Wednesday, November 30, 2011

لماذا لم أنتخب الأخوان؟! ... 21 سبب



في البداية أريد أن أقول أني أستطعت أن أنتخب في اليوم الثاني للأنتخابات في مشهد أكثر من رائع يُعبر عن الرقي والتحضر وهذا يؤكد أن النظام هو الذي يجعل المجتمع متحضر وانعدامه يدفعهم للهمجية، وأريد الآن أن أقول لماذا لم أعطي صوتي لحزب الأخوان:

1- تاريخ الأخوان وبداياتهم لا يُطمئن علي المستقبل، فهم تنظيم استخدم السلاح في الماضي ليفرض كلمته.

2 - العرض العسكري الذي قاموا به عام 2004 دليل أن عندهم ميلشيات منظمة.

3 - التلون والتغير في المواقف والآراء حسب الموقف السياسي باختلاف العصور.

4 - سطحية المبادئ مثلما رأينا في موقفهم من تركيا، فهم كانوا يقولون أنهم يتمثلون بالنظام التركي ناسين أن نظام تركيا  نظام علماني وعندما جاء أردوجان هتفوا له: (أردوجان ... أردوجان ... ألف تحية من الأخوان) وطلبوا منه أن يعلن نفسه خليفة للمسلمين وعندما شرح لهم وجهة نظره عن العلمانية قالوا أن النموذج التركي لا يناسبهم.

5 - كونهم تنظيم عالمي موجود في عديد من الدول يجعلني أتشكك في نواياهم الخفية وأهدافهم المعلنة.

6 - غموض تنظيمهم ومصادر تمويلهم، ومنطق الانسان البسيط يقول: أن من يصرف مالا يريد أن يعوضه.

7 - عدم المصارحة والتبدل في المواقف مثل تصريحاتهم أنهم لن يسعوا للأغلبية وان هدفهم هو المشاركة لا المغالبة ثم الكشف عن النوايا الحقيقية وكذلك بخصوص تطبيق الشريعة بعد امتلاك الأرض.

8 - أدائهم في برلمان 2005 – 2010 لم يكن مؤثر؛ فكان اهتمامهم بقضايا شكلية فقط مثل ملاحقة بعض الفنانين أو ذبح الخنازير.

9 - الأخوان كانوا جزء من النظام القديم، وخبراء في الصفقات السياسية خصوصا وقت الانتخابات.

10 - لم يعلنوا مشاركاتهم في ثورة 25 يناير في البداية، ولكن عندما نجحت التفوا عليها وركبوا موجتها.

11 - أول من سعوا للصفقات مع النظام السابق للسيطرة علي الشارع، وأول من جلسوا مع عمر سليمان للمقايضة.

12 - لم يكن حزب الحرية والعدالة التابع لهم يتسم بأي استقلالية كما قيل، هو مجرد قناع جديد لوجه الجماعة القديم.

13 - برنامج حزب الحرية والعدالة لا يأتي بجديد ولكنه يجرنا للخلف ولي تعليق سابق عليه،لمعلومات أكثر برجاء الضغط علي هذا الرابط : 

14 - تحزبهم وتمييزهم الفكري العنصري مثل قولهم إن الأخواني يجب أن يتزوج من أخوانية لأمتلاك الأرض ومنع أي فرد أخواني من المشاركة في أي حزب آخر.

15 - استخدام اسلوب الاستقطاب والحشد الديني .

16 - رغم تحدثهم عن الديمقراطية التي كانوا يعتبروها بدعة مستحدثة ولكنهم يستخدموها بمفهومها الناقص حيث أنه لا مكان عندهم للمختلفون أو الأقليات.

17 - كل المتعاطفون لهم بسبب قهر النظام السابق لهم وسجن بعض رموزهم لسنوات دون محاكمة، وهذا ليس سبب كافي.

18 - خلط الدين بالسياسة، رغم أن معظم المجتمع لا يري غضاضة في ذلك ولكن كل الدول التي سارت في هذا الطريق هي دول فاشلة.

19 - انعدام الحرية حيث أن من يخالف المستتر بالدين يُعتبر آثم وليس مختلف في الرأي.

20 - خروج معظم الجماعات المتطرفة كان من عباءتهم.

21 - لا أقبل أن يكون شعار من يمثلني هو سيفان متقاطعان.

في النهاية أجد أن معظم الناس معجبون بهم بسبب تنظيمهم ونظامهم، وهذا دليل علي إننا محتاجين ومتعطشين للنظام، فبدل من أن نسعي وراء أي تنظيم علينا أن نسعي الي النظام نفسه.


