الرجال من المريخ والنساء من الزهرة
Men are from Mars, Women are from Venus
الطريق من البيت للشغل ومن الشغل للبيت طويل وبمر علي كل مناطق القاهرة الزحمة، فمن محور 26 يوليو لميدان لبنان، لميدان التحرير، لكوبري 6 أكتوبر، لصلاح سالم يا قلبي لا تحزن، ومش هتكلم عن الطريق الدائري بطوله وملفاته ومقطوراته، نمت وقريت جرائد وسمعت موسيقي ومبقاش قدامي إلا قراءة الكتب، وابتديت أقرأ الكتب الكبيرة اللي مكنتش بقدر أقراها، لغاية ما حد اداني الكتاب ده وقالي أنه مفيد قوي وأنا عمري ما فكرت أقرأ كتاب بيتكلم عن سيكولوجية الرجال والنساء والفروق النفسية بينهم وكمان عمري ما سمعت عن الكتاب ده اللي مكتوب عليه أنه اتباع منه أكثر من 14 مليون نسخة !
وفي السطور القادمة سأحاول تلخيص صفحاته التي تعدت ال 400 صفحة بأسلوبي ورؤيتي وخصوصا أن لغة الكتاب صعبة لأنه مترجم وألفاظه أقرب لفهمها وأنت تقرأه بالانجليزية عن اللغة العربية، وأكثر ما أعجبني وأدهشني أنه يوجد أشياء مشتركة في كل الرجال وكل النساء باختلاف جنسياتهم وبلادهم، رغم إننا كنا نعتقد أنها في الرجل أو المرأة الشرقيين فقط، ولكني اكتشفت إنها مشتركة في كل الرجال والنساء عامة.
المقدمة:
يفترض الكاتب (Prof. John Gray) أن الرجال كانوا يعيشون منفردون علي سطح كوكب المريخ والنساء كذلك ولكن علي سطح كوكب الزهرة وسادت الكآبة والملل علي الكوكبين حتى أكتشف الرجال وجود النساء بواسطة مناظيرهم المكبرة، فاخترعوا السفن الفضائية ليصلوا إليهم، واتفقوا علي الحياة معا علي الأرض بشرط احترام الاختلافات بينهم والتذكر دائما إنهم من كوكبين مختلفين، ومرت الأيام ونسوا كلاهما هذه الحقائق فظهرت المشاكل والخلافات.
وسأحاول هنا تلخيص الاختلافات والخلافات وكيفية التعايش معها في نقاط بسيطة:
- السكوت والكلام:
أكثر ما تشكو منه النساء، أن الرجال أنهم لا يسمعون ولا ينصتون وفي نفس الوقت صامتون، أما الرجال فيقولون أن النساء كثيرا ما يتكلمون موجهين كثير من النقد أو النصائح الغير مطلوبة مع التفاصيل الكثيرة وكثيرو الشكوى ويضخمون ويعممون الأمور، وهذا ناتج من اختلاف طبيعة الرجال والنساء؛ فالرجال لا يتكلمون عن أنفسهم إلا في حالة طلب نصيحة من خبير وكلامهم يعبر عن معلومات دقيقة محددة وتعكس فلسفة واقعية، أما النساء فحديثهم عبارة عن تعبير عن مشاعرهم التي يشعرون بها في هذه اللحظة؛ لذا يميل حديثهم للتضخيم والتعميم، فتعبير النساء يعتبر حديث مجازي يحمل مشاعر أكثر.
حينما تقدم المرأة نصائح كثيرة دون طلب محاولة مساعدة الرجل، تبدو له انتقادية جدا وحادة، وعلى الجانب الآخر إن حاولت المرأة أن تعبر عن مشاعرها والأحداث التي مرت بها وانطباعاتها ناحيتها ، يحاول الرجل أن يساعدها بمقاطعتها بالعديد من حلول للمشكلة دون إعطاءها الإنصات الكافي رغم أن الإنصات وحده يكفي.
الرجل يتغير للأفضل إذا شعر أنه مقبول علي حالته ومحل ثقة ومسئول وأنه عليه حل المشكلة وليس هو سبب المشكلة نفسها ولكن إن شعر أنه غير مقبول بعيوبه وتصرفاته منتقدة يتجه للإحباط والعناد، فالرجل لا يحب أن يوجه له اللوم، وفي وقت الضعف لا يحب أن يشعر أنه محل شفقة، بل يحب أن يشعر بالثقة والمسئولية.
