الحد الأدني
الحديث عن الحد الأدني من احتياجات الأنسان يقودنا الي التفكير في معني كلمة (احتياج) ، فمن الناحية النفسية فالاحتياج هو للأشياء التي من شأنها أن تقلل من حدة التوتر عند الأنسان وبالتالي نقصها يزيد من حدة هذا التوتر، وقد قسمت احتياجات الأنسان الي خمسة مستويات (هرم ماسلو) يطلب الانسان المستوي التالي بعد الوصول للمستوي الأسبق وهم (الحاجات الفسيولوجية، الحاجة الي الأمان، الحاجات الأجتماعية، والحاجة لتقدير الذات وهي مرحلة الأبداع والأبتكار).
اما من الناحية الأجتماعية فقد أصبح الحد الأدني هو ما يسمي بـ (حقوق الأنسان) وهو الاتجاه الذي انتهجه الحقوقيون، و الحد الأدني الذي طلبه المصريون في ثورة 25 يناير فقد ظهر في شعار الثورة البسيط (خبز – حرية – عدالة اجتماعية)، وهذا قبل ما أن تلون الثورة بألوان ما كانت عليها وتتعرض للأختطاف.
ورغم كل هذه الحدود الدنيا، نجد أنها لا تكتمل علي مستوي المجتمعات أو حتي مستوي الأفراد، فنجد من لا يجدون طعامهم بسبب الحروب والمجاعات ونجد أيضا من لا يشعرون بالأمان أو أي حد أدني لحقوق الأنسان أو حريته، ولن نشغل بالنا بالمجتمعات ولكننا سنركز علي الأفراد.
فيوجد من يتخلي عن بعض حقوقه التي يراها الآخرون ضرورية من أجل شيء آخر يراه أهم بالنسبة له وهذا ما يسمي بالتسامي، وهذا يكون بحريتهم واختياراهم.
أما من يفقدون الحد الأدني من الحياة ويتعايشون معها، فهولاء ما يوصفون ب "البؤساء" ورغم ذلك تجبرهم الحياة أن يستمروا فيها رغم صعوبة هذه الظروف، منهم من يعبرون ويصبحون من نماذج النجاح الخارق وهناك من يخورون في الطريق ولا يكملون أو ينحرفون، ورغم ذلك لا عذر لهم، إذ أن الخطأ لا يوجد له أي مبرر.
إذا فمن الناحية النظرية يوجد حد أدني للأنسان، أما من الناحية الواقعية فهذه الحدود كلها تختفي وتبقي تجربة الأنسان واختباره في الحياة، من ينتظر الوصول للحد الأدني دون السعي اليه قد يصطدم مع نفسه أو مع المحيطيين، أما من يقبل حياته دون مقارنة مع الآخرين فأنه يحقق ذاته ويحدث فارق اعجازي.
ومن العجب ان كل انسان يشعر بالأحتياج رغم اختلاف المتطلبات، كل انسان يحتاج ويطلب ويشعر بما ينقصه أكثر بما عنده وربما يكون هذا هو العدل والمساواة بين البشر، إذ أن العدل وجد داخل الأنسان باختلاف ظاهره , وهذا يقودنا لنتيجة ان من يشعر باحتياجه للحد الأدني هو من يشعر بضعفه، أما من يري نقاط قوته ويؤمن بها يدرك أن ما ينقصه انما يعوض في شيء آخر.
(كُتب حديثا ولكن الفكرة قديمة جدا)
No comments:
Post a Comment