Tuesday, August 27, 2013

حريق القاهرة 1952 وانفجار كنيسة القديسين 2011

حريق القاهرة 1952 وانفجار كنيسة القديسين 2011



اليوم السابع | نبيل ناجى يكتب: حريق القاهرة 1952 وانفجار كنيسة القديسين 2011
في منتصف نهار يوم 26 يناير 1952 اندلعت حرائق هائلة في القاهرة والتهمت خلال ساعات قليلة نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادي في شوارع وميادين وسط المدينة.

وحتى الآن غير معروف من الذي قام بحريق القاهرة 1952، ومن المدهش إنه تم اتهام جميع الأطراف والقوى السياسية حينذاك بتدبير الحادث، فقد تم اتهام (الملك فاروق) بتدبيرها للتخلص من حكومة (مصطفى النحاس) القوية في ذلك الوقت، وكذلك تم إتهام (المخابرات الأنجليزية) لنفس السبب وتداولت أحاديث عن رؤية أجانب وهم يلقون بمواد كيميائية حارقة لا توجد إلا مع المخابرات الأجنبية أو قوات الجيش (!!!)، وتم اتهام أيضا (جماعة الأخوان المسلمين) أو (حزب مصر الفتاة) المعروف باتجاهه العنيف، وتم اتهام الجيش أيضا وتحديدا (جمال عبد الناصر)؛ وذلك لإضعاف الملك وتمهيد للثورة؛ لأنه نزلت قوات الجيش للشارع بعد أن طلب النحاس باشا دعمها، وقيل إن الثورة كان مخطط لها أن تتم في عام 1955 ولكن بعد حريق القاهرة تم التعجيل بها وقامت بعد عدة شهور.

أما عن انفجار كنيسة القديسين، ففي منتصف ليل 1 يناير 2011 حين دوى انفجار هائل أمام الكنيسة وقت خروج المصلين ونتج عنه عشرات القتلى والجرحى، هذا بجانب الجرح العظيم الذي احدثته الحادثة في قلوب جميع المصريين، فقد تم اتهام جميع الأطراف والقوى السياسية أيضا بتدبير هذا الحادث البشع؛ فاتهمت الحكومة على لسان وزير الداخلية (حبيب العادلي) المنتمون لما يسمى بـ (جيش الأسلام الفلسطيني) والمتصل بتنظيم القاعدة خصوصا بعد تهديدات (أيمن الظواهري) زعيم تنظيم القاعدة التي تبعت تصريحات (سليم العوا) عن تخزين الأسلحة في الكنائس والأديرة (!!!) وقد قيل إن هدف الحادثة
هو إضعاف (حبيب العادلي) عدوهم الأول، ومن الغريب إنه أثناء الانفلات الأمني بعد الثورة لم يقم حادث اعتداء واحد على أي كنيسة (!!!) وهذا يحمل احتمال أن من دبرها كان راضي عن الموقف في مصر، فلم يقدم على أي فعل إجرامي أو اعتداء أرهابي آخر؛ لأن المنطق يقول: أن من قام بمثل هذه الحادثة الأرهابية في وقت قوة الحكومة واستقرارها لابد وأن يستغل الانفلات الأمني للقيام بمزيد من هذه الأفعال، وقد تم اتهام أيضا الدولة نفسها من خلال (جهاز أمن الدولة) بتدبيرها، وكذلك تم اتهام بعض أجهزة المخابرات الأجنبية.

والتشابه بين الحادثيتين - غير إن فاعلهم غير معلوم للآن رغم مرور السنين - هو أن كلا الحادثتين سبقت ثورات بشهور قليلة، وكلاهما كانوا سبب في إرتباك وإنهاك للحكومات قبل هذه الثورات، وأن جميع الأطراف قد تم اتهامهم فيها، وكذلك أن التحقيقات في كلا الحادثين متوقفة ولا يتخذ فيها أي خطوات للأمام.

فإن لم نعد نتوقع أو نرغب في معرفة المدبر الحقيقي لحريق القاهرة 1952، ولكننا نريد أن نعرف من الذي أزهق أرواح شهداء كنيسة القديسين بدم بارد وضمير مستريح ومر فوق جثث الشهداء إلى طريقه؟

ونريد أن نعرف لماذا يتم استغلال دماء الأبرياء في السياسة بمؤامراتها واقحام من ليس لهم شأن بها؟؟ !!!

رابط موقع "اليوم السابع":
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1233950&SecID=190&IssueID=0

Friday, August 23, 2013

حديث مع متوتر - قصة حقيقية وقصيرة

حديث مع متوتر

اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب: حديث مع متوتر
بدون ميعاد قابلته، وقد ظهر على وجهه علامات الإنقباض وعلى مظهره مظاهر التوتر وخصوصا على قبضة يده التي تنقبض وتنبسط في تواتر وتوتر، فجلسنا لنشرب القهوة التي تزيد من التوتر والانفعال، ولكنها تعمل على مراكز المخ ليظل أكثر انتباه ويقظة.