- مواجهة المشاكل (الرجال يدخلون إلي كهوفهم):
يذهب الرجال إلي كهوفهم وقت المشاكل وينفردون بها حتى يقيمون مشاكلهم ويجدون لها حلولا ولا يقصد بالكهوف العزلة فقط ولكن الانشغال الشكلي بأي شيء مثل قراءة الصحف أو مشاهدة التلفزيون أو تصفح الانترنت وهو يركز في عمله هذا بنسبة 10% أما ذهنه بمشغول بالمشكلة الأصلية بنسبة 90% والرجل يظل أسير لكهفه حتى يجد حل لمشكلته؛ لذلك قد يغضب الرجال عند مقاطعة أفعالهم هذه، رغم أن المرأة تري أنه غير مشغول ويضيع وقته.
وتوجد أسطورة تقولها الأمهات من قبائل الهنود الحمر لبناتهن قبل زواجهم وتقول: عندما يذهب الرجل إلي كهفه لا تطارديه ولا تدخلي إليه في كهفه حتى لا يحرقك التنين الذي يحرس الكهف.
أما النساء فتتحدث عند المشاكل وعنها ولا تجد أي حرج من البوح عن تفاصيل مشاكلها ولا تخجل إن وجدت إنها محل شفقة من الآخرين ومن هنا يظهر الخلاف والصدام.
كما أن الرجل يشعر بالرضا عن طريق رسم تفاصيل معقدة لحل أي مشكلة، تشعر المرأة بالرضا عن طريق الحديث عن تفاصيل المشكلة ذاتها.
- التحفيز:
يُحَفز الرجال ويشعرون بالقوة عندما يشعرون بأنه هناك من يثق فيهم ويحتاج إليهم، أما النساء فيشعرون بذلك عندنا يشعرن أنهن محبوبات ومميزات ومفضلات عن الآخرين.
- العطاء:
تميل المرأة للعطاء والبذل الغير مشروط دون أن يُطلب منها أما الرجل فطالما لم يُطلب منه شيء يظن أن لا يوجد ما يجب أن يفعله وأنه غير مقصر والمرأة لا تشعر أنها تعطي أكثر إلا عندما تشعر بالتعب والفراغ الداخلي.
- طريقة العطاء:
طريقة العطاء الخاطئة عكس طبيعة الطرف الثاني تأتي بنتيجة عكسية، فقد تظن النساء أن النصائح والأسئلة الكثيرة تعبر عن رعاية واهتمام زائد ولكن هذا يُشعر الرجل بعدم الاستقلالية وتشل تفكيره ولإيضاح ذلك نتخيل معا القصة التالية:
قصة الفارس ذو الدرع اللامع:
يحكي أن فارس دائما ما يحرص علي تلميع درعه ويتجول بين القرى ثم سمع فجأة صوت امرأة تطلب النجدة، وفي لحظة استعاد حيويته وحماسه وذهب لإنقاذها ليجد تنين يحاصر قلعتها فسحب سيفه وذبح التنين ونتيجة لذلك حصل علي حب الأميرة واستقبل بالترحاب والتبجيل من أهل القرية.
وبعد شهر ذهب لرحلة أخري وعند عودته سمع صوت أميرته تستغيث، فقد هاجم تنين آخر القلعة، وحين بدأ يسحب سيفه ليذبح التنين، صرخت الأميرة من البرج: "لا تستعمل السيف، استعمل هذا الرمح سيكون أفضل"
وألقت له الرمح وطعن به التنين وفرح الجميع ولكنه لم يشعر أنه فعل شيء لأنه استخدم الرمح وليس السيف وبعد الحادثة كان مكتئبا قليلا ونسي أن يُلمع درعه.
وبعد شهر ذهب لرحلة أخري وعند مغادرته ذكرته الأميرة أن يكون منتبها وأن يأخذ معه الرمح، وفي طريق عودته وجد تنينا آخر يهاجم القلعة، فأسرع لينقذ الأميرة متقدما بسيفه ولكنه تردد وفكر أنه ربما من الأفضل أن يستخدم الرمح، وفي هذه اللحظة هاجمه التنين وجرح ذراعه ونظر لأعلي ليجد أميرته تشير له وتصرخ: "استعمل السم، الرمح لا ينفع" وترمي إليه بالسم الذي صبه في فم التنين، مات التنين وابتهج الجميع واحتفلوا ولكن الفارس يشعر بالخجل.
