Sunday, January 13, 2013

تعريف العلمانية بشكل مبسط



العلمانية


المقدمة دي من عندي:
دائما ما ترتبط في أذهاننا معاني الكلمات حسب الحالة التي سمعناها فيها بغض النظر عن معناها الحقيقي، فترتبط معاني هذه الكلمات حسب الحالة النفسية التي نتعرف فيها على هذه الكلمات، فمثلا كلمة "استعمار" فمعناها الأصلي هو "التعمير" ولكنها ارتبطت بسياسة الاحتلال فصارت كلمة مكروهة، ومن هذه الكلمات أيضا "العلمانية".

يقول الفيلسوف مراد وهبة في كتابه "مُلاك الحقيقة المطلقة" أن "العلمانية" في اللغة العربية مشتقة من لفظ "العالم"  - أي العلمانية تشير إلى كل ما هو حولنا في العالم – أي كل ما هو مرتبط بأمور دنيانا وعالمنا.

أما في الأصل اللاتيني فتشتق من كلمتين الأولى (Saeculum) أي العالم من الناحية الزمنية والثانية (Mundus) وتعني العالم من ناحية المكان.

ولكن المشكلة ليست في المعنى المباشر للكلمة ولكن في الزمن التي ظهرت، فارتبطت العلمانية بظهور كتاب العالم "كوبرنيكوس" عام 1543 والذي يسمى "في الحركات السمائية" والذي أثبت فيه أن الأرض ليست مركز الكون بل الشمس، والأرض هي التي تدور حولها، ثم جاء "جاليليو" وانحاز لهذا الرأي مما جعله عرضة للمحاكمة.

وظهر في أوروبا في هذه الفترة أيضا حركة الإصلاح الديني بمعنى الفحص الحر للإنجيل دون سلطة دينية بعد أن كان تفسير الإنجيل حكرا على رجال الدين.

وبهذا ليس معنى "العلمانية" هو مجرد فصل الدين عن الدولة، لكن هذا المبدأ هو نتيجة للعلمانية، ولكن العلمانية بمعناها البسيط هي: "التفكير في النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق".

وهذا يعني في رأيي الخاص:
أن الاشياء النسبية التي تتغير (مثل الأمور السياسية) يجب أن أتعامل معها وأحكم عليها بشكل نسبي متغير، أما الثوابت (كالحقائق الدينية والإيمانية) فأتعامل معها بشكل مطلق ثابت، أما من يظنون إنهم يملكون الحقيقة المطلقة في الأمور النسبية؛ أي من لا يقبلون أي رأي آخر معارض، فهؤلاء هم  المتطرفون فكريا.

الخاتمة دي برضه من عندي:
يجب أن أقول إن كان في أوروبا تدخلت الكنيسة في السياسة مما أدى في يوم من الأيام للثورة الفكرية ضدها، ولكن هذا في أوروبا، أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر لم يحدث هذا فيها أبدا؛ لأنها لم تخرج عن المسار بل سارت في طريقها المستقيم دائما، ومن المعروف أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي كنيسة مستقلة ومتفردة فكريا وإداريا وتاريخيا.

أما بخصوص العلمانية خاصة وأي مبدأ أو فكر عامة، فقبل أن تقبل أو ترفض أي فكر أو مبدأ عليك أن تعرف معناه، ولماذا يخشوه مهاجموه؟ ولماذا يروجون له من يقبلوه؟ حتى يكون لك الفكر الخاص بك.

وكذلك أيضا يجب أن نتعلم قراءة التاريخ والاستفادة منه، حتى لا نظل ندور في نفس الدائرة التي دار فيها من سبقونا.

No comments:

Post a Comment