في الفترة الأخيرة ناس كتير بتشتكي من أحوال القطاع الخاص، فيه اللي يقولك: محدش بيراعي الظروف الإنسانية، لو مفيش شغل يبقي فيه خصومات من غير ما حد يفكر إزاي هنعيش بمرتبنا بعد الخصومات و المستنقعات أو المستقطعات؟ حد تاني ييجي يقولك: بعد الخدمة الطويلة دي الشركة مش قادرة تستحمل ظروفنا المرتبطة بظروف البلد، وتالت يقولك: مالناش نفس نشتغل؛ كل يوم ضغوط جديدة وقرارات جديدة ومهما نشتغل برضه بنطلع مقصرين.
سبب المشكلة إن كل طرف (الموظفين والإدارة) بيتكلم بلغة مختلفة؛ فالموظف بيتعامل مع الإدارة كأنها شخص يشعر ويقدر ويتعامل مع كل انسان علي حدة، والإدارة بتتعامل مع الموظفين كلهم ككيان واحد من غير ما يلتفتوا للظروف الشخصية لكل واحد وبيتكلموا بلغة الأرقام فقط، وأول ما الموظف يقبض مرتبه يبقي مالوش حاجة عندنا ويتحول رصيده لصفر ولازم دائما يشتغل وينتج حتي لو مفيش شغل والموضوع مش في إيده ، والطريقة دي عادة ما تصنع الموظف السلبي اللي بيربط الحمار مطرح ما يعوز صاحبه اللي طول ما بيعمل اللي عليه ميفكرش يعمل اي حاجة زيادة والإدارة متوهمة انها تقدر تتحكم وتسيطر وتشغل الناس بالضغط وبطريقة ترس الماكينة، رغم أن الموظف السلبي أكثر ضررا وحمله بيكون أكثر علي الشركة.
وتلجأ الإدارة لحلول مؤقتة زي التخدير، فمن يطلب زيادة مرتب في أيام الرخاء يطلبون منه الصبر، فالمستقبل يحمل المزيد، ولو الحال اتدهور وطلب زيادة مرتب نتيجة ضغط الظروف والحياة يبقي بيحلم والموضوع غير مطروح أصلا، يبقي ما اخدش حقه لا في أيام الرخاء ولا في أيام الجفاف.
أو قد تلجأ لحلول بعيدة غير فعالة ضارة للجميع، رغم أنه فيه حلول أوقع وأفيد، لكنها قد تضر فئة مش عايزين نيجي ناحيتها، وده فكرني بحكاية شركة في اليابان وجدت ان استهلاكهم للكهرباء عالي جدا صيف وشتاء، فلما مر المسئول علي المكاتب وجد أن كل الموظفين لابسين بدل بالكامل ولما أدرك أن الزي الرسمي للشركة هو السبب في الاستهلاك العالي للكهرباء صيفا وشتاءا، اصدر قرار للتخفف منه ووصل لغايته في التوفير.
ولو اتكلمنا عن تكافؤ الفرص في التعيين والمزايا والامتيازات والصلاحيات، الموضوع هيطول خصوصا ان المخالفات تأتي عادة من أصحاب الصلاحيات، أما السواد الأعظم من المنفذين للتعليمات مش في ايديهم اصلا انهم يعملوا مخالفات، ولكن للأسف في الآخر السيئة تعم علي المنفذين رغم ان المزايا كانت تخص الآمرين (اللي اصدروا الأوامر).
العجيب أن (باراك أوباما) لما مسك الحكم في عز الأزمة الاقتصادية، وجد أن مديرين البنوك بيقبضوا حوافز بالملايين في الوقت اللي الاقتصاد فيه بينهار والمقترضون لا يسددون ما عليهم من أقساط، فأول شيء عمله هو وقف ومنع كل هذه الحوافز واعتقد أن هؤلاء القيادات هم الأولي والأكثر استحقاقا للغرامة والتحمل لجزء من هذه الديون لسببين:
العجيب أن (باراك أوباما) لما مسك الحكم في عز الأزمة الاقتصادية، وجد أن مديرين البنوك بيقبضوا حوافز بالملايين في الوقت اللي الاقتصاد فيه بينهار والمقترضون لا يسددون ما عليهم من أقساط، فأول شيء عمله هو وقف ومنع كل هذه الحوافز واعتقد أن هؤلاء القيادات هم الأولي والأكثر استحقاقا للغرامة والتحمل لجزء من هذه الديون لسببين:
1) لأنهم كانوا الأكثر استفادة في أيام الرخاء.
2) لأن أي مشكلة بتبدأ صغيرة وثم تكبر ثم تتضخم ثم تنفجر، فأين كانوا أثناء كل هذه المراحل.؟؟!! وكيف لم يروها بعيونهم الناقدة والمُطَلعة والمفروض إنها قارئة للواقع والمستقبل أيضا؟؟!!
أما لو تعاملت الادارة مع الموظفين إنسانيا، هيتحول الموظف من مجرد ترس الي ماكينة بأكملها وهيفكر إزاي ينتج أكثر وإزاي يبدع ويطور، وهنا هيبتدي يتكلم مع الإدارة بنفس اللغة وهي لغة الأرقام.
في الوضع الحالي الموظف لازم يفصل بين الشغل وحالته النفسية علشان يقدر يتعايش، والادارة لازم تتعامل مع الموظف من منظور إنساني علشان تكسب موظف إيجابي منتج.
No comments:
Post a Comment