التعاطف مع الأخوان وخطايا مبارك
يتحمل نظام مبارك الجزء الأعظم من الأسباب التي جعلت الكثيرين يتعاطفون مع (جماعة الأخوان) وفكرهم ونظامهم فيما بعد، فالفساد المنتشر بشكل واسع - والذي طال الجميع - كان هو الوقود الرئيسي لثورة المصريين.
ولكنك تجدهم الآن وقد تجاهلوا كل أخطاء (الأخوان) ولا يخشون إلا عودة (نظام مبارك)، فلو تأملت شخصياتهم وخلفياتهم فستجدهم قد تضرروا بشكل شخصي ومباشر من هذا النظام الأسبق؛ ولذلك اندفعوا في هذا الاتجاه ... كيف؟
فعن تجربة ومناقشة معهم؛ وجدت منهم من وجد نفسه في بيئة فقيرة تفتقر للخدمات الصحية والاجتماعية وبالتالي منهكة اقتصاديا مع رؤية أشد سوداوية للمستقبل، ولم يكن هناك من يمد لهم يد العون والحنو إلا (الأخوان).
وهناك من تم تخطيه في وظيفة رسمية أو درجة علمية بسبب معلوم أو غير معلوم، ووجد إن من سيرجع له حقه هم (الأخوان).
ووجدت منهم من فقد أقرب المقربين له (أبوه أو أمه) بسبب الإهمال الجسيم في أحد المستشفيات الحكومية، ويرى أن من سيضمن له كرامته المستقبلية هم (الأخوان).
وهناك من تعرض للملاحقة الأمنية بسبب التزامه الديني وإطلاعه على أفكار مجموعة أو جماعة معينة، وكان يرى أن من سيمنحه حريته هم (الأخوان).
وهذه الأمثلة هي أمثلة واضحة لأخطاء نظام مبارك، وقد يكون خطأه الأعظم هو تجريف العقول المصرية الواعدة والتي تنبغ في الخارج إن هجرت الوطن.
أما (الأخوان)، فقد قدموا لهؤلاء الشخصيات حلول في صبغة وصيغة دينية، فأصبحت مشبعة لهم نفسيا وروحيا.
ولكن بعد أن وصل الأخوان للحكم، لم نجد إشارة واضحة أو خطة أو مجرد فكرة تبشرنا إن مظاهر الفساد ستختفي والتنمية ستبدأ وحتى (مشروع النهضة) المزعوم كان مجرد دعاية انتخابية خادعة لعقول المصريين ووهمية لم يوجد لها أصل أو فرع، ولكننا بالعكس وجدنا إن الفقير يزداد فقرا، وخيرات مصر ومواردها يتمتع بها الأهل والعشيرة في (غزة) وليس المصريين، بجانب العمل المكثف على زرع كل عناصر (الأخوان) في كل حقول الدولة لضمان السيطرة والانتشار؛ وهذا ما تم تسميته بـ (أخونة الدولة)، ووقعوا في نفس خطأ (مبارك) وهو تجاهل الشعب بأكمله ظنا منهم إنهم مازالوا يسيطرون عليه رغم إنهم لم يقدموا له شيئا (!!!)، بالإضافة لجعل مصر مجرد تابعة سياسيا وفكريا لدول مثل: أمريكا، وتركيا، وقطر، والتضحية بأجزاء من الوطن مثل: حلايب وشلاتين، وسيناء.
وماذا عن الأقباط؟ ألم يتجرعوا نصيبهم من كأس السياسات الظالمة في عصر مبارك؟ ألم يعانوا من التهميش والتجاهل؟ ألم تقم الفتن الطائفية والتي كان يتم التعامل معها أمنيا فقط دون حلول جذرية تمنع تكرارها؟ وألم يكن (ومازال !!!) صعوبة بناء كنيسة كصعوبة بناء هرم جديد؟
فلماذا لم ينحنوا للنظام الجديد أملا في تعويض سنين مهدرة؟ السبب إنهم لم يأخذوا الموضوع بشكل شخصي واعتبروا أن هذه المشاكل ليست مقصودة بشكل مباشر بسبب الاختلاف في الدين؛ ولكنها مشاكل مجتمعية ونتيجة ترسيبات كثيرة وظروف أكثر تعقيدا، وعليهم أن يتحملوا نصيبهم من هذا الهم الوطني أملا في الإصلاح يوما ما.
فشخصنة الأمور (تعمي وتغمي) عين الإنسان وتجعله لا يتعامل مع الشيء إلا من خلال المشكلة الشخصية التي تسيطر على كل كيانه وأفكاره، وتجعله يندفع عاطفيا في الاتجاه المعاكس لما يكرهه، وللآسف الاندفاع العاطفي بتطرف يصعب التراجع عنه، رغم أن جميع قيادات (الأخوان) الذين كانوا يحركون المتعاطفون معهم قد تراجعوا عن مواقفهم بعد القبض عليهم مثلما كانوا يفعلون دائما بمبرر الخداع السياسي.
إن كان الاندفاع بعنف في الاتجاه العكسي لما تضررنا منه مقبولا في وقت ما، ولكن يجب الوقوف والتعقل والتفكير هل هذا الاتجاه هو البديل؟ وإن لم يكن فلماذا الاستمرار فيه ؟؟؟ !!!
