامرة)، فوجود العدو الخفي الذي يتربص بنا دائما ليؤذينا مسيطر على تفكيرنا الذي من أسماءه: أصحاب الأجندات الخارجية والعملاء الخارجيين، الأصابع الخفية، الطرف الثالث، القِلة المندسة (أو حتى القلة بتاعت زمان) أو دائما ما يتجسد في أمريكا و إسرائيل.

ويبدو أن هذه النظرية قد تغلغلت وتأصلت داخل نفوس المصريين حتى أصبحوا يطبقون هذه النظرية على كل أمورهم، فنجد موضوع (الرئيس التوافقي) الذي زاد عنه الكلام في الفترة الأخيرة يمثل تجسيد لأسلوب المؤامرة في الفكر، فكلمة (توافقي) تعني أنه يتفق مع الجميع أو متفق عليه من الجميع ولكن نحن نفسرها بأنها: من هو متآمر أو صاحب صفقة مع الأطراف والتيارات السياسية القوية حتى أصبحت تهمة يتنكر منها الجميع، رغم أنه في الأصل نحن نريد رئيس يتفق عليه الجميع.

وهذا يعطينا إشارات بالغة الأهمية منها: 
- لن يسعى الرئيس القادم لأن يحصل علي موافقة الشعب إنما سيكتفي بموافقة القوى السياسية.
- لن يسعى المرشحون إلى الشعب ولكن سيجرون وراء التيارات السياسية التي تستطيع حشد الأصوات.
- لكي يحصل الرئيس على التوافق يسعى الآن إلى تقديم الضمانات أو التنازلات لمن سيوجهون الناخبين له.
- لن يسعى لتقديم برنامج قوي للشعب ولكن مغازلات لموجهين الشعب.

أخشى أن يتم التصويت في انتخابات الرئاسة بنفس طريقة انتخابات مجلس الشعب من حشد وتوجيه وتخوين واستخدام أساليب ملتوية للحصول على أصوات.

ومن الناحية الأخرى نحن كمواطنين نفتقد الثقة والفهم لما يدار (من تحت الترابيزة) أو (من خلف الستائر) لافتقاد الشفافية حتى ممن حصلوا على أصوات الشعب عن اقتناع أو توجيه لأنهم يستخدمون دائما التصريحات المطاطية التي لها نفس آثر الطلقات المطاطية وهم الأولى بمصارحة الشعب لأنهم - من المفروض - أنهم حصلوا على ثقته، مما يجعلنا نشعر أن كل تيار ينتظر من كل مرشح معرفة ما سيحصل عليه من امتيازات حتى يقف خلفه، وهذا نوع من أنواع الانتهازية السياسية.

فمثلا نجد الأخوان المسلمون يقولون أن الرئيس يجب أن يكون غير محسوب على التيار الإسلامي على أن يتفق مزاجه مع المزاج العام للشعب وله توجه إسلامي، وهذا أقرب إلى الفزورة أو مواصفات طلب عروسة.

ثم يأتي المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي ليقول أن الأخوان والمجلس العسكري يوجد بينهم (تفاهم) وليس (تحالف) ومن المعيب أن تدعوها (صفقة) وهذا يسمى الخروج الآمن (للوطن) !!! وإن سألته: هل تتحدث كحليف للإخوان؟ سيجاوب: ليس تحالف ولكنه تفاهم !!!.

فنحن نعيش في حالة ضبابية منعدمة الرؤية منذ استفتاء مارس وطريق (نعم) الذي أوهموا الناس أنه سهل وقصير ولم يظهر ذلك، فنجد نواب مجلس الشعب يقسمون على دستور ساقط ولكنهم أحيوه وعندما يستخدمه فريد الديب في الدفاع عن مبارك نغضب ونثور ونقول: أنه دستور أسقطته الثورة.

إن ما يحدث في مصر الآن يذكرني بما كان يتم في مدرستي عندما كان يتم انتخاب (رئيس) للفصل، فدائما يأتي شخص خارج التوقعات وكذلك الشلل والأحزاب الموجودة داخل الفصل، قد يكون موهوبا في العمل الإداري من كشوف حضور وغياب وتوفير الطباشير للمدرسين ولكن كان يتم انتخاب أكثر الأشخاص مسالمة وضعف ليكون (رئيس توافقي للفصل) ليستمر الفساد والتلاعب في دفاتر الحضور والغياب ويستمر عدم القدرة على السيطرة أو الحزم أو تغيير النظام.

أخشى أن ننتخب رئيسنا القادم بنفس هذه المبادئ. 




