Monday, April 3, 2017

كيف صلى يسوع كيهودي؟

كيف صلى يسوع كيهودي؟

نقد موضوعي ومناقشة أفكار


مقدمة:
إن كتاب "كيف صلى يسوع كيهودي؟" هو كتاب مترجم بتصرف لكاتب يدعى تيموثي جونز Timothy Jones وقد ترجمه راهب من البرية الشرقية لم يذكر اسمه، وهو في مجمله كتاب تأملي يهدف لاستعادة الجذور القديمة للصلاة في العهد الجديد – كما ذُكر على غلاف الكتاب – ويضيف أيضا أن الهدف هو التعمق في حياة الصلاة ولكن أول سؤال يتبادر إلى الذهن هو: ما أهمية التعرف على الصلوات اليهودية التي قد يكون صلاها السيد المسيح؟ وإن كانت لها أهمية بالغة، لماذا لم يذكرها الإنجيل مثلما ذكر نصوص نبوات العهد القديم وأكد تحقيقها؟

ويحاول الناشر في مقدمته أن يجيب على هذا السؤال وأوضح أن الإنجيل كان مهتم أكثر بالحدث الخلاصي، و إن كان هذا صحيحا، ولكنه يضيف إن تلك الصلوات تُعطي بُعدا جديدا، وأثناء مناقشتنا لأفكار الكتاب سنحاول أن نستكشف هذا البُعد الجديد.

نحن نعلم جيدا أن السيد المسيح لم يأتي لينقض أقوال الكتاب ولكنه ليكمل (متى 5 : 17) ولكنه قدم وصايا ومبادئ جديدة لا تتناقض مع وصايا العهد القديم ولكنها تكملها وتتسامى بها بل تعطيها بُعدا جديدا، لذلك كان يقول: "سمعتم ....، أما أنا فأقول"، فالعهد القديم كله كان يهدف إلى تهيئة البشرية للتجسد والفداء، ولذلك لم يذكر أن السيد المسيح قد جاء لاستعادة الصلوات الليتورجية القديمة لليهود أو إكمالها، فعندما طلب منه تلاميذه أن يعلمهم كيف يصلوا وفي داخلهم متيقنين أن العهد الجديد يجب أن تكون له صلاة جديدة، كان رد السيد المسيح أنه علمهم صلاة جديدة ليست لها أي جذور قديمة مطلقا.

وقد ذكر الكاتب إن الصلوات اليهودية المستخدمة في القرن الأول في عصر السيد المسيح من الصعب الحصول عليها لصعوبة مصادرها، وإن معظم الصلوات المستخدمة في الكتاب من العصور الوسطى، ولذلك الكتاب كله مبني على استنتاجات، وليس من المؤكد أن يسوع المسيح قد صلى هذه الصلوات بالفعل.

وقد تسأل نفسك: لماذا لا نتعمق في صلاة يسوع كيهودي؟ ألم يقل عندما اعتمد من يوحنا المعمدان إنه ينبغي أن يُكمل كل بر (متى 3 : 15)؟ لكن المسيح لم يكمل بر الكتبة والفريسيين والناموسيين في أفعالهم وأقوالهم، فلم يحب المتكأ الأول ولا أهتم أن يصلي في زوايا الشوارع، بل كان يتوحد في الجبل ليلا، ولم يهتم بغسل الأيدي والكأس من الخارج، بل اهتم بما هو من داخل والذي يمكن أن ينجس الإنسان.

فلم يذكر الإنجيل إنه كان يذهب للمجمع كل سبت ليصلي صلواتهم ولكن لتعليم الشعب ولشفاء أمراضهم وفك أسرهم من عبودية الشيطان والمرض والخطية، ولم يذهب للعيد ليذبح خروفا وممارسة طقوسهم، ولكن لكي يلفت انتبهاهم للذبيح الأعظم.

ومن الناحية الأخرى، ككتاب مترجم لكاتب غربي غير أرثوذكسي كان من المتوقع وجود بعض المفاهيم والتشبيهات التي لا تناسب ما اعتاد عليه وجدان القبطي الأرثوذكسي؛ لأن من الطبيعي أن يُعبر الكاتب عن أفكاره التي لا تعترف بأسرار الكنيسة  أو العقائد الأرثوذكسية وهذا ما سيتم تفصيله في السطور القادمة.

ففي صفحة 37: يوصف مَن يجاهدون في الخدمة داخل الكنيسة إنهم لم يتعلموا كيف يستقبلون بركات الله أو يبتهجون بها (!!!)، وإنهم يعملون لكي يكسبوا حبا هم بالفعل يمتلكونه ويرتعبون من أن يخسروا حبا لا يمكنهم أن يفقدوه (!!!).

ومن الواضح إنه لا يؤمن بالأعمال التي تلازم الإيمان ليبقى حيا؛ لأن إيمان بدون أعمال ميت (يعقوب 2 : 26)، وكذلك تعميمه لهذا المبدأ ولم يشر ولو إشارة بسيطة إن أولئك الذين يبذلون هذا المجهود إنهم يفعلون ذلك لأنهم يحبون بالفعل ليس لأنهم يريدوا أن يحصلوا على الحب.

وفي صفحة 53: يتحدث عن عقد مبرم بين كل إنسان والسيد المسيح نفسه، وهذا شائع في الفكر البروتستانتي حيث يُطلب منك توقيع وثيقة لقبول المسيح كمخلص ويُطلب تسجيل هذا التاريخ، وكذلك يذكر القوانين الروحية الأربعة ولم يفسرها لنا، وذكر أيضا "أقبل، آمن، اعترف" فقط ولم يذكر ماذا يجب أن يفعل المؤمن ليجعل الإيمان ذو فاعلية.

وفي صفحة 55: يوصف سر الإفخارستيا وصف غريب لا يستطيع أي مؤمن أرثوذكسي أن يقوله ولا حتى على سبيل التعريب في محتوى كتاب، فيقول: "عندما يقبلون الله كمصدر للبهجة لا شيء لا يمكن أن يبقى كما هو ........... فالإفخارستيا لن تكون بعد طقسا أجوفا حيث يتلعثم الكاهن وهو مرتبك بخبز وخمر" (!!!!!)

فالإفخارستيا لم ولن تكون طقسا أجوفا؛ لأنه سر أسسه السيد المسيح ذاته ولا يتحكم في فاعليته مدى تقوى الكاهن؛ لأن السيد المسيح ذاته هو المُفعل لهذا السر بالروح القدس، ولن يتلعثم أو يرتبك الكاهن لأنه يحمل جسد المسيح ودمه، فالوصف في مجمله إنكار لفاعلية السر وتقليل من قدسية الطقس، وأن كانت هذه الترجمة بتصرف – كما يُذكر في أول صفحات الكتاب – كان من الواجب على المعرب الأرثوذكسي أن يتصرف في هذه الكلمات أو يُصرفها.

ويتأكد هذا الفكر في الفصل السابع صفحة 103 حيث تم التركيز على الفصح اليهودي ولم يذكر إلا كلمات قليلة عن الإفخارستيا ولم يوضح إن هذا السر هو المرموز إليه، فلا يجب أن نظل متمركزين حول الرمز ونترك المرموز إليه؛ لأنه لا يتوافق مع قناعات الكاتب الشخصية.

ويقدم لنا الكتاب أوصاف غريبة بعيدة عن أذهاننا وأرى إنها كانت تحتاج إلى تغيير أو على الأقل تفسير، مثلما يذكر في صفحة 55 أن " الله فتح السدادة من على فوهة زجاجة نبيذ الخمر التي أخفاها في قبوه عند وقت الفجر" وأدرك أن هذا تعبير مجازي، ولكن في لاهوتنا القبطي الأرثوذكسي لم نعتاد على مثل هذه الأوصاف.

وفي صفحة 67 – ويبدو أن هذه إضافة من المُعرب – إن الله يشمل جميع الشعوب بما فيهم بائعة الطماطم وسيدة كارفور والشاب المتعاطي للترامادول والفتاة التي تلبس الملابس الضيقة، وإن كان الله يبحث عن كل أصناف الناس بما فيهم هؤلاء، ولكن كان يجب أن يذكر أيضا سائق التوكتوك الذي ذُكر في حديث رئاسي سابق.

ثم يخطف الكتاب أذهاننا ليستشهد بعلماء لاهوت غربيين مثلما تحدث عن كارل بارث Karl Barth في صفحة 72 ولا نعرف ماذا فعل أو ماذا قال وهل أفكاره تناسبنا أم لا، أو وصفه لمشهد من فيلم إيطالي (صفحة 134) ولكي نعرف قصده يجب أن نبحث عن هذا الفيلم لنشاهده.