فبادرته الحديث: 
- واضح عليك إنك مش مبسوط.
- بتقول كدة ليه؟ (!!) 
- شكلك بيقول كدة، وكمان من تعليقاتك على الـ (Facebook) كل كلامك بيقول إنك مش عاجبك حاجة.
-  يعني أنت اللي مبسوط.
- لأ، لكن بتابع وبستقبل الأخبار من غير رد فعل، هي السياسة كدة: مهما عرفنا فيها المستخبي فيها أكتر، ومهما فهمنا فيها فاللي بنجهله أكتر، ومحدش بيعرف الحقيقة.
- بالنسبة للسياسة، أنا مثلا ضد إن أي واحد ميعملش اللي نتوقعه منه نهاجمه ونقول عليه خاين وعميل زي (البرادعي)، هو عنده مبادئ وبيحافظ عليها.

فظهرت حولنا غمامة سوداء حجبت الضوء علينا، كان هذا هو من أحضر لنا القهوة، ولا أعلم لماذا يرتدي هذه الملابس السوداء؟ ربما لأن القهوة سادة !!!

فأرجعته للحديث مرة أخرى، فقلت له:
بس (البرادعي) مش قادر يفهم إنه مش مجرد ناشط سياسي حر ويعمل اللي هو عايزه، فيه ناس كتير حطت ثقتها فيه وهو خذلها وحتى مشرحش هو عمل كدة ليه، وساب الناس تقول اللي عايزينه كأنه ميهموش رأي الناس.

ولكنه أدار دفة الحديث لجهة أخرى:
- بعيد عن السياسة، حياتنا دي هتمشي إزاي؟؟ كلنا مهددين نسيب شغلنا في أي وقت وساعتها حياتي هتقف، أعمل ايه ساعتها؟ أسافر؟
- طيب تمام، لو ممكن تسافر سافر.
- وليه استنى لغاية ما اسيب الشغل؟؟ المفروض يبقى البديل جاهز، فين Plan B؟؟
- وايه اللي منعك عن البديل؟ 
- القرار صعب، ومش بتاعي لوحدي.
- طيب، استنى لغاية ما الأمور توضح.
- أنا حاسس إني غلطان في حق نفسي، كان فيه حاجات كتير ممكن أعملها عشان احمي نفسي من الوضع ده دلوقتي، وبعدين أرجع أقول ما أنا نجحت في شغلي وكل اللي حصل مش في ايد حد ولا حد توقعه وإحنا حالنا أحسن من حال ناس كتير وربنا أكيد هيحلها، لكن التفكير مش بيقف، على طول شغال.
- واضح إننا كلنا ابتدينا تجيلنا الاضطرابات بتاعت وقت الحروب، بس خلي بالك المخ مبيبطلش تفكير حتى والإنسان نايم.
- طيب، ايه الحل؟
- الحل هو توجيهه؛ لأن التفكير في موضوع واحد مع الضغط والتوتر وبالذات لما يكون الإنسان  مبيشاركش حد في الأفكار دي، ممكن يخلي الإنسان يتوهم أن الأمور أبشع من حقيقتها؛ لأن الأفكار عمالة تتفاعل مع نفسها، وممكن ساعتها تتفتح بوابة بين الوهم والحقيقة ويصبح الإنسان منفصل عن الواقع وعنده إما خوف مرضي أو تبلد في الاحساس.
- هو إحنا وصلنا للدرجة دي؟؟
- لأ، أنا بتكلم عامة، بس لازم التفكير في حلقة مفرغة يقف.
- والأفكار دي أوقفها إزاي؟؟
- أعمل زي ما بتوع (التنمية البشرية) ما بيقولوا وبص للنقاط الإيجابية وتصالح مع نفسك.
- أنت بتعمل كدة؟؟

وكان السؤال لي بمثابة صاعقة وصفعة، فصمت قليلا وفكرت وكنت أشرب في هذه اللحظة آخر رشفة في فنجان القهوة، فلما انتهيت منه وفي اللحظة الذي تركته من يدي أزاحه بعيدا بطريقة عصبية، قائلا:
- هنيا.
- رديت: الله يخليك.

وأكملت: يمكن مبعملش كدة دايما، لكن كان لازم أرد عليك وهو ده الرد الصحيح.
- يعني أنت مصدق نفسك؟
- وأنا بقول الكلام بكون مقتنع بيه، لكن عند التنفيذ بتبقى النظرية حاجة والتطبيق حاجة تانية.

فلما أطرق ونظر بعيدا، اختلست نظرة للساعة وقررت الانسحاب، فقلت: 
- أنا مضطر أمشي دلوقتي والوقت خدنا ولازم أقوم دلوقتي.

لم يلح عليّ في الجلوس أكثر من ذلك، ولكن عندما أدرت ظهري له ومشيت في طريقى وجدت قبضة يدي تنبسط وتنقبض في تواتر وتوتر، وقدماي تدب على الأرض في عصبية، وكل لغة جسدي من نظرات وأنفاس وحركات لا تتكلم إلا بلغة التوتر، فنظرت إلى يدي المتوترة، وأطلت النظر فيها معطيا لها الأمر بالتوقف عن هذا التوتر.

رابط موقع "اليوم السابع"
 http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1228264&SecID=190&IssueID=0

Muslim Brothers & Mubark's Sins التعاطف مع الأخوان وخطايا مبارك

التعاطف مع الأخوان وخطايا مبارك


اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب: التعاطف مع الأخوان وخطايا مبارك
يتحمل نظام مبارك الجزء الأعظم من الأسباب التي جعلت الكثيرين يتعاطفون مع (جماعة الأخوان) وفكرهم ونظامهم فيما بعد، فالفساد المنتشر بشكل واسع - والذي طال الجميع - كان هو الوقود الرئيسي لثورة المصريين.

