Friday, June 29, 2012

أسئلة عن الولايات العربية المتحدة

أسئلة عن الولايات العربية المتحدة

 من حين لآخر يصل إلى مسامعنا تصريحات بشأن إحياء الخلافة الإسلامية أو تكوين الولايات العربية المتحدة على أن تكون عاصمتها القدس، وقد بدأت بتصريحات مرشد الأخوان المسلمين: "بأننا نقترب من أستاذية العالم وعودة الخلافة الإسلامية والحكم الرشيد"، وقد أعقب ذلك تصحيح من المتحدث الرسمي باسم الجماعة: "بأن هذا سيحدث بعد مئات السنين" – فكيف اقترب تحقيق هذا إذا؟!!

ثم أعلن صفوت حجازي في ميدان التحرير: "تكوين الولايات العربية المتحدة وعاصمتها القدس"!! – دون شرح أي تفاصيل !!

وأنا هنا لست بصدد مناقشة الفكر أو الحلم نفسه لأن لكل فرد أو جماعة الحرية التامة في صياغة أفكارها وأحلامها ولكني بصدد مناقشة كيفية تنفيذ هذا المشروع معتمدا على التجارب التي حدثت في التاريخ القديم والحديث؛ وذلك لأن أصحاب المشروع لم يقدموا لنا حتى الآن أي تفاصيل أو منهج لذلك.

ولأننا لا نختلف على أن في الاتحاد قوة، ولكننا علينا أن نفكر في كيفية تحقيق هذا الاتحاد، وكما يبدو أن هذا الاتحاد سيكون على أساس ديني مما يرجعنا مرة أخرى لفكرة الدولة الدينية، والتي يتم التعامل فيها مع الأشياء النسبية مثل أمور السياسة والقانون وظروف الحياة بثوابت ومبادئ مطلقة وهي أحكام الدين مما ينتج تفسيرات للمبادئ الدينية وتشكيلها لتتناسب مع هذا الأمور النسبية، أو بجعل الأمور النسبية السياسية والاقتصادية منها تخضع لقواعد مطلقة دينية، وكذلك هذا يضعنا في إشكالية ما هو الفقه الذي سننتهجه في الحكم بالشكل الديني وما هوية الحاكم، وفي كل الأحوال هذا ينتج اختلال للمعايير وتنحية العلم جانبا ووقف حرية الإبداع الذي يتطلب الحرية للخروج من القوالب الثابتة، وهذا ليس معناه خرق كل المبادئ والأعراف ولكن الإيمان بالتطور والتغيير.

وعادة ما يتم اختزال فكرة الدولة الدينية في نموذجها الذي حدث في أوروبا في العصور الوسطى حين تحكمت الكنيسة في أمور السياسة وان هذا لا وجود له هنا، ولكن هذه النظرة الضيقة لا تتفق مع حقيقة أن إمبراطوريات الخلافة كلها الأموية منها والعباسية والفاطمية حتى العثمانية كانت شكل من أشكال الدولة الدينية، ويكفي أن نتصفح تاريخ هذه الحقب وما صاحبها من صراعات دموية على الحكم وظلم لرعاياها حسب هوى الحاكم حتى نعرف أن هذه البلدان ظلت تحت ثقل هوى الحكام وبعيد عن التطور الذي يحدث في العالم حتى أصبحت فريسة للاحتلال حتى أنهى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة العثمانية في تركيا وبدأ في بناء دولته الحديثة على أساس وطني كما حاول أن يفعل محمد علي في مصر.

وتوحيد البلدان والأقطار المختلفة له طريقتان في التاريخ:
الطريقة الأولى وهي الغزو أو الفتح، وهكذا فعل صلاح الدين الأيوبي حتى حرر القدس، واعتقد أن هذه الطريقة غير مطروحة وغير مقبولة وإلا كان علينا أن نعتبر غزو صدام حسين للكويت خطوة على هذا الطريق، وأما الطريقة الثانية وهي التفاهمات والاتفاقات السياسية، وهذا ما حاول أن يفعله جمال عبد الناصر بعد فشل الجيوش العربية في هزيمة إسرائيل في فلسطين سنة 1948 ولكن هذا المشروع لم يكتمل لعدم وجود منهج علمي أو أساس واقعي قوي له.