ويقدم لنا الكاتب والمترجم معا في صفحة 34 و 35 مفهوم جديد للبركة، وهو: إن باركت أحد يعني أن تحني ركبتك له أي تخضع له وباختصار يصبح ضعيفا، وهذا ملائم لإنسان يقول: باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته (مزمور 103 : 2)، لكن الجديد إن الله عندما يباركنا يُطبق عليه نفس المبدأ وهذا الوصف تكرر في صفحة 41، ورغم إننا نعلم أن الله أظهر بالضعف ما هو أكثر من القوة، ولكن قوة الله قد هزمت هذا الضعف وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الله ولم يعد يظهر مرة أخرى في صورة الضعف، فالسيد المسيح عندما ظهر لشاول كان في قوة مجده حتى انحل تشامخ شاول في لحظات وتحول لبولس الكارز العظيم.

ويبدو أن هذا الفكر مُسيطرعليه ففي صفحة 116 وصف السيد المسيح الذي تكلم بمنتهى القوة أمام الجميع إنه يتجنب جذب انتباه القوات الرومانية ولذلك همس، مع العلم أن السيد المسيح لم يكن يسبب أي إزعاج للرومان وهذا يتضح في المحاكمة، لكن حسد رؤساء كهنة اليهود هو ما جعلهم يسلمونه إليهم.

ويرى في صفحة 121 إنه بعد ألفي عام لم تُستجب صلوات وتضرعات السيد المسيح وكأنه مجرد إنسان عادي يقدم طلبات قد تستجاب أو لا تستجاب، أو إنه ليس ابن الله الكلمة (اللوجوس) وأقنوم الحكمة العارف مسبقا بما سيتم، فالكاتب أراد أن يتحدث عن الانشقاق الذي تم، فلم يتتطرق لأسبابه، ولكن أراد صبغه بطريقة عاطفية، فتحدث بشكل غير لائق لاهوتيا.

ويبقى ملحوظتان لغويتان:
1 – في صفحة 62 مذكور أن (الفُلك المقدس) وهو الصندوق الذي يحتوي لفائف الكتب المقدسة، بينما مذكور في المعجم (صفحة 157) إنه (الفَلك المقدس)، ولم نعلم أي من اللفظين هو الأصح حيث أن اختلاف الضمة والفتحة ينشأ معنى مختلف.

2 – في صفحة 85 وهي الآية الموجودة في لوقا 17 : 21 "لأن ها ملكوت الله بينكم" وفي الجقيقة كلمة "بينكم" لم تذكر في أي من ترجمات العهد الجديد العربية، فهي تُذكر دائما "في داخلكم" مع إنها تذكر في الترجمات الإنجليزية within  أو midst وتترجم دائما في داخلكم، فلم نعرف: على أي الترجمات اعتمد المُعرب أو ما هي الكلمة الأصلية التي ذكرها الكاتب.

وفي النهاية، لم ينكر الكتاب الحقائق اللاهوتية، ففي صفحة 125 ذكر أن طبيعة الله الداخلية – طبيعة متنوعة للآب والابن والروح القدس تتواجد في وحدة تامة، وفي صفحة 139 ذكر إنه "اله يستطيع أن يشعر بنفس هذا الشعور" ولكن قدم لنا المسيح بالفكر البروتستانتي.

الخاتمة:
بعد سرد هذه الملحوظات، تستفز ذهني هذه الأسئلة:

-         كيف صلى يسوع كيهودي؟ فلم أعرف إجابة هذا السؤال؛ لأن جميع الصلوات التي قد يكون صلاها غير مؤكدة وفي نفس الوقت لم يهتم الإنجيل أن يذكرها بعكس نصوص النبوات من العهد القديم.

-         ما قيمة ربط رسالة الإنجيل المفرحة وحياة السيد المسيح المحيية بصلوات العهد القديم؟ فالتلاميذ عندما طلبوا أن يعلمهم الصلاة، علمنا صلاة جديدة وهي الصلاة الربانية، فهي لم تكن موجودة عند اليهود من قبل ولم يقل لهم: "صلوا كما اعتدتم" مثلما قال للغني عن الوصايا (متى 19 : 17 – 19) أو الناموسي الذي قام ليجربه (متى 22 : 35 - 40)

-         لماذا لم يسمى الكتاب "كيف صلى المسيح كيهودي؟" لتعبر عن طبيعة الكلمة المتجسد وليس الناسوت فقط؟

-         كيف أسهمت هذه الصلوات في تعميق روح الصلاة؟

-         أخيرا: ما هو البُعد الجديد الذي أضافته هذه الصلوات؟ هل هذا هو بُعد جديد عن روح العهد الجديد؟

Wednesday, January 11, 2017

المرأة السامرية
معاملات الله من البداية وخطوات النمو الروحي
إنجيل يوحنا - الأصحاح 4

بعد لقاء السيد المسيح مع نيقوديموس في الإصحاح الثالث من إنجيل يوحنا – ونيقوديموس هو من اليهود البارزين  وأحد أعضاء مجمع السنهدريم – قابل السيد المسيح المرأة السامرية في الأصحاح الرابع، وأقل ما يقال عن هذه المرأة إنها إمرأة مرذولة وخاطئة وهذه ليست من حيث حالتها فقط، ولكن من حيث جنسها (السامريين) أيضا، فكل عشيرتها متأصلون في الخطية، وقد إنحرفوا كثيرا ووتدنسوا بالعبادة الوثنية التي أباحت الزنى وتقديم ذبائح بشرية – ولا سيما أطفالهم – لاسترضاء صنم أصم وأبكم وأعمى لا يقدر على الحركة.

ولعل من أكثر الفوارق بين اللقاءين التي تلفت النظر، إن السيد المسيح لم يسعى لمقابلة  نيقوديموس، ولكنه هو من أتى سرا بالليل لمقابلته، ولكنه هو من سعى لمقابلة هذه المرأة وتحمل طريق شاق من أجل ذلك.

وسنجد في هذه المقابلة معاملات الله مع الإنسان من البداية وخطوات النمو الروحي، ففي بداية الأصحاح نجد أن السيد المسيح قد ترك اليهودية ذاهبا إلى الجليل؛ لأن الفريسين علموا أنه صار يُعمد أكثر من يوحنا المعمدان، رغم إنه لم يكن يعمد بنفسه لئلا يتفاخر أحد بهذا، ولكن تلاميذه هم من كانوا يعمدون.

وفي طريقه إلى الجليل "وكان لابد أن يجتاز السامرة" (آية 4)، فلماذا كان يجب أن يجتاز السامرة؟ هل لمقابلة هذه المرأة بالذات؟ ولا عجب في ذلك، فالسيد المسيح الذي يهتم بخلاص كل نفس كان لابد أن يجتاز السامرة، فهو لم يسعى لمقابلة نيقوديموس؛ لأن بعلمه السابق كان يعلم إنه آتٍ فأنتظره، ولكنه سعى لمقابلة هذه المرأة التي لن تسمع عنه ولن تستطيع أن تأتي إليه.

وبعد طريق طويل، تعب السيد المسيح (جسديا) من السفر حيث انتصف النهار والشمس في ذروة حرارتها فجلس على البئر، وجاءت المرأة في منتصف النهار لاستحضار المياه بعكس عادة باقي نساء القرية اللائي يحرصون على احضار المياه باكرا جدا لتجنب حرارة الشمس ولقضاء حاجات المنزل مبكرا.

وكان بداية الحديث، قال السيد المسيح للمرأة: "أعطيني لأشرب" (آية 7)، ففي بداية الطريق الروحي قد يطلب الله منك شيئا تستطيع أن تعطيه وهو لا يحتاج إليه ولكنه يطلبه منك، وقد تتعجب من طلبه هذا، ولكن قد تكون أول خطوة في سعي الله إليك هو طلب شيئا منك، فاستمع إليه ولا تهمل طلبه.

ويبدو أن المرأة لم تستوعب طلبه وهدفه، فردت طلبه بسؤال وهو: "كيف تطلب مني هذا؟!" (آية 9) ولكنه جيد أن تسأل الله وتقول له: لماذا تطلب مني ذلك؟ وماذا تريدني أن أفعل؟ إن لم تستطيع إجابته لا تتركه وتغادر ولكن اسأله وتحاور معه في الصلاة.

