Tuesday, January 31, 2012

الرجال من كوكب المريخ أما النساء فمن كوكب الزهرة

الرجال من المريخ والنساء من الزهرة
Men are from Mars, Women are from Venus



الطريق من البيت للشغل ومن الشغل للبيت طويل وبمر علي كل مناطق القاهرة الزحمة، فمن محور 26 يوليو لميدان لبنان، لميدان التحرير، لكوبري 6 أكتوبر، لصلاح سالم يا قلبي لا تحزن، ومش هتكلم عن الطريق الدائري بطوله وملفاته ومقطوراته، نمت وقريت جرائد وسمعت موسيقي ومبقاش قدامي إلا قراءة الكتب، وابتديت أقرأ الكتب الكبيرة اللي مكنتش بقدر أقراها، لغاية ما حد اداني الكتاب ده وقالي أنه مفيد قوي وأنا عمري ما فكرت أقرأ كتاب بيتكلم عن سيكولوجية الرجال والنساء والفروق النفسية بينهم وكمان عمري ما سمعت عن الكتاب ده اللي مكتوب عليه أنه اتباع منه أكثر من 14 مليون نسخة !

وفي السطور القادمة سأحاول تلخيص صفحاته التي تعدت ال 400 صفحة بأسلوبي ورؤيتي وخصوصا أن لغة الكتاب صعبة لأنه مترجم وألفاظه أقرب لفهمها وأنت تقرأه بالانجليزية عن اللغة العربية، وأكثر ما أعجبني وأدهشني أنه يوجد أشياء مشتركة في كل الرجال وكل النساء باختلاف جنسياتهم وبلادهم، رغم إننا كنا نعتقد أنها في الرجل أو المرأة الشرقيين فقط، ولكني اكتشفت إنها مشتركة في كل الرجال والنساء عامة.

 المقدمة:
يفترض الكاتب (Prof. John Gray) أن الرجال كانوا يعيشون منفردون علي سطح كوكب المريخ والنساء كذلك ولكن علي سطح كوكب الزهرة وسادت الكآبة والملل علي الكوكبين حتى أكتشف الرجال وجود النساء بواسطة مناظيرهم المكبرة، فاخترعوا السفن الفضائية ليصلوا إليهم، واتفقوا علي الحياة معا علي الأرض بشرط احترام الاختلافات بينهم والتذكر دائما إنهم من كوكبين مختلفين، ومرت الأيام ونسوا كلاهما هذه الحقائق فظهرت المشاكل والخلافات.

وسأحاول هنا تلخيص الاختلافات والخلافات وكيفية التعايش معها في نقاط بسيطة:

- السكوت والكلام:
أكثر ما تشكو منه النساء، أن الرجال أنهم لا يسمعون ولا ينصتون وفي نفس الوقت صامتون، أما الرجال فيقولون أن النساء كثيرا ما يتكلمون موجهين كثير من النقد أو النصائح الغير مطلوبة مع التفاصيل الكثيرة وكثيرو الشكوى ويضخمون ويعممون الأمور، وهذا ناتج من اختلاف طبيعة الرجال والنساء؛ فالرجال لا يتكلمون عن أنفسهم إلا في حالة طلب نصيحة من خبير وكلامهم يعبر عن معلومات دقيقة محددة وتعكس فلسفة واقعية، أما النساء فحديثهم عبارة عن تعبير عن مشاعرهم التي يشعرون بها في هذه اللحظة؛ لذا يميل حديثهم للتضخيم والتعميم، فتعبير النساء يعتبر حديث مجازي يحمل مشاعر أكثر.

حينما تقدم  المرأة نصائح كثيرة دون طلب محاولة مساعدة الرجل، تبدو له انتقادية جدا وحادة، وعلى الجانب الآخر إن حاولت المرأة أن تعبر عن مشاعرها والأحداث التي مرت بها وانطباعاتها ناحيتها ، يحاول الرجل أن يساعدها بمقاطعتها بالعديد من حلول للمشكلة دون إعطاءها الإنصات الكافي رغم أن الإنصات وحده يكفي.

الرجل يتغير للأفضل إذا شعر أنه مقبول علي حالته ومحل ثقة ومسئول وأنه عليه حل المشكلة وليس هو سبب المشكلة نفسها ولكن إن شعر أنه غير مقبول بعيوبه وتصرفاته منتقدة يتجه للإحباط والعناد، فالرجل لا يحب أن يوجه له اللوم، وفي وقت الضعف لا يحب أن يشعر أنه محل شفقة، بل يحب أن يشعر بالثقة والمسئولية.