ولكنك تجدهم الآن وقد تجاهلوا كل أخطاء (الأخوان) ولا يخشون إلا عودة (نظام مبارك)، فلو تأملت شخصياتهم وخلفياتهم فستجدهم قد تضرروا بشكل شخصي ومباشر من هذا النظام الأسبق؛ ولذلك اندفعوا في هذا الاتجاه ... كيف؟

فعن تجربة ومناقشة معهم؛ وجدت منهم من وجد نفسه في بيئة فقيرة تفتقر للخدمات الصحية والاجتماعية وبالتالي منهكة اقتصاديا مع رؤية أشد سوداوية للمستقبل، ولم يكن هناك من يمد لهم يد العون والحنو إلا (الأخوان).

وهناك من تم تخطيه في وظيفة رسمية أو درجة علمية بسبب معلوم أو غير معلوم، ووجد إن من سيرجع له حقه هم (الأخوان).

ووجدت منهم من فقد أقرب المقربين له (أبوه أو أمه) بسبب الإهمال الجسيم في أحد المستشفيات الحكومية، ويرى أن من سيضمن له كرامته المستقبلية هم (الأخوان).

وهناك من تعرض للملاحقة الأمنية بسبب التزامه الديني وإطلاعه على أفكار مجموعة أو جماعة معينة، وكان يرى أن من سيمنحه حريته هم (الأخوان).

وهذه الأمثلة هي أمثلة واضحة لأخطاء نظام مبارك، وقد يكون خطأه الأعظم هو تجريف العقول المصرية الواعدة والتي تنبغ في الخارج إن هجرت الوطن.

أما (الأخوان)، فقد قدموا لهؤلاء الشخصيات حلول في صبغة وصيغة دينية، فأصبحت مشبعة لهم نفسيا وروحيا.

ولكن بعد أن وصل الأخوان للحكم، لم نجد إشارة واضحة أو خطة أو مجرد فكرة تبشرنا إن مظاهر الفساد ستختفي والتنمية ستبدأ وحتى (مشروع النهضة) المزعوم كان مجرد دعاية انتخابية خادعة لعقول المصريين ووهمية لم يوجد لها أصل أو فرع، ولكننا بالعكس وجدنا إن الفقير يزداد فقرا، وخيرات مصر ومواردها يتمتع بها الأهل والعشيرة في (غزة) وليس المصريين، بجانب العمل المكثف على زرع كل عناصر (الأخوان) في كل حقول الدولة لضمان السيطرة والانتشار؛ وهذا ما تم تسميته بـ (أخونة الدولة)، ووقعوا في نفس خطأ (مبارك) وهو تجاهل الشعب بأكمله ظنا منهم إنهم مازالوا يسيطرون عليه رغم إنهم لم يقدموا له شيئا (!!!)، بالإضافة لجعل مصر مجرد تابعة سياسيا وفكريا لدول مثل: أمريكا، وتركيا، وقطر، والتضحية بأجزاء من الوطن مثل: حلايب وشلاتين، وسيناء.

وماذا عن الأقباط؟ ألم يتجرعوا نصيبهم من كأس السياسات الظالمة في عصر مبارك؟ ألم يعانوا من التهميش والتجاهل؟ ألم تقم الفتن الطائفية والتي كان يتم التعامل معها أمنيا فقط دون حلول جذرية تمنع تكرارها؟ وألم يكن (ومازال !!!) صعوبة بناء كنيسة كصعوبة بناء هرم جديد؟

فلماذا لم ينحنوا للنظام الجديد أملا في تعويض سنين مهدرة؟ السبب إنهم لم يأخذوا الموضوع بشكل شخصي واعتبروا أن هذه المشاكل ليست مقصودة بشكل مباشر بسبب الاختلاف في الدين؛ ولكنها مشاكل مجتمعية ونتيجة ترسيبات كثيرة وظروف أكثر تعقيدا، وعليهم أن يتحملوا نصيبهم من هذا الهم الوطني أملا في الإصلاح يوما ما.

فشخصنة الأمور (تعمي وتغمي) عين الإنسان وتجعله لا يتعامل مع الشيء إلا من خلال المشكلة الشخصية التي تسيطر على كل كيانه وأفكاره، وتجعله يندفع عاطفيا في الاتجاه المعاكس لما يكرهه، وللآسف الاندفاع العاطفي بتطرف يصعب التراجع عنه، رغم أن جميع قيادات (الأخوان) الذين كانوا يحركون المتعاطفون معهم قد تراجعوا عن مواقفهم بعد القبض عليهم مثلما كانوا يفعلون دائما بمبرر الخداع السياسي.

 إن كان الاندفاع بعنف في الاتجاه العكسي لما تضررنا منه مقبولا في وقت ما، ولكن يجب الوقوف والتعقل والتفكير هل هذا الاتجاه هو البديل؟ وإن لم يكن فلماذا الاستمرار فيه ؟؟؟ !!! 

