كيف نصنع الأمل؟
تخيل إنسان لا يوجد بداخله أي أمل، هل ستجده
يائس؟ أم ستراه غير سوي؟ هل تعتبره ضحية أم جاني؟ فالأمل هو الحافز الذي يدفع
الإنسان ليسير في طريقه المستقيم، ولكن إن تم انتزاع الأمل منه، ماذا ستجد؟ لن
يبقى إلا الألم.
تأمل المجرم الذي يسرق أو يقتل أو حتى ينتحر،
ألم يفعل ذلك لأنه لم يجد أملا في حل مشاكله بطرق أخرى؟!! وتأمل الضحية التي تضع
نفسها وحياتها داخل قارب متهالك بالكاد يعبر الترع ويريد أن يعبر به البحار
الواسعة، لماذا يفعل ذلك؟ أليس لأنه فقد
الأمل في التعايش مع ظروف حياته الحالية؟!! وقد تجد نفسك تتساءل: وهل وجد الأمل في هذا القارب المتواضع؟!! وهل
سيجد الأمل في الشاطئ الآخر؟!!فهو لا يضمن الأمل في اختياره أو مخاطرته؛ هذا لأن فقدان
الأمل في مكان ما ينتج عنه تواجد الأمل في مكان آخر حتى ولو كان اختياره الجديد
أسوأ من المكان الميئوس منه.
والأمل دائما ما يتوافق ويتلائم مع الإيمان
والهدف ؛ فالإنسان المؤمن وصاحب الهدف دائما عنده أمل، أما اليأس فمتوافق ومتلائم
مع القنوط والإحساس بالظلم واختلال المعايير وضياع الهدف.
وفي واقعنا الحالي في مصر، وتحت وطأة الظروف
السياسية والاقتصادية والأمنية الغير مستقرة، قد تجد نسبة من المجتمع – تتزايد أو
تتناقص حجمها تبعا للظروف – تميل لفقدان الأمل، فالضغوط الاقتصادية وقلة فرص العمل
تدفع الشباب للتعلق بآمال مضللِة، وغياب الأمن يزيد من حالة القلق والخوف
والاضطراب داخل الناس، وهذه الأحاسيس لا تنتج أبدا إنسانا سويا، وكذلك الجرائم التي
نسمع عنها حاليا تفوق الخيال في توقعها، ولا داعي لذكر أمثلة.
ولذلك دائما كان هدف الزعماء والساسة هو غرس
الأمل داخل نفوس الشعوب؛ فالأمل يجعل صاحبه صابرا وراضيا رغم عدم تغير الواقع
حوله، ولكنه يرى الأمل دائما في نهاية الطريق، فالأمل مرتبط دائما بالايجابيات
ولكن اليأس فينتج السلبيات فقط.
ولكن إن تضاءل الأمل حولنا، كيف نصنعه؟!! فبداية
الأمل هو الإيمان؛ الإيمان بالله أولا الذي هو الأمل والرجاء ومعطي الحياة،
والإيمان بمشيئته وإنه يحكم الكون ويُسيره، وكذلك الإيمان وثقة الإنسان في
إنسانيته؛ فمع أي ظروف صعبة يجب أن لا يتخلى الإنسان عن إنسانيته ومبادئه؛ لأن الإنسانية
لها قدرها وقيمتها في أي زمان وفي أي مكان رغم أي ظروف أو ضغوط أو تحديات.
أزرع في إنسان أملا، وأنظر حجم الطاقة
الايجابية التي ينتجها، أو انزعه منه، وأنظر كيف أصبح شبه إنسان.
رابط اليوم السابع:
No comments:
Post a Comment