- مواجهة المشاكل (الرجال يدخلون إلي كهوفهم):
يذهب الرجال إلي كهوفهم وقت المشاكل وينفردون بها حتى يقيمون مشاكلهم ويجدون لها حلولا ولا يقصد بالكهوف العزلة فقط ولكن الانشغال الشكلي بأي شيء مثل قراءة الصحف أو مشاهدة التلفزيون أو تصفح الانترنت وهو يركز في عمله هذا بنسبة 10% أما ذهنه بمشغول بالمشكلة الأصلية بنسبة 90% والرجل يظل أسير لكهفه حتى يجد حل لمشكلته؛ لذلك قد يغضب الرجال عند مقاطعة أفعالهم هذه، رغم أن المرأة تري أنه غير مشغول ويضيع وقته.

وتوجد أسطورة تقولها الأمهات من قبائل الهنود الحمر لبناتهن قبل زواجهم وتقول: عندما يذهب الرجل إلي كهفه لا تطارديه ولا تدخلي إليه في كهفه حتى لا يحرقك التنين الذي يحرس الكهف.

أما النساء فتتحدث عند المشاكل وعنها ولا تجد أي حرج من البوح عن تفاصيل مشاكلها ولا تخجل إن وجدت إنها محل شفقة من الآخرين ومن هنا يظهر الخلاف والصدام.

كما أن الرجل يشعر بالرضا عن طريق رسم تفاصيل معقدة لحل أي مشكلة، تشعر المرأة بالرضا عن طريق الحديث عن تفاصيل المشكلة ذاتها.

- التحفيز:
يُحَفز الرجال ويشعرون بالقوة عندما يشعرون بأنه هناك من يثق فيهم ويحتاج إليهم، أما النساء فيشعرون بذلك عندنا يشعرن أنهن محبوبات ومميزات ومفضلات عن الآخرين.

- العطاء:
تميل المرأة للعطاء والبذل الغير مشروط دون أن يُطلب منها أما الرجل فطالما لم يُطلب منه شيء يظن أن لا يوجد ما يجب أن يفعله وأنه غير مقصر والمرأة لا تشعر أنها تعطي أكثر إلا عندما تشعر بالتعب والفراغ الداخلي.

-  طريقة العطاء:
طريقة العطاء الخاطئة عكس طبيعة الطرف الثاني تأتي بنتيجة عكسية، فقد تظن  النساء أن النصائح والأسئلة الكثيرة تعبر عن رعاية واهتمام زائد ولكن هذا يُشعر الرجل بعدم الاستقلالية وتشل تفكيره ولإيضاح ذلك نتخيل معا القصة التالية:

قصة الفارس ذو الدرع اللامع:
يحكي أن فارس دائما ما يحرص علي تلميع درعه ويتجول بين القرى ثم سمع فجأة صوت امرأة تطلب النجدة، وفي لحظة استعاد حيويته وحماسه وذهب لإنقاذها ليجد تنين يحاصر قلعتها فسحب سيفه وذبح التنين ونتيجة لذلك حصل علي حب الأميرة واستقبل بالترحاب والتبجيل من أهل القرية.

وبعد شهر ذهب لرحلة أخري وعند عودته سمع صوت أميرته تستغيث، فقد هاجم تنين آخر القلعة، وحين بدأ يسحب سيفه ليذبح التنين، صرخت الأميرة من البرج: "لا تستعمل السيف، استعمل هذا الرمح سيكون أفضل"

وألقت له الرمح وطعن به التنين وفرح الجميع ولكنه لم يشعر أنه فعل شيء لأنه استخدم الرمح وليس السيف وبعد الحادثة كان مكتئبا قليلا ونسي أن يُلمع درعه.

وبعد شهر ذهب لرحلة أخري وعند مغادرته ذكرته الأميرة أن يكون منتبها وأن يأخذ معه الرمح، وفي طريق عودته وجد تنينا آخر يهاجم القلعة، فأسرع لينقذ الأميرة متقدما بسيفه ولكنه تردد وفكر أنه ربما من الأفضل أن يستخدم الرمح، وفي هذه اللحظة هاجمه التنين وجرح ذراعه ونظر لأعلي ليجد أميرته تشير له وتصرخ: "استعمل السم، الرمح لا ينفع" وترمي إليه بالسم الذي صبه في فم التنين، مات التنين وابتهج الجميع واحتفلوا ولكن الفارس يشعر بالخجل.

وبعد شهر ذهب لرحلة أخري وحين مغادرته ذكرته الأميرة بأن يكون منتبها ويأخذ الرمح والسم وكان منزعج من اقتراحاتها ولكنه يحملها معه لأي طارئ وفي هذه المرة يسمع امرأة أخري تستغيث وحين يسرع لإنقاذها تبدد اكتئابه  وشعر بالثقة والحيوية وعندما فكر أن يهاجم التنين تردد لحظة هل يستخدم السيف أم الرمح أم السم؟ ولكن عندما تذكر ما كان عليه قبلا حين كان يحمل السيف فقط، فرمي الرمح والسم جانبا وسحب سيفه وذبح التنين.

 ولم يعد الفارس للأميرة مرة أخري وبقي في القرية الجديدة وتزوج من الأميرة الجديدة ولكن بعد أن تأكد أنها لا تعرف شيئا عن الرمح أو السم.