كان أول رد من السيد المسيح إنه وضح لها إن طلبه ليس عن احتياج ولكن في باطنه العطاء (آية 10)، ولكن المرأة استمرت في الجدل العقلي الذي يبعدنا كثيرا عن رؤية عمل الله في حياتنا وسألته: "يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة ، فمن أين لك الماء الحي؟" (آية 11)

لم يغضب السيد المسيح من جدلها العقلي، ولكنه احترم عقليتها وتفكيرها وكشف لها المزيد وعرفها حقيقة الماء الذي تطلبه الذي لا يروي والفرق بين هذا الماء والماء الحي الذي يعطيه (آية 13) وأمام هذه المعرفة لم تجد المرأة إلا طلب هذا الماء منه (آية 15)، ولكن السيد المسيح طلب منها أن تتطهر قبل أن تحصل على الماء الحي، فطلب منها أن تحضر زوجها (آية 16)، فالله قد يضغط على جرحك ويتطرق إلى ضعفك ويذكرك بخطيتك وهو لا يقصد أن يؤلمك، ولكن لمسته لمسة طبيب شافي قد تؤلم ولكن تطهر وتشفي.

ردت المرأة قائلة نصف الحقيقة: إن ليس لها زوج (آية 17) ويبدو إنها في هذه اللحظة كانت ناظرة للأسفل إلى أعماقها ويمر أمامها جميع الأزواج الخمس السابقين وكيف خرجت من فشل لتدخل إلى فشل آخر حتى ذاك الشخص السادس الذي قبلت أن يكون لها وهو ليس زوجها خوفا من فشل جديد.

ويبدو أيضا أن السيد المسيح قد قطع سريعا سلسة هذه الأحداث التي تمر أمام عينيها وأكمل لها نصف الحقيقة الآخر وامتدح نصف الاعتراف هذا (آية 18)؛ لأن الله يحتاج منك كلمة بسيطة وخطوة قصيرة نحوه، اعتراف بضعفك أو حتى نصف اعتراف وهو سيكمل بدلا منك وسيقول ما لا تستطيع أن تعترف به، فلا تمسك لسانك عن الاعتراف حتى بكلمات قليلة، وكن واثقا إنه سيكمل لك ضعفك.

تطور الأمر ولم يصبح مجرد جدل بين شخصين لا يعاملون بعضهم البعض وسألته المرأة سؤال روحي يتعلق بالعبادة والسجود (آية 20) وهذا حال من يقابل المسيح ويتلامس معه؛ ينسى احتياجاته والجسديات وتنطلق روحه لتطلب السماويات.

رد السيد المسيح عليها (آية 21 – 24) ودفعها للأعتراف به كمسيح ورب عالم بكل شيئ (آية 25) وحتى إن كان في البداية كان الأعتراف بهيئة سؤال، لكن الله الذي تعب من أجل البحث عن الضال أكمل لها الحقيقة مرة أخرى وطمأنها إنه هو (آية 26)، فالله الذي دفع عنك دينك، لا بد أن يكمل بدلا منك ، وإن خطوت تجاهه خطوة، فسيجري تجاهك أكثر.

ونتيجة لذلك تحولت المرأة من إنسانة مختبأة من مواجهة الناس ونظراتهم إلى إنسانة كارزة في العلن (آية 28، 29)، إنك لن تقتني المسيح وتكتفي بهذا لنفسك فقط، ولكن ستتحول تلقائيا إلى إشراك جميع من حولك فيه لتصبح نور وملح لمن حولك.

سيأتي كثيرون أولا من أجل ما سمعوا مثلما أتى وآمن أهل السامرة (آية 39)، ولكن مجرد ما يتذوقوا المسيح سيعرفون إنهم أحبوه وآمنوا به ليس من أجل ما سمعوا ولكن من أجل ما ذاقوه واختبروه (آية 42)، فإذا كنت مازلت تسمع ولم تتذوقه بعد، إعرف إنك لم تتعمق فيه وتحتاج أن تجربه وتحيا به.

وهكذا كانت المرأة السامرية وخطوات تطورها في الإيمان هي رسالة لمن لا يعرف الطريق ولا يعرف كيف يصل لله، إنها رسالة طمأنينة: "إن لم تستطع أن تذهب إليه، سيأتي إليك".

Thursday, May 22, 2014

اللي يخاف من حاجة تطلع له

اللي يخاف من حاجة تطلع له


اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب: اللي يخاف من حاجة تطلع له
يقال في الأمثال الشعبية "اللي يخاف من العفريت يطلع له" للإشارة إلى أن الخوف المسيطر على كيان الإنسان يجعله دائما سائرا تبعا لهذه المخاوف، وفي كل تصرفاته تظهر مخاوفه ويكون لها مكان.

ولكن الخوف شعور إنساني طبيعي، كل إنسان يشعر بالخوف من الخطر، أو من المجهول، أو من المستقبل؛ لذلك قد يكون الخوف مفيدا في بعض الأحوال حيث يجعل الإنسان يتنبه للخطر، ويجعل الناس يشعرون يحتاجون لبعضهم ولقربهم من بعض، فعندما شعر الإنسان باحتياجه لمن حوله كون القرى والمدن والأقاليم والإمبراطوريات.

أما الخوف الزائد الذي يجعل الإنسان أسير يسير تبعا لأمره هو الخوف السلبي، ومن العجيب أنه ليس الجميع يعرف ويدرك أسباب مخاوفه؛ لأنه يتعامل مع مظاهره فقط وليس أسبابه؛ فقد أصبح جزء من شخصيته وصار كعقبة في طريقه يعرف مكانها وكلما وصل إليها دار من حولها كي لا يتخطاها، والمفاجأة عندما يكتشف أن أسباب مخاوفه انتهت منذ زمن وأزمان ولا يوجد أثر لهذه الأسباب إلا في داخله فقط.

ومعظم أسباب المخاوف هي أحداث تمت في الماضي، لكن آثارها امتدت للحاضر وقد تتحكم في المستقبل، فقد يكون حدث في الماضي هو جدران لسجن بناه الإنسان لنفسه ويظل محبوسا فيه وهو لا يدري أن قضبانه تساقطت وجدرانه تحطمت.

فبداية مواجهة المخاوف هي الاعتراف بها مع الذات وعدم إنكارها، والبحث في أسبابها هل مازالت موجودة أم أن وجودها داخل الإنسان الخائف فقط، ثم تخيل أسوأ ما يمكن أن يحدث والتفكير في التصرف في أسوأ هذه الظروف، ولأن الأسوأ ليس دائما ما يحدث، فسيجد الإنسان إنه يستطيع الخروج من بين هذه الجدران الوهمية.

قد يصنع الإنسان أبوابا ويغلقها وينسى إنه معه مفاتيحها، ولكن ما أسهل أن يكتشف إمكانية فتحها والمرور منها إلى عالم جديد من الحرية.

موقع "اليوم السابع":

Thursday, April 10, 2014

Your Closed Doors أبوابك المغلقة



أبوابك المغلقة (حوار حقيقي)


فلما جلسنا ملتفين حول فنجاني القهوة القاتمة، ورحيقها يخترق أذهاننا، نشرب منها ونتلذذ بطعمها رغم ثقلها.
فبادرني بسؤال ربما يكون من وحي القهوة: هل تعرف كيف أرى الدنيا؟

أجبت بسؤال آخر: هل هي دنيا أخرى غير الكرة الدائرية التي نسير عليها وندور فيها؟؟ !!

قال: أشعر إنها فناء متسع فارغ أتجول وأتوه في جوانبه ومصدر نوره يأتي من خلفي، ربما لكي لا يبهر عيني، وهذا الفناء به الكثير من الأبواب؛ بعض هذه الأبواب مفتوحة أو نصف مفتوحة تتلاعب الرياح بها، فأحيانا تذهب وأحيانا ترتد أو تغلقها بقوة، ولكنها تظل قابلة للفتح، ولكنك لا تريدها فهي لم تكن أبدا أبوابك، أما الأبواب الأخرى فمغلقة لا تملك مفاتيحها، ولكن قلبك يجذبك إليها، فتأنس وتستعذب المغامرة التي خلفها أحيانا، وأحيانا أخرى ينقبض قلبك فلا يدعك تحاول فتحها.

قاطعته: ولماذا أغلقت أبوابك؟
تعجب واندهش وقال: مَن؟ أنا؟ أنا لم أغلق شيئا !!!
فتعجبت كتعجبه وأكملت: أليست هذه دنيتك؟!! إذا فأنت من أغلق أبوابها. (!!!)