ولعل الاتحاد الأوروبي أبرز مثال لفكرة الاتحاد في العصر الحديث، ولكن علينا أن ندرك أن هذا الاتحاد لم يقم يوما على أساس الإخضاع العسكري أو من خلال سيطرة بلد على أخرى ولكنه بدأ كتكامل اقتصادي متدرج ومصالح مشتركة؛ ولذلك نجد أن القاسم المشترك بين هذه الدول هو العملة (اليورو) بدليل فشل مشروع الدستور الأوروبي الموحد بعد رفضه في الاستفتاء الشعبي في فرنسا وهولندا مما أوقف الاستفتاء عليه في باقي الدول، ورغم أن هذا الاتحاد كان على أساس منهجي مدروس واجه بعض المشاكل التي تهدد بانهياره مثل الأزمة الاقتصادية في اليونان وثقل التكافل الذي يجب أن تقدمه بعض الدول الغنية مثل ألمانيا للدول الفقيرة، مما دفعها لتوجيه رسالة لليونان قائلة: "عليكم أن تتوقفوا عن طلب المساعدة بشكل دائم.

أما الطريقة التي قد يلجأ إليها أصحاب هذا المشروع هو التغلغل في الشعوب العربية للوصول للحكم، فحكم الإخوان المسلمين في مصر، وتونس، وفلسطين، والسودان، ومن المنتظر في سوريا هو أول خطوات هذا المشروع الذي لا نعرف أي تفاصيل عنه أو أي منهج له، ولا نعرف أيضا كيف سيقتنع الدول النفطية الخليجية الغنية بتفكيك القواعد الحربية الأجنبية على أراضيهم أو تخليص بحارهم من الأساطيل الأجنبية دون صدامات عسكرية؟ وكيف سوف يقتنعوا بفكرة التكامل والتكافل مع دول أفقر مثل السودان والصومال وموريتانيا؟

ولكن بنظرة بسيطة للدول المحيطة بنا التي تفضل هذا المشروع، نجد أن في فلسطين شبه حرب أهلية بين فتح وحماس وأصبح الصراع والقتال مستمر بينهم وتسعى الدول الأخرى للصلح بينهم، وعندنا السودان وقد أصبحت سودانين؛ لأن القبائل التي من أصل أفريقي لم تجد لنفسها مكان داخل هذا الكيان، وخطوات تونس تتعثر في طريق الاستقرار والتقدم، وأما الدول المتعثرة فلم تقم من عثرتها مثل الصومال واليمن.

ويشهد التاريخ أن أضعف وأبهت عصور مصر عندما كانت ولاية فرعية وليست مركزا؛ لأن العاصمة دائما ما تحرص على استنزاف الولايات الأخرى لتنمية مركزها، و لك أن تقارن بين وضع مصر تحت ثقل الخلافة العثمانية ووضعها في عصر المماليك أو محمد علي أو حتى علي بك الكبير.

إن ضبابية الأفكار وعدم وضوح المناهج هو ما دفعني لوضع هذا التصور وننتظر مزيد من التوضيح في الأيام القادمة.

Friday, June 15, 2012

اليوم السابع | نبيل ناجى يكتب: ديمقراطية الخوف

اليوم السابع | نبيل ناجى يكتب: ديمقراطية الخوف
اليوم السابع | نبيل ناجى يكتب: ديمقراطية الخوف
ونحن على بعد أيام من جولة الإعادة لأول انتخابات رئاسية حقيقية نجد أنفسنا قد زادت الحيرة والتفكير لدينا، ويتلخصان فى سؤالين اثنين: هل الثورة حققت أهدافها؟ وهل المرشحان اللذان وصلا للإعادة هما نتيجة طبيعية للثورة؟

فرغم وجود 13 مرشحًا تنافسوا فى المرحلة الأولى فقد صعد للإعادة المرشحان اللذان يمثلان المؤسستين؛ فالفريق أحمد شفيق بخلفيته العسكرية يعبر عن فكر المؤسسة العسكرية، ود. محمد مرسى يمثل جماعة الإخوان المسلمين وحزبها، وقد استَبعد مرشحو الثورة أنفسهم عندما لم يتحدوا معًا دافعين أحدهم للمقدمة.


