اللي يخاف من حاجة تطلع له
يقال في الأمثال الشعبية "اللي يخاف من
العفريت يطلع له" للإشارة إلى أن الخوف المسيطر على كيان الإنسان يجعله دائما
سائرا تبعا لهذه المخاوف، وفي كل تصرفاته تظهر مخاوفه ويكون لها مكان.
ولكن الخوف شعور إنساني طبيعي، كل إنسان يشعر
بالخوف من الخطر، أو من المجهول، أو من المستقبل؛ لذلك قد يكون الخوف مفيدا في بعض
الأحوال حيث يجعل الإنسان يتنبه للخطر، ويجعل الناس يشعرون يحتاجون لبعضهم ولقربهم
من بعض، فعندما شعر الإنسان باحتياجه لمن حوله كون القرى والمدن والأقاليم
والإمبراطوريات.
أما الخوف الزائد الذي يجعل الإنسان أسير يسير
تبعا لأمره هو الخوف السلبي، ومن العجيب أنه ليس الجميع يعرف ويدرك أسباب مخاوفه؛
لأنه يتعامل مع مظاهره فقط وليس أسبابه؛ فقد أصبح جزء من شخصيته وصار كعقبة في
طريقه يعرف مكانها وكلما وصل إليها دار من حولها كي لا يتخطاها، والمفاجأة عندما
يكتشف أن أسباب مخاوفه انتهت منذ زمن وأزمان ولا يوجد أثر لهذه الأسباب إلا في
داخله فقط.
ومعظم أسباب المخاوف هي أحداث تمت في الماضي،
لكن آثارها امتدت للحاضر وقد تتحكم في المستقبل، فقد يكون حدث في الماضي هو جدران
لسجن بناه الإنسان لنفسه ويظل محبوسا فيه وهو لا يدري أن قضبانه تساقطت وجدرانه
تحطمت.
فبداية مواجهة المخاوف هي الاعتراف بها مع
الذات وعدم إنكارها، والبحث في أسبابها هل مازالت موجودة أم أن وجودها داخل
الإنسان الخائف فقط، ثم تخيل أسوأ ما يمكن أن يحدث والتفكير في التصرف في أسوأ هذه
الظروف، ولأن الأسوأ ليس دائما ما يحدث، فسيجد الإنسان إنه يستطيع الخروج من بين
هذه الجدران الوهمية.
قد يصنع الإنسان أبوابا ويغلقها وينسى إنه معه
مفاتيحها، ولكن ما أسهل أن يكتشف إمكانية فتحها والمرور منها إلى عالم جديد من
الحرية.
موقع "اليوم السابع":