نظر لأسفل قليلا وقال بنبرة منخفضة: في الحياة، نحن مجبرين على كثير من الأشياء؛ نولد فنبكي، نكبر فندور في مداراتها المتجددة حتى نخرج من دائرة زمنها.
ثم أكمل: هل تعرف أكثر ما يؤلمني في هذه الحياة؟ الانتظار !!!
الانتظار لأحيى حياتي وليست حياتهم.
اعترضت : ولكن الانتظار يعبر عن الأمل !!
فقاطعني: ولكن عندما يطول تتبدل حروفه وتتحول من الأمل للألم.
فسألت: ولماذا تنتظر؟؟ !!

كثيرا ما نبني الأسوار العالية، ثم نقتطع فيها أبواب صغيرة نصنع مفاتيح أقفالها ومع الوقت نفقد هذه المفاتيح، وعندما نفتقدها، ننسى إننا مَن صنعناها فنبقي على الأبواب مغلقة ومغلفة بأتربة الزمن العجوز؛ فنخشى ما وراءها، لنكون كمن صنع صنما ثم خافه ومهابته سكنته.

لكن بدفعة واحدة قد نخترق هذه الأبواب المغلقة، فتنفتح لنا عوالم جديدة وحياة متسعة ليس بها مصدر معين للنور ولكنها مضيئة بأكملها، هوائها رقيق ينقي القلب وينعش الروح، خضرتها دائما؛ لأنها ترتوي بالندى العذب والأمطار المدمرة لا وجود لها.


ويبدو أن أحاديثنا مرتبطة بفراغ قهوتنا؛ فينتهيان معا، فالتقط كل واحد فينا سلسلة مفاتيحه واستشعرهم لعله يجد بينهم مفتاح أبوابه المغلقة.

Saturday, March 29, 2014

أمراض القلوب Heart Diseases

أمراض القلوب


اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب: أمراض القلوب
بعيدا عن أمراض القلب المعروفة : كضعف عضلة القلب، أو إنسداد شريانا ما، أو خلل في عمل صمام معين، هناك الكثير من الأمراض التي تصيب القلب ولا نهتم بها، ولا يعالجها الطب.

أول هذه الأمراض هو الكراهية، وهناك من يعتقد أن أضرار هذا المرض يصيب المكروهين فقط، أو المظلومين نتيجة الكراهية، ولكن على العكس تماما؛ فالكراهية مرض لا يصيب إلا صاحبه؛ لأنه دائما يسير مثقلا بأحماله، وكل تصرفاته يسيطر عليها دائما ما يكرهه، وهذا لأن الكراهية تشغل مكانا كبيرا دائما في القلب.

ومن الأمراض التي تصيب القلب أيضا هو القسوة، وقد يتساءل البعض عن الفرق بين الكراهية والقسوة؟
فالكراهية وإن كانت موجهة ضد من هم بعيدين عن القلب، لكن القسوة تصيب من هم – من المفترض – أن يكون مكانهم داخل القلب؛ فإن تصفحت صفحات الحوادث في الجرائد اليومية، ستجد أن القسوة قد أصابت قلوب بعض الأباء ضد أبنائهم، أو الأبناء ضد والديهم، أو الأخوة ضد بعضهم البعض.

وأيضا البرودة قد تصيب القلوب، وقد تقترب البرودة من القسوة في المعنى، ولكن الفرق: أن القسوة وإن كانت نتيجة ضغط ظروف معينة اعترضت طريق الحياة، فالبرودة مرض مزمن يصيب جدران القلوب فتتجمد ولا تستطيع المشاعر أن تتدفق منها.

والقلوب التي قد تصاب بالعمى – ولا عجب من ذلك – رغم أن القلوب ليست هي المسئولة عن الرؤية؛ هذا لأن القلوب عندما تفقد البصيرة والتمييز بين الجيد والسيء تظل عمياء.

أما أفضل ما يُسمع هو كلام القلوب؛ لأن اللسان ليس فقط هو ما يتكلم، فاللسان يتكلم
فقط بما يحوي القلب ويمتلىء منه، ولذلك قد تجد القلوب تتحادث حين تسكت الألسنة.

وتتقوى القلوب وتصح بالحب، وأما أمراض القلب فتجزعه وتجعله يتضاءل حتى تجده قد اختفى من داخل البعض.

وإن كانت أمراض القلوب العضوية قد يحاول الطب علاجها، فأمراض القلوب الأخرى لا يشفيها إلا الله.

رابط موقع "اليوم السابع":

Friday, February 21, 2014

كلمات

كلمات


هذه الكلمات ...
للكلمات !!!
ليست لشيء أو مكان أو لذات ...
ليست لمستقبل أو حاضر أو ما فات ...
تحوي بداخلها أوجه للشقاء واللذات ...
وبين حروفها أبعاد ومسافات ...
وتبقى مجرد كلمات.

ما قيمة كلمات لا تقرأ؟
هل هي أحبار تلوث ورقات؟
قلم ينزف ما بداخله؛ ليرسم ...
فرح ...
حزن ...
ضحكات ...
أو عبرات ...
لا يحفظ ما بداخله ليبقى ...
ويبوح بالأسرار والخلجات ...
بالكلمات.

الكلمات تبقى والمشاعر تفنى ...
حتى لو لم يدق بابها أحد !!!
حتى لو لم يقطف أثمارها أحد !!!
تنتزع وقت من زمن يمر ...
جمدته وأبقته قبل أن يفر ...
تستدعيه لتحيى فيه ...
مع نفس ...
الأوقات والشخصيات ...
والكلمات.

هذه آخر كلماتي ...
سأهجر أشعاري وأبياتي ...
تقولها نفسي لذاتي ...
في نهاية قصائدي ومقاصدي ...
من الكلمات.

لكن الكلمات لا تصمت ...
كما القلب دائما ينبض ...
فالحياة مملوء بالكلمات ...
الحب بالكلمات ...
القتل بالكلمات ...
الكذب بالكلمات ...
والفرح والضحكات ...
بالكلمات.

ويتدفق نهر الكلمات ...
يحوي بين ضفتيه ...
الأزمنة والبدايات والنهايات ...
ويندثر الواقع ...
وتبقى الكلمات.

Thursday, February 20, 2014

Mirror

المرآة
 
 
اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب: المرآة
 
 
 
 
 
وقفت ذات يوم أمام مرآة ...
لا تعكس صورتي أو ما أراه ...
وتقول ما تقوله ...
كجوهرها تصوغه ...
وسألت: هل هذا هو وجهي؟!!
أم وجه المرآة.

وقابلت مرآة أخرى ...
تعكس عكس ما رأيت وعاينت ...
فتهت وضللت (!!!)، فسألت:
هل لي وجهان وجوهران؟!!!
أم هذه خدعة المرآة ؟

وجلست وسط كثير من المرايا ...
تقول وتعكس ما لا تقوله الخبايا ...
فصمت، ونظرت داخل نفسي ...
لعلي أميز صوتي ...
من بين المكسور ...
من المرآة.

الصورة لا تكتمل ...
والزاوية تنكسر ...
في المرآة .
تنكسر المرآة فتجرح ...
وتصبح كثير من المرايا ...
تصنع صور جديدة ...
بعد أن كانت مرآة ...
واحدة.

الإنسان مرآة ...
تنعكس في عيون عدة مرايا ...
فتخفي أكثر ما تكشف ...
إن نظرت في مرآة إنسان غيرك ...
رأيت وجهك ليس كما تراه عينك ...
وإن نظرت لمرآة نفسك ...
تجد طلائها ولمعانها من صنع يدك ...
ليتحكم فيما تنظره العيون ...
في المرآة.

كل إنسان يحيط نفسه بمرايا ...
تصد ضوء الشمس ...
وتحتمي من شعاع العيون ...
ويظل ما في جوهر المرآة ...
بعيدا عن أعين الجميع ...
ما عدا عيون الله.
 
رابط موقع "اليوم السابع":

Friday, January 3, 2014

الإرهاب والأعياد والمناسبات

الإرهاب والأعياد والمناسبات

اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب:  حتى لا يفسد الإرهاب على المصريين أعيادهم
اختلف الكثير من منظمات حقوق الإنسان، وحتى الدول على تعريف معنى "الإرهاب" فيوجد من يضع له مفهومًا واسعًا جدًا، ويوجد من يجعله مقصورًا على ارتكاب الجرائم الإرهابية المنظمة ضد المدنيين، ولكن إن حاولنا تعريف الإرهاب أو الإرهابى حسب الواقع الذى نتعايش معه وتراه أعيننا، فسنجد أن الإرهابى هو من لا يؤمن بحق الآخر فى الحياة، ويعتقد أنه يملك الحقيقة المطلقة وحده دون غيره، ويستهدف آمان وحرية الآخرين، ويسعى لدفعهم لتغيير سلوكهم المعتاد وعاداتهم الشخصية، وبعد أن يزيد من هموم الحياة عليهم، يحرمهم من الحياة نفسها.

