Thursday, May 22, 2014

اللي يخاف من حاجة تطلع له

اللي يخاف من حاجة تطلع له


اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب: اللي يخاف من حاجة تطلع له
يقال في الأمثال الشعبية "اللي يخاف من العفريت يطلع له" للإشارة إلى أن الخوف المسيطر على كيان الإنسان يجعله دائما سائرا تبعا لهذه المخاوف، وفي كل تصرفاته تظهر مخاوفه ويكون لها مكان.

ولكن الخوف شعور إنساني طبيعي، كل إنسان يشعر بالخوف من الخطر، أو من المجهول، أو من المستقبل؛ لذلك قد يكون الخوف مفيدا في بعض الأحوال حيث يجعل الإنسان يتنبه للخطر، ويجعل الناس يشعرون يحتاجون لبعضهم ولقربهم من بعض، فعندما شعر الإنسان باحتياجه لمن حوله كون القرى والمدن والأقاليم والإمبراطوريات.

أما الخوف الزائد الذي يجعل الإنسان أسير يسير تبعا لأمره هو الخوف السلبي، ومن العجيب أنه ليس الجميع يعرف ويدرك أسباب مخاوفه؛ لأنه يتعامل مع مظاهره فقط وليس أسبابه؛ فقد أصبح جزء من شخصيته وصار كعقبة في طريقه يعرف مكانها وكلما وصل إليها دار من حولها كي لا يتخطاها، والمفاجأة عندما يكتشف أن أسباب مخاوفه انتهت منذ زمن وأزمان ولا يوجد أثر لهذه الأسباب إلا في داخله فقط.

ومعظم أسباب المخاوف هي أحداث تمت في الماضي، لكن آثارها امتدت للحاضر وقد تتحكم في المستقبل، فقد يكون حدث في الماضي هو جدران لسجن بناه الإنسان لنفسه ويظل محبوسا فيه وهو لا يدري أن قضبانه تساقطت وجدرانه تحطمت.

فبداية مواجهة المخاوف هي الاعتراف بها مع الذات وعدم إنكارها، والبحث في أسبابها هل مازالت موجودة أم أن وجودها داخل الإنسان الخائف فقط، ثم تخيل أسوأ ما يمكن أن يحدث والتفكير في التصرف في أسوأ هذه الظروف، ولأن الأسوأ ليس دائما ما يحدث، فسيجد الإنسان إنه يستطيع الخروج من بين هذه الجدران الوهمية.

قد يصنع الإنسان أبوابا ويغلقها وينسى إنه معه مفاتيحها، ولكن ما أسهل أن يكتشف إمكانية فتحها والمرور منها إلى عالم جديد من الحرية.

موقع "اليوم السابع":

Thursday, April 10, 2014

Your Closed Doors أبوابك المغلقة



أبوابك المغلقة (حوار حقيقي)


فلما جلسنا ملتفين حول فنجاني القهوة القاتمة، ورحيقها يخترق أذهاننا، نشرب منها ونتلذذ بطعمها رغم ثقلها.
فبادرني بسؤال ربما يكون من وحي القهوة: هل تعرف كيف أرى الدنيا؟

أجبت بسؤال آخر: هل هي دنيا أخرى غير الكرة الدائرية التي نسير عليها وندور فيها؟؟ !!

قال: أشعر إنها فناء متسع فارغ أتجول وأتوه في جوانبه ومصدر نوره يأتي من خلفي، ربما لكي لا يبهر عيني، وهذا الفناء به الكثير من الأبواب؛ بعض هذه الأبواب مفتوحة أو نصف مفتوحة تتلاعب الرياح بها، فأحيانا تذهب وأحيانا ترتد أو تغلقها بقوة، ولكنها تظل قابلة للفتح، ولكنك لا تريدها فهي لم تكن أبدا أبوابك، أما الأبواب الأخرى فمغلقة لا تملك مفاتيحها، ولكن قلبك يجذبك إليها، فتأنس وتستعذب المغامرة التي خلفها أحيانا، وأحيانا أخرى ينقبض قلبك فلا يدعك تحاول فتحها.

