Sunday, January 27, 2013

المساواة والعدل



المساواة والعدل



اليوم السابع |  نبيل ناجى يكتب: المساواة والعدل

عادة ما ترتبط هاتين الكلمتين في أذهاننا بعضهما البعض؛ حيث إننا دائما ما نسمعهم سويا ويعبران عن بعضهما، ولكن عندما تطيل التفكير بهم تجدهم يبعدان عن بعضهما شيئا فشيئا.



كان ذلك في هذا اليوم الذي تقابلنا فيه استثنائيا دون موعد سابق حين سألني: هل المساواة تحقق العدل؟



قلت: بديهي.



قال: ولكن المساواة قد لا تحقق العدل لأن ليس كل فرد يحتاج ما يحتاجه الآخر، ولكن الناس بحسب اختلافاتهم إن أعطيت لهم نفس الشيء لا يسبب لهم المساواة، فقدرات كل إنسان تختلف عن الآخر فكيف نوحد معطياتهم؟



قلت: المساواة لن تتحقق؛ لأن طبيعة الحياة وجود الدرجات والاختلافات، فكل إنسان هو منظومة بمفرده، ولكن يمكن المقصود بالمساواة هو الحد الأدنى من الطلبات وليس أقصاها، ويخطأ من يظن أنه من الممكن أن يتحول كل الناس للون واحد، من يفعل ذلك يقف ضد طبيعة الحياة.



وأكملت: عندي رأي بخصوص العدل الذي تتحدث عنه، العدل موجود ولكننا قد لا نراه.



قال: كيف؟



قلت: كل بشر إن كان غني أو فقير، كبير أو صغير، في أي مكان على ظهر الأرض، كل واحد يشعر بالاحتياج ويتألم ويتوجع ويشعر بأن شيئا ينقصه، كل واحد يبحث عن السعادة الكاملة ولا يجدها، فهذا هو العدل، كل الناس يشعرون بنفس الإحساس باختلاف أوضاعهم ومواهبهم ومكانتهم، وفي هذا كل البشر متساويين.



قال: الناس مختلفين، وقدراتهم مختلفة، ولا يستطيع أحد أن يأخذ كل شيء، من أخذ شيء فعليه في المقابل أن يترك شيئا آخر، من يختار شيء يكون على حساب شيء آخر، فالبشر يختارون ولكنهم يتركون فيما هم يختارون.



قلت: أحيانا نرسم صورة للحياة في أذهاننا ونتوقع أن نجدها أمام أعيننا، ولكننا علينا أن نفعل العكس، أن نحاول أن نفهم طبيعة حياتنا ومن ثم نتعامل معها تبعا لمبادئنا، ولكن من يظل متمسك برؤيته مهما وجد دلائل على عدم صحتها، فهذا ينفصل عن الواقع، ويصبح دائرا في فلكه لكن وحده، وهذا المدار لا يراه أحد غيره.



قال: علينا أن لا نبحث عن العدل والمساواة على الأرض؛ لأننا لن نجده ولكن ننشده عند ربنا فقط.



انتهي الحديث ولم تنتهي الأفكار....

Tuesday, January 22, 2013

أحوال السياحة وأحوال مصر

أحوال السياحة وأحوال مصر

نبيل ناجى يكتب: أحوال السياحة وأحوال مصر

رغم أنى أعمل فى مجال السياحة "الجريحة" التى تنزف، فلا أريد أن أتحدث عن مشاكل السياحة مع الأمن أو غيره، ولكن أريد أتحدث عن أحوال الشركة التى أعمل بها وهى تعتبر من أكبر الشركات المصرية، ولكى لا يتصور القارئ أنى أتحدث عن مشكلة شخصية أو فئوية ترتبط بالشركة التى أعمل بها، فلابد أن نعرف أن أحوال الإدارة فى مصر متشابهة لحد كبير، وهناك قول مأثور دائما ما يقال فى شركتنا وهو: "شركتنا نسخة مصغرة من مصر" أى حالها كحال مصر وكما يحدث فى مصر يحدث فى شركتنا، وهذا ليس فقط بعد الثورة ولكن من قبلها بعهود.


فماذا عن أحوال شركتنا؟ فى شركتنا عندما تسأل عن زيادة فى المرتب، فأثناء أيام الرخاء يقال لك: اصبر فمازال أمامنا الكثير من التحديات والقادم أفضل، وفى الأيام العجاف يقال لك: إنك لا ترى ولا تقدر وهذه ليست أيام يطلب فيها ذلك.

وفى مصر، فى عصر استقرار النظام كان على المواطن أن يصبر، وفى الفترة الانتقالية عليه أن يصبر، ومع النظام الجديد عليه أن يصبر أيضا.

فى شركتنا إذا قمت بإنجاز من السهل جدا ألا ينسب إليك، (وأنت وحظك) من الممكن أن ينسب لشخص غيرك أو ينسب للمجموع، وإن أخطأت خطأ بشريا بسيطا تحاسب عليه بالكامل وكأنك لم تفعل شيئا إيجابيا من قبل،( فهذه نقرة وتلك نقرة أخرى)؛ لأن من يحاسبك ليس هو من يستفيد من إنجازاتك وكل أحد يدور فى فلكه، والمنظومة المكتملة غير موجودة.

وفى بلدنا، إن زرعت شجرة فليس من الضرورى أن تتمتع بظلالها فى أيام الصيف الحارقة، وإن قمت بثورة فليس من الضرورى أن تنسب إليك، فكل فصيل ينسبها لنفسه وكأنه صاحبها، رغم أن صاحبها هو المواطن البسيط الذى فقد عينه أو حياته بأكملها.