بمعنى أن الإرهاب قد يكون درجات بداية من الترويع والتخويف حتى ينتهى بالتفجير والقتل الجماعي، وكذلك الإرهاب دائمًا يصنع لنفسه تبريرات؛ فلا يوجد إرهابى يعتقد أنه مخطئ أو أنه على باطل، فكل إرهابى يبرر لنفسه أفعاله شاعرًا أنه له حق وعلى حق فى كل أفعاله، وهنا مكمن الخطورة؛ لأن هذا الاعتقاد يعطى له دافعًا أكثر للتدمير والتخريب، ويجعله يشعر أنه كلما زاد فى ترويعه وترهيبه، إن هذا أفضل ويخدم هدفه أكثر!


ولكن لماذا ارتبطت الأعمال الإرهابية بالمناسبات والأعياد والأماكن التى تزخر بالتجمعات البشرية الكبيرة؟

 
رغم أنه من الناحية الأمنية، من المفترض أن يكون الأمن أكثر يقظة وانتباهًا فى المناسبات ومع التجمعات البشرية الكبيرة ما يقلل فرص الجرائم الإرهابية، ولكن الإرهابى ولأنه يحتقر ويحقد على الآخرين فيهدف إلى ترك ألم أكبر فى النفوس فيستهدف هذه المناسبات، وهدفه الأسمى هو ترويع الآخرين فى المناسبات التى من المفترض أن تدخل السرور على القلوب، وسيشعر بالنشوة أكثر إن تغيرت هذه العادات فى المناسبات وأن يظل كل فرد فى بيته شاعرًا بالأمن المزيف والذى فى حقيقته هو خوف كامن، ويستغل التجمعات البشرية فى الاختباء فى وسطها عن عيون الأمن.


ولذلك يجب ألا يُسمح للإرهاب بتغيير السلوكيات التى تدخل على القلوب السرور وإلا يكون قد نجح فى إحدى أهدافه، ومن الناحية الأخرى يجب أن يكون المجتمعون فى حماية بعضهم البعض غير غافلين عن المندسين فى وسطهم؛ لأن ذلك سيساعد القائمين على الأمن، وسيكون هذا مصدر سعادة أكثر عندما يشعر الناس أنهم فى حماية بعضهم ويشعرون بمسئوليتهم عن أمن وأمان الآخرين.


فالإرهاب يستهدف المجتمع ويجب أن يجتمع المجتمع كله على مقاومته، فلا يوجد من يستطيع أن يقف فى وجه الشعب أجمعه.

رابط موقع اليوم السابع:

Wednesday, January 1, 2014

دستور مصر الجديد 2014

دستور مصر الجديد 2014



اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب: نعم لدستور مصر الجديد
ونحن نعيد صياغة دستور مصر بشكل جديد نتذكر ما حدث في الدستور السابق من حيث تشكيل لجنته وصياغته وطريقة الانتهاء منه سريعا وأطلق على هذه الطريقة في حينها (سلق الدستور) في ليلة واحدة وحتى الاستفتاء عليه ونسبة التوافق عليه، ولكن فلننظر للإيجابيات التي تمت بها إعادة صياغة الدستور والسلبيات التي تم تجنبها.

وكما هو معروف أن أي عمل بشري لن يصل للكمال؛ لأن الكمال لله وحده، ولكن يكفينا وضع المبادئ التي تضمن حقوق وحريات جميع طوائف الشعب والابتعاد عن المواد المبهمة والغير معروف هدفها أو كيفية تأويلها.

وفي البداية كان تشكيل اللجنة يعبر عن تنوع المجتمع المصري واختلافه وكل عضو في اللجنة كان يمثل طائفته ولا يوجد فيهم من يحمل هويتين أحداهما مستترة والأخرى ظاهرة ولا يوجد من يرتدي قناع جماعة أخرى، ولم يظهر على أعضاء اللجنة الميل للانتقام من فصيل معين بسبب ظروف أو مواقف سياسية معينة، وكذلك لم يقع الدستور في (فخ) الشخصنة أو التعبير عن موقف أو ظرف سياسي معين – كما حدث في الدستور السابق – فلم نجد مواد لا تتوافق مع المبادئ الدستورية نفسها كقانون العزل أو التحصين لبعض الهيئات لخدمة أهداف معينة ولا تمييز بأي صوره سواء كان سلبي أو إيجابي؛ ولكن تم الحث على إعطاء الحق في التمثيل لكل طوائف الشعب دون تحديد (كوتة) معينة، ولم نجد مواد شخصية تقصد أفراد أو تقويض هيئات بعينها.

وقد راعى مشروع الدستور التأكيد على الحريات والحقوق بشكل واضح صريح دون التطرق لمواضيع جانبية أو زرع ما سمي بـ (المواد المفخخة) التي لم نكن نعلم ما المقصود منها ولكن اتضحت – فيما بعد – سوء النية من وضعها.

وقد حدد هذا المشروع تعريف ومهام هيئات ومؤسسات تم الجدل حولها كثيرا مثل: الهيئات القضائية (المحكمة الدستورية، والقضاء الإداري، ومجلس الدولة، ومهنة المحاماة) والقوات المسلحة والشرطة دون مبالغة ولا انتقاص من حقوقها أو واجباتها تجاه الشعب.

وقد حقق مشروع الدستور التوازن المطلوب للمؤسسات الدينية كالأزهر الشريف من حيث التأكيد على دوره واستقلاليته وحقوق رجاله دون إقحامه في أمور لا علاقة له بها كما حدث سابقا، وكذلك حقوق أصحاب الديانات السماوية (المسيحية واليهودية) حيث تم التأكيد على حقوقهم دون انتقاص ودون صبغ الدولة في المقابل بصبغة دينية، وبإلغاء مجلس الشورى – الذي لم يكن معروف له مهام غير التحكم في الصحف وتصعيب إنشاء الأحزاب – تم التخلص من عبأه المادي والمعنوي والسياسي.

أما أعضاء اللجنة فكانوا متماسكين ومترابطين حتى آخر يوم لهم، وقد ظهر هذا في اليوم الختامي لهم وفرحتهم بإنهاء مشروع، وهذا دليل على تماسك محتوى مشروعهم، فقد عانينا كثيرا من انسحاب أعضاء لجنة وضع الدستور المعطل وتجاهل اللجنة لذلك والتصميم على إنهاء دستور مشوه يعبر صانعوه عن فصيل سياسي واحد.

وأما الجدل الذي أثير حول (ديباجة الدستور) وتغيير جملة (حكمها مدني) إلى (حكومتها مدنية)، فرغم أن سبب تغيير هذه الجملة غير مفهوم حتى الآن وخصوصا مع النص أن الدستور مع ديباجته وحدة واحدة لا تتجزأ، ولكن الروح العامة للدستور تطمئنا أن هذا التغيير لن يؤثر في مسار الدولة ولكننا تمنينا أن لا يتم مثل هذا الأمر ولا أن يتم اختتام هذا المشروع بفعل يشوبه بأي شبهة مستقبلية.

ومن مميزات الدستور أيضا، إننا بدأنا به قبل أي انتخابات برلمانية أو رئاسية حتى يقسم الرئيس القادم وأعضاء مجلس النواب القادمين على احترام دستور قائم فعلا، وليكون الرئيس القادم منتخب وهو عارف بصلاحياته ودوره.

فدستور مصر الجديد هو أمل جديد يجعلنا نأمل في عبور هذه المرحلة لمرحلة جديدة أكثر استقرار ورخاء.

رابط موقع "اليوم السابع":
 http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1436413&SecID=190&IssueID=0#.UswiXPtyVzY

Monday, November 11, 2013

The Secret by Rhonda Byrne ملخص كتاب: السر لأكتشاف نفسك والكون والحياة

السر لأكتشاف نفسك والكون والحياة
The Secret
By Rhonda Byrne


مقدمتي:
لم أبحث عن هذا (السر)، ولم أعرف إنه كان يوجد هذا (السر) أصلا، إلا أن وقع في يدي هذا الكتاب الذي يتكلم عنه ويقول: إنه (السر) لاكتشاف الطاقة التي بداخلك إنه (السر) الذي سيغير حياتك إلى الأفضل وسيمنحك كل ما تتمناه وسيخرج قدراتك المحبوسة في داخلك، ولن أطيل وسأقول لك (السر) مباشرة وليس كما فعل الكتاب بسرد الكثير من المقدمات.