أما عن الناخب المصرى – وأقصد الناخب الذى يختار عن اقتناع – وهو يخطو أول خطوات الديمقراطية فقد زادت حيرته لاختيار مرشحه من بين المرشحين الثلاثة عشر، بعكس ما نرى فى الدول ذات الديمقراطيات الراسخة، حيث يصل متنافسان اثنان فقط لانتخابات الرئاسة، ولا يحسم أحدهما السباق إلا بعد الإعادة، وهذا يرجع لقوة الأحزاب السياسية فى هذه الدول، ولكن الناخب المصرى، وخصوصًا فى جولة الإعادة، نجده يختار مرشحه لخوفه من نجاح المرشح الآخر، فلم يتوقع المصريون بعد ثورة الشباب فى 25 يناير أن يقترب هذان المرشحان من تقلد منصب رئيس الجمهورية، ولم يتوقعوا أيضًا تشتت قوى الثورة التى احتفظت بمكانها فقط فى ميدان التحرير.


فمن سيختار الفريق أحمد شفيق هم المنحازون للدولة المدنية الحديثة ويخاف من وصول جماعة الإخوان المسلمين السياسية ذات الصبغة الدينية لحكم مصر، لغموض سياساتها، وخوفًا من حكم المرشد الذى لم ينتخبه الشعب، أما من سيختارون د. محمد مرسى فهم ضد سياسات النظام القديم وعانوا من الفساد، ولكنهم يخافون من عودة النظام القديم مرة أخرى، وفى المقابل لا يجدون مانعًا من أن يحكم مصر جماعة فى الأصل دينية دعوية ولكنها اتجهت للسياسة، ويجدون أيضًا مبررًا لتغير مواقف الجماعة تبعًا للظروف.


وهكذا.. رغم أن الديمقراطية لا تتفق مع الخوف أو توجد معه فى بيئة واحدة، فقد أصبح الخوف يتحكم فى الديمقراطية، ولذلك أول وأهم هدف للرئيس القادم هو إزالة الخوف من نفوس المصريين ليحل محله الحرية الناتجة عن وعى، والتى تتفق مع الديمقراطية.
اليوم السابع | نبيل ناجى يكتب: ديمقراطية الخوف 

Wednesday, June 13, 2012

الخوف في حياتنا

الخوف في حياتنا


هل شعرت بالخوف؟
وهل فكرت في أسباب خوفك؟
وهل هذه الأسباب حقيقية أم زائفة؟
ما مدى سيطرة مخاوفك عليك؟ وهل تتحكم في أفعالك؟
كم من الأفعال فعلتها بدافع الخوف؟
وكم من أفعال لم تفعلها بسبب الخوف أيضا؟

في مشهد من الفيلم الشهير "شيء من الخوف" يقف أهل القرية جميعهم أمام الترعة الجافة وفي بدايتها طلمبة المياه الرئيسية والأراضي حولها مشققة من العطش وكذلك الفلاحين وأطفالهم، ولا يجرؤ أحد من الموجودين أن يمد يده لفتح المياه خوفا من (عتريس) فيما عدا (فؤادة) التي قررت أن تفتح المياه وسط فرحة من الفلاحين.

والسؤال: إلى هذا الحد يأسر الخوف أصحابه؟ ولكن من ماذا يخاف أهل القرية والموت من العطش أمامهم؟ فهل الخوف يكون أقوي من خشية الموت؟ هذا رغم أن الخوف يقود إليه !!