رابط موقع "اليوم السابع":
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1223564&SecID=190&IssueID=0

Tuesday, August 20, 2013

Religious fascism by Muslim Brothers الفاشية الأخوانية باسم الدين

الفاشية الأخوانية باسم الدين
 
"دي حرب على الدين"
" في الوقت اللي قفلوا فيه القنوات الدينية، فيه 23 قناة قبطية اتفتحت"
" الأقباط هما اللي حرقوا كنائسهم القديمة وكدة كدة الحكومة هتجددها لهم"
" المسيحيين فرحانين دلوقتي، محدش كان سامع لهم صوت قبل كدة"
"احنا اللي ادينا لهم فرصة وعملنا في نفسنا كدة"
" طلعوا نص عربية أسلحة من كنيسة عزبة النخل"

هذه هي الكلمات التي تخترق آذاني هذه الأيام في الشوارع وفي التجمعات البشرية، ورغم ان أي إنسان طبيعي لا يمكن أن يصدق هذه الأكاذيب، ولكن عندما تنظر في وجه أصحابها وترى كيف يرددونها بشكل ببغائي كما يسمعونها في وسائل الأعلام الموجهة وتحديدا (قناة الجزيرة) وترى كيف يصدقون أنفسهم، ستشعر بالاحباط.

ولكن ما علاقة هذا الكلام (بالفاشية)؟ وما هي (الفاشية) أصلا؟
فكلمة (الفاشية) مرتبطة بالحزب الذي أسسه (موسوليني) في إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى عام 1920 والذي كان سياساته تعتمد على المبادئ العنصرية والديكتاتورية النابعة من تمييز وإعلاء أفراد هذا الحزب على باقي طبقات الشعب واعطاءهم مميزات لا يتمتع بها سواهم، وكان تأسيس هذا الحزب مواكب لتأسيس (الحزب النازي) في ألمانيا علي يد (هتلر) القائم على نفس هذه المبادئ، ثم تمددت هذه الأفكار العنصرية للإيمان بتميز الجنس الأوروبي عن باقي أجناس الأرض.

وطبعا بعد خروج إيطاليا وألمانيا من هذه التجربة المريرة وأصبحت نقطة سوداء في تاريخهم، تم تجريم المبادئ العنصرية والديكتاتورية وأصبحوا متصلين بشكل دائم بالفاشية والنازية.

وحاليا في مصر أصبحت (الديكتاتورية) مرفوضة ومكروهة، ولكن ألفاظ (العنصرية والفاشية والنازية) ظلت مبهمة رغم إنها مجرد فروع لأصل نفس الشجرة.

ومن المحبط في هذه الأيام، هو تصوير الأختلاف مع جماعة سياسية (الأخوان المسلمين) مستترة بغطاء ديني دعوي إنه حرب على الدين بأكمله !!!، فلماذا يتم اختزال الدين كله في جماعة تتخذ منه درع يحميها من النقد؟ ويبرر لها الفشل؟ ويمرر لها تنفيذ خططها الخاصة دون مراجعة؟

فالحرب الدينية هي الضغط على الإنسان حتى يبدل ديانته أو إعاقته على ممارسة شعائرها وتنفيذ تعاليمها؛ لذلك ليس من المنطقي أن تحارب أغلبية دينية نفس الأغلبية الدينية في ديانتها !!!

وهنا يلجأ الفاشيون لإثارة المشاعر الدينية تجاه (الآخر المختلف) لتصويره بأنه هو المتسبب في هذه الأحداث والسعيد بها وهذا هو عمق العنصرية والتي لا يشعر الإنسان المصري حتى الان إنها جريمة.

أتمنى أن نصل لليوم الذي تتحكم فيها عقولنا في أفعالنا وليس مشاعرنا المنقادة والموجهة.

Friday, August 16, 2013

Mulsim Brothers and Terrorism الأخوان والإرهاب

الأخوان والإرهاب


يوم بعد يوم ويظهر الوجه الآخر (لتنظيم الأخوان الإرهابي) وهو بالطبع الوجه الأكثر قبحا ولا تعتقد يا أخي إنه سيأتي إرهابي يوما ما ويقول لك: "سوف أقتلك لأني إرهابي" ولكن يجب أن يتخذ قناع يختفي من وراءه، وقد يكون هذا القناع هو الشرعية أو الديمقراطية ذلك السلم الذي وصل به هتلر إلى الحكم.

وهذا الوجه القبيح لم يكن هو نفس الوجه الذي ظهروا به في البداية بعد الثورة، ويبدو أن هذا الوجه القبيح كنا سنراه، في حالة فوز شفيق أو غيره أو في حالة خسارة مرشحهم في الانتخابات الرئاسية القادمة في حالة وصولنا إليها.

ومن الغريب أنهم قدموا أنفسهم بعد ثورة 25 ينايرعلى إنهم الفصيل الأكثر اعتدالا وانفتاحا وإيمانا بالديمقراطية، ونسى المصريون وذوي الذاكرة السمكية التي لا تلبث وتأكل من نفس الطُعم مرتين بأن جميع الجماعات الجهادية والإرهابية خرجت من رحم هذا التنظيم.

أما عن الأخوان فقد كانوا يسيرون في عدة طرق معا؛ فمع أمريكا والغرب انفتاحيين ومطيعين ومذعنين، ومع الشعب خيرين ومنظمين وطيبين، ومع الأصوليين أكثر أصولية وتشدد منهم.

وقد راهنت أمريكا (الغبية) والغرب (الغبي) على هذا الفصيل وضمان سيطرته على الشارع المصري وتوجيهه (بالريموت كنترول) وذلك لضمان نقل الحرب خارج أراضيهم ولكي لا يجاهدوا عندهم في بلادهم وفروا لهم أرض بديلة ليحكموها ويجاهدوا ضد شعبها، وفعلا تمت (المصلحة) واطمأنت وارتاحت اسرائيل وبدأوا في اعداد خطة اعادة توطين الفلسطينين في سيناء كوطن بديل.