قاطعته: ولماذا أغلقت أبوابك؟
تعجب واندهش وقال: مَن؟ أنا؟ أنا لم أغلق شيئا !!!
فتعجبت كتعجبه وأكملت: أليست هذه دنيتك؟!! إذا فأنت من أغلق أبوابها. (!!!)


نظر لأسفل قليلا وقال بنبرة منخفضة: في الحياة، نحن مجبرين على كثير من الأشياء؛ نولد فنبكي، نكبر فندور في مداراتها المتجددة حتى نخرج من دائرة زمنها.
ثم أكمل: هل تعرف أكثر ما يؤلمني في هذه الحياة؟ الانتظار !!!
الانتظار لأحيى حياتي وليست حياتهم.
اعترضت : ولكن الانتظار يعبر عن الأمل !!
فقاطعني: ولكن عندما يطول تتبدل حروفه وتتحول من الأمل للألم.
فسألت: ولماذا تنتظر؟؟ !!

كثيرا ما نبني الأسوار العالية، ثم نقتطع فيها أبواب صغيرة نصنع مفاتيح أقفالها ومع الوقت نفقد هذه المفاتيح، وعندما نفتقدها، ننسى إننا مَن صنعناها فنبقي على الأبواب مغلقة ومغلفة بأتربة الزمن العجوز؛ فنخشى ما وراءها، لنكون كمن صنع صنما ثم خافه ومهابته سكنته.

لكن بدفعة واحدة قد نخترق هذه الأبواب المغلقة، فتنفتح لنا عوالم جديدة وحياة متسعة ليس بها مصدر معين للنور ولكنها مضيئة بأكملها، هوائها رقيق ينقي القلب وينعش الروح، خضرتها دائما؛ لأنها ترتوي بالندى العذب والأمطار المدمرة لا وجود لها.


ويبدو أن أحاديثنا مرتبطة بفراغ قهوتنا؛ فينتهيان معا، فالتقط كل واحد فينا سلسلة مفاتيحه واستشعرهم لعله يجد بينهم مفتاح أبوابه المغلقة.

Saturday, March 29, 2014

أمراض القلوب Heart Diseases

أمراض القلوب


اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب: أمراض القلوب
بعيدا عن أمراض القلب المعروفة : كضعف عضلة القلب، أو إنسداد شريانا ما، أو خلل في عمل صمام معين، هناك الكثير من الأمراض التي تصيب القلب ولا نهتم بها، ولا يعالجها الطب.

أول هذه الأمراض هو الكراهية، وهناك من يعتقد أن أضرار هذا المرض يصيب المكروهين فقط، أو المظلومين نتيجة الكراهية، ولكن على العكس تماما؛ فالكراهية مرض لا يصيب إلا صاحبه؛ لأنه دائما يسير مثقلا بأحماله، وكل تصرفاته يسيطر عليها دائما ما يكرهه، وهذا لأن الكراهية تشغل مكانا كبيرا دائما في القلب.

ومن الأمراض التي تصيب القلب أيضا هو القسوة، وقد يتساءل البعض عن الفرق بين الكراهية والقسوة؟
فالكراهية وإن كانت موجهة ضد من هم بعيدين عن القلب، لكن القسوة تصيب من هم – من المفترض – أن يكون مكانهم داخل القلب؛ فإن تصفحت صفحات الحوادث في الجرائد اليومية، ستجد أن القسوة قد أصابت قلوب بعض الأباء ضد أبنائهم، أو الأبناء ضد والديهم، أو الأخوة ضد بعضهم البعض.

وأيضا البرودة قد تصيب القلوب، وقد تقترب البرودة من القسوة في المعنى، ولكن الفرق: أن القسوة وإن كانت نتيجة ضغط ظروف معينة اعترضت طريق الحياة، فالبرودة مرض مزمن يصيب جدران القلوب فتتجمد ولا تستطيع المشاعر أن تتدفق منها.

والقلوب التي قد تصاب بالعمى – ولا عجب من ذلك – رغم أن القلوب ليست هي المسئولة عن الرؤية؛ هذا لأن القلوب عندما تفقد البصيرة والتمييز بين الجيد والسيء تظل عمياء.

أما أفضل ما يُسمع هو كلام القلوب؛ لأن اللسان ليس فقط هو ما يتكلم، فاللسان يتكلم
فقط بما يحوي القلب ويمتلىء منه، ولذلك قد تجد القلوب تتحادث حين تسكت الألسنة.