فقد يحتاج الرجل الرعاية والمساعدة ولكن الكثير منها يُنقص ثقته بنفسه ويُطفئ حماسه وحيويته.

الرجال مثل الأحزمة المطاطية:
ينسحبون حتى يعودون بنفس القوة، فالرجل ينسحب ليشعر بالحرية والاستقلال ثم يعود عندما يحتاج للحب، لذا عند ابتعاد الرجل لا يجب أن يعالج الموضوع بشكل شخصي ولكن من خلال تفهم طبيعة الرجل.

النساء مثل الأمواج:
حين تشعر المرأة إنها محبوبة يزداد تقديرها لذاتها وموجتها ترتفع ولكن قد تهبط في حركة تموجية، فبعد شعورها بالرضا قد يتبدل مزاجها وتتكسر موجتها، وهذا التكسر مؤقت.
فبعد أن تصل إلي القاع سيتبدل مزاجها فجأة وستشعر مرة أخري إنها راضية عن نفسها، والموجة عند ارتفاعها تشعر المرأة بأن لديها طاقة حب كبيرة لتبذلها ولكن عندما تنخفض موجتها تشعر بفراغها الداخلي وتحتاج أن تُغمر بالحب، فوقت انخفاض موجتها للقاع هو وقت تطهير عاطفي ولكن قد يكون استجابتها للحنان والعطف ليست سريعة وفورية وقد تأخذ موجتها وقت حتى تصل للارتفاع مرة أخرى.

إذا في العلاقات بين الرجل والمرأة؛ يبتعد الرجال ثم يقتربون للتوازن بين الحرية والاستقلال من ناحية والاحتياج للحب من ناحية أخري، بينما النساء يصعدن ويهبطن في قدرتهن علي حب أنفسهن والآخرين.

الجدال في المناقشة:
يجادل الرجال لكي يثبتوا حقهم في أن يكونوا أحرارا في حين أن النساء يجادلن ليثبتوا حقهن في أن يكونوا متضايقات؛ فهن يريدن التعبير عن ضيقهن ومشاعرهن، فالرجال يبحثون عن مساحة، بينما النساء يردن تفهما، وعادة ما يميل الرجال للجدال أكثر عندما يكونوا مخطئين أو مقصرين فيتخذون الجدال كوسيلة دفاعية.

أنواع الحب:
يوجد فرق بين أنواع الحب الذي يحتاجه الرجال والنساء وقد نتعجب أن عرفنا أن هناك 12 نوع من الحب سيوضح في الجدول التالي، مع مراعاة أن كل نوع تحتاجه النساء يقابله نوع يحتاجه الرجال:
 
النساء
الرجال
1 – الرعاية
1 – الثقة
2 – التفهم
2 – التقبل
3 – الاحترام
3 – التقدير
4 – الإخلاص
4 – الإعجاب
5 – التصديق
5 – الاستحسان
6 - الطمأنينة
6 – التشجيع

التواصل:
التواصل هو المحور الأهم في العلاقة ولكنه قد يتحول إلي مجادلة التي عادة ما تكون حول أسلوب المجادلة ذاتها وليس الأمر نفسه ولتجنب الجدال يجب تذكر أنواع الحب السابقة التي يحتاجها كل من النساء والرجال.

احتساب النقاط عند النساء والرجال:
لكل طرف رصيد عند الطرف الآخر وكل من الرجال والنساء يحسبون النقاط للطرف الآخر بطريقة خاصة كأنه يدون له نقاط تضاف إلي رصيده، ومن المهم فهم كيفية احتساب هذه النقاط لتجنب الخلافات.

يظن الرجل أنه يحرز نقاط كثيرة عندما يقدم شيئا كبيرا أو عظيما أو غاليا وأنه سيحصل علي نقاط أقل إذا قام بأي فعل بسيط، وبهذا يعتقد أنه سيرضي المرأة أكثر إذا ركز وقته وطاقته وانتباهه لكي يقدم لها شيء ضخم متناسيا أي أشياء بسيطة أو صغيرة قد تحتاجها المرأة.

أما النساء فأي فعل يساوي لديها نقطة مهما كبر أو صغر، مهما غلي أو رخص ثمنه، فنجدها قد ترضيها أشياء صغيرة مستمرة ومتتابعة أكثر من شيئان ضخمان متتابعان لكن متباعدان وغير مستمران.

لذلك لا نتعجب أن اشتكت المرأة من الإهمال بعد فترة بسيطة من تقديم الرجل لها هدية كبيرة أو غالية؛ لأن بعض الأشياء البسيطة التي تعبر عن الاهتمام المستمر ترضيها أكثر.

لماذا يعطي الرجال أقل؟
يُتَهم الرجال أنهم يُعطون أقل، فما حقيقة ذلك؟ وذلك يرجع طبعا لاختلاف طبيعة الرجال عن النساء ولهذا أسباب خمسة:

1 – يركز الرجل طاقته علي مشروع كبير ويعتقد أن هذا أفيد وسيعطيه نقاط أكثر.