وبعد شهر ذهب لرحلة أخري وحين مغادرته ذكرته الأميرة بأن يكون منتبها ويأخذ الرمح والسم وكان منزعج من اقتراحاتها ولكنه يحملها معه لأي طارئ وفي هذه المرة يسمع امرأة أخري تستغيث وحين يسرع لإنقاذها تبدد اكتئابه وشعر بالثقة والحيوية وعندما فكر أن يهاجم التنين تردد لحظة هل يستخدم السيف أم الرمح أم السم؟ ولكن عندما تذكر ما كان عليه قبلا حين كان يحمل السيف فقط، فرمي الرمح والسم جانبا وسحب سيفه وذبح التنين.
ولم يعد الفارس للأميرة مرة أخري وبقي في القرية الجديدة وتزوج من الأميرة الجديدة ولكن بعد أن تأكد أنها لا تعرف شيئا عن الرمح أو السم.
فقد يحتاج الرجل الرعاية والمساعدة ولكن الكثير منها يُنقص ثقته بنفسه ويُطفئ حماسه وحيويته.
الرجال مثل الأحزمة المطاطية:
ينسحبون حتى يعودون بنفس القوة، فالرجل ينسحب ليشعر بالحرية والاستقلال ثم يعود عندما يحتاج للحب، لذا عند ابتعاد الرجل لا يجب أن يعالج الموضوع بشكل شخصي ولكن من خلال تفهم طبيعة الرجل.
النساء مثل الأمواج:
حين تشعر المرأة إنها محبوبة يزداد تقديرها لذاتها وموجتها ترتفع ولكن قد تهبط في حركة تموجية، فبعد شعورها بالرضا قد يتبدل مزاجها وتتكسر موجتها، وهذا التكسر مؤقت.
فبعد أن تصل إلي القاع سيتبدل مزاجها فجأة وستشعر مرة أخري إنها راضية عن نفسها، والموجة عند ارتفاعها تشعر المرأة بأن لديها طاقة حب كبيرة لتبذلها ولكن عندما تنخفض موجتها تشعر بفراغها الداخلي وتحتاج أن تُغمر بالحب، فوقت انخفاض موجتها للقاع هو وقت تطهير عاطفي ولكن قد يكون استجابتها للحنان والعطف ليست سريعة وفورية وقد تأخذ موجتها وقت حتى تصل للارتفاع مرة أخرى.
إذا في العلاقات بين الرجل والمرأة؛ يبتعد الرجال ثم يقتربون للتوازن بين الحرية والاستقلال من ناحية والاحتياج للحب من ناحية أخري، بينما النساء يصعدن ويهبطن في قدرتهن علي حب أنفسهن والآخرين.
الجدال في المناقشة:
يجادل الرجال لكي يثبتوا حقهم في أن يكونوا أحرارا في حين أن النساء يجادلن ليثبتوا حقهن في أن يكونوا متضايقات؛ فهن يريدن التعبير عن ضيقهن ومشاعرهن، فالرجال يبحثون عن مساحة، بينما النساء يردن تفهما، وعادة ما يميل الرجال للجدال أكثر عندما يكونوا مخطئين أو مقصرين فيتخذون الجدال كوسيلة دفاعية.
أنواع الحب:
يوجد فرق بين أنواع الحب الذي يحتاجه الرجال والنساء وقد نتعجب أن عرفنا أن هناك 12 نوع من الحب سيوضح في الجدول التالي، مع مراعاة أن كل نوع تحتاجه النساء يقابله نوع يحتاجه الرجال:
النساء | الرجال |
1 – الرعاية | 1 – الثقة |
2 – التفهم | 2 – التقبل |
3 – الاحترام | 3 – التقدير |
4 – الإخلاص | 4 – الإعجاب |
5 – التصديق | 5 – الاستحسان |
6 - الطمأنينة | 6 – التشجيع |
التواصل:
التواصل هو المحور الأهم في العلاقة ولكنه قد يتحول إلي مجادلة التي عادة ما تكون حول أسلوب المجادلة ذاتها وليس الأمر نفسه ولتجنب الجدال يجب تذكر أنواع الحب السابقة التي يحتاجها كل من النساء والرجال.