وتتقوى القلوب وتصح بالحب، وأما أمراض القلب فتجزعه وتجعله يتضاءل حتى تجده قد اختفى من داخل البعض.

وإن كانت أمراض القلوب العضوية قد يحاول الطب علاجها، فأمراض القلوب الأخرى لا يشفيها إلا الله.

رابط موقع "اليوم السابع":

Friday, February 21, 2014

كلمات

كلمات


هذه الكلمات ...
للكلمات !!!
ليست لشيء أو مكان أو لذات ...
ليست لمستقبل أو حاضر أو ما فات ...
تحوي بداخلها أوجه للشقاء واللذات ...
وبين حروفها أبعاد ومسافات ...
وتبقى مجرد كلمات.

ما قيمة كلمات لا تقرأ؟
هل هي أحبار تلوث ورقات؟
قلم ينزف ما بداخله؛ ليرسم ...
فرح ...
حزن ...
ضحكات ...
أو عبرات ...
لا يحفظ ما بداخله ليبقى ...
ويبوح بالأسرار والخلجات ...
بالكلمات.

الكلمات تبقى والمشاعر تفنى ...
حتى لو لم يدق بابها أحد !!!
حتى لو لم يقطف أثمارها أحد !!!
تنتزع وقت من زمن يمر ...
جمدته وأبقته قبل أن يفر ...
تستدعيه لتحيى فيه ...
مع نفس ...
الأوقات والشخصيات ...
والكلمات.

هذه آخر كلماتي ...
سأهجر أشعاري وأبياتي ...
تقولها نفسي لذاتي ...
في نهاية قصائدي ومقاصدي ...
من الكلمات.

لكن الكلمات لا تصمت ...
كما القلب دائما ينبض ...
فالحياة مملوء بالكلمات ...
الحب بالكلمات ...
القتل بالكلمات ...
الكذب بالكلمات ...
والفرح والضحكات ...
بالكلمات.

ويتدفق نهر الكلمات ...
يحوي بين ضفتيه ...
الأزمنة والبدايات والنهايات ...
ويندثر الواقع ...
وتبقى الكلمات.

Thursday, February 20, 2014

Mirror

المرآة
 
 
اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب: المرآة
 
 
 
 
 
وقفت ذات يوم أمام مرآة ...
لا تعكس صورتي أو ما أراه ...
وتقول ما تقوله ...
كجوهرها تصوغه ...
وسألت: هل هذا هو وجهي؟!!
أم وجه المرآة.

وقابلت مرآة أخرى ...
تعكس عكس ما رأيت وعاينت ...
فتهت وضللت (!!!)، فسألت:
هل لي وجهان وجوهران؟!!!
أم هذه خدعة المرآة ؟

وجلست وسط كثير من المرايا ...
تقول وتعكس ما لا تقوله الخبايا ...
فصمت، ونظرت داخل نفسي ...
لعلي أميز صوتي ...
من بين المكسور ...
من المرآة.

الصورة لا تكتمل ...
والزاوية تنكسر ...
في المرآة .
تنكسر المرآة فتجرح ...
وتصبح كثير من المرايا ...
تصنع صور جديدة ...
بعد أن كانت مرآة ...
واحدة.

الإنسان مرآة ...
تنعكس في عيون عدة مرايا ...
فتخفي أكثر ما تكشف ...
إن نظرت في مرآة إنسان غيرك ...
رأيت وجهك ليس كما تراه عينك ...
وإن نظرت لمرآة نفسك ...
تجد طلائها ولمعانها من صنع يدك ...
ليتحكم فيما تنظره العيون ...
في المرآة.

كل إنسان يحيط نفسه بمرايا ...
تصد ضوء الشمس ...
وتحتمي من شعاع العيون ...
ويظل ما في جوهر المرآة ...
بعيدا عن أعين الجميع ...
ما عدا عيون الله.
 