2 – تعطي دائما المرأة بسخاء وكرم دون شروط ودون أن يُطلب منها ولا تنتبه إنها تأخذ أقل إلا عندما تكون مُتعَبة وخاوية ومستهلكة، أما الرجل فيعطي بسخاء حتى يشعر أن النتيجة متعادلة ومن ثم يتوقف عن العطاء؛ فهو يعطي ثم يستريح لتلقي نتيجة ما بذله.

3 – الرجال يعطون عندما يُطلب منهم ذلك، والنساء ينتظرن العطاء دون أن يطلبوه.

 4 – النساء يقلن: نعم (يوافقن) وهن غير راضيات حتى عندما يكون الاختيار ضد إرادتهن إرضاء للرجل، ولكن الرجل يعتقد إنها راضية ومبسوطة بنفس القدر مثله لأنها وافقت وذلك يظهر في أشياء مثل اختيار أماكن التنزه، تخطيط الأجازات والسفريات ... الخ

5 – الرجال يخصمون نقاط عقابية من رصيد المرأة، فعندما يشعر بالجرح أو أنه ليس محل ثقة يخصم من المرأة النقاط التي ربحتها لتوها مما يسبب ارتباك للمرأة كأن الرجل ينسي كل شيء عندما يغضب منها.

كيف يمنح الرجال النقاط؟
يمنح الرجل نقاط للمرأة في كل مرة يشعر فيها بالحب أو الثقة أو التقدير فهو لا يحتاج إلا الحب، والنساء قد لا يقدرن قوة حبهن للرجل وتأثيره فيه وفي أوقات كثيرة يحاولن الحصول علي حب الرجل بتقديم أشياء إضافية غير مطلوبة أكثر مما يحتاج مما يسبب تأثير عكسي عكس المنتظر.

قاعدة 90/10:
هذه القاعدة تقول: أن 90% من الإحساس بالضيق له علاقة بالماضي وليس له أي صلة بالموقف الحالي أو ما يُعتقد أنه سبب الضيق، و10% من الضيق يكون بسبب التجارب الحالية، فتخيل أن شخص يصطدم بذراعك دون قصد فهذا لن يؤلم كثيرا لكن تخيل أن هذا المكان به جرح مفتوح أو لم يلتئم بعد بشكل كافي فإنك ستتألم أكثر، فالمشاعر السلبية من الماضي تكون أكثر ظهورا في الحاضر.

والحل السحري لتفادي الخلافات هو فهم هذه الاختلافات وتقديرها وقبولها.





Wednesday, January 25, 2012

الشمعة التي احترقت

 
وقفت الشمعة تخاطب محيطيها عندما بدأوا يهجروها وينفضوا من حولها، هذا حين بدأت تتضاءل وبدأ نورها يخفت وصلابتها تسيل، ولم يكن باقي منها إلا أنفاس قليلة وبعدها تنطفئ إلي الأبد ولكنها صممت أن تأخذ في هذه الأنفاس القليلة الباقية وهي التي أضاعت قوامها كله في العطاء.

- صرخت: أين ذاهبون وأنا في وقت انحلالي؟؟!! وسأدخل إلي الظلام الآن؛ هذا الذي طالما حاربته وهزمته رغم سطوته، فاستطعت أن أشقه بشعاعي الخافت!!.

- قالوا مستغربين: ذاهبون لنبحث عن ضوء آخر نلتف حوله؛ فقد أحطنا بكِ طوال الليل، وها أنتِ الآن لا تستطيعين الصمود، سهرنا بجوارك متابعين ومتيقظين لئلا تنفلت شعلتك وتحرق أشياء أو يقترب منكِ طفل لا يدرك إنكِ قد تؤذيه.

- لماذا لا تتذكرون ضوئي ودفئي؟ ألم أكن دليلكم في الظلام؟ كنت فنارا لسفينتكم المفقودة وسط العواصف والظلمات، لماذا تتذكرون فقط لهيبي وأنتم من أشعلتموه؟!

- ها إنكِ تجدين نفسك في الشعاع واللهيب، في العطاء والانصهار حتى انحل بدنكِ ومازلنا نحتاج لضياء، لماذا لم تتذكري هذه اللحظة أثناء ضياءك وعنفوانك؟

 يبدو أن حرارة المناقشة قد قصرت من بقاءها، وأزادت من انصهارها، فلما انحنت شعلتها ومال شعاعها قبل أن تغرق داخل ذاتها لتقضي علي بعضها، قالت: "لم أضر أحد قط إلا نفسي !!!"