احتساب النقاط عند النساء والرجال:
لكل طرف رصيد عند الطرف الآخر وكل من الرجال والنساء يحسبون النقاط للطرف الآخر بطريقة خاصة كأنه يدون له نقاط تضاف إلي رصيده، ومن المهم فهم كيفية احتساب هذه النقاط لتجنب الخلافات.
يظن الرجل أنه يحرز نقاط كثيرة عندما يقدم شيئا كبيرا أو عظيما أو غاليا وأنه سيحصل علي نقاط أقل إذا قام بأي فعل بسيط، وبهذا يعتقد أنه سيرضي المرأة أكثر إذا ركز وقته وطاقته وانتباهه لكي يقدم لها شيء ضخم متناسيا أي أشياء بسيطة أو صغيرة قد تحتاجها المرأة.
أما النساء فأي فعل يساوي لديها نقطة مهما كبر أو صغر، مهما غلي أو رخص ثمنه، فنجدها قد ترضيها أشياء صغيرة مستمرة ومتتابعة أكثر من شيئان ضخمان متتابعان لكن متباعدان وغير مستمران.
لذلك لا نتعجب أن اشتكت المرأة من الإهمال بعد فترة بسيطة من تقديم الرجل لها هدية كبيرة أو غالية؛ لأن بعض الأشياء البسيطة التي تعبر عن الاهتمام المستمر ترضيها أكثر.
لماذا يعطي الرجال أقل؟
يُتَهم الرجال أنهم يُعطون أقل، فما حقيقة ذلك؟ وذلك يرجع طبعا لاختلاف طبيعة الرجال عن النساء ولهذا أسباب خمسة:
1 – يركز الرجل طاقته علي مشروع كبير ويعتقد أن هذا أفيد وسيعطيه نقاط أكثر.
2 – تعطي دائما المرأة بسخاء وكرم دون شروط ودون أن يُطلب منها ولا تنتبه إنها تأخذ أقل إلا عندما تكون مُتعَبة وخاوية ومستهلكة، أما الرجل فيعطي بسخاء حتى يشعر أن النتيجة متعادلة ومن ثم يتوقف عن العطاء؛ فهو يعطي ثم يستريح لتلقي نتيجة ما بذله.
3 – الرجال يعطون عندما يُطلب منهم ذلك، والنساء ينتظرن العطاء دون أن يطلبوه.
4 – النساء يقلن: نعم (يوافقن) وهن غير راضيات حتى عندما يكون الاختيار ضد إرادتهن إرضاء للرجل، ولكن الرجل يعتقد إنها راضية ومبسوطة بنفس القدر مثله لأنها وافقت وذلك يظهر في أشياء مثل اختيار أماكن التنزه، تخطيط الأجازات والسفريات ... الخ
5 – الرجال يخصمون نقاط عقابية من رصيد المرأة، فعندما يشعر بالجرح أو أنه ليس محل ثقة يخصم من المرأة النقاط التي ربحتها لتوها مما يسبب ارتباك للمرأة كأن الرجل ينسي كل شيء عندما يغضب منها.
كيف يمنح الرجال النقاط؟
يمنح الرجل نقاط للمرأة في كل مرة يشعر فيها بالحب أو الثقة أو التقدير فهو لا يحتاج إلا الحب، والنساء قد لا يقدرن قوة حبهن للرجل وتأثيره فيه وفي أوقات كثيرة يحاولن الحصول علي حب الرجل بتقديم أشياء إضافية غير مطلوبة أكثر مما يحتاج مما يسبب تأثير عكسي عكس المنتظر.
قاعدة 90/10:
هذه القاعدة تقول: أن 90% من الإحساس بالضيق له علاقة بالماضي وليس له أي صلة بالموقف الحالي أو ما يُعتقد أنه سبب الضيق، و10% من الضيق يكون بسبب التجارب الحالية، فتخيل أن شخص يصطدم بذراعك دون قصد فهذا لن يؤلم كثيرا لكن تخيل أن هذا المكان به جرح مفتوح أو لم يلتئم بعد بشكل كافي فإنك ستتألم أكثر، فالمشاعر السلبية من الماضي تكون أكثر ظهورا في الحاضر.
والحل السحري لتفادي الخلافات هو فهم هذه الاختلافات وتقديرها وقبولها.
لتحميل الكتاب: http://www.mediafire.com/?7x54c7lqejddb5e