Saturday, February 18, 2012

تخاريفي


 عندما تقمصت شخصية الكاتب الساخر (جلال عامر) الذي رحل منذ عدة أيام كتبت هذه الكلمات:

- توفي جلال عامر في سن (الـ 60 ) ولم يقل له أحد أن الحياة تبدأ بعد (المعاش)، والسياسيين يستمرون في العمل حتى العام (الـ 30 )، أما من يقلق علي بلده فيدخل (الإنعاش).

- نمر كل يوم علي ميدان ( التحرير) لنذهب (للأستعباد) في العمل وفي طريق العودة نتمني عبور كوبري (6 أكتوبر) بنجاح للوصول للضفة الأخري من حياتنا.

- المسلسلات أجزاء والبطاطس حلقات، أما الانفلات والفوضى فمسلسلات وأجزاء وحلقات.

- المتشدد لا ينظر إلي البط إلا لو كان بكيني ويتمني ولو يشقه لقطعتين.

- عندنا (مرشد) سياحي الذي يقود السائحين للمواقع الأثرية، و(مرشد) البوليس الذي يقود الشرطة للمواقع الأجرامية، وكلاهما يعتقد أنه يعرف ما لا يعرفه الآخرين وتتحول شخصيته ليكون (مرشد عام) في كل شيء.

- يسقط المطر في الشتاء، وتسقط القنابل في المظاهرات، تُرَش النباتات بالماء لترتوي الجذور، ويُرَش الشباب بالخرطوش ليرتوي الأسفلت، يبدو أن الأمر سهلا !!!

- يوزع شفيق (البونبوني) في ميدان التحرير، ويوزع الكتاتني (البونبوني) في مجلس الشعب، كم من أفعال ترتكب باسمك أيها (البونبوني) ؟؟!!

- من المؤسف أنه تم إغلاق مؤسسة (الدبدوب) الدولية قبل (الفالانتين) بأيام مما أجهض مخططاتهم.

- من كانوا في مجلس الشعب دخلوا السجون، ومن كانوا في السجون دخلوا مجلس الشعب، تبدلت الأماكن ولم تتبدل المواقف والكلمات !!.

-  إنكار نواب مجلس الشعب لطلقات الخرطوش كأنهم يقولون: الشرطة لا تستخدم الكهرباء إلا في الإضاءة ولا تستخدم الطلقات إلا في مدفع رمضان !!.
 

- زواج عمرو حمزاوي من بسمة قد ينتج فنان مسيس أو سياسي متفنن.

- يرفض نادر بكار الاختلاط في فرح حمزاوي رغم أنه يخلط الملح بالطعام، والسكر في الشاي، والدين والسياسة.


- ما يُشرَب من ماء النيل يرجع له مرة أخرى؛ لأختلاط مياه الصرف الصحي بماء النيل.


- يصارع المريض من أجل (أنبوبة) أوكسجين، ويصارع المواطن من أجل (أنبوبة) بوتاجاز، ويبدو أن كلاهما كانوا من أطفال (الأنابيب).

- انتهى عصر من يحفر تحت بيته بحثا عن الآثار؛ لأن من  يحفر تحت بيته الآن يبحث عن الغاز.


- يبدو أن السبب في أزمة الغاز الآن هو كثرة استخدامه في القنابل.

- المرور من عنق الزجاجة مرحلة صعبة يتبعها الدخول داخل الزجاجة نفسها ثم سدها ورميها في البحر.

- الجميع يتحدث في السياسة وباسم الشعب، ونحن لا ندري ماهي السياسة؟ ومن هو الشعب؟ ولا كيف التوافق بينهما؟ ونسينا أن سياسة الوفاق هي: (يا بخت من وفق رأسين في الحلال)، هكذا قال الشعب (نجاح الموجي) !!

Wednesday, February 15, 2012

المُزة) وتصنيفها)


 الكلمة دي من الكلمات اللي كانت في الأول محدش كتير بيقولها لأنها تعتبر كلمة عامية أو سوقية و لكن دلوقتي أصبحت منتشرة جدا وكل الناس بتقولها باختلاف بيئاتهم ومستوياتهم وأكيد أصبح ليها معني في عقولهم، ولكن هل فكرت في يوم ما هو أصل كلمة (مُزة)؟

في الأفلام  القديمة أيام ما كان (عماد حمدي) ببدلته الكاملة المقفولة والكرافتة هو نجم الجيل رغم إنك مشفتش منه غير وشه وكفوف إيده، ممكن تلاقي مثلا (عبد المنعم إبراهيم) بيقول لـ (كمال الشناوي) لما ييجي يعاكس: إيه رأيك في (الوزة) دي؟ وبمرور الزمن ممكن تكون اتطورت وبقت (مُزة) واللي يثبت ده إن الكلمة دي رجعت تاني قريب لأصلها وبقوا يقولوها دلوقتي (أوزة)، ولو عايز تعرف ليه اختاروا (الوزة) بالذات للمهمة دي، ممكن تتأمل أي وزة ماشية عندك أو عند الجيران أو تتفضل بزيارة أقرب (فرارجي) أو(فرارخي) زي ما كانت بتتقال في مسلسل (الكبير أوي) أو حتي تبص علي الصورة اللي أنا حاططها هنا فوق.