وكنت اتمنى أن يأتي اليوم الذي ينقلبوا فيه على داعموهم الأمريكان والغربيين، ولكن هذا اليوم كان سيأتي بعد تمكنهم من مصر بالكامل وهو اليوم الذي لم ولن يأتي.

وفجأة ظهرت شبكتهم العنكبوتية التي دخلت كل بيت ومؤسسة وكيان في البلد، ويبدو إنهم كانوا شر لابد منه؛ فقد دخلوا الانتخابات الرئاسية بوجوه عدة: خيرت الشاطر(الرجل الأول والقوي)، محمد مرسي (الاستبن)، عبد المنعم أبو الفتوح (القناع الليبرالي)، سليم العوا (القناع القانوني ومستشارهم الأمين وصاحب نظرية تخزين الأسلحة في الكنائس والتي اتعجب من عدم استخدامها حتى الآن في هذه الأيام الأكثر سوادا التي تمر على الكنائس !!!)، وعبد الله الأشعل (وهو وجه باهت تنازل لمرسي قبل أيام من الانتخابات).

أما عن الأقباط، فقد حضر سعد الكتاتني ومحمد مرسي قداس العيد وقدموا التهنئة للبابا شنودة الثالث وقد زاره أيضا المرشد محمد بديع، ولكن عندما تولى الحكم لم يظهر، فقد كانت هذه الزيارات هي (السكر والزيت) الخاصة بالأقباط.

ولكن على منصة رابعة، الأقباط هم أول المستهدفون والمحرض ضدهم وبدأ سيناريو حرق الكنائس بعد فض الاعتصام، ناسين كل رسائل الحب التي كانوا يبعثون بها للأقباط وهي في باطنها رسائل رشاوي واستمالة.

أما في سيناء، فبإشارة بسيطة للإرهابيين الذين تم العفو عنهم وتم تسهيل الأنفاق لهم،
فبدأوا بحرب مباشرة راح ضحيتها الشهيد القس مينا عبود كاهن كنيسة العريش بطلقات غادرة.

ويبدو أن (حبيب العادلي) لم يكن مخطئا عندما قال أن منفذو تفجيرات كنيسة القديسين بالاسكندرية في مطلع عام 2011 منتمون (لجيش الإسلام الفلسطيني) والمتصل بحماس، وعدم حدوث أي اعتداءات على الكنائس أثناء انفلات الأمن في يناير 2011 دليل على إن الإرهابيين الذي نفذوا التفجيرات منذ أيام قليلة راضيين عن الأحداث، وإلا كانوا قد ضيعوا فرصة سانحة لإكمال ما خططوا له من جرائم، ويبدوا أن هذه الحادثة كانت مجرد خداع استراتيجي لجذب الأنظار نحو شيء آخر غير ما يخططون له ولإضعاف وزارة الداخلية وحبيب العادلي عدوهم الأول؛ فكالعادة استخدموا الأقباط ككبش فداء وضحية للوصول لهدف آخر لا شأن للأقباط به.

ونحن الآن في حرب مباشرة مع الإرهاب الباطل الذي يظن أنه وحده يمتلك الحق المطلق والحقيقة المطلقة، أرجو أن يتعلم الشعب المصري الدرس جيدا ويدرك على أي أساس سيختار مستقبله ورئيسه.


Thursday, August 15, 2013

USA Policy in Egypt السياسة الأمريكية في مصر

السياسة الأمريكية في مصر 

اليوم السابع | نبيل ناجي يكتب: السياسة الأمريكية المرفوضة في مصر
أصبحت التدخلات الأمريكية في الفترة الأخيرة مثار جدل وحيرة وكذلك ريبة وغيظ، وخصوصا أن السياسة الأمريكية مع مصر مرت بمراحل كثيرة كلها كانت بدافع من مصلحتها ومنفعتها، وهذا عكس ما يسوق لها إعلاميا إنها حامية لبعض المبادئ مثل: الديمقراطية والحرية وحقوق الأقليات.

ولعلنا نتذكر حديث وزيرة الخارجية السابقة (كونداليزا رايس) عن ضرورة فرض
الديمقراطية و(الفوضى الخلاقة)؛ هذا المصطلح الغريب الذي كان من الصعب على الكثيرين إدراكه، وهذا حقيقي حيث أنه من غير المنطقي أن تقترن صفة سلبية (الفوضى) مع فعل إيجابي (الخلاقة) لتنتج واقع غير مشوه، ولكن مع الوقت اتضحت معالم هذه السياسات.

ولكن قبل الخوض في تفاصيل السياسة الأمريكية في مصر، علينا أن نفرق بين الإدارة الأمريكية والمواطن (الناخب) الأمريكي، فمن المعروف أن المواطن الأمريكي لا يهتم كثيرا بالسياسة الخارجية ويعطي صوته لمن يعده بمزيد من الرخاء الاقتصادي وارتفاع مستوى المعيشة والرعاية الصحية والاجتماعية.

