Wednesday, August 31, 2011

الحواس

 يقال عن الأنسان أنه كائن مادي محسوس يعيش في عالم مادي محسوس لأنه يتعامل مع هذا العالم من خلال حواسه ويعتمد عليها في التواصل مع العالم الخارجي، و يتعامل الأنسان من خلال حواسه حتي مع الأشياء الغير محسوسة أو المعنوية فالأمثال الشعبية تقول (البعيد عن العين، بعيد عن القلب – والرجل تدب مطرح ما تحب)، و أهمية الحواس هي التي جعلت أربعة منها موجودة في رأس الأنسان (النظر – السمع – التذوق – الشم).

في أحدي المرات أثناء حديثي علقت وقلت: أن عين الأنسان تكشف ما في داخله، فكان الرد: كنت أعتقد أني أستطيع قراءة العيون ولكني أكتشفت ان هذا غير صحيح فالعيون قد تخدعنا، فقلت: اذا فالعين هي نافذة تكشف بعض ما في داخل الأنسان وليست باب لما بداخل الأنسان.

فيقال عن البعض أنهم يسمعون ما يريدون وينظرون ما يشاؤن، فالحواس قد تنخدع من خلال صاحبها فلا تنقل الصورة الحقيقة، ف المتشائمون أو السوداويون هم من ينظرون نفس الأشياء التي نراها ولكن بصورة أكثر قتامة وتشاؤم رغم انها نفس الأشياء التي قد يراها الآخرون ولكن بشكل آخر، و من الناحية الأخري هذا ينطبق أيضا علي المتفائلين، إذا تصورات الأنسان واتجاهاته تتحكم في حواسه، لذا تختلف مقاييس الجمال والقبح بين الناس، فتكون هي نفس الأشياء ويراها البعض جميلة ويراها البعض الآخر قبيحة.

وهناك من تخدعهم آذانهم بتصديق ما تسمعه اذا كان شكل الكلام منمق وجميل أو أن الأسلوب شيق أو يمس ما يريد الأنسان أن يسمعه بغض النظر عن محتواه ومضمونه ومن هنا تاتي خطورة الأشاعات وتصديقها.

هذا عن الحواس المحسوسة، فماذا هي الحاسة السادسة؟ الحاسة السادسة هي القدرة علي الشعور بالأحداث قبل حدوثها خارج نطاق الحواس الخمسة، فهي مرتبطة بالتوقع أو التخمين، وهي غير متوفرة في جميع الناس ووجودها أيضا نسبي بين الأشخاص الذين يتمتعون بها، لذا فمن الصعب أن يختار الأنسان طريقه بناءاعلي شعوره فقط دون سند عقلي!!

فاذا الحواس بوجه عام نسبية تختلف بين فرد وآخر ونجد من يفقد أحد أوبعض حواسه ونجده يتعايش مع الحياة بدونها وتقل أهميتها بالنسبة له لأن فائدتها تقل أو تنعدم.

والسؤال الأخير: ماذا عن الأشياء التي لا نستطيع أن نتعامل معها خلال حواسنا؟! فاذا كان الأيمان هو الأيقان بأمور لا تري، فكيف نخضعه لمقاييس الحواس؟!!

فالنتيجة أن الحواس هي أدوات للأدراك تنقل لنا المعلومة متأثرة بأفكار وظروف واتجاهات وتصورات اصحابها، وهي قد تخدعنا ان لم يقف خلفها الأنسان محللا، ناقدا، قابلا أو رافضا، فالحواس قد تخدع أصحابها فتجعل منهم ناظرين ولكن غير رائين، سامعين وليسوا بفاهمين، ويستطيع الأنسان أن يتحكم في ما يدور بعقله فيأمن خديعة حواسه بمراجعة أفكاره وهنا تكون البداية، فكل حدث يبدأ بفكرة.

31st, Aug. 2011
 

Monday, August 22, 2011

الحد الأدني

الحديث عن الحد الأدني من احتياجات الأنسان يقودنا الي التفكير في معني كلمة (احتياج) ، فمن الناحية النفسية فالاحتياج هو للأشياء التي من شأنها أن تقلل من حدة التوتر عند الأنسان وبالتالي نقصها يزيد من حدة هذا التوتر، وقد قسمت احتياجات الأنسان الي خمسة مستويات (هرم ماسلو) يطلب الانسان المستوي التالي بعد الوصول للمستوي الأسبق وهم (الحاجات الفسيولوجية، الحاجة الي الأمان، الحاجات الأجتماعية، والحاجة لتقدير الذات وهي مرحلة الأبداع والأبتكار).

اما من الناحية الأجتماعية فقد أصبح الحد الأدني هو ما يسمي بـ (حقوق الأنسان) وهو الاتجاه الذي انتهجه الحقوقيون، و الحد الأدني الذي طلبه المصريون في ثورة 25 يناير فقد ظهر في شعار الثورة البسيط (خبز – حرية – عدالة اجتماعية)، وهذا قبل ما أن تلون الثورة بألوان ما كانت عليها وتتعرض للأختطاف.