وكالعادة ودائما حيطلع الفراعنة أول ناس اهتموا بالوز في الصورة الشهيرة اللي اسمها (أوز ميدوم) التي تمتاز بالسيمترية وهتلاقي الصورة دي موجودة في نهاية الصفحة وهم طبعا أول من شبهوا الصفات بالحيوانات والطيور؛ فتلاقي في البداية (أبو الهول) نصفه حيوان برأس إنسان ثم تطور الفن وأصبح الحيوان أو الطائر يمثل الرأس فقط والجسم صار للإنسان.

طيب، أنا عايز أقول إيه؟ تقدر تعتبر كل اللي فات ده مجرد (جر رجل) عشان تفتح الصفحة دي، ومدام فتحتها كمل جميلك وأقرأ باقي الموضوع، وفي النهاية حرجع لكلمة (مُزة) تاني لأرضاء جميع الأذواق.

كلمة تاني بتعتبر خارج مصر مهينة وإهانة وسب ولعن ولكن هنا كلمة عادية ومحدش بيزعل لما يسمعها هي (العنصرية).

طيب يعني إيه (عنصرية)؟ ومين هو (العنصري)؟ 

العنصرية: هي أن تتعامل مع الآخر بشكل تصنيفي بمعنى ألا تتعامل مع أحد إلا على أساس نوعه وصنفه وصفته، أما الغير عنصري فهو من يتعامل مع الناس من خلال مبادئه وقناعاته فقط؛ لأن العنصري يتغير تصرفه على حسب مَن يتعامل معه، فقد يقبل تصرفات وأقوال من شخص ويرفضها من شخص آخر مختلف عنه بل يزداد غضبه أكثر إن كان هذا الشخص المختلف يخالفه في العنصر المصاب بالحساسية تجاهه.

أما العنصري فهو:
- مَن لا يقبل التعامل مع أحد إلا بعد أن يرى كامل تفاصيل بطاقته الشخصية، ولا أقصد خانة الديانة فقط ولكن أيضا اسم العائلة ومنطقة السكن أيضا.
- مَن لا يتعامل مع أحد إلا بعد يضعه في قالب معين ويصنفه تصنيف معين.
- مَن يستخدم دائما ضمير الجمع عند الحديث: "نحن" ، "أنتم"
- مَن يصبغ الأفعال والأراء الفردية على الجميع من ذات الصنف والنوع.
- مَن يميل إلى العقاب الجماعي وتحويل ناتج فعل الفرد على الكل، وعلي مَن أو ما يمثل الصنف أو العنصر إن كان شخص أو مكان.
- مَن يشعر أنه أفضل من الآخر، وهذا أصل العنصرية كما في النازية والفاشية.

ويشترك العنصري مع المتطرف باحساسه أنه الوحيد الذي علي حق، بل أنه يملك الحقيقة المطلقة ولا يتعامل مع ما هو نسبي كنسبي ولكن يعتبره مطلق، فالعنصري والمتطرف يميلان إلى التعميم وأيضا التضخيم.

طيب نرجع بقى لكلمة (مُزة) وإيه علاقتها بموضوع العنصرية ده؟
نتيجة للفكر السائد حوالينا واللي اتسرب لداخلنا أصبحت كلمات زي دي تبقي وسيلة تعبيرنا، فكلمة (مُزة) تعتبر كلمة عنصرية لأنها بتصنف الإنسان على أساس حسي وجسدي وبمعناها إغفال وإهانة لعقل و روح أو حتي شخصية المرأة، وطبعا الكلام ده ممكن يصدم كل اللي اتكل على الحتة دي واهتم بيها وخصوصا إن فيه ناس بتعمل مجهود خرافي وفعلا مجتهدين في المجال ده، ولكن الكلام ده ممكن يفرح اللي مشي بالمثل اللي بيقول: (قرد يسليني ولا غزال يجريني).


وفي النهاية عايز أعرفكم إيه هو عنوان الموضوع الأصلي واللي لو كنت كتبته في بداية الصفحة مكانش حد فتحها خصوصا أصحاب الـ USB المدفوع مقدما لأنهم ممكن يقولوا ببساطة: خسارة الكام كيلوبايت اللي هيضيعوا في الموضوع ده.


