في الزمن القديم كانت المدن تحاط بالأسوارلحمايتها وكانت القاهرة كذلك تحيطها الأسوار التي تتخللها الأبواب، ولكن في عصر المدنية الحديثة زالت الأسوار وفُتحت الأبواب لأنها لم تبقي هي الحل الصحيح للتأمين أو الحماية.
أما إن نزلت الآن ميدان التحرير واتجهت الي شارع القصر العيني، ستصطدم بسور في منتصف الشارع ، هذا الشارع الذي كان من الصعب أن تسير فيه إلا بمنتهي الحذر، ولكنك تستطيع الآن أن تقف بمنتصفه ناظرا للسور وانت في منتهي الآمان، وإن اتجهت يسارا الي الشارع المجاور للجامعة الآمريكية المسمي بشارع (محمد محمود) لن تسير إلا بضعة أمتار وستصطدم بسور آخر وستضطر للرجوع من حيث أتيت.
فوقفت في منتصف الميدان حيث حاصرتني هذه الأسئلة:
هل الحل هو الفصل بالأسوار؟
وحتي متي ستظل الأسوار بحلولها المؤقتة متبعة؟
هل ستختفي هذه الأسوار قريبا؟
أن استمرينا في بناء الأسوار، كيف سيكون الحال بيننا؟
ولكني فضلت أن أرجع من حيث أتيت حيث أني وجدت ان الأسوار تحد من تفكيري وتزيد من أسئلتي، حيث أن وجود الأسوار سيجعل كلا الفريقين متحفزين ومتربصين كل فريق للآخر وسيكون لقاءهما انفجار؛ لأن الأسوار تزيد من الخلافات، فالحل في الاندماج وليس الانفصال.
No comments:
Post a Comment