Monday, January 16, 2012

النسيان ... قصة قصيرة


كان مازال واقفا بمنتصف الميدان شاهرا سيفه ودرعه في اليد الأخرى ويرتدي ملابس الفروسية الحامية بأكملها ورمحه مغروس بقلب أحد أعدائه، وتراب المعركة يلهب أبصار أعدائه المحيطين به، أما هو فكانت خوذته تحمي عينيه وتركز فكره حتى باغته نور شديد في عينيه اختفت أمامه جميع هذه المشاهد السابقة، أنه نور النهار الجديد الذي أشرق عليه، فقد كان يكمل معركته أثناء نومه ناسيا أنه ترك الفروسية منذ زمن وفضل أن يرتدي رداء التجار ليربح حريته قبل تجارته، ولأنه لم يعد يقتنع بالحروب التي يُدفع إليها مرغما.

ولكن فكر الفارس مازال مسيطرا علي ذهنه، فمنذ صباه ترسب في عمق فكره صورة الفارس الشجاع الممتطي لجواده الأبيض غارسا رمحه في فك تنين قوي الشر الذي يحاول الهرب منه ويملأ وجه الفارس علامات الثقة والاطمئنان ومازال سيفه قابعا في غمده منتظرا دوره في الظهور وملابسه الواقية الشامخة ورداءه الطائر خلفه الذي ينبأ أنه جاء مسرعا وتقف في الخلف فتاة راضية مطمئنة ناظرة نصره ومنتظراه، وكان أيضا يستغرب ويستهجن الفارس الآخر  الذي أراد غزو الكون كله وكان سيفه هو صديقه الوحيد والحروب غايته وليست وسيلته، ويبدو أنه لم يكن يعرف أن الأرض دائرية؛ نقطة النهاية بها هي نفس نقطة البداية، وما زال يذكر كيف وقع ذلك الفارس وهو في قمة مجده وشبابه، ولم تبقي له إلا المدينة المسماة باسمه التي تقف أمام البحر ناظرة ومتذكرة كم من أمواج وعواصف حلت عليها حتى تقوقعت حول نفسها وفضلت أن تعطي ظهرها للبحر وتتجه للصحراء وتتحصن بها وبمبادئها وأفكارها فلفحتها رياح الصحراء، وهنا وجد أن ذاكرته الصوانية لا تنسي ما مر بها يوم قط وظن أن مخه لا يغذيه الدماء ولكن الذكريات، وهنا تذكر أنه صار تاجرا ولكنه تاجر برتبة فارس.

لم يمتطي في هذا اليوم ظهر حصانه، ولكن سفينته التجارية المحملة بالقمح الذهبي الذي يداعب أشعة الشمس وكانت رحلته من بلاد الرخاء إلي الأراضي القاحلة الجائعة، وكانت هذه رحلته الشتوية التي تجعله متأهبا للتصدي إلي تقلبات الطبيعة بجانب مخاطر القراصنة، وتساءل كثيرا: لماذا كان البحر هو وطن القراصنة؟ ولماذا لم يسكنوا اليابسة؟ وظن أن ذلك لأن الأرض لها حدود بعكس البحار؛ فإن سكنوا الأرض، فسيسهل اقتناصهم، فمن الصعب أن تحارب فكر وطبيعة يمكن أن تسكن أي مكان، ومن السهل أن تحاصر عدو في أرضه، فالأول لا تعلم أين مكان المواجهة والثاني قد يجنح للسلام للحفاظ علي أرضه.

طفت هذه الأفكار علي سطح ذهنه كما تطفو سفينته علي سطح بحره، ولما توغلت سفينته في قلب البحر تغيرت كل المفاهيم في ذهنه، فقد زالت كل الألوان من أخضر واصفر وحتى الترابي ولم يبقي إلا اللون الأزرق حوله وفوقه، ويظهر الأبيض قليلا في السحب والأصفر منفردا في الشمس وفي الغروب تتحول جميعها إلي لون شاحب وفي الليل إلي الداكن ومعها يتحول القلب تدريجيا من الانشراح إلي الانقباض ثم الانشراح مرة أخري مع شروق اليوم الجديد، والطبيعة الجديدة في البحر المحيط به علمته أنه لا يوجد شيء ثابت وأن أي شيء قد يتبدل حاله فجأة.

وفعلا في تلك الليلة عندما اشتدت البرودة وبدأ في الانكماش حول نفسه، بدأ يسمع صوت الرياح التي طالما أقلقه سماعها وتحولت من مجرد صفير إلي صراخ وحملت معها ثورة الأمواج حوله ثم انهالت الأمطار الشديدة من السماء جعلت السفينة تترنح كشارب خمر دون وعي.