أما على مستوى التنافس السياسي والحزبي، فيحرص كل مرشح أن يؤكد أن من أولوياته الحفاظ على أمن إسرائيل وذلك لتغلغل (اللوبي الإسرائيلي) في جميع مفاصل الدولة وقدرته على توجيه الرأي العام وتسويق قضيتهم كما يرونها.

أما في مصر، ففي البداية نتذكر مقولة جمال عبد الناصر: " لو رضيت عني أمريكا، فاعلموا إني أسير في الطريق الخطأ". فالسياسة الأمريكية دائما ما تتلون تبعا لمصالحها المتمثلة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل وسهولة مرور السفن التجارية في قناة السويس، وكانت العلاقات الأمريكية المصرية تتسم بالاستقرار والاتفاق في عهد نظام مبارك، ولكن يبدو إنهم كانوا يفكرون في عصر (ما بعد مبارك) قبل أن يفكر هو نفسه في ذلك.

فكانت تحرص الإدارة الأمريكية دائما على فتح قنوات للاتصال مع جميع القوى السياسية حتى وإن اختلفت معها ايدولوجيا، فكانت لها اتصالات بتنظيم الأخوان منذ الثمانينات.

وبعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 ووجدت إنها مستهدفة داخل أراضيها، بدأت في العمل بسياسة (نقل الحرب خارج الأرض) فافتعلت حرب العراق لتنفيذ ذلك، وحرصت دائما على تصنيع مناطق ملتهبة تجذب إليها الجهاديين لحماية أراضيها من الهجمات المباشرة.


وعندما بدأت تظاهرات 25 يناير 2011 التي انتهت بالاعتصام في ميدان التحرير ووجدت نظام مبارك يتهاوى، فكان البديل الذي سيدعمونه جاهز، فبدأت الضغوط للدفع بسرعة للانتخابات التشريعية دون إعداد دستور يحمي حقوق جميع المصريين، وبعد الانتخابات الرئاسية بدأت الضغوط لإعلان النتيجة بأقصى سرعة خلافا للجدول الزمني المعلن بالتزامن مع إعلان (جماعة الأخوان) فوز مرشحهم في الفجر قبل انتهاء فرز الأصوات والإعلان الرسمي للنتيجة (!!!).
وبعد فشل حكم الأخوان في أقل من عام، وجدوا أن تصوراتهم لمستقبل المنطقة بشكل عام ومصر بشكل خاص لم يتحقق، فأصروا على دعم نظام رفضه الشعب متجاهلين إرادته معطين ظهورهم له بحجة الشرعية والديمقراطية، رغم أن هذا النظام قد أخل بجميع القواعد القانونية والدستورية والديمقراطية.

فتوالت الزيارات والضغوط والتقصي للتأكد أن ما حدث في 30 يونيو 2013 ثورة شعب وليست انقلاب، مع أنهم سرعان ما اعترفوا بثورة 25 يناير 2011 مع إن الذي حكم مصر حينها المجلس العسكري (!!!).

ولم يكن اختيار من يمثل (الأمريكان) موفق في كثير من الأحيان، فحينا تتدخل السفيرة الأمريكية (آن باترسون) التي صرحت أن مصر ستفلس واسرائيل ستحتلها في عام 2013، وحين آخر نجد (جون ماكين) الذي له  أراء معادية وعنصرية تجاه العرب جميعا، ولم يدركوا أن كل هؤلاء الشخصيات مرفوضة شعبيا.

ولكن للمرة الأولى منذ وقت طويل شعرنا إننا نستطيع أن نرفض الإملاءات والسياسات الأمريكية، وأصبحت القرارات تنبع من قلب الإرادة المصرية.

رابط موقع اليوم السابع:
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1209261&SecID=190&IssueID=0 

Wednesday, August 14, 2013

حرق الكنائس

حرق الكنائس


اليوم السابع | نبيل ناجى يكتب: متى يتوقف حرق الكنائس؟
اليوم 14 أغسطس 2013 ونتيجة لفض اعتصامي (تنظيم الأخوان) في رابعة العدوية والنهضة تم الاعتداء وحرق 15 كنيسة وديرين و5 مدارس قبطية في أولى التقديرات مع احتمالية تزايد الاعتداءات أثناء الليل.

فالأمر أصبح محير، في كل عصر تُحرق الكنائس ويتحمل المسيحيون نصيبهم من الهم الوطني وبعد ما الأمور ما تهدأ لا نسمع ولا نجد أي فعل لتجنب مثل هذه الحوادث لنتفاجئ بحادثة متجددة، وهذا حدث في عصور السادات، ومبارك، والمجلس العسكري، ومرسي - والذي انفرد عصره بالاعتداء على الكاتدرائية نفسها - وما بعد مرسي.

ومازالت اعتداءات الكنائس تستخدم كوسيلة إرهاب، ولكن هذه الوسيلة ليست للمسيحيين فقط ولكن للمصريين جميعا وهذا ما اختبره الشعب المصري في الفترة الأخيرة عندما كفّر وخوّن تنظيم الأخوان والجماعات التابعة له والخارجة من عباءته كل المخالفين لهم في الرأي.

يرى كثير من الأقباط، إنهم دائما ما يدفعون الثمن إن تكلموا وعبروا وشاركوا، وفي نفس الوقت إن انسحبوا ورضوا بالأمر الواقع يُتهمون بالسلبية والانسحاب والانعزال، ويروا أنفسهم إنهم الجانب الأضعف دائما والأقلية التي يتجبر عليه كل متجبر ويعطي فيهم مثال لباقي فئات الشعب فيما يستطيع فعله من قهر وتكدير وتنكيل.