ورغم كل هذه الحدود الدنيا، نجد أنها لا تكتمل علي مستوي المجتمعات أو حتي مستوي الأفراد، فنجد من لا يجدون طعامهم بسبب الحروب والمجاعات ونجد أيضا من لا يشعرون بالأمان أو أي حد أدني لحقوق الأنسان أو حريته، ولن نشغل بالنا بالمجتمعات ولكننا سنركز علي الأفراد.

فيوجد من يتخلي عن بعض حقوقه التي يراها الآخرون ضرورية من أجل شيء آخر يراه أهم بالنسبة له وهذا ما يسمي بالتسامي، وهذا يكون بحريتهم واختياراهم.

أما من يفقدون الحد الأدني من الحياة ويتعايشون معها، فهولاء ما يوصفون ب "البؤساء" ورغم ذلك تجبرهم الحياة أن يستمروا فيها رغم صعوبة هذه الظروف، منهم من يعبرون ويصبحون من نماذج النجاح الخارق وهناك من يخورون في الطريق ولا يكملون أو ينحرفون، ورغم ذلك لا عذر لهم، إذ أن الخطأ لا يوجد له أي مبرر.

إذا فمن الناحية النظرية يوجد حد أدني للأنسان، أما من الناحية الواقعية فهذه الحدود كلها تختفي وتبقي تجربة الأنسان واختباره في الحياة، من ينتظر الوصول للحد الأدني دون السعي اليه قد يصطدم مع نفسه أو مع المحيطيين، أما من يقبل حياته دون مقارنة مع الآخرين فأنه يحقق ذاته ويحدث فارق اعجازي.

ومن العجب ان كل انسان يشعر بالأحتياج رغم اختلاف المتطلبات، كل انسان يحتاج ويطلب ويشعر بما ينقصه أكثر بما عنده وربما يكون هذا هو العدل والمساواة بين البشر، إذ أن العدل وجد داخل الأنسان باختلاف ظاهره , وهذا يقودنا لنتيجة ان من يشعر باحتياجه للحد الأدني هو من يشعر بضعفه، أما من يري نقاط قوته ويؤمن بها يدرك أن ما ينقصه انما يعوض في شيء آخر.

(كُتب حديثا ولكن الفكرة قديمة جدا)

Monday, August 8, 2011

المشاعر والأفكار

- المشاعر متغيرة ومتقلبة تتأثر بكل شيء حتي درجة الحرارة، أما الأفكار تكاد تكون ثابتة وعند البعض متجمدة.
- ولكن من المحير انه اختلف البشر في الأفكار وعلي الأفكار و أتفقوا في المشاعر وعلي المشاعر !!!
- كل البشر بأختلاف أجناسهم وأعمارهم وطبقاتهم وحتي أفكارهم يشعرون بنفس المشاعر من فرح وحزن، سعادة و ألم، وهذه المشاعر لها نفس التأثير في كل الناس وربما يكون هذا هو العدل والمساواة.
- اختلاف الأفكار صنع النزاعات والصراعات وحتي الحروب، واتفاق المشاعر وحد البشر وجعل منهم أمة واحدة.
- اختلاف الأفكار اعطي تنوع وابداع وتطور للبشرية، واتفاق المشاعر جعل من هذه الأشياء نافعة للجميع، فليس من ابداع والا ونفع الجميع الذين لم يبدعوا، ولم يطور أحد من أجل نفسه فقط.
- أنه نفس الصراع الأزلي بين العقل والقلب، وليس هو بصراع بل يجب أن يكون تكامل وتوازن.

Saturday, August 6, 2011

الوقت

الوقـــــــــــــــــــــت كان، الوقت الآن، الـــوقـــــــــــت دايمــا زمــــــــــان
الوقـــــــــــــــــت دايمـــــا كــــــــــا ن يجري كجـــــــــــــــواد بلا عنـــــان
الزمــــــان والمكـــــــــــان شقي رحا يعيش بينهـــــــــــــــما الأنســــــان
عمــــــــــــــري: سنين وشهور، أيـام وســــــــــاعات، دقائق وثـــــــوان
 ادفـــــــع ثمن كــــل لـــحظــــة تمـــر رغم انــــــــي اقتنيته بالمــــــــجان
الفائــــت استطيع حصره ولا اعـــرف كم يبقي لـــــــــي مــــــن الأزمان
الماضي والحاضر والمستقبل ازمنة تلــــــد بعضـــها بــــــــــتواتر رنان
لا اسـتـــــطيع ايقاف احــــــــــــدهما ولا اشعـــــــر بينهمــــا بالأمــــــان
حبــــــات رمــــــل تنســـــــاب من يـــد لا تــــري ولا تســــــمــع بالآذان
قطــــــــــــرات مطــــــر تندي الوجـــه اشعــر بها لكن ليس لــها ضمان
ريح اتنسمـــــــــها وقلبي يتنعـــــمها لكــــــــــنها تفر كهـــــــــارب جبان

17/08/2008