رابط موقع "اليوم السابع":

Friday, January 3, 2014

الإرهاب والأعياد والمناسبات

الإرهاب والأعياد والمناسبات

اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب:  حتى لا يفسد الإرهاب على المصريين أعيادهم
اختلف الكثير من منظمات حقوق الإنسان، وحتى الدول على تعريف معنى "الإرهاب" فيوجد من يضع له مفهومًا واسعًا جدًا، ويوجد من يجعله مقصورًا على ارتكاب الجرائم الإرهابية المنظمة ضد المدنيين، ولكن إن حاولنا تعريف الإرهاب أو الإرهابى حسب الواقع الذى نتعايش معه وتراه أعيننا، فسنجد أن الإرهابى هو من لا يؤمن بحق الآخر فى الحياة، ويعتقد أنه يملك الحقيقة المطلقة وحده دون غيره، ويستهدف آمان وحرية الآخرين، ويسعى لدفعهم لتغيير سلوكهم المعتاد وعاداتهم الشخصية، وبعد أن يزيد من هموم الحياة عليهم، يحرمهم من الحياة نفسها.

بمعنى أن الإرهاب قد يكون درجات بداية من الترويع والتخويف حتى ينتهى بالتفجير والقتل الجماعي، وكذلك الإرهاب دائمًا يصنع لنفسه تبريرات؛ فلا يوجد إرهابى يعتقد أنه مخطئ أو أنه على باطل، فكل إرهابى يبرر لنفسه أفعاله شاعرًا أنه له حق وعلى حق فى كل أفعاله، وهنا مكمن الخطورة؛ لأن هذا الاعتقاد يعطى له دافعًا أكثر للتدمير والتخريب، ويجعله يشعر أنه كلما زاد فى ترويعه وترهيبه، إن هذا أفضل ويخدم هدفه أكثر!


ولكن لماذا ارتبطت الأعمال الإرهابية بالمناسبات والأعياد والأماكن التى تزخر بالتجمعات البشرية الكبيرة؟

 
رغم أنه من الناحية الأمنية، من المفترض أن يكون الأمن أكثر يقظة وانتباهًا فى المناسبات ومع التجمعات البشرية الكبيرة ما يقلل فرص الجرائم الإرهابية، ولكن الإرهابى ولأنه يحتقر ويحقد على الآخرين فيهدف إلى ترك ألم أكبر فى النفوس فيستهدف هذه المناسبات، وهدفه الأسمى هو ترويع الآخرين فى المناسبات التى من المفترض أن تدخل السرور على القلوب، وسيشعر بالنشوة أكثر إن تغيرت هذه العادات فى المناسبات وأن يظل كل فرد فى بيته شاعرًا بالأمن المزيف والذى فى حقيقته هو خوف كامن، ويستغل التجمعات البشرية فى الاختباء فى وسطها عن عيون الأمن.


ولذلك يجب ألا يُسمح للإرهاب بتغيير السلوكيات التى تدخل على القلوب السرور وإلا يكون قد نجح فى إحدى أهدافه، ومن الناحية الأخرى يجب أن يكون المجتمعون فى حماية بعضهم البعض غير غافلين عن المندسين فى وسطهم؛ لأن ذلك سيساعد القائمين على الأمن، وسيكون هذا مصدر سعادة أكثر عندما يشعر الناس أنهم فى حماية بعضهم ويشعرون بمسئوليتهم عن أمن وأمان الآخرين.


فالإرهاب يستهدف المجتمع ويجب أن يجتمع المجتمع كله على مقاومته، فلا يوجد من يستطيع أن يقف فى وجه الشعب أجمعه.

رابط موقع اليوم السابع:

Wednesday, January 1, 2014

دستور مصر الجديد 2014

دستور مصر الجديد 2014



اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب: نعم لدستور مصر الجديد
ونحن نعيد صياغة دستور مصر بشكل جديد نتذكر ما حدث في الدستور السابق من حيث تشكيل لجنته وصياغته وطريقة الانتهاء منه سريعا وأطلق على هذه الطريقة في حينها (سلق الدستور) في ليلة واحدة وحتى الاستفتاء عليه ونسبة التوافق عليه، ولكن فلننظر للإيجابيات التي تمت بها إعادة صياغة الدستور والسلبيات التي تم تجنبها.

وكما هو معروف أن أي عمل بشري لن يصل للكمال؛ لأن الكمال لله وحده، ولكن يكفينا وضع المبادئ التي تضمن حقوق وحريات جميع طوائف الشعب والابتعاد عن المواد المبهمة والغير معروف هدفها أو كيفية تأويلها.