Tuesday, November 29, 2011

انتخابات مجلس الشعب 2011 ... مهزلة اللجان وطهارة الميدان ... مصر لم تنتخب


من المعروف أن رجال مبارك كانوا ينتخبون بدلا مني في الانتخابات السابقة لكن في أول برلمان للثورة لم يتاح لنا التصويت مطلقا، فالوضع في عين شمس كان مأساوي؛ ففي البداية أريد أن أشهد لرقي وتنظيم وصبر الشعب المصري؛ فالكل جاء بضمير نقي لكي يختار من يمثله وحتي المجادلات المعتادة لم تحدث فلم يسألني أحد مَنْ ستنتخب؟ ولم أسأل أحد بالطبع نفس السؤال، ولكن هذا الحال انقلب بعد ذلك.



ولعلمي أن الطريق طويل فقررت أن اصطحب معي رفيق يتكلم في أذني بمواضيع شتي متنوعة لكي تُشغل ذهني، فأشتريت جريدة لتقوم بهذه الوظيفة، ففيها هناك من يغني للأنتخابات التي لم يرها بعد، هناك من ينتقد ديكتاتورية الميدان، وهناك يمتدح حكمة المجلس العسكري، فقد قامت الصحيفة بوظيفتها تماما.



ولكن المرشحون أصروا أن يستكملوا دعايتهم الانتخابية أمام اللجان رغم أنه لن تجد أحد لا يعرف مَنْ سينتخب حتي هذه اللحظة ولكنهم اصروا علي الانفصال عن الواقع حتي اقتحم آذاننا ميكروفونات تابعة للأخوان المُتَلونون يستخدمون اسم (الله) في الدعاية الخاصة بهم.



وبعد قليل سمعت صوت قائل: محمد حسان، حزب النور ... محمد حسان، حزب النور ... محمد حسان، حزب النور ... فظننت أنه هاتف من السماء يدعوني لأنتخاب حزب النور ولكنه لم يكن ذلك بل كان صوت الشاب الذي كان يوزع دعاية حزب النور الرجعي، فأخذتها منه ورأيت عليها صورة محمد حسان وبجوارها رسالته للشباب ومضمونها يقول: "ليس معني إني ادعوكم للأنتخابات إني أقول لكم ان تنسوا وتتركوا مبادئكم وشرائعكم" فسألني أحد المحيطين: ماذا يقصد؟ فقلت له: لأنه كان يري أن الديمقراطية والانتخابات والاحزاب بدعة مستحدثة وحرام ولكنه الآن يبرر عدوله عن مبادئه ناسيا أن الهاتف المحمول والحاسب الآلي المحمول الذين يستخدمهما في استمالة الناس له بحجة تعريفهم مكان لجانهم هم ايضا مستحدثات ومبتدعات وان تمسكنا بكل ما هو في الماضي فلن نجد إلا الأحجار هي الباقية من الماضي.



ولكن بداية الاحباط كانت في الساعة الحادية عشرة بعد ثلاث ساعات من الانتظار عندما انفتحت ابواب المعهد ووجدنا أنفسنا أما اللاشيء الذي نسعي اليه فلا يوجد أوراق أو لجان أو قضاة وخرج علينا ضابط الشرطة العسكرية ليبشرنا انه حدث خطأ وذهبت أوراقنا لمدينة نصر ورد الناس عليه بكثير من أصوات الاستهجان و الاعتراض والصفافير متسائلين ما علاقة عين شمس بمدينة نصروعندها أحسست أن شباب ميدان التحرير فعلا أكثر نقاء وطهارة فهم اعتصموالأنهم لم يشعروا بتغيير ونحن نحاول أن نشارك في التغيير ولكن التغيير نفسه غير موجود وأن وقفة الميدان أكثر شرفا من وقوفنا أمام لجان خاوية.



وظل هذا الحال حتي عرفنا أن مأمور قسم عين شمس قد أوقف عن العمل وجاء لواء من الجيش الساعة 14:40 لكي يسمع مننا الموضوع كأنه جديد ووعد بالحل الذي لم يحدث حتي مغادرتي اللجنة في الساعة الخامسة دون انتخاب حيث ظهرت بعض الاوراق الغير مكتملة لبعض اللجان الفرعية وحدث تدافع رهيب بين الناس لكني أعذرهم وأقدرهم لأنه واقفون علي أرجلهم منذ الساعة الثامنة صباحا وعرفت أن النظام الذي لم يسقط أو انعدام النظام هو الذي دفعهم للهمجية، فقد كانت اللجان مفصولة عن الواقع الخارجي حتي أن الهاتف المحمول لم يستطع التقاط اشارة الشبكة من كثرة الزحام.