الخوف في علم النفس: 
هو شعور قوي ومزعج تجاه خطر، والخوف له نوعان:

الخوف الموضوعي الذي يكون نتيجة تهديد حقيقي مثل تهديد من حيوان مفترس أو ما شابه ذلك أو خوف غير موضوعي والذي يسمى الـ (رهاب) وهو الخوف المرضي وينشأ عن مواقف لا تهدد الإنسان بشكل حقيقي كالخوف من الظلام أو الأماكن المغلقة أو المرتفعات، وهذا الخوف المرضي معروف بالـ (فوبيا).

والمخاوف المرضية الوهمية عادة ما تكون نتيجة المرور بخبرة سيئة في الماضي هي التي زرعت الخوف في المستقبل، ومن الغريب أن يكون الخوف من المجهول، وهذا المجهول لا يعرفه الإنسان ، فكيف تخيله؟ وكيف حوله لشيء ملموس كأنه موجود؟

وهنا تتدخل تصورات الإنسان وقناعاته وخبراته الشخصية في ذلك، فمن صعق من الكهرباء فلن يتجرأ ويتعامل مع الكهرباء فيما بعد، ومن سقط من مكان مرتفع لن يسكن في طابق مرتفع، والمثل الشعبي يقول: (اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي).

فمعظم المخاوف تكون نتيجة أحداث سابقة تم رؤيتها ولكنها تنعكس على أمور مستقبلية لم تأتي ولم ترى بعد خوف من تكرارها.


وهكذا يصبح الإنسان سجين مخاوفه، ولكن بداية التحرر من هذا السجن هو معرفة سبب هذا الخوف، والسؤال إذا كانت أسباب هذا الخوف قد زالت من الواقع وتوجد داخل الإنسان فقط، ثم خوض تجربة التغلب على الخوف بالتدريج بشكل محسوب.



تاريخ الخوف:
فإن كان الخوف يتحكم في كثير من تصرفات الإنسان ويوجهها، ولكن إن استعرضنا تاريخ الخوف أو الخوف في التاريخ، فسنجد أن الخوف أو الاحتياج للأمن هو الذي دفع الإنسان لحفر الكهوف والاحتماء فيها، وتطورت الكهوف لتكون بيوت محصنة ذات أبواب وأسوار، وعندما شعر باحتياجه للآخرين ليحتمي بهم تكونت القرى والمدن ذات الأسوار العالية، ثم توحدت المدن لتكون امبراطوريات وممالك لها حدود ويحمي الحدود القلاع العالية خوفا من الأعداء الموجودين أو الغير موجودين ولكن ربما يظهرون.


ونفس الفكرة هي التي دفعت الإنسان لتعلم فنون القتال وتكوين الجيوش النظامية التي صارت شرف لمن يلتحق بها بما فيها من أخطار إصابات أو الموت في الحروب؛ لأن من يشارك فيها لن يوصف بالخائف أو الجبان، وهكذا وجه الخوف الإنسان اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، ففكرة المخزون الاستراتيجي للمال أو الذهب أو البترول نابعة من الخوف من فقدان هذه الأحتياجات الأساسية.


ولا تخلو تجربة الإنسان في مقاومة الخوف من بعض المحاولات الساذجة مثل بناء برج بابل، فبعد الطوفان خاف الإنسان من تكراره ويقضي عليه، فلجأ لبناء هذا البرج  ليحتمي به وقت الطوفان والذي عنده تبلبلت الألسنة وتعددت لغات البشر.

ومن الناحية السياسية،ونحن على بعد أيام من جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، نجد أن اختيار الناخبين سيكون بدافع الخوف وليس الاقتناع، فمن سينتخبون الفريق أحمد شفيق هم من يخافون من حكم الأخوان المسلمين ومرشدهم الذي لم ينتخبه الشعب، ويهابون أفكارهم ومنهجهم وتغيير مواقفهم حسب الظروف، وإن كان هذا مبرر فلن يثبت لهم موقف لأن الظروف دائما متغيرة.