ولكن في الحقيقة الأمر أعمق من ذلك؛ فالاعتداء على الأقباط يثبت إنهم الجزء العميق والأصيل في داخل الوطن؛ لأن أي معتدي عندما يهاجم يقصد أن يصيب في مقتل ومدام الأقباط في قلب الوطن، فعليهم أن يتحملوا الهجمات التي تصوب إلى هذا القلب.
ودائما ما نقابل هذه الاعتداءات بمزيد من الحب والتحمل والوطنية ونرفض جميع العروض المشبوهة للتدخلات الخارجية والحماية منذ رفض البابا بطرس الجاولي لحماية قيصر روسيا في عصر محمد على حتى مقولة البابا شنودة الثالث: "لو أمريكا اللي هتحمي الأقباط وتفرض الحماية الدولية على مصر، فليموت الأقباط وتحيا مصر".

وتحمل كذلك البابا تواضروس الثاني عبأ لا يحتمل واختار اختيار وطني تاريخي عندما اختار الوطن المغتصب، وأعلن رفضه لتنظيم إرهابي لا يرى في الوطن إلا مجرد سكن، ونال نصيبه من الهجوم والتشهير والتخوين والإهانة، ولكن تاريخيا سيثبت إنه لم يخشى ولم يذعن للإرهاب أو التهديد، واختار اختيار صعب في موقف حساس ووقت حساس وهو اختيار مصر وشعبها.

أما نحن فلا يجب أن نشعر بالظلم أو الضعف؛ لأنه سيأتي يوما - وقد بات قريبا - وسيعرف المجتمع من الذي يستحق أن يأخذ حقوقه كاملة ومن الذي يستحق أن يلفظ ويلقى في مزبلة التاريخ، ومن ينسحب في وقت الشدة لا يستطيع أن يطالب بحقوقه عندما ينتصر الوطن.

وأما الكنائس فليست المباني فقط، ولكنها القلوب التي ترفع صلواتها دائما وتقول: "يارب ارحم" وتصلي من أجل النيل والزرع وأهوية السماء وثمرات الأرض، ومن أجل جميع الناس.

لا ننسى أن السيد المسيح عندما هرب من وجه الشر وهو طفل رضيع لم يلجأ إلا لمصر. الكنيسة هي أن تعيش وتصلي بأمان وإيمان وليست مباني محاصرة فكريا وماديا. وهذا ما نطلبه ونسير إليه.

رابط موقع "اليوم السابع":
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1210599&SecID=190

Wednesday, August 7, 2013

مقارنة بين ميدانين

مقارنة بين ميدانين

 
اليوم السابع| نبيل ناجي يكتب: مقارنة بين ميدانين
لقد تأنيت وتباطأت كثيرا فى عقد هذه المقارنة لإعطاء نفسى وقت أكثر للمتابعة والملاحظة، ولكن مع الوقت ثبت أن هناك فارقا كبيرا بين ميادين التحرير فى كل محافظات مصر والاعتصام فى (النهضة ورابعة)، فعندما تذهب إلى أى ميدان من ميادين التحرير وتنظر فى وجوه الناس سيمتلأ قلبك بالطمأنينة والارتياح وستجد كل فئات الشعب محتشدين من أجل قناعاتهم الشخصية ليس مدفوعين أو مسلوبين الإرادة.
وعلى الجانب الآخر تجد أن الاعتصام الآخر يسيطر عليه الخوف والقلق والشك ويُصدر لنا بين حين وآخر عديد من القتلى وعليهم آثار تعذيب حتى الموت(!!!)، فيكفى أن تكون محل شك لتكون ضحية محتملة، وفى هذا الاعتصام يثار أنباء من حين لآخر عن رؤى وظهورات لا يراها إلا أصحابها، وهناك أطفال يلبسون الأكفان بغير إرادتهم ومدفوعين لمصير لا يعرفوه، هذا إلى جانب انتهاك حق الأطفال فى الحياة داخل طفولتهم وعدم استغلالهم سياسيا.

فى ذلك الاعتصام يسيطر القادة الواهمين على الموهومين بالأخبار المغلوطة، فيتم الإعلان مثلا إن الرئيس المعزول سيكون معهم خلال يوما أو يومين ولا يحدث، أو مطالبتهم بتجهيز الأفران لعمل (كحك العيد)، ومن فوق المنصة يعلن أحيانا وصول عناصر القاعدة أو أنه يمكن وقف العمليات المسلحة خلال دقائق فى حالة عودة المعزول، فهل هذا تهديد ووعيد مباشر؟ أم اعتراف بهذه الأعمال الإرهابية؟ أم دليل على شدة الخوف والقلق؟

أما عن البوابات المحصنة التى تجعلك تشعر إنك على أعتاب وطن آخر غير وطنك، ومَن بداخل هذه البوابات معتقدين إنهم وحدهم على حق بشكل مطلق والجميع خارجها على باطل؛ ولذلك عزلوا أنفسهم عنهم.

هناك فرق كبير بين ميدان الحرية وأبوابه المفتوحة للجميع فتطمأن له وتنضم إليه، واعتصام قائم على الخوف والشك.