واليوم علي موعد مع الجولة الثانية لمعركة ادلاء الاصوات وشعرت ان مصربالأمس لم تنتخب ولكنها تنتحب

Friday, November 25, 2011

البحث القادم: عزازيل ليوسف زيدان ... رواية أدبية أم دراسة تاريخية؟


هل سمعت عن هذه الرواية؟

هل قرأتها؟ 

هل هي مجرد رواية أدبية ترسم خيال المؤلف أم دراسة تاريخية تصور حقائق الماضي؟ 

هل كانت تهدف إلي نشر أفكار مغلوطة؟ أم إنها مجرد وجهة نظر أخري؟

ما سر الاختلاف والهجوم عليها؟

ما هي الايجابيات والجماليات في الرواية؟ أم إن كلها سلبيات؟

كرواية أدبية، هل من الموضوعية أن أنتقد سياقها وحبكتها الدرامية وما بها من أحداث تاريخية أو أفكار لاهوتية؟

أم كل ما يكتب يجب أن يمر من بوابة الخيال والابداع الأدبي؟

هذا هو موضوع البحث القادم والذي أقوم بإعداده الآن وسينتهي قريبا

Friday, November 18, 2011

الظاهر والباطن


تختلف بواطن الأمور عن ظاهرها – وهذا بديهي – فها نحن نسير علي الأرض ونظنها صلبة أو باردة تكسوها الثلوج والمياه الباردة، ولكن في الحقيقة أن باطنها يلتهب ودائم الغليان؛ فنحن نسير علي ظاهرها غير مهتمين بما يدور في باطنها.

وهكذا الانسان نتعامل مع ظاهره ولكننا لا نري ما في باطنه إلا ما يظهره بإرادته أو يظهر منه بغير قصد، ونظل نراقب تصرفات الآخرين لكي نستنتج مما يظهر منها ما هو خفي؛ ولأن هذه طريقة مرهقة وقد لا تنجح دائما، ثارت الشكوك بين الناس بعضهم البعض وصاروا متربصين لبعضهم البعض.

فالسؤال الآن: هل يجب تقصي حقيقة ما بداخل الأنسان قبل أن أتعامل معه؟

بالطبع لا؛ لأن التعامل بين الناس يكون من خلال المساحة المشتركة التي يلتقون فيها، وتتمدد أو تنكمش هذه المساحة تبعا لطبيعة العلاقة إن كانت سطحية أم عميقة.

ولكن الأهم أن يعرف كل إنسان ذاته ويحدد مبادئه حتي يتعامل من خلالها مع الآخرين؛ ومَنْ يلتقي معه في مبادئه داخل هذه المساحة المشتركة، يتفق معه.

فإذا كان هذا هو الحال، فلماذا يعتمد مجتمعنا علي الظاهرية في كل شيئ؟ لماذا نري حولنا مَنْ ينظرون لقشور الانسان دون التعمق في ما بداخله؟ فهذه الظواهر قد تدل عن بعض ما بداخله وقد لا تدل، والأكثر من ذلك أنه في بعض الأحيان قد تخدعنا حواسنا فلا ننظر أو نسمع إلا ما نريد.

لماذا نفرض علي التقوي مظهر معين دون غيره؟ ولماذا لا نريد أن نلتزم بالبعد عما حرمه الله إلا لو كُتب في دستور؟ ألا يكفي أن يكون مكتوب في الصدور؟

إن كان الحكم بالمظاهر، فقد سهلنا التلون علي كل منافق.


Wednesday, November 16, 2011

كلام بالألوان



الأبيض: البداية، وما نتوق إليه، وأكثرما يظهر جماله هو الأسود.
 
الأسود: نقاوم انتشاره، ولكن نلجأ إليه عندما يكون هو المعبر الوحيد عن آلامنا.
 
الأحمر: مايجري بداخلنا، ويرمز للحياة ويجب أن لا يمس ولا تراه عيوننا.
 
الأخضر: الأمل الذي ينمو أمام أبصارنا، رغم انه ينبت من الأسود.
 
الأزرق: نراه فوقنا بسحبه المتجسمة أو ممتد بأمواجه امام عيوننا، يروي جوفنا ولكن كثرته تغرقنا.
 
الأصفر: ينير عيوننا ان كان فوقنا، ويوقظ داخلنا احساس العطش إن كان حولنا.
 