فى شركتنا لا يهم إن كان حل المشكلة مناسبا أم غير مناسب، ولكن المهم هو من الذى يقوله؟، وفى وطننا إن سرت فى الشارع، ستجد كل عابر سبيل لديه حلول عملية لمشاكلنا، ولكن من يسمع له، وهنا أتذكر مسابقة وكالة (ناسا) لطرح أفكار جديدة لعمل أبحاث عليها فى الفضاء والتى فاز فيها شاب مصرى؛ لأنهم يؤمنون أن من يخضع للنظريات الحالية من المتخصصين، من الصعب أن يبتكر شيئا خارجها وبهذا سيتوقف العلم والاختراع والابتكار.

فى شركتنا عندما يبدأ الإصلاح يتوقف عند حقوق العاملين الذين نفذوا الإصلاح ولا يطولهم، وفى بلدنا لا نشعر أن الإصلاح يستهدف حقوق المواطنين وتحسين أحواله ومستوى معيشته.

فى شركتنا ينسون دائما قولين مهمين من أقوال (أينشتاين)، الأول: "الجنون هو أن تفعل نفس الشىء مرةً بعد مرةٍ وتتوقع نتيجةً مختلفة فى كل مرة" والثانى: "لا يمكننا حل مشكلةٍ باستخدام العقلية نفسها التى أنشأتها".
وفى مصر لا نبحث عن أدوات جديدة لحل مشاكلنا.

أرجو أن لا تغضب (شركتنا) أو (بلدنا) من هذه الأفكار؛ لأن هدفها الإصلاح وليس مجرد النقض، فكثير من زملائى اختاروا أن يكونوا سلبيين، (وأن يربطوا الحمار مطرح ما صاحبه عايز)، وأثق تماما أن حال بلدنا سيتحسن عندما تتحسن أحوال شركتنا.

Link: http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=917235&SecID=190&IssueID=0

Sunday, January 13, 2013

تعريف العلمانية بشكل مبسط



العلمانية


المقدمة دي من عندي:
دائما ما ترتبط في أذهاننا معاني الكلمات حسب الحالة التي سمعناها فيها بغض النظر عن معناها الحقيقي، فترتبط معاني هذه الكلمات حسب الحالة النفسية التي نتعرف فيها على هذه الكلمات، فمثلا كلمة "استعمار" فمعناها الأصلي هو "التعمير" ولكنها ارتبطت بسياسة الاحتلال فصارت كلمة مكروهة، ومن هذه الكلمات أيضا "العلمانية".

يقول الفيلسوف مراد وهبة في كتابه "مُلاك الحقيقة المطلقة" أن "العلمانية" في اللغة العربية مشتقة من لفظ "العالم"  - أي العلمانية تشير إلى كل ما هو حولنا في العالم – أي كل ما هو مرتبط بأمور دنيانا وعالمنا.

أما في الأصل اللاتيني فتشتق من كلمتين الأولى (Saeculum) أي العالم من الناحية الزمنية والثانية (Mundus) وتعني العالم من ناحية المكان.

ولكن المشكلة ليست في المعنى المباشر للكلمة ولكن في الزمن التي ظهرت، فارتبطت العلمانية بظهور كتاب العالم "كوبرنيكوس" عام 1543 والذي يسمى "في الحركات السمائية" والذي أثبت فيه أن الأرض ليست مركز الكون بل الشمس، والأرض هي التي تدور حولها، ثم جاء "جاليليو" وانحاز لهذا الرأي مما جعله عرضة للمحاكمة.

وظهر في أوروبا في هذه الفترة أيضا حركة الإصلاح الديني بمعنى الفحص الحر للإنجيل دون سلطة دينية بعد أن كان تفسير الإنجيل حكرا على رجال الدين.

وبهذا ليس معنى "العلمانية" هو مجرد فصل الدين عن الدولة، لكن هذا المبدأ هو نتيجة للعلمانية، ولكن العلمانية بمعناها البسيط هي: "التفكير في النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق".

وهذا يعني في رأيي الخاص:
أن الاشياء النسبية التي تتغير (مثل الأمور السياسية) يجب أن أتعامل معها وأحكم عليها بشكل نسبي متغير، أما الثوابت (كالحقائق الدينية والإيمانية) فأتعامل معها بشكل مطلق ثابت، أما من يظنون إنهم يملكون الحقيقة المطلقة في الأمور النسبية؛ أي من لا يقبلون أي رأي آخر معارض، فهؤلاء هم  المتطرفون فكريا.

الخاتمة دي برضه من عندي:
يجب أن أقول إن كان في أوروبا تدخلت الكنيسة في السياسة مما أدى في يوم من الأيام للثورة الفكرية ضدها، ولكن هذا في أوروبا، أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر لم يحدث هذا فيها أبدا؛ لأنها لم تخرج عن المسار بل سارت في طريقها المستقيم دائما، ومن المعروف أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي كنيسة مستقلة ومتفردة فكريا وإداريا وتاريخيا.

أما بخصوص العلمانية خاصة وأي مبدأ أو فكر عامة، فقبل أن تقبل أو ترفض أي فكر أو مبدأ عليك أن تعرف معناه، ولماذا يخشوه مهاجموه؟ ولماذا يروجون له من يقبلوه؟ حتى يكون لك الفكر الخاص بك.

وكذلك أيضا يجب أن نتعلم قراءة التاريخ والاستفادة منه، حتى لا نظل ندور في نفس الدائرة التي دار فيها من سبقونا.