وكان يعلم أين يجب أن يكون الآن، حيث دفته التي تتقدم السارية التي تحمل الشراع الرئيسي، ومع تزايد الأمطاروعلو الأمواج لم يعد يعلم ما مصدر الثورة والفوران من فوقه أم من تحته؛ فقد أصبح وسطه المحيط به هو مياه اختلط منها المالح من أسفل بالعذب من أعلي، وظلت الأمواج تجلد سفينته بسوط مياهها دفعات متتالية، ولم يكن أمامه سوى اختيارين: الأول هو المقاومة عكس التيار حتى لو أدي للانكسار ولكنه سيظل محافظا علي مساره، والثاني هو إرخاء الأشرعة وتحرير الدفة حتى تتفاعل السفينة مع الأمواج والرياح رغم أنه قد يفقد مساره في البحر ورغم ميله للخيار الأول بدأ في تنفيذ الثاني مرغما وظل مع بحارته يسايرون الأمواج حتى ظهر أول ضوء لشعاع شمس اليوم الجديد وبدأت تهدأ السماء وأمواج البحر وبالتالي بدأت تهدأ أعصابه المتشنجة وبدأ يرجع عقله له.

فتذكر تلك العينان البنيتان الداكنتان التان كانتا تنظران إليه من بين الأمواج ومن خلال الأمطار، وقد كان يسمع نبض قلبه بقوة في أذنه مثلما كان يسمعه يرن من داخل رداءه الحديدي أثناء حروبه وتلمع في الأفق نفس العينان وكثيرا ما تَلَمس صدره ليشعر بنبض قلبه ربما ليهدأ أو ليستمد منه القوة الدافعة ليواصل.

نظر حوله فرأي كل شيء حوله صافيا بعكس ما كان ولكنه لم يعرف مساره؛ فقَد فقد طريقه الوهمي في البحر وحتى بوصلته لم تساعده كثيرا، فقد صارت مهتزة مترددة ولم تستقر علي اتجاه وعرف انه في الأيام القادمة سينتظر ظهور علامة مميزة في الطبيعة حوله حتى يستطيع معرفة مكانه مستعينا بالخرائط البحرية التي معه وهي نتاج سابقوه من البحارة الناجون من التهام البحر، واستمر في متاهته أيام لم يهتم بعددها واستمر مع بحارته في استهلاك بضاعته من القمح.

حتى ظهر في صباح أحد الأيام التي تبدو صافية فجأة غيمة في الأفق، فلما صعد أحد البحارة لأعلي الساري مستعينا بمنظاره المكبر المقرب رأي راية القراصنة التي تحمل جمجمة وعظمتان متقاطعتان ولما أبلغ قائده أدرك أن الموت يقترب، فمن العجب أن نجد من يحيا علي الموت ويكون شعاره والأعجب أن يمنحه للآخرين ويبقي هو حيا.

وهذه المرة كان أمامه خيار واحد وهو المقاومة، فلن يستطيع إرخاء الأشرعة كما في هجمة الأمواج وخصوصا أن الرياح كانت تساعده، فأمر الجميع بالتأهب وفرد جميع الأشرعة والسير في اتجاه الريح، وأدرك أن المواجهة قادمة، فعمل علي ألا يصلوا إلي الدفة أو السارية الرئيسية التي تحمل الشراع، أما إذا أصيبت حواف السفينة، هان ترميمها فيما بعد، وكان في سباق مع الزمن وسمع نبض قلبه بأذنه كما في وقت المعركة وتحسس صدره فوجد قلبه يرتجف تحت يده ولمعت في خاطره أيضا تلك العينان اللتان تنظره وتنتظره ولكنه وجدها هذه المرة عسليتان تتخللهما شعاع الشمس، فطرأ علي فكره خاطر وتبعه فورا، وهو أن يجنح إلي المياه الضحلة التي رآها مقبلة حين صار لون المياه أغمق رغم أن في ذلك مخاطرة؛ فربما تكون هذه المياه الغامقة هي جزيرة غاطسة صخورها متركزة قد تصيب سفينته بعد أن يصطدم بها ولكنه كان يراهن علي الوقت حيث أدرك أن القراصنة مثل القروش والحيتان لا تقرب اليابسة إلا في وقت احتضارها، وفعلا نجحت فكرته وبدل القراصنة مسارهم بفعل غريزتهم فهدأ قلبه مرة أخري، وانحرف هو بدوره أيضا ليبتعد عن اليابسة.

ظل في متاهته أيام أو أسابيع أو ربما شهور أخري لا يعرف عددها كان يتحسس صدره خلالها باحثا عن قلبه ولكنه لم يجده؛ ربما ذاب داخل جسده أو ربما تحول جسده كله لكيان نابض، حتى ظهر مرة اصفرار للأرض ويتلوه اخضرار لبعض الأشجار، فاتجه إليها ولم يعد مهتما إذا كانت هذه هي أرضه التي يسعي إليها أم إنها أي أرض، وفي كل الأحوال لن تكون مختلفة كثيرا عن الأرض التي يريدها.

فلما لامست قدماه الشط نظر خلفه لسفينته المترنحة بفعل الصدمات والهجمات المتتابعة والتي كانت شابة من قبل، تحسس صدره لعله يجد قلبه ينبض فلم يجده، ونظر في الأفق فلم ينظر العيون التي تنتظره والأفق خلي إلا من رموش مغلقة تنحدر من بينهما دمعة، وضع يده علي رأسه ليتذكر أنه قد نسي شيء واحد فقط هو نفسه وسط الأمواج والهجمات، بين الأيام والفصول المتعاقبة، هل كان صراعه من أجل الحياة؟ أم أنه صراع الحياة؟ فلم يعد يقوي علي الحروب ولم يعد يشتاق إلي العودة و لم تعد هذه العيون تنظره أو تنتظره.

