Tuesday, August 21, 2012

اليوم السابع | نبيل ناجى يكتب: العذراء مريم التى أحبها الجميع

العذراء مريم التى أحبها الجميع


اليوم السابع | نبيل ناجى يكتب: العذراء مريم التى أحبها الجميع




يتزامن فى هذا العام احتفالين يجتمع كل شعب مصر على الاحتفال بهما، وهم عيد الفطر المبارك وعيد السيدة العذراء مريم مما يجعل الجميع فى حالة احتفال، والسيدة العذراء يتفق على تبجيلها وتقديرها الجميع من شعب مصر بمسلميه ومسيحييه، فنجد أن جميع المصريين يحرصون ويفرحون بتسمية بناتهم باسم العذراء مريم، مما يعد مظهرا رائعا من مظاهر الاتفاق والاتحاد، فالعذراء مريم هى السيدة التى اختيرت واصطفيت من بين نساء العالمين لكى تحمل السيد المسيح فى أحشائها مع دوام طهارتها وبتوليتها.

وإن تأملنا حياة السيدة العذراء مريم نجد إنها لم تكن مترفة النشأة ولا مرفهة الحياة ولازمت البساطة حياتها بشكل دائم، وبهذا تعطينا بحياتها المثال والقدوة فى الالتزام والصبر وتحمل الأمانة، فلم يكن من السهل على فتاة مثلها أن توجد حبلى دون زرع بشر واحتمال ذلك إلا بالاستناد على الإيمان بالله والصبر، فحياتها رسالة طمأنينة للمتعبين والمثقلين بهمومهم إن فى الصبر والاحتمال تطهير وإعلاء للنفس.


ولم تتوقف متاعبها بولادة السيد المسيح ولم يتوقف أيضا احتمالها وصبرها، فقد اضطرت أن تهرب بطفلها الوليد إلى أرض مصر هربا من طغيان حكام بلادها، وبذلك تباركت بلادنا وتشرفت بقدوم السيد المسيح مع أمه العذراء مريم.


لذلك نجد أن كثيرين من المسلمين والمسيحيين يطلبونها فى محنهم وشدائدهم؛ لأنها احتملت الكثير فى حياتها فأصبحت قريبة من المتعبين فى همومهم، فسيرة العذراء مريم العطرة توحد الجميع على احترامها وتقديرها فصارت حمامة سلام ترفرف بجناحيها على أرض مصر.
 

Wednesday, August 8, 2012

اليوم السابع | نبيل ناجى يكتب: قميص دهشور المحترق

قميص دهشور المحترق


قد تضحك عندما تعرف أن سبب الصدامات الطائفية فى قرية "دهشور" هو قميص محترق على يد مكوجى، وهذا يذكرنا بكلمات "السادات" متحدثا عن أحداث الزاوية الحمراء فى سبعينيات القرن السابق عندما قال: "غسيل فى بلكونة مواطن نقط على غسيل فى بلكونة مواطن آخر، فهذا يصوره المغرضون بأنه يوجد فتنة طائفية فى مصر".

ولكن ليست المشكلة فى القميص المحترق أو قطرات الغسيل، ولكن المشكلة فى العقلية التى تتسم بالحساسية الشديدة تجاه الآخر المختلف ودائما ما تزن أفعاله حسب تصنيفه، فإن أخطأ أحد، فقد أخطأ الجميع، وإن تضرر أحد فقد تضرر الجميع.

فمبدأ الخطأ الجماعى والعقاب الجماعى هو الذى نتج عنه هذا الصدام الدموى فى القرية، ومحاولة مهاجمة كنيسة القرية وخوف أهاليها من الأقباط مما دفعهم للفرار، ولك أن تسأل: كم هو ثمن هذا القميص الذى سبب قتل وحرق وتكسير وتهجير؟ ولكن الأولى أن نسأل: كيف نعالج هذا الفكر والسلوك الذى جعل من مشاجرة على قميص محترق تنتهى بقتل إنسان؟ وهل كان من الصعب الاعتراف بالخطأ ودفع ثمنه؟

وإن كان هذا يحدث فى قرية نائية، فهل يحدث مثله فى مصر على نطاق أوسع؟ وعندها نتحدث عن القشة التى قصمت ظهر البعير، والتى قد يتعلق بها غريق، فحساسيات المجتمع العميقة يجب أن تعالج لكى يُقوّم سلوكه وتتحصن تصرفاته.

ولنا أن نتذكر أن السبب المباشر للاحتلال البريطانى لمصر كان بسبب عدم دفع أجنبى لأجرة الحنطور فى الإسكندرية، وتم ذلك بحجة حماية الأقليات فى مصر، ورغم أن هذا المثال قديم جدا، ولكن الواقع الحالى يدق لنا جرس الإنذار ويدعونا للتذكر، ولذلك علينا أن نتعقل ونعرف ونحلل أفكار وتصرفات المجتمع والعمل على تقويمها ولا نكتفى بالمعالجة الأمنية وترك النار تحت الرماد.

اليوم السابع | نبيل ناجى يكتب: قميص دهشور المحترق