السر هو قانون الجذب أو الجاذبية؛ فإنك أنت المسئول عن نوعية الأمور التي تحدث لك؛ لأنك تجذبها إليك عن طريق تفكيرك فيها وإيمانك بها، وفي واقعنا كثيرا ما نقول: (إن قلبي كان حاسس) و (أنا أتنبأت بالموضوع ده قبل ما يحصل) أو عندما يحصل مكروه بسبب (حسد أو عين شخص ما).
فهل أفعال الإنسان تقوده لسوء قدره، أم سوء القدر يقود الإنسان لهذه الأفعال؟؟

وهذا السر مسئول أيضا عن جلب الثروة – وليس المال – والصحة والأصدقاء وشريك الحياة.
- هذا السر يقول إنك أنت من تختار شخصيتك وعيوبك ومميزاتك وأحداث حياتك أيضا. (!!!)
- هل فكرت يوما لماذا حياتنا بهذا الشكل؟ هل طباعنا جعلت حياتنا بهذا الشكل؟؟ أم حياتنا هي من جعلت طباعنا هكذا؟؟
- لماذا تجد من يرى الفرصة أولا وينتهزها رغم أن آخرون لا يروها؟؟
- إن كانوا يقولون: "أن فاقد الشيء لا يعطيه"، فكيف يحصل الآخرون على ما يريدون؟؟ هل يأخذ إنسان أكثر من الآخر؟؟ ولماذا تجد إنسان قادر على منح الحب والعطاء أكثر من إنسان آخر؟؟

ومن خلال الملخص التالي سنتعمق أكثر في تفاصيل هذا (السر).

مقدمة الكتاب:
سر عظيم تم العثور عليه في الأقوال المأثورة وفي الآداب والأديان والفلسفات على مدى قرون، ويمكن أن يغير مجرى الحياة ويمنحك رغبتك، وممكن أن تستخدمه في كل جوانب الحياة لتصل لما تريد (المال، الصحة، العلاقات، السعادة) وفي كل تفاعل تقوم به مع العالم.

هذا السر يكشف الطاقة الدفينة والغير مستغلة في داخلك، وهذا الاكتشاف يجلب لك البهجة في كل جوانب حياتك، وقد استوعبه كثير من العظماء مثل: أفلاطون، جاليليو، بيتهوفن، أديسون، أينشتاين، شكسبير، نيوتن، و هوجو.

وقد بدأت الروايات تتدفق عن معجزات حدثت مع بعض الأشخاص من الذين اكتشفوا السر؛ فمنهم من تم شفاءه من أمراض مستعصية كالاكتئاب والأمراض العضوية، ومنهم من حصل على الثروة التي يحلم بها.

السر هو قانون الجذب:
كل شيء يحدث في حياتك، فأنت من قمت بجذبه إلى حياتك، وقد انجذب إليك عن
طريق الصور التي احتفظت بها في عقلك؛ أي ما تفكر فيه، فأيا كان الشيء الذي يدور بعقلك فإنك تجذبه إليك.

فالشعراء جسدوا السر في أشعارهم، والموسيقيون في موسيقاهم، والرسامون في رسومهم، والمفكرون في كتاباتهم؛ فالأفكار المسيطرة على عقولهم تقودهم حيث يريدون.
"كل فكرة من أفكارك هي شيء حقيقي؛ إنها قوة" (برنتس مالفورد 1834 – 1891)

مثال:
الأشخاص الذين كونوا ثروة ثم فقدوها ثم استعادوها مرة أخرى، فالفكرة التي كانت تسيطر عليهم كانت تركز حول الثروة فكسبوها، ثم سمحوا لأفكار الخوف من فقدان الثروة تسيطر عليهم فخسروها، وعندما زال الخوف فهيمنت عليهم مرة أخرى أفكار الثروة فاستعادوها.
 
يقول (جون آساراف): "قانون الجذب هو أن اعتبر نفسي مغناطيسا، والمغناطيس يجذب إليه المغناطيس؛ لأن الشبيه يجذب إليه شبيهه"

مثال:
هل سبق لك أن فكرت في شيئا لست راضيا عنه وكلما فكرت فيه حدث وتكرر وزادت الأمور سوءا؟
هذا لأنك عندما تفكر في فكرة سيئة واحدة بشكل دائم وتسيطر عليك، فقانون الجذب يجذب المزيد من الأفكار السيئة الشبيهة للفكرة السيئة المسيطرة وهكذا يزيد الأمر سوءا.

وعندما تستمع – مثلا – لأغنية مبهجة تحبها وتسيطر عليك أفكارها، يعمل قانون الجذب على جذب المزيد من الأفكار المتشابهة مع أفكار الأغنية، وهذا ما تشعر به عندما تستدعي ذكريات محببة إليك.

(ونحن قد نحلل هذا الشعور كأننا نتنبأ بما سيحدث أو الإلمام بما سيحدث، لذلك يقال: غير نظرتك للحياة تراها جميلة).

فحياتك ما هي إلا انعكاس لأفكارك الموجودة في ذهنك.

يقول (بوب بروكتور): "إذا رأيت ما تطمح إليك بعين خيالك، فسوف تمسك به بين يديك"
يقول (تشارلز هانيل) 1866 – 1946: "الفكرة المهيمنة أو التوجه العقلي هو المغناطيس، والقانون هو لأن الشبيه يجذب إليه شبيهه وبالتالي فإن التوجه العقلي سوف يجذب حتما تلك الظروف والتي تتوافق مع طبيعته"

يقول (جون آساراف): "المشكلة أن اغلب الناس يفكرون فيما لا يريدونه ويتساءلون: لماذا دائما يعترض طريقهم مالا يريدون ؟؟؟ !!!"

فقانون الجذب لا يتعامل مع أدوات النفي (لا، لم، لن) ولكن مع الفعل نفسه؛ فإن نطقت بالأفكار السلبية ستأتي إليك حتى لو سبقتها بالنفي أو عدم الرغبة أو الرفض (فكر فيما تريد وليس فيما لا تريد)

فقل: أريد أن أنجح، ولا تقل: لا أريد الفشل
قل: أريد أن أكون رشيق، ولا تقل: لا أريد أن أبقى بدينا

الخلاصة:
إن أفكارك الحالية تشكل حياتك المستقبلية، وما تركز عليه أو تفكر فيه سوف يظهر في حياتك؛ لأن أفكارك تصير حقائق واقعة.
إن كانت أفكارنا هي التي تقودنا، ولكننا لا نستطيع أن نراقب أفكارنا الكثيرة، فالحل هو متابعة مشاعرنا وهي ستعرفنا في ماذا نفكر.
فآلاف الأفكار قد تنتج شعور واحد نستطيع تتبعه والسيطرة عليه؛ فلن تشعر بمشاعر طيبة والأفكار التي تدور في رأيك سيئة.

فكل فكرة في العقل لها مكان في القلب، وكل إحساس أو شعور في القلب له أصل في العقل.

لماذا دائما نشعر أن الأمور تسوء معا في نفس الوقت؟ !!
وحينئذ نتساءل لماذا الأشياء السيئة تأتي معا؟ !!
هذا لأن الاستسلام لفكرة واحدة سيئة تجذب لها كل الأمور السيئة الأخرى، أما إذا وجهت أفكارك لما هو أفضل فسينجذب إليك كل الأمور الإيجابية الأخرى (فلذلك تجد في البشر، فالسعداء ينجذبون لبعضهم، وكذلك أيضا التعساء، فتجد مجموعة من الناجحين تنجذب لبعضها في مقابل مجموعة من الفاشلين).

الحب:
يمكنك أن تأخذ كل أفكارك ومشاعرك الإيجابية من الحب الذي هو القوة العظمى، ويمكنك أن تستمد كل قوتك من الحب.

فقانون الجذب يثبت لنا أن الإنسان يضع لنفسه العراقيل من خلال أفكاره المسبقة المسيطرة عليه، ومن يقبل على نفسه شيء سيأتي له.
أما الآخرون فيرون الإنسان كما يرى نفسه، فإن ابتسم وأحب الحياة، فالآخرون سيروا حب الحياة في عينيه وسينجذبون إليه، أما إن أعطى ظهره للحياة، فالآخرون سيعطون له ظهورهم؛ لأن الناس تنجذب من يعطي للحياة جمال.
فالإنسان يجتذب من الكون ما يتطابق مع ما في ذهنه من صور؛ لأن المخ وما فيه من أفكار يشبه (فيلم السينما) ويتجول في الكون وما في حوله حتى يجد ما يتطابق فيه فينجذب فيه، فالمخ يسعى للاتجاه للصور المتطابقة في داخله.