البنفسجي: نحبه رغم انه يذكرنا بشجوننا وربما نحبه لذلك.

Friday, November 4, 2011

حقائق موجودة لكن غير معقولة


في كثير من الأحيان نجد حولنا قواعد أو حقائق سارية ونافذة قد تكون غير معقولة أو 
غيرمقبولة ولكنها موجودة ولا يجب أن نتجاهلها ولكن يجب مناقشتها وتحليلها.
 
الحقيقة الأولي:
عندما تكون الأضعف، كل مزاياك تتحول الي عيوب وتلام عليها, ولكن عندما تكون
الأقوي كل عيوبك لا تري بل تُقبل تُحتمل أيضاً.
 
الحقيقة الثانية:
الأنسان لا يُحاسب علي ما يفعله فقط ولكن يحاسب علي ما لا يفعله أيضا وهذا ما
يسمي بالأخطاء السلبية

الحقيقة الثالثة (غريبة):
لماذا لا يعرف الأنسان قيمة الأبيض إلا عندما يري الأسود؟!؟
لماذا لا يتعلم إلا من الخطأ؟!؟
لماذا لا يحب إلا ما يتعب فيه؟!؟
ولماذا يتذكر كل كلمة جرحته وينسي كل من سنده في ضيق؟!؟
لماذا السلبيات مؤثرة الي هذا الحد؟ هل الأنسان كائن سلبي؟
مش غريبة برضه؟!!!
 
الحقيقة الرابعة (الخطوط المستقيمة):
رغم انها اقصر الطرق بين نقطتين لكنها قليلة وغير مستخدمة ... لماذا؟
ربما لأن طبيعة الأرض الدائرية تتعارض مع هذه المستقيمات، ربما لوجود العديد من
التضاريس من مرتفعات ومنحنيات داخل طبيعة الحياة تسبب صعوبة في اختراق هذه
الخطوط لها للوصول للهدف، لذا أصبح من الحتمي استخدام أقصر الطرق حتي ان لم
تتسم بالأستقامة الكاملة!!!
 
الحقيقة الخامسة (السياسة في حياتنا):
السياسة في حياتنا ليست علي صفحات الجرائد فقط ولكن في التعاملات اليومية بين
الأفراد الذين هم صورة مصغرة من التي بين الدول.
عندما يطلق اسماء مخففة علي الأحداث حفاظا علي العلاقات وعدم قطع الأتصال،
عندما يكون المخطيء هو الأضعف وليس من اغتصب الحق (الحقيقة الأولي)، عندما
 تكون حرب الأعصاب مهمتها الأيقاع في الخطأ ومن يفقد اعصابه هو المخطيء 
وسياسات تاني كتير لا مساحة لها الآن.

Wednesday, November 2, 2011

الجمال



الجمال جميعنا يعرفه ويتذوقه وكل أحد منا له فيه وجهة نظر خاصة، ولكن قد لا يعلم البعض عنه أن له علم خاص به يسمي "بعلم الجمال" وهو في أبسط معانيه هو العلم المتعلق بالإحساسات أي أن الجمال لا يشعر به إلا بتذوقه والإحساس به.

والجمال بطبيعته نسبي أي يختلف معاييره من مجتمع لآخر، ومن طبقة لأخرى، وحتى من فرد لآخر؛ لأن ما يراه أحد جميل قد يراه الآخر قبحاً، ولكن حتى أن اختلفت مقاييس وأشكال الجمال بين الأفراد والمجتمعات والشعوب المختلفة، ولكن أجتمع الجميع علي أن الجميل هو ما تجد العين راحة فيه، والقلب ميل إليه.

ورغم اختلاف الشعوب وطباعها ولكننا نجد حدود الجمال والقبح معروفة لحد ما، وهذا ما يدفع الإنسان لتذوق جماليات الآخرين المختلفين؛ وهذا لأن كل أشكال الجمال يربط بينهما رابط إنساني واحد، ويظهر الجمال جليا في فن وحضارة الشعوب؛ لأنهما هما المرآة التي ينعكس عليها هذا الجمال.

