حريق القاهرة 1952 وانفجار كنيسة القديسين 2011
في منتصف نهار يوم 26 يناير 1952 اندلعت حرائق هائلة في القاهرة والتهمت خلال ساعات قليلة نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادي في شوارع وميادين وسط المدينة.
وحتى الآن غير معروف من الذي قام بحريق القاهرة 1952، ومن المدهش إنه تم اتهام جميع الأطراف والقوى السياسية حينذاك بتدبير الحادث، فقد تم اتهام (الملك فاروق) بتدبيرها للتخلص من حكومة (مصطفى النحاس) القوية في ذلك الوقت، وكذلك تم إتهام (المخابرات الأنجليزية) لنفس السبب وتداولت أحاديث عن رؤية أجانب وهم يلقون بمواد كيميائية حارقة لا توجد إلا مع المخابرات الأجنبية أو قوات الجيش (!!!)، وتم اتهام أيضا (جماعة الأخوان المسلمين) أو (حزب مصر الفتاة) المعروف باتجاهه العنيف، وتم اتهام الجيش أيضا وتحديدا (جمال عبد الناصر)؛ وذلك لإضعاف الملك وتمهيد للثورة؛ لأنه نزلت قوات الجيش للشارع بعد أن طلب النحاس باشا دعمها، وقيل إن الثورة كان مخطط لها أن تتم في عام 1955 ولكن بعد حريق القاهرة تم التعجيل بها وقامت بعد عدة شهور.
أما عن انفجار كنيسة القديسين، ففي منتصف ليل 1 يناير 2011 حين دوى انفجار هائل أمام الكنيسة وقت خروج المصلين ونتج عنه عشرات القتلى والجرحى، هذا بجانب الجرح العظيم الذي احدثته الحادثة في قلوب جميع المصريين، فقد تم اتهام جميع الأطراف والقوى السياسية أيضا بتدبير هذا الحادث البشع؛ فاتهمت الحكومة على لسان وزير الداخلية (حبيب العادلي) المنتمون لما يسمى بـ (جيش الأسلام الفلسطيني) والمتصل بتنظيم القاعدة خصوصا بعد تهديدات (أيمن الظواهري) زعيم تنظيم القاعدة التي تبعت تصريحات (سليم العوا) عن تخزين الأسلحة في الكنائس والأديرة (!!!) وقد قيل إن هدف الحادثة
هو إضعاف (حبيب العادلي) عدوهم الأول، ومن الغريب إنه أثناء الانفلات الأمني بعد الثورة لم يقم حادث اعتداء واحد على أي كنيسة (!!!) وهذا يحمل احتمال أن من دبرها كان راضي عن الموقف في مصر، فلم يقدم على أي فعل إجرامي أو اعتداء أرهابي آخر؛ لأن المنطق يقول: أن من قام بمثل هذه الحادثة الأرهابية في وقت قوة الحكومة واستقرارها لابد وأن يستغل الانفلات الأمني للقيام بمزيد من هذه الأفعال، وقد تم اتهام أيضا الدولة نفسها من خلال (جهاز أمن الدولة) بتدبيرها، وكذلك تم اتهام بعض أجهزة المخابرات الأجنبية.
والتشابه بين الحادثيتين - غير إن فاعلهم غير معلوم للآن رغم مرور السنين - هو أن كلا الحادثتين سبقت ثورات بشهور قليلة، وكلاهما كانوا سبب في إرتباك وإنهاك للحكومات قبل هذه الثورات، وأن جميع الأطراف قد تم اتهامهم فيها، وكذلك أن التحقيقات في كلا الحادثين متوقفة ولا يتخذ فيها أي خطوات للأمام.
فإن لم نعد نتوقع أو نرغب في معرفة المدبر الحقيقي لحريق القاهرة 1952، ولكننا نريد أن نعرف من الذي أزهق أرواح شهداء كنيسة القديسين بدم بارد وضمير مستريح ومر فوق جثث الشهداء إلى طريقه؟
ونريد أن نعرف لماذا يتم استغلال دماء الأبرياء في السياسة بمؤامراتها واقحام من ليس لهم شأن بها؟؟ !!!
رابط موقع "اليوم السابع":
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1233950&SecID=190&IssueID=0
رابط موقع "اليوم السابع":
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1233950&SecID=190&IssueID=0