العنوان هو:

العنصرية في مصر فينا وحوالينا

أوز ميدوم

Friday, February 3, 2012

لما فضلت أسبوعين عيان


نتكلم في موضوع تاني لأن حالنا واللي بيحصلنا ده عامل زي البرد بتاع اليومين دول؛ ممكن يبقي حواليك وبتحس بيه وبتقاومه ولكن لو دخل جواك يبقي انت كدة عيان وحتقعد لك حبة حلوين في السرير.

وهي دي القاعدة: أى أمور حواليك وبتمر بيها بتعتبر ظروف ممكن تزول، لكن لما تدخل جواك بتتحول لمرض يبتدي ينتشر ويتعبك لغاية ما تتغلب عليه وتطرده برة تاني وتُكون مناعة ضده ساعتها لو مرت عليك الظروف دي تاني عمرها ما هتأثر فيك.

وهو ده اللي حصل معايا؛ مرة واحدة لقيت مناخيري أصيبت بحالة تبول لا إرادي – الحمد لله إنها جت في مناخيري – وقعدت أفكر ولا دي كانت هلاوس المرض مش عارف؛ أني ممكن أعمل مشروع لنوع جديد من الكوافيل تستعمل في مكافحة الزكام والرشح لأن العملية كانت صعبة أوي لكن للأسف فوقت قبل ما أوصل لشكل الكافولة الجديدة.

كام يوم عدوا زي ما عدوا وفوقت وقلت خلاص كدة تمام، نمت الساعة 11 لقيت الساعة 3 الفجر – خير اللهم اجعله خير – تعبان أو حنش دخل ودني الشمال وعمال ينهش فيها، صحيت بس لسة الحنش كان شغال في ودني، بعد ما اخدت شوية مسكنات متينة، وبعد ساعتين من اللف والدوران حوالين نفسي عينيا غفلت شوية لقيت الحنش بطل ينهش لكن جه بداله قطر اكسبريس سريع مالوش محطات وموتوره متين فضل مصدر موتوره لوداني لحد الصبح، وفضلت مع القطر لغاية ما روحت للدكتور تاني يوم اللي كان عنده جهاز حديث ممكن يوريك اللي جوة ودانك علي الشاشة، ومن ساعتها اللي بيقولي: "لما تشوف حلمة ودنك" بقوله: "حلمة ودني واللي جوة ودني كمان"، المهم الدكتور قالي: "التهاب حاد في الأذن الوسطي" وكتب لي شوية أدوية ومازلت عايش مع الأدوية ولكن القطر خَلص ومشي وجه صوت التلفزيون بتاع زمان بعد ما الإرسال ينتهي (ششششششششش)

المهم أني بقيت سكران طبيعي من غير ما أشرب وعامل دماغ من غير ما أحشش، طلع المرض له فوائد برضه؛ علي الأقل بيوفر ثمن الحاجات دي، خصوصا أن فيه ناس بتفضل سهرانة طول الليل تشرب وتشد أنفاس وتنفخ عشان توصل لحالتي دي، طب يتفضلوا معايا ينوروني وياخدوا المضاد الحيوي بتاعي وأنا مش همانع.

ولكن الفترة دي خلتني أفكر في الأمور بشكل مختلف: أول حاجة لقيت معنديش أي نوع من أنواع القيود ولا التزامات وكل الحاجات المطلوبة مني مبعملهاش ومسخر كل مجهودي للمرض والعذر موجود: "أنا عيان" حتى أني فكرت وسألت: هو فعلا الإنسان بيختار قيوده؟؟!! فعلا الإنسان بيختار قيوده بتفضيل نوع منها علي التاني واستسلامه ليها والاكتر من كدة لقيت أن الإنسان بيختار عيوبه كمان !!! عشان كدة محدش بيحب يسمع سلبياته أو يشوفها لأن الموضوع قديم ومعروف وهو أصلا اللي مختار العيوب دي واستسلم ليها من زمان ومتعايش معاها.

تاني حاجة: المرض بيضعف وبيفوق في نفس الوقت وبيخلي الإنسان يشعر بضعفه ويقول: "لما شوية برد بيعملوا كدة في البني آدم، أمال الناس اللي عايشة بالمرض تعمل إيه؟ يا رب ارحم" وكمان بيخلي الإنسان يفكر في كل أموره من منطلق الإحساس بالضعف، وأنت لما تفكر في أمورك بضعف غير ما تفكر فيها وأنت في محل قوة، جرب كده، يمكن تعذر، ويمكن تسامح، ويمكن تصبر، ويمكن تنسي كمان.

المهم إن أنت لما تخف بتلاقي نفسك إنسان جديد؛ يعني المرض بيجدد، فيا رب نخلص من أمراضنا بسرعة ونتجدد.