يقول (أينشتاين): "الخيال هو كل شيء؛ إنه الرؤية المسبقة لكل ما سوف تجذبه الحياة وتأتي به"

السر والمال:
فلابد من ضبط توازن أفكارك من الشعور بنقص المال – مثلا – إلى الشعور بامتلاك ما هو أكثر مما يكفي من المال؛ أجعل كل أفكارك تدور حول الوفرة وليس الافتقار وهكذا ستعدل كفة الميزان.

فالمال جزء من الثروة؛ فالثروة ليست مال فقط ولكن توازن بين جميع جوانب الحياة الروحية والاجتماعية، فالشعور بالسعادة من الآن هو أسرع الطرق لجذب المال لحياتك.

السر والعلاقات:
عندما لا تعامل نفسك بالطريقة التي تريد الآخرين أن يعاملوك بها؛ فإنك لا تستطيع
مطلقا أن تغير الطبيعة التي عليها الأمور ولا تعاملات الآخرين معك.
إن أفعالك هي أفكارك القوية والمسيطرة، وهكذا فإن لم تعامل نفسك بالحب والاحترام المطلوبين، فإنك تبث إشارة للمحيطين تقول: "إنك غير مهم بما يكفي أو لا تستحق الأحترام وستصل الإشارة للمحيطين وسيتعاملون معك حسبها"

ولكي تحصل على الحب، أملأ نفسك بالحب لأقصى حد حتى تصير مغناطيسا للحب (تشارلز هانيل)؛ فالاهتمام بالذات هو في الواقع اهتمام بالآخر وهو الطريقة الوحيدة لبذل العطاء للآخرين (برنتيس ملفورد).

فاقد الشيء لا يعطيه، فعندما تريد أن يحبك الآخرون، فابدأ بتقديم الحب لهم.

ما لم تكن تشعر بالإشباع الداخلي التام، فلن يكون لديك شي لتعطيه لأي شخص، فالينبوع لا يستطيع أن يروي أحد ما لم يكن ممتلئ بالمياه حتى تفيض.

فحين تحرص على بهجتك وتقوم بما يسعدك ستصبح مصدر لبهجة الآخرين من حولك وتصبح مثالا مشرقا، وحين تشعر بالبهجة لن تكون مضطرا للتفكير في العطاء؛ لأنه سيتدفق منك بشكل طبيعي.
والسبب الذي يجعل من الضروري أن تحب نفسك هو أنه من المستحيل أن تشعر بشعور طيب إذا لم تكن تحب نفسك، وعندما تشعر بشعور سيء حيال نفسك؛ فإنك تعوق كل الحب وكل الخير الموجود من أجلك.

ركز على السمات التي تحبها في نفسك وسوف يُظهر لك قانون الجذب المزيد من الأشياء العظيمة فيك.

عندما تحمل شعور سيء لنفسك، يبدو الأمر كأنك تستنفذ طاقة الحياة في داخلك، فعندما تريد أن تجذب شريكا لحياتك ، تأكد أن أفكارك وكلماتك وأفعالك والأجواء المحيطة بك لا تتعارض مع رغباتك،؛ فإن أردت أن تجذب لك شريك حياتك، فكر فيه دائما بتركيز وخصص له مكان في حياتك من الآن، فستجده انجذب إليك.

لكي تجعل علاقتك بشريك حياتك أو بأي شخص تنجح، ركز على ما تحبه في الطرف الأخر وليس على شكواك وما لا يعجبك فيه؛ عندما تركز على مواطن القوة ستنال المزيد منها.

السر والصحة:

"جسدنا هو نتاج أفكارنا"
قد لا تصدق أن أفكارك تنطبع على جسدك وتظهر فيه، ويكون هيئة جسدك وصحتك نتيجة لأفكارك التي في عقلك، وهناك ما يسمى بـ (الأمراض النفسجسمانية) وهي التي تظهر أعراضها على الجسد ولكن أسبابها نفسية.


العلاج الإرضائي:
وفيه يتم إقناع المريض أن الدواء ذو فاعلية وهو الدواء الوحيد لمرضه، وفعلا يكون للدواء نتيجة رائعة وتأثير سريع؛ لأن المريض آمن أن هذا الدواء سيشفيه، ومن هنا تبين للعلماء أن العقل هو العامل الأكبر في فنون الشفاء وأحيانا أكثر من الدواء الطبي.

حجر الرضا:
في أحد الأيام قرر رجل يعاني من التذمر والغضب الدائم من كل أمور حياته أن يضع
في جيبه حجر يلمسه كلما شعر بالتذمر أو الغضب لكي يذكره أنه يجب أن يتغلب على هذا الشعور واختار حجر أملس ومميز لهذه المهمة، وفعلا بعد فترة أصبح راضي عن نفسه وعن المحيطين؛ لأنه تدرب على ذلك.
وفي يوم تقابل مع شخص متذمر فقرر أن يهديه هذا الحجر دون أن يعلمه بالقصة، فآمن بالحجر وفعلا بدا يهدأ وسلوكه يتغير، ولكن عندما تحسن حاله عرف من صاحب الحجر أنه مجرد حجر عادي لكن الدافع الذي بداخله هو من غيره.
عندما رجع لبلاده أرسل خطابا لصديقه يخبره أنه باع العديد من أحجار الرضا بمبلغ 10 دولارات لكل حجر وخصص هذه الأموال لمساعدة الفقراء.

فبنيتنا الجسدية والصحة قد تصنع المرض لكي تجعلنا نرى ما لدينا من الأمور الغير متوازنة لنغير منه، ولكننا نفعل العكس ونستسلم له فيسيطر ويستمر، مع العلم أن الحب والرضا هما العلاج الأساسي لكل مرض.

وأيضا الضحك علاج لكل الأمراض حتى المستعصية منها، الضحك يجذب البهجة ويبعد السلبية ويؤدي لحالات شفاء إعجازية.

ونحن جميعنا نولد ببرنامج الشفاء الذاتي فعندما تصاب بجرح فإنه يلتئم من تلقاء نفسه، وإذا أصبت بعدوى بكتيرية فالجسد يقاومها بجهازه المناعي، وقد خلق الله هذا الجهاز ليعالج الجسد نفسه بنفسه.

إن جسدك يهدر ملايين الخلايا في كل ثانية كما أنه ينتج ملايين الخلايا الجديدة في الوقت نفسه، في حقيقة الأمر هناك أجزاء من أجسادنا يتم استبدالها تماما كل يوم وهناك أجزاء أخرى تأخذ شهورا معدودة وأخرى أعوام، لكن في غضون بضعة أعوام يكون لكل منا جسد مادي جديد.

فإن كان ذلك فكيف للمرض أن يبقى في أجسادنا لأعوام؟؟!!
فلا يمكن للمرض أن يبقى في أجسادنا إلا بالتفكير فيه، فالتفكير في المرض وملاحظته ومراقبته وتوجيه الانتباه إليه يزيد منه وأشهر الأمثلة في ذلك هو (السمنة) فكثير الناس يقولون: "عندما نأخذ قرار بإنقاص أوزاننا تزيد أكثر" هذا لأنهم يركزون على البعد عن السمنة وليس طلب الرشاقة.
فإذا كنت تعاني من مرض وتركز عليه وتتحدث عنه دائما أما الناس، فجسدك سيصنع المزيد من الخلايا المريضة، فتخيل إنك نفسك تعيش في جسد معافى وصحي وبصورة مثالية وأترك الطبيب يهتم بالمرض.

"دعونا نتذكر دائما قدر ما نستطيع أن كل فكرة سيئة هي في الواقع شيء سيء يتم وضعه فعليا في أجسادنا" (برنتيس ملفورد)

السر والعالم:

يميل الناس للنظر لما يريدونه، ولكنهم يركزون على ما لا يريدونه رغما عنهم ويمنحونه قدر أكثر من الطاقة من خلال تفكيرهم في القضاء عليه والتخلص منه؛ "فأي شيء نركز عليه فإننا نخلقه، وكلما قاومت شيئا زادت سطوته عليك" (كارل يونج)

فعندما تقاوم الحرب والمرض والظلم فإنك تبرزهم وتزيد منهم، ولكن من الأفضل التركيز على السلام والصحة والعدالة، لذلك قالت (الأم تريزا): "لن احضر أبدا تظاهرة ضد الحرب، ولكن إن كان لديكم تظاهرة من أجل السلام أدعوني" (!!!)