رابط موقع "اليوم السابع": 

Saturday, August 3, 2013

مباشر من اعتصام ألف مسكن الأخواني

مباشر من اعتصام ألف مسكن الأخواني


في البداية أحب أعرفكم على (ميدان ألف مسكن) وهو مش ميدان أوي ولا إشارة إحنا ممكن نسميه (ملف) أو (U Turn)، فعشان كدة من الأول لو قناة (الخنزيرة) قالت: "الملايين تحتشد في ميدان الألف مسكن المترامي الأطراف" ... متصدقهمش؛ لأن physically و actually و geographically مينفعش.

الحكاية ابتدت من (الميكروباص) اللي كنت راجع فيه من برة ومعايا (الـLaptop) اللي بكتب عليه دلوقتي عشان يكون شاهد على كلامي، ومش محتاج أقول أن كل الأحداث اللي حصلت في الحكاية دي حقيقية ومحطتش أي Touch من عندي.

ولأن العالم قرية صغيرة الآن (Globalization) ابتدت التليفونات تيجي للركاب أن فيه (قلق) في ألف مسكن ومحدش حدد نوع القلق، وواحدة سألت السواق: "هو أنت هتروح ألف مسكن؟!!" كان سؤال غريب على وداني من نوعية: "هي مصر رايحة على فين؟" والحمد لله أن السواق مقالهاش: "مش كنتي تسألي قبل ما تركبي"

لكن السواق شكله كان متأمر وكان عارف اللي بيحصل هناك ومرضيش يقولنا عشان منسيبهوش ونركب المترو وقال بإصرار: "هنروح" ... وكعادة الشعب المصري الجميل اللي بيتكلم مع بعضه من غير ما يعرف بعضه، دار الحديث التالي اللي أبطاله واحدة محجبة وبنتها وأمها وواحدة منقبة وابنها والسواق وراجل عجوز جنبه - مع مراعاة أن دي الأوصاف المميزة ليهم ومحدش يفتكرني بوصفهم بأوصاف تمييزية أو عنصرية:

- المحجبة: هما لسة مفكرين أن مرسي راجع.
- المنقبة: شكلنا مش هنروح.
- السواق: هو مرسي عملنا إيه يعني؟
- العجوز: أنت مش شايف كل اللي عمله.
- السواق: قصدي عمل إيه عِدل عشان يرجع.
- العجوز: خربها.
- أم المحجبة: دول كلهم قابضين باليومية.
- السواق: أمال فاكرة ايه؟
 - المحجبة: دول كل يوم والتاني يقتلوا واحد في رابعة.
- أم المحجبة: الواد حمادة بطل يروح الشغل عشان مدينة نصر، دول دبحوا صاحبه قدام عينيه.
- المحجبة: عندهم الشريعة يعني تدبح الناس.
- المنقبة: هما شايفين أن هو ده الدين.
- المحجبة: واحد كان واقف لهم على الحمامات اتهمه واحد أنه سرق تليفونه فقطعوا له صباعه، عشان شكوا فيه بس.
- المنقبة: هي دي الشريعة.
- المحجبة: فيه مسلم يقتل مسلم؟!! ولا حتى مسيحي، دول المسيحين أحسن منهم على الأقل محترمين و بيحترمونا.
- بنت المحجبة: كفاية إنهم صاموا معانا يوم في رمضان.
(فانفرجت أساريري في الحال)
- المحجبة: إيه ذنبهم ولاد الملاجئ يجيبوهم ويلبسوهم أكفان ويتحاموا فيهم، طفل يتيم مالوش ذنب يستغلوه؟
- المنقبة: صمت وبتبص من الشباك بس.

الطريق كله ماشي زي الفل لغاية ما وصلنا لبداية ألف مسكن، ولقينا الأخوان قافلين الطريق والعربيات ماشية عكس، ولكن سواق (الميكروباص) مطلعش متآمر، لكن طلع عنده الخطة البديلة (Plan B) ولف بشكل مفاجئ.

- ابن المنقبة بص من الشباك وهتف: انزل يا سيسي ... مرسي مش رئيسي.
- المحجبة: يالا انزل معاهم.
- المنقبة: بيقولك (مرسي مش رئيسي).
- المحجبة: كدة لو نزل هيأكلوه.

المهم وصلت الحمد لله، بس اتأكدت إن مرسي والأخوان أصبحوا جزء من الماضي الذي لن يعود، محدش معاهم خالص.

أما أنا فمستغرب مش دول الأخوان اللي خونوا وكفروا وقالوا علي أي حد واقف في الشارع أنه قابض، دلوقتي كل الناس مصدقين إنهم قابضين.

أهم حاجة أنا خايف دلوقتي على اقتصاد (ألف مسكن) لأن فيه عمارات كتيرة مبنية من غير ترخيص أقل واحدة فيهم 11 دور؛ فأخاف أن محدش يشتريهم لما يعرف أن بيبقى تحتهم اعتصامات. 

وواضح أن الاعتصام انتهى؛ لأن دلوقتي فيه مسيرة منهم في شارع أحمد عصمت (تحت البيت) من ميدان ألف مسكن (الكبير والشهير) إلى المجهول.


ده احنا كنا فرحنا وقلنا بدل ما كنا بنروح الأحداث، بقت الأحداث تجيلنا، وبدل ما أتابع الأخبار في التلفزيون أو الأنترنت كنت هتابعها من البلكونة.

يالا خدوا الشر وراحوا وتصبحوا على خير.