Thursday, January 12, 2012

الإنسانية في القطاع الخاص




في الفترة الأخيرة ناس كتير بتشتكي من أحوال القطاع الخاص، فيه اللي يقولك: محدش بيراعي الظروف الإنسانية، لو مفيش شغل يبقي فيه خصومات من غير ما حد يفكر إزاي هنعيش بمرتبنا بعد الخصومات و المستنقعات أو المستقطعات؟ حد تاني ييجي يقولك: بعد الخدمة الطويلة دي الشركة مش قادرة تستحمل ظروفنا المرتبطة بظروف البلد، وتالت يقولك: مالناش نفس نشتغل؛ كل يوم ضغوط جديدة وقرارات جديدة ومهما نشتغل برضه بنطلع مقصرين.

سبب المشكلة إن كل طرف (الموظفين والإدارة) بيتكلم بلغة مختلفة؛ فالموظف بيتعامل مع الإدارة كأنها شخص يشعر ويقدر ويتعامل مع كل انسان علي حدة، والإدارة بتتعامل مع الموظفين كلهم ككيان واحد من غير ما يلتفتوا للظروف الشخصية لكل واحد وبيتكلموا بلغة الأرقام فقط، وأول ما الموظف يقبض مرتبه يبقي مالوش حاجة عندنا ويتحول رصيده لصفر ولازم دائما يشتغل وينتج حتي لو مفيش شغل والموضوع مش في إيده ، والطريقة دي عادة ما تصنع الموظف السلبي اللي بيربط الحمار مطرح ما يعوز صاحبه اللي طول ما بيعمل اللي عليه ميفكرش يعمل اي حاجة زيادة والإدارة متوهمة انها تقدر تتحكم وتسيطر وتشغل الناس بالضغط وبطريقة ترس الماكينة، رغم أن الموظف السلبي أكثر ضررا وحمله بيكون أكثر علي الشركة.

وتلجأ الإدارة لحلول مؤقتة زي التخدير، فمن يطلب زيادة مرتب في أيام الرخاء يطلبون منه الصبر، فالمستقبل يحمل المزيد، ولو الحال اتدهور وطلب زيادة مرتب نتيجة ضغط الظروف والحياة يبقي بيحلم والموضوع غير مطروح أصلا، يبقي ما اخدش حقه لا في أيام الرخاء ولا في أيام الجفاف.

أو قد تلجأ لحلول بعيدة غير فعالة ضارة للجميع، رغم أنه فيه حلول أوقع وأفيد، لكنها قد تضر فئة مش عايزين نيجي ناحيتها، وده فكرني بحكاية شركة في اليابان وجدت ان استهلاكهم للكهرباء عالي جدا صيف وشتاء، فلما مر المسئول علي المكاتب وجد أن كل الموظفين لابسين بدل بالكامل ولما أدرك أن الزي الرسمي للشركة هو السبب في الاستهلاك العالي للكهرباء صيفا وشتاءا، اصدر قرار للتخفف منه ووصل لغايته في التوفير.

ولو اتكلمنا عن تكافؤ الفرص في التعيين والمزايا والامتيازات والصلاحيات، الموضوع هيطول خصوصا ان المخالفات تأتي عادة من أصحاب الصلاحيات، أما السواد الأعظم من المنفذين للتعليمات مش في ايديهم اصلا انهم يعملوا مخالفات، ولكن للأسف في الآخر السيئة تعم علي المنفذين رغم ان المزايا كانت تخص الآمرين (اللي اصدروا الأوامر).

العجيب أن (باراك أوباما) لما مسك الحكم في عز الأزمة الاقتصادية، وجد أن مديرين البنوك بيقبضوا حوافز بالملايين في الوقت اللي الاقتصاد فيه بينهار والمقترضون لا يسددون ما عليهم من أقساط، فأول شيء عمله هو وقف ومنع كل هذه الحوافز واعتقد أن هؤلاء القيادات هم الأولي والأكثر استحقاقا للغرامة والتحمل لجزء من هذه الديون لسببين:

1) لأنهم كانوا الأكثر استفادة في أيام الرخاء.
2) لأن أي مشكلة بتبدأ صغيرة وثم تكبر ثم تتضخم ثم تنفجر، فأين كانوا أثناء كل هذه المراحل.؟؟!! وكيف لم يروها بعيونهم الناقدة والمُطَلعة والمفروض إنها قارئة للواقع والمستقبل أيضا؟؟!!