ولذلك نجد أن الأفلام والبرامج الإعلامية التي تناقش العنف لا تقلل منه ولكنها تزيده، وقد تعرف آخرون ليس لديهم فكرة عن العنف أساليب حديثة منه.

لذلك أمدح وبارك أعداءك، فعندما تلعن أعداءك ترتد اللعنة عليك وتؤذيك، وإن فعلت العكس فستتبدد كل السلبية والخلافات.

السر واكتشاف نفسك:
كل شيء (كائن حي/نبات/جماد) يتكون من جزئيات والتي تترابط معا بالطاقة، أي أن
الطاقة هي المكون الرئيسي لكل شيء، وبالطبع الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم، أما انطلاق الطاقة فقد ينتج طاقة هائلة مثلما يحدث في التفاعلات النووية، وجسم الإنسان أيضا مكون من طاقة، ويقال أن جسد الإنسان به طاقة تنير مدينة بأكملها لمدة أسبوع (!!!)

فأنت مثل (برج بث أو محطة تقوية شبكة محمول) ولكنه البرج الأكثر فاعلية في الكون، وكل الطاقة تبث في شكل تردد، وبوصفك نوع من الطاقة فإنك تصدر كذلك ذبذبات في شكل تردد، وما يحدد ترددك هو ما تفكر فيه مهما كان وما تشعر به مهما كان، كل الأشياء التي تريدها مصنوعة من الطاقة وهي ذات ذبذبة أيضا، كل شيء هو طاقة.

وإليك عنصر العجب، عندما تفكر في شيء ما تريد وتبث ذلك التردد، فإنك تجعل ما تريده ينتقل على هذا التردد وتجذبه نحوك؛ وهذا لأنك (أكثر برج فعالية في الكون) فلديك القدرة على تركيز طاقتك عبر أفكارك وتنشر الذبذبات التي تركز عليها مما يجذبها إليك.

ولهذا إن كنت تعتقد إنك مجرد جسد منحل فاني، فأعد التفكير؛ لأنك كائن روحي (!) إنك مجال طاقة تعيش في مجال أوسع من الطاقة، فهل تتخيل عدم وجودك؟ لا يمكنك تخيل هذا لأنه مستحيل، إنك طاقة أبدية.

العقل الكوني الواحد:

يقول (علم الكون الكمي) ويؤكد: "أن الكون بزغ أساسا من الفكر وكل ما يحيط بنا هو فكر مترسب، فنحن نستطيع تغيير حياتنا وما حولنا بالفكر في حدود القدرة الإنسانية"

إن ما يحكم الكون وكل ما فيه هو قدرة الخالق ولا يوجد موضع لا توجد فيه القدرة الإلهية، والطاقة الكونية تستمد قوتها من الله وهي تمثل الذكاء والحكمة والمثالية التامة.

وهذا معناه أن كل احتمال وإمكانية محلها العقل الكوني، كل معرفة واكتشاف واختراع موجودة في العقل الكوني كاحتمال وهذه الاحتمالية أو الإمكانية تنتظر العقل الإنساني لسحبها للواقع وتحقيقها.

ولتستفيد من العقل الكوني، استخدم خيالك وانظر حولك بحثا عما تحتاجه وتنتظر تلبيته، وليس عليك أن تتوصل للاختراع، فذلك بيد الخالق وكل ما هو عليك هو تسليط كل تفكيرك على النتيجة النهائية وتنتظر تلبية الاحتياجات.

فالمطلوب منك فقط هو الاستفادة من إمكانيات الكون الذي يتسع للجميع والذي به خير ووفرة للجميع، وغير المطلوب منك ولا في استطاعتك خلق أو صنع شيء، فقط عليك أن تتمتع بغنى ووفرة الكون الذي يمتلكه الجميع بما فيهم أنت (!!!).

إن من يمنحك ما تريد ليس الأشخاص، وإذا زاد تمسكك بهذا الفكر فستظل دائما تشعر بالفقر والاحتياج، لكن من يقدم لك العون والدعم والمدد هو الله، وغالبا ما تشوش علينا أجسادنا التي تقيد أرواحنا التي لا تموت، فأنت قبسا من روح الله التي بثها في آدم أبو البشر.

أنت قبسا من روح الله، أنت روح تلبست لحما ودما، أنت حياة أبدية، أنت كيان كوني، أنت صاحب قدرة وسلطة وحكمة وذكاء، أنت تجسيد للمثالية والروعة، أنت صانع شخصيتك ومصيرك على هذا الكوكب.

"لست أريد شيئًا من العالم، لأن العالم أفقر من أن يعطيني، لو كان الذي أريده في العالم، لانقلبت هذه الأرض سماء، ولكنها ما تزال أرضًا كما أري، ليس في العالم إلا المادة والماديات، وأنا أبحث عن السماويات، عن الروح، عن الله." (البابا شنودة الثالث – كتاب انطلاق الروح)

أنت لست ماضيك:
الكثير يشعرون إنهم ضحايا في الحياة بسبب الماضي وما حدث فيه من حيث ظروف النشأة والأسرة والبيئة والمجتمع.
لك السؤال الآن: ماذا تريد أن تكون؟ وما الذي ستختاره؟
التركيز على قصة الماضي؟ أم ستركز على ما تريده؟
فحين يبدأ الإنسان التركيز على ما لا يريده، فما لا يريده يسقط ويختفي، وما يريده يحدث ويمتد ويبقى ويستمر.

الشخص الذي يوجه عقله تجاه الجانب المظلم للحياة ويعيش مرارا وتكرارا في سوء الحظ والخسارة وخيبة الأمل الناتجة عن الماضي، فإنه يدعو ويطلب ويجذب أمور شبيهة لما في خاطره للمستقبل، وهذا ما سيحدث بالتأكيد !.

انتبه من كلمة (أنا)؛ لأن بعدها تستدعي ما تريده بقوة، لأنك تعلنه ليكون حقيقة مثل:
أنا مرهق
أنا مفلس
أنا مريض
أنا بدين
أنا عجوز
أنا وحيد
أنا أشعر بالغربة

لكن الأفضل أن تقول العكس مثل:
أنا سعيد
أنا أرى كل شيء جميل
أنا في أفضل صحة
أنا كلي حيوية وطاقة
أنا أتمتع بوجود الناس حولي
أنا أشعر بالألفة مع الجميع

يقول (هنري فورد) صاحب فكرة محركات السيارات والذي سخر منه الجميع في بداية حياته:
"سواء اعتقدت إنك تستطيع شيئا أو لا تستطيع، فستجد إنك محق في كلا الحالتين" (!!!)

كن واعيا بأفكارك:

تدرب على أن تقف وتسأل نفسك: ما الذي أفكر فيه الآن؟ وما الذي أشعر به؟
وفي هذه اللحظة تكون قد استدعيت عقلك مرة ثانية للوعي باللحظة الحاضرة الآن وابتعد عن الأفكار السلبية.

والحقيقة أن الله قد زودك بكل الأجوبة على كل أسئلتك طوال حياتك من خلال الكون، ولكن لن تتمكن من تلقي الإجابات، إلا إذا كنت واعيا بها ولها.

يجب أن تحب نفسك بشكل صحيح لكي تستطيع أن تحب الكون، اقبل نفسك وتصالح معها، لا تعيش في الماضي، بل فكر في الحاضر وفي ما تريد أن تحصل عليه.

السر والحياة:
مقصدك وغايتك ورسالتك في الحياة تختارها بنفسك، وسوف تكون حياتك ما تصنعه
بنفسك منها، وعليك أن تملأ صفحة حياتك بما تريد، إن كانت ممتلئة بأشياء من الماضي لا ترغب فيها عليك أن تزيلها وتمحها، ابحث عن سعادتك وعيشها: (الحب، والبهجة، والحرية، والسعادة، والضحك) ذلك كل ما يتطلبه الأمر، فإذا شعرت بالبهجة لمجرد الجلوس والتأمل لمدة ساعة، فلماذا لا تقم بذلك؟؟ (!!!) ... أفعل ما يدخل السرور لقلبك حتى ولو كانت أشياء بسيطة.

اشعر بقيمتك وهدفك وأهميتك ستجد نفسك تسعى لذلك، لماذا تترك ظروف أخرى وأفراد آخرون يحددون مصيرك؟؟ (!!!)

يمكنك أن ترى كل شيء حولك جميلا وتتمتع به وتشعر أنه من أجلك أنت: الشمس، والنجوم، والطيور، والورود، والكون كله (!!!) – أملأ حياتك بما تريد أيا كان.