أما من سينتخبون د. محمد مرسي فهم من يخافون من عودة النظام السابق والفساد والقمع، وفي نفس الوقت ليس لديهم مانع من انتخاب رئيس هو مجرد واجهة لجماعة سياسية ذات صبغة دينية، وبغض النظر عن صحة هذه المخاوف فإنها تتحكم في اتجاهاتنا وتصرفاتنا.


ومن الناحية الأجتماعية، فيزداد الحديث الآن عن مخاوف الأقباط من المستقبل - رغم أن هذه المخاوف ليست جديدة - ومن حكم الرئيس القادم، فيخافون على أمنهم وحريتهم، ويخافون على بيوتهم وكنائسهم، وهذا نتيجة ما مر من حوادث شديدة العنف ضدهم.


فمثلا تجد أن في عمق الصعيد في قرية مثل قرية الكشح يكفي خلاف بسيط بين قبطي ومسلم ليتحول إلى عقاب جماعي لكل أهل القرية من الأقباط يترك خلفه عشرات القتلى وقد حدث هذا مرتان في نفس القرية، أو إشاعة تحويل منزل إلى كنيسة تؤدي إلي تكدير القرية بأكملها، والسيناريو الجديد وهو تحول أحد الأشخاص عن ديانة لأخرى لأسباب عادة ما تكون عاطفية، وأما عن تفجير كنيسة مثل ما حدث في كنيسة القديسين بالأسكندرية أو فتح النار بشكل عشوائي على الخارجين من الكنيسة في ليلة العيد مثلما حدث في نجع حمادي، فهذا من شأنه زرع الرعب والخوف في قلوب أجيال بأكملها.

وما يزيد من التخوف هو عدم معاقبة الجناة في الأحداث الطائفية فيما عدا طبعا إعدام (حمام الكموني) الذي أعدم وحده دون شركائه وقيل حينها أنه أعدم لأسباب سياسية، ولكن عدم الكشف عن الذين نفذوا مذبحة كنيسة القديسين بالأسكندرية أو التحقيق في أحداث ماسبيرو وتبرئة جميع المتهمين في الأحداث الطائفية، فهذا ما يثير المخاوف.


ويتضح من هذه الأحداث إنها عادة ما تكون مرتبطة بالأماكن الأكثر فقرا وجهلا، فلم نرى تلك القرى تطالب بتحسين الظروف المعيشية أو خدمات أفضل من الحكومة، ولكن الفقر المرتبط بالجهل يجعل التنفيس عن الذات في اتجاه الآخر المختلف وهذا ما يخيف !!.


أما عن مخاوف المسلمين، فقد تتعجب إن تكلمنا عن وجودها: فكيف لأغلبية عددية أن يكون لها مخاوف؟!! ولكن المخاوف قد تكون موجودة من سياسات ما قبل الثورة فمثلا التدين كان يعتبر تهمة ويكون ملتصقا بالتشدد أو التطرف أو حتى الأرهاب.

وكذلك تجد أن نداء بسيط من شخص في قرية أو حي شعبي بأن الدين في خطر ومهدد في بلاده قادر أن يحشد أعداد غفيرة قد تكون مستعدة لأي فعل حماية للدين حتى ولو كان الفعل فيه تجاوز أو تخريب أو إيذاء، فهذا رد الفعل السريع العنيف دليل على الخوف، والمشكلة في اعتقادهم في وجود من هو ضد الدين في بلد أغلبها متدينون، وهذا ما أشيع في وقت الاستفتاء على الدستور، فحتى إن تم تغيير المادة الثانية، فهل يستطيع أحد أن ينتزع الدين من صدور أصحابه؟؟!!


وهكذا يتحكم الخوف في تصرفات حامليه وكذلك تصورات الإنسان عن مخاوفه تتحكم في طرقه، وإن كان الخوف إحساس طبيعي يشعر به الجميع، ولكن سيطرته هي المشكلة، فإن تخيلت نفسك بدون مخاوف، ستشعر إن لك جناحان تستطيع أن تعلو بهما فوق مستوى أي عقبات.