الجمال جميعنا يعرفه ويتذوقه وكل أحد منا له فيه وجهة نظر خاصة، ولكن قد لا يعلم البعض عنه أن له علم خاص به يسمي "بعلم الجمال" وهو في أبسط معانيه هو العلم المتعلق بالإحساسات أي أن الجمال لا يشعر به إلا بتذوقه والإحساس به.
والجمال بطبيعته نسبي أي يختلف معاييره من مجتمع لآخر، ومن طبقة لأخرى، وحتى من فرد لآخر؛ لأن ما يراه أحد جميل قد يراه الآخر قبحاً، ولكن حتى أن اختلفت مقاييس وأشكال الجمال بين الأفراد والمجتمعات والشعوب المختلفة، ولكن أجتمع الجميع علي أن الجميل هو ما تجد العين راحة فيه، والقلب ميل إليه.
ورغم اختلاف الشعوب وطباعها ولكننا نجد حدود الجمال والقبح معروفة لحد ما، وهذا ما يدفع الإنسان لتذوق جماليات الآخرين المختلفين؛ وهذا لأن كل أشكال الجمال يربط بينهما رابط إنساني واحد، ويظهر الجمال جليا في فن وحضارة الشعوب؛ لأنهما هما المرآة التي ينعكس عليها هذا الجمال.
ولكن لماذا نجد أن بعض المجتمعات أو الأفراد تتأثر بذوقيات وجماليات مجتمعات أو أفراد آخرون؟ ولماذا نجد أنهم يفضلون ويستحسنون جماليات مجتمع أو فرد دون الآخر؟
السبب هو أن المجتمع أو الفرد الذي يتأثر بمجتمع أو فرد آخر، عادة ما يجد في المؤثر شيء يفتقده أو يرنو إليه، فيلجأ إلي التشبه به ليقترب منه، وكذلك نجد أن الأكثر رفاهية عادة ما يكون مؤثر في الأقل رغدا في المعيشة؛ لأن هذه الراحة تعطي فرصة للجمال أن يظهر، وأيضا نجد أن من يعمل لدي أحد، قد يتأثر به؛ لأن من يعمل لدي أحد لا يأخذ منه راتبه فقط، ولكنه يشرب أيضا من كأس طباعه وذوقياته وجمالياته أيضا، وهذا ينطبق علي الشعوب أيضا، حتى ولو كان هذا المجتمع كان يملك في الماضي ذوق أرفع، فأنه يتخلي عنه إلي من يطعمه.
أذا فمن المهم أن ينظر كل إنسان حوله ويبحث عن الجمال؛ لأن المجتمعات التي يقل بها الجمال تكون مجتمعات بائسة وتتهدم بها الأخلاقيات، و قد عبر شكسبير عن رأيه في من لا يتذوق الجمال المتمثل في الموسيقي في مسرحية تاجر البندقية قائلا:
كل أمريء خلت من الموسيقى نفسـه
ولا يحركه العذب من النغــم
خليق بالخيانات ، والمكايد، والغدر بضروبه
حركات روحـه بليدة كالليل
وعواطفه مظلمة كالجحيم
إياكم والثقة في إنسان كهذا ..
ولا يحركه العذب من النغــم
خليق بالخيانات ، والمكايد، والغدر بضروبه
حركات روحـه بليدة كالليل
وعواطفه مظلمة كالجحيم
إياكم والثقة في إنسان كهذا ..
إضافة
No comments:
Post a Comment