رابط موقع "اليوم السابع":
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1223564&SecID=190&IssueID=0
ولكنك تجدهم الآن وقد تجاهلوا كل أخطاء (الأخوان) ولا يخشون إلا عودة (نظام مبارك)، فلو تأملت شخصياتهم وخلفياتهم فستجدهم قد تضرروا بشكل شخصي ومباشر من هذا النظام الأسبق؛ ولذلك اندفعوا في هذا الاتجاه ... كيف؟
فعن تجربة ومناقشة معهم؛ وجدت منهم من وجد نفسه في بيئة فقيرة تفتقر للخدمات الصحية والاجتماعية وبالتالي منهكة اقتصاديا مع رؤية أشد سوداوية للمستقبل، ولم يكن هناك من يمد لهم يد العون والحنو إلا (الأخوان).
وهناك من تم تخطيه في وظيفة رسمية أو درجة علمية بسبب معلوم أو غير معلوم، ووجد إن من سيرجع له حقه هم (الأخوان).
ووجدت منهم من فقد أقرب المقربين له (أبوه أو أمه) بسبب الإهمال الجسيم في أحد المستشفيات الحكومية، ويرى أن من سيضمن له كرامته المستقبلية هم (الأخوان).
وهناك من تعرض للملاحقة الأمنية بسبب التزامه الديني وإطلاعه على أفكار مجموعة أو جماعة معينة، وكان يرى أن من سيمنحه حريته هم (الأخوان).
وهذه الأمثلة هي أمثلة واضحة لأخطاء نظام مبارك، وقد يكون خطأه الأعظم هو تجريف العقول المصرية الواعدة والتي تنبغ في الخارج إن هجرت الوطن.
أما (الأخوان)، فقد قدموا لهؤلاء الشخصيات حلول في صبغة وصيغة دينية، فأصبحت مشبعة لهم نفسيا وروحيا.
ولكن بعد أن وصل الأخوان للحكم، لم نجد إشارة واضحة أو خطة أو مجرد فكرة تبشرنا إن مظاهر الفساد ستختفي والتنمية ستبدأ وحتى (مشروع النهضة) المزعوم كان مجرد دعاية انتخابية خادعة لعقول المصريين ووهمية لم يوجد لها أصل أو فرع، ولكننا بالعكس وجدنا إن الفقير يزداد فقرا، وخيرات مصر ومواردها يتمتع بها الأهل والعشيرة في (غزة) وليس المصريين، بجانب العمل المكثف على زرع كل عناصر (الأخوان) في كل حقول الدولة لضمان السيطرة والانتشار؛ وهذا ما تم تسميته بـ (أخونة الدولة)، ووقعوا في نفس خطأ (مبارك) وهو تجاهل الشعب بأكمله ظنا منهم إنهم مازالوا يسيطرون عليه رغم إنهم لم يقدموا له شيئا (!!!)، بالإضافة لجعل مصر مجرد تابعة سياسيا وفكريا لدول مثل: أمريكا، وتركيا، وقطر، والتضحية بأجزاء من الوطن مثل: حلايب وشلاتين، وسيناء.
وماذا عن الأقباط؟ ألم يتجرعوا نصيبهم من كأس السياسات الظالمة في عصر مبارك؟ ألم يعانوا من التهميش والتجاهل؟ ألم تقم الفتن الطائفية والتي كان يتم التعامل معها أمنيا فقط دون حلول جذرية تمنع تكرارها؟ وألم يكن (ومازال !!!) صعوبة بناء كنيسة كصعوبة بناء هرم جديد؟
فلماذا لم ينحنوا للنظام الجديد أملا في تعويض سنين مهدرة؟ السبب إنهم لم يأخذوا الموضوع بشكل شخصي واعتبروا أن هذه المشاكل ليست مقصودة بشكل مباشر بسبب الاختلاف في الدين؛ ولكنها مشاكل مجتمعية ونتيجة ترسيبات كثيرة وظروف أكثر تعقيدا، وعليهم أن يتحملوا نصيبهم من هذا الهم الوطني أملا في الإصلاح يوما ما.
فشخصنة الأمور (تعمي وتغمي) عين الإنسان وتجعله لا يتعامل مع الشيء إلا من خلال المشكلة الشخصية التي تسيطر على كل كيانه وأفكاره، وتجعله يندفع عاطفيا في الاتجاه المعاكس لما يكرهه، وللآسف الاندفاع العاطفي بتطرف يصعب التراجع عنه، رغم أن جميع قيادات (الأخوان) الذين كانوا يحركون المتعاطفون معهم قد تراجعوا عن مواقفهم بعد القبض عليهم مثلما كانوا يفعلون دائما بمبرر الخداع السياسي.
إن كان الاندفاع بعنف في الاتجاه العكسي لما تضررنا منه مقبولا في وقت ما، ولكن يجب الوقوف والتعقل والتفكير هل هذا الاتجاه هو البديل؟ وإن لم يكن فلماذا الاستمرار فيه ؟؟؟ !!!
رابط موقع "اليوم السابع":
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1223564&SecID=190&IssueID=0
No comments:
Post a Comment