وفي البداية كان تشكيل اللجنة يعبر عن تنوع المجتمع المصري واختلافه وكل عضو في اللجنة كان يمثل طائفته ولا يوجد فيهم من يحمل هويتين أحداهما مستترة والأخرى ظاهرة ولا يوجد من يرتدي قناع جماعة أخرى، ولم يظهر على أعضاء اللجنة الميل للانتقام من فصيل معين بسبب ظروف أو مواقف سياسية معينة، وكذلك لم يقع الدستور في (فخ) الشخصنة أو التعبير عن موقف أو ظرف سياسي معين – كما حدث في الدستور السابق – فلم نجد مواد لا تتوافق مع المبادئ الدستورية نفسها كقانون العزل أو التحصين لبعض الهيئات لخدمة أهداف معينة ولا تمييز بأي صوره سواء كان سلبي أو إيجابي؛ ولكن تم الحث على إعطاء الحق في التمثيل لكل طوائف الشعب دون تحديد (كوتة) معينة، ولم نجد مواد شخصية تقصد أفراد أو تقويض هيئات بعينها.

وقد راعى مشروع الدستور التأكيد على الحريات والحقوق بشكل واضح صريح دون التطرق لمواضيع جانبية أو زرع ما سمي بـ (المواد المفخخة) التي لم نكن نعلم ما المقصود منها ولكن اتضحت – فيما بعد – سوء النية من وضعها.

وقد حدد هذا المشروع تعريف ومهام هيئات ومؤسسات تم الجدل حولها كثيرا مثل: الهيئات القضائية (المحكمة الدستورية، والقضاء الإداري، ومجلس الدولة، ومهنة المحاماة) والقوات المسلحة والشرطة دون مبالغة ولا انتقاص من حقوقها أو واجباتها تجاه الشعب.

وقد حقق مشروع الدستور التوازن المطلوب للمؤسسات الدينية كالأزهر الشريف من حيث التأكيد على دوره واستقلاليته وحقوق رجاله دون إقحامه في أمور لا علاقة له بها كما حدث سابقا، وكذلك حقوق أصحاب الديانات السماوية (المسيحية واليهودية) حيث تم التأكيد على حقوقهم دون انتقاص ودون صبغ الدولة في المقابل بصبغة دينية، وبإلغاء مجلس الشورى – الذي لم يكن معروف له مهام غير التحكم في الصحف وتصعيب إنشاء الأحزاب – تم التخلص من عبأه المادي والمعنوي والسياسي.

أما أعضاء اللجنة فكانوا متماسكين ومترابطين حتى آخر يوم لهم، وقد ظهر هذا في اليوم الختامي لهم وفرحتهم بإنهاء مشروع، وهذا دليل على تماسك محتوى مشروعهم، فقد عانينا كثيرا من انسحاب أعضاء لجنة وضع الدستور المعطل وتجاهل اللجنة لذلك والتصميم على إنهاء دستور مشوه يعبر صانعوه عن فصيل سياسي واحد.

وأما الجدل الذي أثير حول (ديباجة الدستور) وتغيير جملة (حكمها مدني) إلى (حكومتها مدنية)، فرغم أن سبب تغيير هذه الجملة غير مفهوم حتى الآن وخصوصا مع النص أن الدستور مع ديباجته وحدة واحدة لا تتجزأ، ولكن الروح العامة للدستور تطمئنا أن هذا التغيير لن يؤثر في مسار الدولة ولكننا تمنينا أن لا يتم مثل هذا الأمر ولا أن يتم اختتام هذا المشروع بفعل يشوبه بأي شبهة مستقبلية.

ومن مميزات الدستور أيضا، إننا بدأنا به قبل أي انتخابات برلمانية أو رئاسية حتى يقسم الرئيس القادم وأعضاء مجلس النواب القادمين على احترام دستور قائم فعلا، وليكون الرئيس القادم منتخب وهو عارف بصلاحياته ودوره.

فدستور مصر الجديد هو أمل جديد يجعلنا نأمل في عبور هذه المرحلة لمرحلة جديدة أكثر استقرار ورخاء.

رابط موقع "اليوم السابع":
 http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1436413&SecID=190&IssueID=0#.UswiXPtyVzY