ولكن لماذا نجد أن بعض المجتمعات أو الأفراد تتأثر بذوقيات وجماليات مجتمعات أو أفراد آخرون؟ ولماذا نجد أنهم يفضلون ويستحسنون جماليات مجتمع أو فرد دون الآخر؟

السبب هو أن المجتمع أو الفرد الذي يتأثر بمجتمع أو فرد  آخر، عادة ما يجد في المؤثر شيء يفتقده أو يرنو إليه، فيلجأ إلي التشبه به ليقترب منه، وكذلك نجد أن الأكثر رفاهية عادة ما يكون مؤثر في الأقل رغدا في المعيشة؛ لأن هذه الراحة تعطي فرصة للجمال أن يظهر، وأيضا نجد أن من يعمل لدي أحد، قد يتأثر به؛ لأن من يعمل لدي أحد لا يأخذ منه راتبه فقط، ولكنه يشرب أيضا من كأس طباعه وذوقياته وجمالياته أيضا، وهذا ينطبق علي الشعوب أيضا، حتى ولو كان هذا المجتمع كان يملك في الماضي ذوق أرفع، فأنه يتخلي عنه إلي من يطعمه.

 أذا فمن المهم أن ينظر كل إنسان حوله ويبحث عن الجمال؛ لأن المجتمعات التي يقل بها الجمال تكون مجتمعات بائسة وتتهدم بها الأخلاقيات، و قد عبر شكسبير عن رأيه في من لا يتذوق الجمال المتمثل في الموسيقي في مسرحية تاجر البندقية قائلا:

كل أمريء خلت من الموسيقى نفسـه
ولا يحركه العذب من النغــم
خليق بالخيانات ، والمكايد، والغدر بضروبه
حركات روحـه بليدة كالليل
وعواطفه مظلمة كالجحيم
إياكم والثقة في إنسان كهذا ..


إضافة


الصدام بسبب (الجمال):
لماذا يحدث صدام بين العقليات المختلفة من جهة والمتخلفة من جهة أخرى بسبب الفن أو الجمال؟
ببساطة لأنهم يرون الفن بعيونهم الغير مُدربة عليه ولا متفهمة له فيطبقون عليه معاييرهم؛ فيخرجون منه ما لم يقصده، وكأنك تطبق قانون الجاذبية الأرضية على كوكب المريخ.

ولكن هل توجد فنون لا تناسب ثقافتنا المحلية؟

مثلا فن مثل فن (الباليه) تجد أن يشاهده هو من يفهمه، فهل رأيت يوما عامل في ورشة ذو ثقافة محدودة أو منعدمة ذهب في يوم اجازته للأوبرا مرتديا بدلة كاملة ليرى (باليه بحيرة البجع) وخرج بعد ذلك وهو في قمة النشوة والسعادة؟!!

 لم يحدث، ولكنه قد يذهب للسينما لمشاهدة فيلم (شارع الهرم) ذو الايرادات العالية أو (عبده موتة)، فبالمقارنة بين نوعين الفن السابقين، هل ينبغي أن يمنع ذلك ويترك تلك؟!!!

وكذلك الحجة أن هذا الفن الراقي قد يغرر بالبسطاء في غير محلها؛ لأن البسطاء يقبلون على مهرجاناتهم الشعبية لـ (أوكا وأورتيجا) أما هذا الفن فهو متنفس للمخنوقين من الزحام والعشوائية والقبح المحيط بنا، فلا يوجد مبرر لخنق الفن الجميل؛ لأن هذا سيجعل القبح يتمكن ويخنق آخر مظهر للجمال.


 ومن الناحية الأخرى، هل رأيت يوما أحد جمهور الأوبرا خرج بعد حفلة لـ (عمر خيرت) وقام بجريمة بشعة؟!!! لن يحدث لأن الفن دوره إخراج الطاقة السلبية الموجودة في الإنسان، ففي الأرجنتين مثلا اكتشفوا أن الحالة النفسية للشعب في تحسن مستمر لأنهم بعد يوم العمل يقومون جميعا برقص (التانجو) فيتخلصون من كل آثار التعب والضغط لليوم كله، وهذا مثال فقط ومع اختلاف الثقافات يمكننا البحث عما يناسبنا لنطبقه.

ماذا سنتعلم من الفنون هذه؟

ببساطة من السهل أن تتعامل مع مَن يتذوق الفنون؛ لأنه تعلم من فنونه أن أول مبادئ التواصل مع الاخرين هو رؤية الأمور بعيونهم؛ فلن يصدر أحكاما مسبقة ولن يقول لك أن لهذه العملة وجه واحد والآخر لا يعترف به، فالمتذوق للفنون هو الإنسان المؤهل للتلاقي من الاخرين، وهو من يستطيع أن يقتنع ويعترف بخطأه ومن ثم تغيير مساره بمرونة.

فالمتذوق للفنون هو الإنسان المؤهل لقبول الاختلاف والإبداع والتفاعل مع الآخرين واجتياز الفشل للنجاح.