أما لو تعاملت الادارة مع الموظفين إنسانيا، هيتحول الموظف من مجرد ترس الي ماكينة بأكملها وهيفكر إزاي ينتج أكثر وإزاي يبدع ويطور، وهنا هيبتدي يتكلم مع الإدارة بنفس اللغة وهي لغة الأرقام.

في الوضع الحالي الموظف لازم يفصل بين الشغل وحالته النفسية علشان يقدر يتعايش، والادارة لازم تتعامل مع الموظف من منظور إنساني علشان تكسب موظف إيجابي منتج.


Thursday, January 5, 2012

أسوار القاهرة الجديدة



في الزمن القديم كانت المدن تحاط بالأسوارلحمايتها وكانت القاهرة كذلك تحيطها الأسوار التي تتخللها الأبواب، ولكن في عصر المدنية الحديثة زالت الأسوار وفُتحت الأبواب لأنها لم تبقي هي الحل الصحيح للتأمين أو الحماية.

أما إن نزلت الآن ميدان التحرير واتجهت الي شارع القصر العيني، ستصطدم بسور في منتصف الشارع ، هذا الشارع الذي كان من الصعب أن تسير فيه إلا بمنتهي الحذر، ولكنك تستطيع الآن أن تقف بمنتصفه ناظرا للسور وانت في منتهي الآمان، وإن اتجهت يسارا الي الشارع المجاور للجامعة الآمريكية المسمي بشارع (محمد محمود) لن تسير إلا بضعة أمتار وستصطدم بسور آخر وستضطر للرجوع من حيث أتيت.

فوقفت في منتصف الميدان حيث حاصرتني هذه الأسئلة:
هل الحل هو الفصل بالأسوار؟
وحتي متي ستظل الأسوار بحلولها المؤقتة متبعة؟
هل ستختفي هذه الأسوار قريبا؟
أن استمرينا في بناء الأسوار، كيف سيكون الحال بيننا؟

ولكني فضلت أن أرجع من حيث أتيت حيث أني وجدت ان الأسوار تحد من تفكيري وتزيد من أسئلتي، حيث أن وجود الأسوار سيجعل كلا الفريقين متحفزين ومتربصين كل فريق للآخر وسيكون لقاءهما انفجار؛ لأن الأسوار تزيد من الخلافات، فالحل في الاندماج وليس الانفصال.


Tuesday, January 3, 2012

تصرفاتهم مش بمزاجهم


لو بصيت علي تصرفات اللي حواليك أو حتى تصرفاتك حتحتار، وحتحس أن تصرفات البني آدميين لغز غامض، سر مكتوم، قمقم مقفول، وكل ما تحاول فك طلسم من الطلاسم حتحتار اكتر وهتلاقي أن اللي فهمته قبل كدة مش صحيح ودي بعض الأمثلة:

- اللي يتعرض للظلم المفروض يكون اكتر واحد يحس بالمظلومين، ولكن من الغريب أن من يتعرض للظلم يبقي إنسان قاسي لما يشوف موقف ظالم يقول: "وايه يعني؟ ما أنا كل يوم بتظلم وأطحن ولسة عايش ومتعايش؟" فالحياة تحت ضغط الظلم لمدة طويلة خلت من المظلوم ظالم، والفريسة مفترس زي ما بنشوف في أفلام مصاصين الدماء اللي يتعض منهم يبقي زيهم وواحد منهم !!!

- كمان الازدواجية في تصرفات الناس، فممكن تلاقي نفس الشيء يقبله من شخص ويرفضه من شخص تاني، أو يكون رافض لشيء وبعد ما يقنعك أنه رافضه أول ما يلتفت تلاقيه بيعمله ولو سألته يقولك: "لا، الموقف هنا مختلف" ويلاقي لك مبررات ملهاش منطق غير عنده هو بس.

- وبرضه تلاقي البني آدم دائما يطلع طاقته السلبية وهمه وغمه علي اللي اضعف منه أو اللي بيستحمله ولكن لو حس أن اللي قدامه ممكن يصده بيلم العملية وبيتحول لانسان مهذب ومتحكم في نفسه علي الآخر !!!

- والتعود انا بعتبره مرض لأن ممكن يكون واحد متعود علي حاجة غلط ومش عارف بيعملها ليه وبيفضل متمسك بيها طول العمر، ولكن التعود ساعات بيكون مفيد لأن المخ بيلجأ للطريقة دي عشان يرتاح من التركيز في نفس الشيء كل مرة  ييجي يعملها، فالتعود بيخليه يعمل الشيء ده بشكل تلقائي عشان يركز في شيء تاني جديد أو أصعب، لكن من الناحية التانية تلاقي الجهلاء اكتر ناس بيحاربوا التنوير، والمتعصبين اكتر ناس ضد التسامح والاعتراف بالآخر المختلف عنهم عشان هما متعودين يشوفوا بعين واحدة.

لو كل واحد اتأمل في نفسه هيلاقي انه بيعمل حاجات زي كدة ويمكن اكتر ولكن لازم يلاقي أسباب التصرفات دي عشان يقدر يغيرها.